تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تخريج حديث أبي هريرة: هو الطهور ماؤه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي تخريج حديث أبي هريرة: هو الطهور ماؤه

    سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن التوضؤ بماء البحر؟ فقال: «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ».
    صحيح.
    أخرجه مالك في «الموطأ» (12)، والشافعي في «مسنده» (42)، وفي «الأم» (1/ 16)، والقاسم بن سلَّام في «الطهور» (231)، وابن أبي شيبة في «المصنف» (1392)، وأحمد في «المسند» (7233) و(8735) و(9099)، والدارمي في «سننه» (756) و(2054)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (1599)، وأبو داود (83)، والترمذي في «الجامع» (69)، وفي «العلل الكبير» (33)، والنسائي في «المجتبى» (59) و(332) و(4350)، وفي «الكبرى» (58) و(4843)، وابن ماجه (386) و(3246)، وابن الجارود في «المنتقى» (43)، وابن خزيمة في «صحيحه» (111)، والطوسي في «مستخرجه على جامع الترمذي» (60)، وابن المنذر في «الأوسط» (1/ 352)، والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (4029) و(4030)، وابن حبان في «صحيحه» (1243) و(5258)، والدارقطني في «سننه» (80)، والحاكم في «المستدرك» (491) و(492)، وفي «معرفة علوم الحديث» (ص87)، والبيهقي في «الكبير» (1) و(18965)، وفي «الصغير» (192)، وفي «معرفة السنن والآثار» (467) و(472) و(473) و(18836)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (10/ 187)، وفي «تلخيص المتشابه في الرسم» (2/ 723)، والبغوي في «شرح السنة» (281)، وقاضي المارستان في «مشيخته» (335) و(681)، وابن بشكوال في «غوامض الأسماء المبهمة» (2/ 555)، وابن الجوزي في «التحقيق في مسائل الخلاف» (3)، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن سلمة، من آل بني الأزرق، عن المغيرة بن أبي بردة، وهو من بني عبد الدار، أنه سمع أبا هريرة ﭬ، به.
    وهذا إسناد صحيح.
    • صفوان بن سليم، ثقة مشهور من رجال الشيخين.
    • وسعيد بن سلمة.
    قال النسائي: «ثقة»، وذكره ابن حبان في «الثقات».
    • والمغيرة بن أبي بردة.
    قال النسائي: «ثقة»، وذكره ابن حبان في «الثقات».
    وقد رُوِي هذا الحديث من طرق أخرى فيها اختلاف لا يؤثر على صحته.
    وقد ذكر الدارقطني هذا الاختلاف في «العلل»، وصوَّب الحديث من طريق صفوان بن سليم؛ حيث قد جاء في «العلل» (9/ 7- 13): وسئل عن حديث المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في البحر: «هو الطهور ماؤه، الحل ميتته»؟
    فقال: يرويه صفوان بن سليم واختلف عنه:
    فرواه مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، وتابعه إسحاق بن إبراهيم بن سعيد المزني، فرواه عن صفوان بن سليم، مثل قول مالك.
    ورواه عبد الرحمن بن إسحاق ويُعْرَف بـ«عبَّاد»، عن صفوان بن سليم، فقال: عن سلمة بن سعيد، وربما قال بالشك: عن سلمة بن سعيد، أو سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة.
    ورواه أبو أويس، عن صفوان بن سليم، فقال: عن سعيد بن سلمة، عن أبي بردة بن عبد الله، عن أبي هريرة، ولم يقل: عن المغيرة بن أبي بردة كما قال من قبله.
    ورواه عبد الله بن عامر الأسلمي، عن صفوان بن سليم مرسلًا، عن أبي هريرة، قال ذلك الأوزاعي، واختلف عن الأوزاعي: فقال الوليد بن مزيد: عن الأوزاعي، عن عبد الله بن عامر، عن صفوان بن سليم، عن أبي هريرة، وأرسله البَابُلْتي، عن الأوزاعي، عن عبد الله بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    ورواه أبو كثير جلاح بن عبد الله، عن سعيد بن سلمة المخزومي، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة.
