((عمر الذباب أربعون ليلة، والذباب كله في النار إلا النَّحل)).
[تخريج الحديث]
روى من حديث ابن عمر ، ومن حديث ابن مسعود ، ومن حديث أنس ، ومن حديث أبي هريرة (1):
فأما حديث ابن عمر فله عنه طرق:
الأول: يرويه ليث بن أبي سليم واختلف عنه:
- فرواه أيوب بن خُوْط البصري عن ليث عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "الذباب كله في النار"
أخرجه ابن عدي (2/ 7) ، والخطيب في "الموضح" (1/ 468) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 265).
وقال ابن الجوزي: ((لا يصح، أيوب بن خوط قال ابن معين: لا يكتب حديثه ليس بشيء، وقال الفلاس والنسائي والرازي والسعدي والدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًا يروي المناكير عن المشاهير كأنه مما عملت يداه)).
- ورواه إسماعيل بن عياش عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعا وزاد "إلا النحلة"
أخرجه أبو يعلى كما في "اللآلئ" (2/ 385) ، و"المطالب" (2335) ، و"إتحاف الخيرة" (5594) ، والطبراني في "الكبير" (13542).
وإسماعيل بن عياش (( صدوق فى روايته عن أهل بلده ، مخلّط فى غيرهم))، وهذه منها فإنّه شامي ، وليث كوفي.
- ورواه سفيان الثوري واختلف عنه:
• فرواه عبد الرزاق (8417) (9415) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (13543) ، ورواه الدارقطني في "العلل" (371/12) عن إبراهيم بن خالد الصنعاني ، كلاهما (عبد الرزاق ، وإبراهيم بن خالد) عن الثوري عن ليث عن مجاهد عن عبيد بن عمير أو عن ابن عمر مرفوعا "كل الذباب في النار إلا النحل" هكذا بالشك.
• ورواه الفضل بن موسى المروزي عن الثوري عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر وعبيد بن عمير مرفوعا.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (13544) عن بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ ، عن نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ عن الفضل به.وبكر بن سهل ، قال النسائي: ((ضعيف)) ، وقال مسلمة بن قاسم: ((تكلم الناس فيه وضعّفوه...)) ، وقال الخليلي: ((فيه نظر)).
ونعيم بن حماد (( صدوق يخطىء كثيرا)).
- ورواه القاسم بن يزيد الجرمي ، عنه ، عن منصور بن المعتمر عن مجاهد عن عبيد بن عمير الليثي عن ابن عمر.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (13436) و"الأوسط" (1598) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 265 - 266) من طرق عن محمد بن عمار الموصلي ثنا القاسم بن يزيد به.
قال الطبراني: ((لم يروه عن سفيان إلا القاسم، تفرد به محمد بن عمار)).
وقال ابن الجوزي: ((لا يصح، والقاسم مجهول)).
وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص 356): ((القاسم صدوق، وهذا إسناد جيد)).
قلت: القاسم بن يزيد الجرمي ، قال أحمد: ((ما علمت إلا خيرا)) ، وقال أبو حاتم: ((ثقة)) ، وقال ابن معين: ((ليس به بأسٌ، قاسم بن يزيد، ثقة)) ، وقال ابن حبان: ((رُبمَا خَالف)).
انظر "الجرح والتعديل" (123/7) ، "سؤالات ابن الجنيد" (703) ، "الثقات" (16/9).
الثاني: يرويه الأعمش واختلف عنه:
- فرواه إسماعيل بن مسلم المكي عن الأعمش واختلف عنه:
• فرواه عمر بن شقيق البصري ، وعبد الوهاب بن عطاء العجلي عن إسماعيل بن مسلم عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "الذباب كله في النار إلا ذباب النحل"
أخرجه البزار كما في "كشف الأستار" (3498) ، و"مختصر زوائد البزار" (945/2) بترقيم الشاملة ، وأبو يعلى في "معجمه" (133) ، وفي "مسنده" كما في "المطالب العالية " (2335) و"إتحاف الخيرة" (5592) ، والطبراني في "الكبير" (13468) ، وخيثمة الأطرابلسي في "جزء من حديثه" (11) ، وابن عدي في "الكامل" (1/ 460) و (6/ 89) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 266) من طرق عن عمر بن شقيق به. وأخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (673) عن عبد الوهاب به.
وقال ابن عدي بعد أن أورد هذا الحديث وحديث اخر من رواية عمر بن شقيق: ((وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ يَرْوِيهِمَا عُمَر بْنُ شَقِيقٍ عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَعْمَش وَحَدِيثُ الذُّبَابِ قَدْ رُوِيَ أَيضًا عَنِ الطَّفَاوِيِّ، عَنِ الأَعْمَش وَعُمَرُ بن شقيق قليل الحديث)).
