العيد آداب وأحكام
جمع وإعداد الشيخ / عبد رب الصالحين العتموني

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد :

● صلاة العيد شعيرة من شعائر الإسلام التي ينبغي إحياؤها وإدراك مقاصدها واستشعار معانيها شُرعت في السنة الأولى من الهجرة وواظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأمر الرجال والنساء أن يخرجوا لها ( من غير فرق بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحائض بشرط التستر ولبس الحجاب الشرعي وعدم التبرج والتطيب والاختلاط ) ولكن النساء الحيض يشهدن الخير ودعوة المُسلمين ويعتزلن الصلاة .
● واختلف العُلماء في حُكمها فذهب المالكية والشافعية إلي أنها سُنة مُؤكدة وذهب الحنابلة إلي أنها فرض كفاية بينما ذهب الأحناف إلي أنها واجبة علي الأعيان .
● والسُنة أن تُصلي في الخلاء لمُواظبة النبي صلى الله عليه وسلم علي ذلك ولم يُنقل عنه أنه صلاها في مسجده مع فضله إلا مرة واحدة بسبب المطر الشديد .
● ووقتها يبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح ( أي بعد حوالي 10الي 15 دقيقة من بعد طُلوع الشمس ) وآخر وقتها إلى الزوال ( أي قبل وقت الظهر بحوالي10الي 15 دقيقة ) .
● والأفضل في صلاة عيد الأضحى التبكير ليتمكن الناس من ذبح أضاحيهم وفي عيد الفطر التأخير ليتمكن الناس من إخراج زكاة الفطر .
● وصلاة العيد ركعتان من غير أذان ولا إقامة من غير خلاف بين أهل العلم ولا يُشرع لها النداء بـــــــ ( الصلاة جامعة ) ونحو ذلك لعدم الدليل على ذلك .
● ولم يثبت أن لصلاة العيد سُنة قبلها أو بعدها ولكن تشرع صلاة ركعتين بعد الصلاة في المنزل ثبت ذلك في حديث عند ابن ماجة والحاكم وأحمد وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله .
● والسُنة فيها أن يُكبر المُصلي قبل القراءة في الركعة الأولى ستاً غير تكبيرة الإحرام وفي الثانية خمساً غير تكبيرة القيام مع رفع اليدين في كل تكبيرة علي الراجح لثبوت ذلك عن عبد الله بن عُمر رضي الله عنهما .
● والتكبير سُنة لا تبطل الصلاة بتركه عمداً ولا سهواً .
● والمشروع في حق المأموم أن لا يجهر بشئ من التكبيرات في الصلاة بل يجب عليه أن يُكبر سِراً وكذلك السلام .
● وكان صلى الله عليه وسلم يسكت بين كل تكبيرتين سكتة يسيرة ولم يُحفظ عنه صلى الله عليه وسلم ذكر مُعين بين التكبيرات .
● والسُنة للإمام أن يقرأ جهراً في الركعة الأولى بعد التكبيرات بسورة ( الأعلى ) وفي الثانية بسورة
( الغاشية ) أو يقرأ في الأولى بسورة ( ق ) وفي الثانية بسورة ( القمر ) ولو قرأ بغير ذلك فلا حرج عليه .
● فإذا فرغ الإمام من الصلاة خطب الناس خُطبة واحدة علي الراجح والخُطبة بعد صلاة العيد سُنة والاستماع إليها كذلك باتفاق العُلماء ولم يُحفظ عنه صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح أنه كان يفتتح خُطبة العيد بالتكبير وإنما كان يفتتح خُطبه كلها بالحمد لله .
● ويُستحب الإكثار من التكبير في ليلة العيد وهذا في عيد الفطر والتكبير فيه يكون من غُروب شمس آخر يوم من رمضان ويستمر حتى صلاة العيد ويكون عاماً في الأماكن كلها ولا تكبير في عيد الفطر عقب الصلوات المفروضة .
أما التكبير في عيد الأضحى فيكون من أول أيام ذي الحِجة على الصحيح هذا في التكبير العام في كل الأماكن أما التكبير في عيد الأضحى عقب الصلوات المفروضة فيكون من فجر يوم عرفة ويستمر حتى عصر آخر يوم من أيام التشريق .
وصفة التكبير أن يقول : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد وإن كبَّر ثلاثاً فهو حسن والأمر في هذا واسع .
● ويُستحب الإغتسال يوم العيد قبل الخُروج للصلاة .
● ويُستحب التجمل للعيد وذلك بالتطيب ولبس أحسن الثياب .
● والسُنة قبل الخُروج لصلاة عيد الفطر أن يأكل بعض التمرات وتراً أما في عيد الأضحى فلا يأكل حتى يُصلي .
● والسُنة أن يخرج إلى العيد ماشياً وعليه السكينة والوقار وكذلك رُجوعه .
● والسُنة أن يخرج إلى العيد من طريق ويعود من غيره .
● ويُستحب أن يُهنىء المُسلمون بعضهم بعضاً بالعيد فإن ذلك من مكارم الأخلاق كأن يقول لمن لقيه : تقبَّل الله منا ومنكم وأعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركة وعيدكم مُبارك ونحو ذلك .
● ويُستحب للمُسلم في يوم العيد أن يُظهر الفرح والسُرور ويبش في وجه كل من يلقاه من المُسلمين ولا بأس باللعب واللهو المُباح وفعل كل ما يُدخل البهجة في النُفوس بشرط أن يكون ذلك في حُدود ما أباحه الشرع ومن غير إفراط ولا تفريط .
تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير
أخوكم / عبد رب الصالحين العتموني