    حدث به عنه يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه:
    فرواه الليث عن ابن أبي حبيب، عن الجلاح، عن سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة.
    وخالفه محمد بن إسحاق، رواه عن يزيد بن أبي حبيب، عن الجلاح، عن المغيرة، عن أبي هريرة، ولم يذكر سعيد بن سلمة بينهما.
    وكذلك رواه الليث بن سعد، عن الجلاح نفسه، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، ولم يذكر سعيد بن سلمة.
    ورواه عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، فقال: عن أبي الجلاح، عن أبي ذر المصري، عن أبي هريرة، لم يذكر سعيدًا، ولا المغيرة.
    ورواه خالد بن يزيد الإسكندراني، عن يزيد بن محمد القرشي، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة.
    ورواه عياش بن عباس، عن عبد الله بن زرير، عن العركي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنا نركب البحر، الحديث.
    ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه:
    فرواه هشيم، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن المغيرة بن أبي بردة، عن رجل من بني مدلج: أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وقال شعبة: عن يحيى بن سعيد، عن المغيرة، عن رجل من قومه، عن رجل سأل النبي صلى الله عليه وسلم.
    وقال حماد بن سلمة: عن يحيى، عن المغيرة بن عبد الله، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    وقال ابن عيينة: عن يحيى، عن المغيرة بن عبد الله، أو عبد الله بن المغيرة، أن ناسًا من بني مدلج سألوا النبي صلى الله عليه وسلم.
    وقال يحيى القطان: عن يحيى، عن عبد الله بن المغيرة، عن رجل من بني مدلج، أن رجلًا منهم سأل النبي صلى الله عليه وسلم.
    وقال حماد بن زيد: عن يحيى، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبيه، عن رجل من بني مدلج اسمه عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    وقال روح بن القاسم: عن يحيى، عن المغيرة بن عبد الله، أو عبد الله بن المغيرة، عن رجل من بني مدلج، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وقال بحر بن كنيز السقاء، عن يحيى، عن عبد الله بن المغيرة عن أبي بردة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    وقال يزيد بن هارون: عن يحيى، عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    ورواه زفر بن الهذيل، عن يحيى، عن عبد الله بن المغيرة، عن بعض بني مدلج، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    ورواه عبد الجبار بن عمر الأيلي، عن عبد الله بن سعيد، وإسحاق بن أبي فروة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن عبد الله المدلجي، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    ورواه الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مخشي، عن الفراسي، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    وأشبهها بالصواب قول مالك ومَن تابعه، عن صفوان بن سليم.
    ورواه يعقوب بن عطاء بن أبي رباح، عن يحيى بن عبَّاد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم »اهـ.
    وذكر هذا الاختلاف أيضًا البيهقي في «معرفة السنن»، ثم قال (1/ 230): «هذا الاختلاف يدل على أنه لم يُحْفَظ كما ينبغي؛ وقد أقام إسناده مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، وتابعه على ذلك الليث بن سعد، عن يزيد، عن الجلاح أبي كثير، ثم عمرو بن الحارث، عن الجلاح، كلاهما عن سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فصار الحديث بذلك صحيحًا؛ كما قال البخاري في رواية أبي عيسى عنه. والله أعلم»اهـ.
    والحديث صححه كثير من الأئمة:
    قال البخاري؛ كما في «العلل الكبير»، وكذا قال الترمذي: «حديث صحيح».
    وقال ابن حجر في ترجمة المغيرة بن أبي بردة في «تهذيب التهذيب» (10/ 257): «وصحح حديثه عن أبي هريرة في البحر: ابن خزيمة، وابن حبان، وابن المنذر، والخطابي، والطحاوي، وابن منده، والحاكم، وابن حزم، والبيهقي، وعبد الحق، وآخرون»اهـ.