قلت: لم أقف على رواية الطفاوي.
• ورواه صفوان بن عيسى عن إسماعيل بن مسلم عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمر أو ابن عمرو به.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (13674).
وإسماعيل بن مسلم المكي متروك الحديث.
- ورواه عبّاد بن صهيب، وإسماعيل المكّي عن الأعمش، عن عطيّة بن سعيد العوفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«كلّ ذباب في النار إلّا النّحلة»
أورده الجاحظ في "الحيوان" (186/3) معلقاً دون ذكر إسناده. وعباد بن صهيب متروك أيضاً.
- ورواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (13467)
- ورواه إبراهيم بن أبي معاوية عن أبيه ، و إسحاق بن الربيع ، كلاهما (أبو معاوية ، وابن الربيع) عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس.
أخرجه الطبراني في "الكبير" (11058) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (152) ، وأخرجه كذلك أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 268).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (41/4) (390/10): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خازِمٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ)).
وإسحاق بن الربيع هو العُصْفُري ، قال الذهبي في "الميزان": ((صدوق إنْ شاء الله)) ، وقال الحافظ في "التقريب": ((مقبول)) أي حيث يتابع، وقد تُوبع.
قَالَ الْبَزَّارُ: ((إِنَّمَا وَصَلَهُ إِسْمَاعِيلُ [بن مسلم] وَلَمْ يَكُنْ حَافِظًا، وَرَوَاهُ الثِّقَاتُ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ مُرْسَلا)).
وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" (266/3): ((قَالَ الدَّارقطني: إِنَّمَا هُوَ عَنْ مُجَاهِد عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
وقال الدارقطني في "العلل" (12/ 370-371):
((يرويه الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر.
وكذلك رواه عبد الله بن رجاء، عن يحيى بن أبي زكريا، عن الأعمش.
وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مجاهد مُرْسَلًا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وحدث به إبراهيم بن أبي معاوية، عن أبيه، عن الأعمش.
فقال مرة: عن مجاهد، عن ابن عباس، ووهم في ذلك.
والصحيح: عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، مرسلا.
ورواه الثوري، واختلف عنه؛
فرواه القاسم بن يزيد الجرمي، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ ابن عمر، ووهم في موضعين.
وخالفه عبد الرزاق، وإبراهيم بن خالد، روياه، عن الثوري، عن ليث، عن مجاهد، عن عبيد بن عمير، أو ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، بالشك.
والمحفوظ، عن الثوري؛ ما رواه الفضل بن موسى، عن الثوري، عن مجاهد، عن ابن عمر، بغير شك.
ورواه أيوب بن خوط، عن ليث، فقال: عن نافع، عن ابن عمر، ووهم في قوله: عن نافع.
والمحفوظ: عن ليث، عن مجاهد))
انتهى.
قلت: قول الدارقطني: ((والمحفوظ، عن الثوري؛ ما رواه الفضل بن موسى، عن الثوري، عن مجاهد، عن ابن عمر، بغير شك.))
وهم أو خطأ ، صوابه ((الثوري عن ليث عن مجاهد)) ، وقد رواه عن ابن عمر ، وعبيد بن عمير كما تقدم معنا في رواية الطبراني.
، وقد قال ابن المواق في "بغية النقاد" ((98/1): ((والثوري لا يروي عن مجاهد)).
الثالث: يرويه نافع عن ابن عمر مرفوعا "الذباب كله في النار إلا النحلة"
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 324) ثنا محمد بن أحمد ثنا الهيثم بن خالد ثنا إسحاق الهَرَوي ثنا وكيع عن المسعودي عن السائب بن يزيد عن نافع به.
وإسناده ضعيف، محمد بن أحمد هو ابن يزيد الزهري قال أبو الشيخ في "الطبقات" (3/ 542): ((لم يكن بالقوي في حديثه)).
والهيثم بن خالد ، قال أبو نعيم: ((صاحب غرائب)) ، وقال أحمد بن صالح : ((ثقة)) ، وقال الذهبي: ((ما به بأس)). انظر "تهذيب التهذيب" (96/11).
والسائب ما عرفته.
وأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:
الأول: يرويه إسحاق بن يحيى بن طلحة التيمي عن المسيب بن رافع عن ابن مسعود مرفوعا "الذباب كله في النار إلا النحل"
أخرجه الطبراني في "الكبير" (10487).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (390/10): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الضُّعَفَاءِ وَفِي الثِّقَاتِ وَقَالَ: يُحْتَجُّ بِمَا وَافَقَ فِيهِ الثِّقَاتِ، وَيُتْرَكُ مَا انْفَرَدَ بِهِ بَعْدَ أَنِ اسْتَخَرْتُ اللَّهَ فِيهِ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ، وَقَدْ وَافَقَهُ الثِّقَاتُ فِي أَصْلِ الْحَدِيثِ)).
قلت: إسحاق بن يحيى بن طلحة ((متروك الحديث)).
والمسيب بن رافع قال أحمد: (( لم يسمع من عبد الله بن مسعود شيئًا)) ، وقال ابن معين: ((لم يسمع المُسَيَّب بن رافع من أحدٍ من أصحاب النَّبي صَلى الله عَليه وسَلم، إِلا البَراء بن عازب)) ، وقال أبو حاتم: ((الْمُسَيِّبُ بْنُ رَافِعٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مُرْسَلٌ)) ، وقال أيضاً: ((الْمُسَيِّبُ بْنُ رَافِعٍ لَمْ يَلْقَ ابْنَ مَسْعُودٍ)) ، وقِيلَ لِأَبِي زُرْعَةَ الْمُسَيِّبُ بْنُ رَافِعٍ سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ ((لَا بِرَأْسِهِ)).
انظر "المراسيل" (ص207) ، "العلل ومعرفة الرجال" (2424) ، "تاريخ ابن معين -رواية الدوري" (2930).
الثاني: يرويه سلمة بن كُهيل الكوفي عن أبي الزعراء عن ابن مسعود مرفوعا ((عمر الذباب أربعون يوما)).
أخرجه ابن الجوزي في "العلل" (1515) من طريق الدارقطني ثنا محمد بن أحمد بن أسد ثنا جعفر الطيالسي ثنا يحيى بن معين ثنا موسى بن داود ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل به.
ونقل عن الدارقطني قوله: ((تفرد به يحيى بن معين عن موسى عن سفيان)) ، وكذا جاء في "أطراف الغرائب والأفراد" (3880).
وقال ابن الجوزي: ((قال أبو حاتم الرازي: موسى بن داود مجهول)).
قلت: قول أبي حاتم هذا إنما قاله في موسى بن داود البصري أبي حاتم صاحب اللؤلؤ، وقاله في موسى بن داود الكوفي الذي روى عن حفص بن غياث وعنه عمرو بن علي.
وأما المذكور في سند هذا الحديث فهو الضبي الخُلْقاني قاضي طرسوس وهو ثقة ، وكذا باقي رواته كلهم ثقات ، وأبو الزعراء اسمه عبد الله بن هانيء.
ولكن هذا الطريق معلول بالمخالفة ، فقد رواه الثقات عن الثوري عن ليث عن مجاهد كما تقدم.
وأما حديث أنس فله عنه طريقان:
الأول: يرويه سُكين بن عبد العزيز عن أبيه عن أنس مرفوعا "عمر الذباب أربعون يوما، والذباب كلها في النار إلا ذباب النحل"
أخرجه أبو يعلى (4231) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (3/ 1301) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 266) عن شيبان بن فروخ الأُبُلي ثنا سكين به.
وقال ابن الجوزي: ((لا يصح، سكين قال النسائي: ليس بالقوى)).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (41/4) (136/8) (390/10): ((رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ))
وقال البوصيري في "الإتحاف" (168/6): ((هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ)).
قلت: سكين بن عبد العزيز وثّقة ابن المديني ، وابن معين ، وأبو حاتم ، والعجلي ، وابن حبان ، وضعّفه أبو داود ، والنسائي ، والدارقطني ، والدولابي ، وقال ابن عدي بعد أن ذكر بعد رواياته: ((ولسكين غير ما ذكرت وليس بالكثير وفيما يرويه بعض النكرة وأرجو أن بعضها يحمل بعضا وأنه لا بأس به لأنه يروي عن قوم ضعفاء وليس هم بمعروفين ولعل البلاء منهم ليس منه)).
وأبوه عبد العزيز بن قيس ، قال أبو حاتم: ((مجهول)) ، وقال العجلي: ((ثقة)) ، وذكره ابن حبان في "الثقات" ، وقال ابن حجر في "التقريب": ((مقبول)) ، وقال في "اللسان": ((مجهول)).
الثاني: يرويه عنبسة القاص ثنا حنظلة عن أنس مرفوعا "عمر الذباب أربعون يوما، والذباب كله في النار"
أخرجه أبو سعيد الأشج في "حديثه" (27) ومن طريقه أبو يعلى (4290) ، وأخرجه كذلك الجاحظ في "الحيوان" (186/3).
