خرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/152)، فقال:
قَالَه لي إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى عَنْ هشام عَنِ ابْن جريج عَنِ ابْن شهاب [عن]، السائب بْن مالك الكناني، عَنْ عُمَر قَالَ: "إنما يتعاشر الناس بالأحساب والدين". اهـ.
وقال: قَالَ لنا يحيى بن صالح (نا) إسحاق ابن يَحْيَى الكلبي (نا) الزُّهْرِيّ حَدَّثَنِي السائب بْن مالك الكناني أن ابْن عررة الدؤلي: قَالَ عُمَر لامرأته - مثلَهُ.
وَقَالَ لِي ابْن مقاتل عَنِ ابْن مبارك أنا يونس عَنِ الزُّهْرِيّ حَدَّثَنِي السائب بْن مالك الدؤلي أن ابْن عررة الدؤلي - نحوه.
خرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص: 232)، فقال: أخبرنا الْحَسَنُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي السَّائِبُ بْنُ مالك الدؤلي عن عمر، ولم يذكر المتن.
وخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق [186]، فقال: حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ، ثنا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مَالِكٍ الْكِنَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَزْرَةَ الدُّؤَلِيِّ،
وَكَانَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ يَخْلَعُ النِّسَاءَ الَّتِي يَتَزَوَّجُهَا، فَطَارَ لَهُ فِي النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ أُحْدَوثَةٌ فَكَرِهَهَا،
فَلَمَّا عَلِمَ بِذَلِكَ، قَامَ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَرْقَمَ حَتَّى أَدْخَلَهُ بَيْتَهُ، فَقَالَ لامْرَأَتِهِ، وَابْنُ الأَرْقَمَ يَسْمَعُ: أَنْشُدُكِ بِاللَّهِ، هَلْ تُبْغِضِينَنِي؟ فَقَالَتِ امْرَأَتَهُ لا تُنَاشِدْنِي. قَالَ: بَلَى. فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ نَعَمْ. فَقَالَ ابْنُ أَبِي عَزْرَةَ لِعَبْدِ اللَّهِ: أَتَسْمَعُ؟
ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى عُمَرَ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يُحَدِّثُونَ أَنِّي أَظْلِمُ النِّسَاءَ، وَأَخْلَعُهُنَّ ، فَاسْأَلْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الأَرْقَمَ عَمَّا سَمِعَ مِنَ امْرَأَتِي، فَسَأَلَ عُمَرُ عَبْدَ اللَّهِ، فَأَخْبَرَهُ،
فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَجَاءَتْ، فَقَالَ لَهَا: " أَنْتِ الَّتِي تُحَدِّثِينَ زَوْجَكِ أَنَّكِ تُبْغِضِينَهُ؟ "،
قَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أَوَّلُ مَنْ تَابَ، وَرَاجَعَ أَمَرَ اللَّهِ، إِنَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْشَدَنِي بِاللَّهِ، فَتَحَرَّجْتُ أَنْ أَكْذِبَ، أَفَأَكْذِبُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟
قَالَ: " نَعَمْ، فَاكْذِبِي، فَإِنْ كَانَتْ إِحْدَاكُنَّ لا تُحِبُّ أَحَدًا، فَلا تُحَدِّثْهُ بِذَلِكَ، فَإِنَّ أَقَلَّ الْبُيُوتِ الَّذِي يُبْنَى عَلَى الْحُبِّ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَتَعَاشَرُونَ بِالإِسْلامِ، وَالإِحْسَانِ ". اهـ.
وخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ [1 : 200]، فقال: حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ، حَدَّثَنَا جَدِّي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي السَّائِبُ بْنُ مَالِكٍ الدُّؤَلِيُّ، به وفيه:
ثُمَّ انْطَلَقَ ابْنُ أَبِي عُرْوَةَ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكُمْ تَتَحَدَّثُونَ أَنِّي أَظْلِمُ النِّسَاءَ وَأَخْتَلِعُهُن َّ، فَسَلْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ عَمَّا سَمِعَ مِنِ امْرَأَتِي، فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى امْرَأَةِ ابْنِ أَبِي عُرْوَةَ،
فَجَاءَتْهُ هِيَ وَعَمَّتُهَا، فَقَالَ: أَأَنْتِ الَّتِي يُحَدِّثُنِي زَوْجُكِ أَنَّكِ تَبْغَضِينَهُ؟ قَالَتْ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَابَ، وَرَاجَعَ أَمْرَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، نَشَدَنِي، فَتَحَرَّجْتُ أَنْ أَكْذِبَ، أَفَأَكْذِبُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟
قَالَ: نَعَمْ، فَاكْذِبْنَنَا، وَإِنْ كَانَتْ إِحْدَاكُنّ لَا تُحِبُّ أَحَدَنَا، فَلَا تُحَدِّثْهُ بِذَلِكَ، فَإِنَّهُ أَقَلُّ الْبُيُوتِ الَّذِي بُنِيَ عَلَى الْحُبِّ، وَلَكِنَّ النَّاسَ يَتَعَاشَرُونَ بِالْإِسْلَامِ، وَالْأَنْسَابِ، وَالْإِحْسَانِ". اهـ.
وقال البخاري: وَقَالَ سُفْيَان بْن حسين وبشر بن شعيب ابن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري: ابن أبي عزرة.
خرجه الطبري في تهذيب الآثار [236]، فقال: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عَزْرَةَ،
أَنَّهُ أَخَذَ بِيَدِ ابْنِ الأَرْقَمَ، فَأَدْخَلَهُ عَلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: أَتُبْغِضِينَنِ ي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ لَهُ ابْنُ الأَرْقَمَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: كَبُرَتْ عَلَيَّ مَقَالَةُ النَّاسِ،
فَأَتَى ابْنُ الأَرْقَمَ، عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَأَخْبَرَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَزْرَةَ، فَقَالَ لَهُ: " مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ " قَالَ: كَبُرَتْ عَلَيَّ مَقَالَةُ النَّاسِ،
فَأَرْسَلَ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَجَاءَتْهُ وَمَعَهَا عَمَّةٌ لَهَا مُنْكَرَةٌ، فَقَالَتْ: إِنْ سَأَلَكِ فَقُولِي: إِنَّهُ اسْتَحْلَفَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أَكْذِبَ، فَقَالَ لَهَا عُمَرُ: " مَا حَمَلَكِ عَلَى مَا قُلْتِ "، قَالَتْ إِنَّهُ اسْتَحْلَفَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أَكْذِبَ،
فَقَالَ عُمَرُ: " بَلَى، فَلْتَكْذِبْ إِحْدَاكُنَّ وَلْتُجْمِلْ، فَلَيْسَ كُلُّ الْبُيُوتِ يُبْنَى عَلَى الْحُبِّ، وَلَكِنْ مُعَاشَرَةٌ عَلَى الأَحْسَابِ وَالإِسْلامِ ". اهـ.
والأشبه رواية الجماعة سيما وأن سفيان بن حسين وابن أبي حمزة فيهما مقال.
والإسناد رجاله ثقات عدا السائب بن مالك الكناني الدؤلي لم يرو عنه إلا الزهري كما ذكر مسلم والبخاري وأبو حاتم الرازي وابن سعد والحاكم وغيرهم.
وهو الصواب خلاف ما ذكره ابن حبان في جمعه بينه وبين من روى عنه يزيد بن أبي حبيب.
والله أعلم.
جزاكم الله خيرا .