    وقال الجورقاني في «الأباطيل» (1/ 522): «هذا حديث حسن، لم نكتبه إلا بهذا الإسناد، وهو إسناد متصل ثابت».
    وصححه الألباني في «الإرواء» (9).


    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/146657/#ixzz6thIMnuD2
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2

    افتراضي رد: تخريج حديث أبي هريرة: هو الطهور ماؤه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    • وسعيد بن سلمة.
    قال النسائي: «ثقة»، وذكره ابن حبان في «الثقات».
    أعجب أن ابن حبان وأبا حاتم الرازي لم يذكرا في الرواة عنه إلا صفوان بن سليم.
    بينما ترجم له البخاري مشيرا إلى أنه روى عنه صفوان بن بن سليم وجلاح أبو كثير.
    ولم يرويا عنه إلا هذا الحديث، فكيف به يخالف؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    • والمغيرة بن أبي بردة.
    قال النسائي: «ثقة»، وذكره ابن حبان في «الثقات».
    قلتُ: يذكر بأنه روى عنه إسحاق ابن أبي فروة وعبد ربه بن سعيد الأنصاري هذا الحديث.
    ولم يصح ذلك عنهما خرجه ابن بشكوال وغيره في غوامض الأسماء [2 : 556]، وفي إسناده عبد الجبار بن عمر الأيلي ضعيف.
    ولم يرو عن المغيرة إلا سعيد بن سلمة ويحيى بن سعيد الأنصاري.
    ومع ذلك لم يذكره ابن حبان في تلاميذ أبي هريرة رضي الله عنه إنما في تلاميذ المدلجي كما في رواية الأنصاري عنه.
    قد رويا هذا الحديث عنه، إلا أن يحيى خالف سعيدا.
    وبه أعله الطحاوي في شرح مشكل الآثار، فقال:
    " فتأملنا هَذَا الْحَدِيثَ فِي إِسْنَادِهِ، فَوَجَدْنَا يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيَّ قَدْ رَوَاهُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ". اهـ.
    ثم قال: "وَكَانَ سَعِيدٌ وَيَحْيَى لَمَّا اخْتَلَفَا كَانَ يَحْيَى بِالصَّوَابِ أَوْلَى لِحِفْظِهِ وَثَبْتِهِ، وَلِتَقْصِيرِ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ذَلِكَ وَتَخَلُّفِهِ عَنْهُ". اهـ.
    ثم قال: " وَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا قَدِ اضْطَرَبَ عَلَيْنَا إِسْنَادُهُ الاضْطِرَابَ الَّذِي لا يَصْلُحُ مَعَهُ الاحْتِجَاجُ بِمِثْلِهِ". اهـ.
    وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/9) :
    وَصَحَّحَهُ الْبُخَارِيُّ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ التِّرْمِذِيُّ، وَتَعَقَّبَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ صَحِيحًا عِنْدَهُ لَأَخْرَجَهُ فِي صَحِيحِهِ،
    وَهَذَا مَرْدُودٌ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَلْتَزِمْ الِاسْتِيعَابَ، ثُمَّ حَكَمَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ - مَعَ ذَلِكَ - بِصِحَّتِهِ لِتَلَقِّي الْعُلَمَاءِ لَهُ بِالْقَبُولِ،
    فَرَدَّهُ مِنْ حَيْثُ الْإِسْنَادُ وَقَبِلَهُ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى، وَقَدْ حَكَمَ بِصِحَّةِ جُمْلَةٍ مِنْ الْأَحَادِيثِ لَا تَبْلُغُ دَرَجَةَ هَذَا وَلَا تُقَارِبُهُ". اهـ.
    قلتُ: ولم ينفرد ابن عبد البر بل تابعه على ذلك أبو بكر ابن العربي في عارضة الأحوذي (4/16)، فقال:
    "وهو حديث مشهور، ولكن في طريقه مجهول وهو الذي قطع بالصحيحين عن إخراجه.
