السؤال:
♦ الملخص:
شابة كانت تدعو الله بدعوة منذ عشر سنوات، وقد استجاب لها، لكن ليس كما رسمت في خيالها؛ فشعرت بأن الله عز وجل خيَّب ظنها، وتسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
السلام وعليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أدعو الله عز وجل بدعوة منذ عشر سنوات، وقد استجاب الله لي، لكنه لم يستجب بالصورة التي كنت أريد، فلم أفرح، بل حزنتُ؛ أَبَعْدَ الأملِ والرضا واليقين بالله عز وجل يخيِّب ظني بهذه الصورة؟ أشعر أنني كُسرت؛ فقد انتظرتُ سنين عددًا، وفي النهاية صُدمتُ، كيف أتعلم الرضا بالقضاء والقدر؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
اعلمي أختنا الكريمة أن الله تعالى لا يُخيِّب رجاءَ مخلوقٍ أبدًا إذا رجاه، وإنما الله تعالى حكيمٌ يضع الأمور في نِصابها، وهو سبحانه عليم محيطٌ بكل الأمور، وأما الإنسان فعقله قاصر، ونظرته غير محيطة، فقد يسأل المخلوقُ ربه، ويظن أن في تعجيل إجابة هذا السؤال خيرًا له، والله سبحانه وتعالى يعلم أن تحقيقه يعود بالسوء على السائل؛ فإما أن يُحقِّقه له في الوقت المناسب، إن كان في تأجيله خير، وإما أن يدخره له إلى يوم القيامة، إن كان يعلم سبحانه وتعالى أن تحقيقه في الدنيا يعود بالسوء على السائل.
وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك؛ فقال في الحديث الصحيح: ((ما من مسلمٍ يدعو بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رَحِمٍ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تُعجَّلَ له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها))[1].
ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن استعجال إجابة الدعوة؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يَدْعُ بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوتُ وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويَدَعُ الدعاء))[2].
ولذلك أختنا الكريمة عليكِ بالتسليم لقضاء الله وقدره؛ لأن علمَكِ قاصر، وعلم الله تعالى محيط، وهو سبحانه وتعالى يعلم ما يُصلِح الإنسان، وقضاؤه وقدره كله خير، وإنْ ظنَّ الإنسان بعقله القاصر أنه شر له.
هذا، ونسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.
--------------
[1] أخرجه أحمد (11133).
[2] متفق عليه: أخرجه البخاري (6340)، ومسلم (2735).