وعنبسة بن سعيد البصري ، ضعّفه ابن معين ، وأبو حاتم ، وقال عمرو بن علي الفلّاس ، والدارقطني: ((متروك الحديث)) ، وقال ابن حبان: ((مُنكر الْحَدِيث جدا عَلَى قلَّة رِوَايَته لَا يَجُوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا لم يُوَافق الثِّقَات)).
وحنظلة بن عبد الله السدوسي ، ضعيف ، وقال أحمد: ((يروي عن أَنس بن مالك أحاديث مناكير)).
وأما حديث أبي هريرة ، فأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول - ط النوادر" (580) من طريق البختري بن عبيدٍ بن سلمان الأغر، قال: حدثنا أبي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: ((الذباب كلها في النار، فجعلها عذاباً لأهل النار إلا النحل)).
والبختري بن عبيد ، قال أبو نعيم ، والحاكم ، والنقاش: ((روى عن أبيه عن أبى هريرة موضوعات)) ، وقال أبو حاتم: ((ضعيف الحديث ذاهب)) ، وقال ابن حبان: (( يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نُسْخَة فِيهَا عجائب لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا انْفَرد لمُخَالفَته الْأَثْبَات فِي الرِّوَايَات مَعَ عدم تقدم عَدَالَته)).
وأبوه ، عبيد بن سلمان ، قال أبو حاتم والدارقطني: ((مجهول)).
[أقوال العلماء في الحديث]
الحديث أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (265/3) وقال: ((لا يصح)) ، وتعقّبه غير واحد من العلماء.
وقال السمعاني في "التفسير" (185/3) بعد أن أورده من حديث ابن عمر: ((وَالْخَبَر غَرِيب)).
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (41/4) (390/10) عن حديث ابن عمر: ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَالْكَبِيرِ بِأَسَانِيدَ، رِجَالُ بَعْضِهَا ثِقَاتٌ كُلُّهُمْ. وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ بِاخْتِصَارٍ)).
وقال ابن حجر في "فتح الباري" (250/10): ((أَخْرَجَه أَبُو يَعْلَى عَن بن عُمَرَ مَرْفُوعًا وَسَنَدُهُ لَا بَأْس بِهِ وَأخرجه بن عَدِيٍّ دُونَ أَوَّلِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ)).
ونقل المناوي في "فيض القدير" (3/ 569) عن ابن حجر قوله: ((حديث ابن عمر هذا ضعيف)).
وقال المناوي: ((وبه عرف أن حكم ابن الجوزي له بالوضع في حيز المنع))
وقال الحسيني الطرابلسي في "الكشف الإلهي عن شديد الضعف والموضوع والواهي (ص 363: 406/ 10): ((حكم أبو الفرج بن الجوزي بوضعه، وهو غير صواب فقد قال جمع من الحفاظ إنه حديث حسن)).
وقال ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (386/2): ((وَقد ورد أَيْضا من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود أخرجهُمَا الطَّبَرَانِيّ بِسَنَدَيْنِ جَيِّدين فَالْحَدِيث حسن أَو صَحِيح)).
[شرح الحديث]
قال الجاحظ في "الحيوان" (187/3): ((جميع ما خلق الله تعالى من السّباع والبهائم والحشرات والهمج فهو قبيح المنظرة مؤلم، أو حسن المنظرة ملذّ؛ فما كان كالخيل والظباء، والطواويس، والتّدارج فإنّ تلك في الجنّة، ويلذّ أولياء الله عزّ وجلّ بمناظرها. وما كان منها قبيحا في الدّنيا مؤلم النظر جعله الله عذابا إلى عذاب أعدائه في النّار فإذا جاء في الأثر: أنّ الذّباب في النّار، وغير ذلك من الخلق، فإنّما يراد به هذا المعنى))
ونقل ابن حجر في "فتح الباري" (250/10) قوله مختصراً فقال: ((قال الجاحظ: كَوْنُهُ فِي النَّارِ لَيْسَ تَعْذِيبًا لَهُ بَلْ لِيُعَذَّبَ أَهْلُ النَّارِ بِهِ)).
وقال الخطابي في "أعلام الحديث" (1477/2): ((والمعنى في ذلك ليكون عقوبة لأهل النار، يتأذون بها، كما يتأذون بالحيات والعقارب التي في النار)).
والله أعلم.
============================== ============================== ============================== ======
(1): انظر "أنيس الساري" الحديث رقم (2450) ، بتصرف وزيادات.