    وأصل مالك أن شهرة الحديث بالمدينة تغني عن صحة سنده وإن لم يتابع عليه، وقد تكلمنا في ذلك في أصول الفقه بما فيه كفاية". اهـ.
    قَالَ الشَّافِعِيُّ: فِي إسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ مَنْ لَا أَعْرِفُهُ، قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: يَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ سَعِيدَ بْنَ سَلَمَةَ، أَوْ الْمُغِيرَةَ أَوْ كِلَيْهِمَا. اهـ.
    قال الحافظ ابن حجر: لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ سَعِيدٌ، عَنْ الْمُغِيرَةِ، فَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، إلَّا أَنَّهُ اخْتَلَفَ عَلَيْهِ فِيهِ، وَالِاضْطِرَابُ مِنْهُ،
    فَرَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ، يُقَالُ لَهُ: الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، أَنَّ نَاسًا مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ: أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَهُ.
    وذكر الحافظ بعض الاختلافات عنه.
    قلتُ [عبد الرحمن]: رواية ابن عيينة خرجه عبد الرزاق في مصنفه [321]، فقال:
    عَنِ الثَّوْرِيِّ، وَابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ نَاسًا مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ سَأَلُوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    قلتُ: لم يفصل رواية الثوري، وتابعه روح وبحر مختصرا فيما قاله الدارقطني إلا أن روحا شك في الاسم وبحرا قال اسمه على الصواب، فقال: عبد الله بن المغيرة.
    ولكن زاد يزيد بن هارون في الإسناد فيما خرجه أحمد [23096]، فقال:
    حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الْكِنَانِيِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ بَعْضَ بَنِي مُدْلِجٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُمْ [يعني بني مدلج] فذكر الحديث.
    وتابعه أحمد بن منيع كما في الإتحاف وهو الصواب خلاف ما رواه القاسم بن سلام في الطهور [221] عن يزيد، موافقا لابن عيينة.
    وتوبع يزيد، فقال القاسم في الغريب [26]:
    حدثناه هشيم، عن يحيى بن سعيد، عن المغيرة [بن] عبد الله بن أبى بردة، عن رجل من بنى مدلج، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
    وتابعه على ذلك شعبة فيما قاله الدارقطني، فقال:
    عن يحيى بن سعيد عن المغيرة عن رجل من قومه عن رجل سأل النبي - صلى الله عليه وسلم،
    وتوبعا فيما خرجه البيهقي في معرفة السنن والآثار (1/136) من طريق:

    أبي خالد الأحمر وابن فضيل وابن أبي زائدة عن يحيى بن سعيد الأنصاري إلا أنهم قالوا على الصواب: عبد الله بن المغيرة.
    نسبه يحيى القطان كما في الإتحاف [626] للبوصيري، قال مسدد في مسنده:
    وثنا يَحْيَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ، أَنَّ رَجُلًا
    مِنْهُمْ، قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    وفيما خرجه الطحاوي في مشكل الآثار [4032]، فقال: حَدَّثَنَا الْمُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ:
    حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ، قَالَ:
    سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
    فهذا مثل من قال: "انتصرنا في المعركة"، ولم يدرك المعركة ولكنه يقصد فئته وهم مثلا المسلمون، وهذا وارد في روايات أبي هريرة والحسن البصري وغيرهما.
    أما من ذكر والد المغيرة في الإسناد الحمادان وذلك فيما خرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني [2818]، فقال:
    حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، نا حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره.
    وهذا ابن سلمة وزاد ابن زيد عنه فيما خرجه البغوي في معجم الصحابة (4/301)، فقال:
    نا أبو الربيع الزهراني، نا حماد بن زيد، نا يحيى عن عبد الله بن المغيرة، عن أبيه، عن رجل من بني مدلج: أن النبي صلى الله عليه وسلم.
    ونقل الحافظ ابن حجر عن ابن حبان أنه ذكر من قال: عن أبيه، فهو وهم.
    قلتُ: واختلافهما اختلاف ابن عيينة وغيره إلا أنهما عرفا شيخ ابن المغيرة بأنه والده.
    وما خرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [1387]، فقَالَ:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ بَعْضِ بَنِي مُدْلِجٍ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
    قلتُ: وتابعه على ذلك سليمان بن بلال القرشي فيما خرجه [1 : 136]، من طريق:
    الْقَعْنَبِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، أَنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

    لعلهما قصدا به شيخ شيخ ابن المغيرة؛ لأنهما مدلجيان، فشأنه شأن رواية ابن عيينة.
    ففي الأصل رواية ابن المغيرة عن مدلجي عن مدلجي أو أن مدلجيين كما فصلت رواية يحيى بن سعيد القطان.
    أما اضطراب الرواية عن يحيى بن سعيد في قلب اسم المغيرة بن عبد الله فلا يضر طالما علم عينه.
    ولعل هذا من وهم بعض الرواة عنه مثل هشيم وحماد بن سلمة.
    فأكثر الروايات عن يحيى الأنصاري تسميته عبد الله بن المغيرة وكذلك في الحديث الأخر.
    ففيما خرج مالك في الموطإ [996] رواية الليثي، فقال:

    عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الْكِنَانِيِّ، أَنَّهُ بَلَغَهُ:
    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى النَّاسَ فِي قَبَائِلِهِمْ، يَدْعُو لَهُمْ، وَأَنَّهُ تَرَكَ قَبِيلَةً مِنَ الْقَبَائِلِ، قَالَ:
    " وَإِنَّ الْقَبِيلَةَ وَجَدُوا فِي بَرْدَعَةِ رَجُلٍ مِنْهُمْ عِقْدَ جَزْعٍ غُلُولًا فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَبَّرَ عَلَيْهِمْ كَمَا يُكَبِّرُ عَلَى الْمَيِّتِ ". اهـ.
    وخرجه عبد الرزاق في مصنفه [9502]، فقال: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ: فذكره مرسلا.
    وخرجه الفزاري في السير [402]، فقال: قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ، به مرسلا.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    وأشبهها بالصواب قول مالك ومَن تابعه، عن صفوان بن سليم.
    قلتُ: ليس من الإنصاف المقارنة بين رواية صفوان والجلاح عن سعيد بن سلمة عن المغيرة بن عبد الله.
    وبين رواية يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الله بن المغيرة.
    فالأول إسناده نازل والأخر إسناده عالٍ فمتابعتهما بالنسبة إلى الأنصاري متابعة ناقصة.
    سيما وأن ابن سلمة هذا ليس له إلا هذا الحديث.
    وأما قول من قال بأن البخاري رجح رواية مالك بقوله: "وحديث مالك أصح". اهـ، فلم يصب.
    إذ نقل البيهقي هذا عن كتاب التاريخ للبخاري وإذا تأملنا في كتابه التاريخ نجد أنه كان يقارن بين روايتي:
    - مالك، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن سلمة، من آل ابن الأزرق، سمع المغيرة بن أبي بردة.
    - وابن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جلاح، عن عبد الله بن سعيد المخزومي، عن المغيرة بن أبي بردة،
    ومرة: ابن إسحاق، عن يزيد، عن اللجلاج، عن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة.
    لذلك مقصود البخاري بأن حديث مالك أصح يعني من ابن إسحاق.
    وهذا ما فهمه البيهقي منه، فرد عليه قائلا:
    "الليث بن سعد أحفظ من محمد بن إسحاق، وقد أقام إسناده عن يزيد بن أبي حبيب،
    وتابعه على ذلك: عمرو بن الحارث، عن الجلاح، فهو أولى أن يكون صحيحا". اهـ.
    قلتُ [عبد الرحمن]:
    لعل البخاري يقصد بأنه لو لم يُحفظ في حديث الحلاج إلا من رواية ابن إسحاق المضطربة عنه، فرواية مالك مقدمة عليه.
    والله أعلم.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    وذكر هذا الاختلاف أيضًا البيهقي في «معرفة السنن»، ثم قال (1/ 230): «هذا الاختلاف يدل على أنه لم يُحْفَظ كما ينبغي؛ وقد أقام إسناده مالك بن أنس، عن صفوان بن سليم، وتابعه على ذلك الليث بن سعد، عن يزيد، عن الجلاح أبي كثير، ثم عمرو بن الحارث، عن الجلاح، كلاهما عن سعيد بن سلمة، عن المغيرة بن أبي بردة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فصار الحديث بذلك صحيحًا؛ كما قال البخاري في رواية أبي عيسى عنه. والله أعلم»اهـ.
    قلتُ: الاختلاف كان من بعض الرواة عنه، وقد قام بحديث يحيى بن سعيد الأنصاري جماعة من الحفاظ:
    السفيانان ويحيى بن سعيد القطان وشعبة ويزيد بن هارون وهشيم وابن فضيل وابن أبي زائدة وأبو خالد الأحمر أغلبهم يروونه عنه عن ابن المغيرة عن مدلجي: أن رجلا منهم.
    ثم إن الإمام مالك رحمه الله ومن تابعه كما ذكرت متابعتهما ناقصة فلا تقارن برواية الأنصاري إذ مدار الرواية على ابن المغيرة وليس على سعيد بن سلمة بل هو راوٍ عنه.
    وسعيد هو الذي تقارن روايته برواية الأنصاري ولا شك أن الأنصاري مقدم عليه كما ذكر الطحاوي وغيره.
    قلتُ: ومما يدل على كون رواية الأنصاري محفوظة أن ابن حبان ترجم في الثقات لابن المغيرة، فقال:
    "عبد
    الله بن مغيرة بن أبي بردة الليثي يروي عن المدلجي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم". اهـ.
    قلتُ: القول بأن المدلجي الذي روى عنه ابن المغيرة صحابي فيه نظر؛ فقد مر بنا أن بعض الرواة منهم القطان يقولون عن ابن المغيرة عن المدلجي أن رجلا منهم.
    فأحسن أحواله أن يقال فيه: له إدراك.
    والله أعلم.
    .

  3. #3

    افتراضي رد: تخريج حديث أبي هريرة: هو الطهور ماؤه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    أ
    قلتُ: ليس من الإنصاف المقارنة بين رواية صفوان والجلاح عن سعيد بن سلمة عن المغيرة بن عبد الله.
    وبين رواية يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبد الله بن المغيرة.
    فالأول إسناده نازل والأخر إسناده عالٍ فمتابعتهما بالنسبة إلى الأنصاري متابعة ناقصة.
    سيما وأن ابن سلمة هذا ليس له إلا هذا الحديث.
    أخطأت، كنت أقصد بالنزول رواية مالك رضي الله عنه حيث بينه وبين ابن سلمة راوٍ.
    فقد كان الدارقطني رحمه الله والبيهقي يقومان رواية الإمام مالك رحمه الله.
    قلتُ: وعلى افتراض تقويمها، أليس الرواية الأخرى قائموها عظام أيضا فهم السفيانان والحمادان وشعبة وغيرهم من الحفاظ الكبار؟!
    .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: تخريج حديث أبي هريرة: هو الطهور ماؤه

    جزاكم الله خيرًا على هذه التعليقات النافعة، لا حرمنا الله منها.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  5. #5

    افتراضي رد: تخريج حديث أبي هريرة: هو الطهور ماؤه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرًا على هذه التعليقات النافعة، لا حرمنا الله منها.
    وجزاكم الله خيرا، وبارك فيك.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •