تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: أهل السنة هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي أهل السنة هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.

    مكانة أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة
    بل هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.‏ فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم وفي باب وعيد الله بين المرجئة والعيدية من القدرية وغيرهم‏.‏ وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية، وفي باب أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين الرافضة والخوارج‏.‏





    الشرح‏:‏


    لما بين الشيخ ـ رحمه الله ـ موقف أهل السنة والجماعة من النصوص الواردة في الكتاب والسنة في صفات الله تعالى، أراد أن يبين مكانتهم بين فرق الأمة حتى يعرف قدرهم وفضلهم بمقارنتهم بغيرهم‏.‏


    فإن الضد يظهر حسنه الضد ** وبضدها تتبين الأشياء


    قال ـ رحمه الله ـ‏:‏ ‏(‏بل هم الوسط في فرق الأمة‏)‏ قال في المصباح المنير‏:‏ الوسط بالتحريك‏:‏ المعتدل والمراد بالوسط هنا العدل الخيار‏.‏ قال تعالى في الآية ‏(‏143‏)‏ من سورة البقرة‏:‏ ‏{‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ‏}‏‏.‏


    فأهل السنة وسط بمعنى أنهم عدول خيار‏.‏ وبمعنى أنهم متوسطون بين فريقي الإفراط والتفريط، فهم وسط بين الفرق المنتسبة للإسلام، كما أن الأمة الإسلامية وسط بين الأمم‏.‏ فهذه الأمة وسط بين الأمم التي تميل إلى الغلو والإفراط والأمم التي تميل إلى التفريط والتساهل‏.‏ وأهل السنة والجماعة من هذه الأمة وسط بين فرق الأمة المبتدعة التي انحرفت عن الصراط المستقيم فغلا بعضها وتطرف، وتساهل بعضها وانحرف‏.‏


    ثم بين الشيخ ـ رحمه الله ـ تفصيل ذلك فقال‏:‏ ‏(‏فهم‏)‏ أي‏:‏ أهل السنة والجماعة

    أولًا‏:‏
    (‏وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية، وأهل التمثيل‏)‏ فالجهمية ‏(‏نسبة إلى الجهم بن صفوان الترمذي‏)‏ هؤلاء غلوا وأفرطوا في التنزيه حتى نفوا أسماء الله وصفاته حذرًا من التشبيه بزعمهم، وبذلك سموا معطلة‏.‏ لأنهم عطلوا الله من أسمائه وصفاته‏.‏


    ‏(‏وأهل التمثيل المشبهة‏)‏ سموا بذلك لأنهم غلوا وأفرطوا في إثبات الصفات حتى شبهوا الله بخلقه ومثلوا صفاته بصفاتهم ‏(‏تعالى الله عما يقولون‏)‏‏.‏ وأهل السنة توسطوا بين الطرفين فأثبتوا صفات الله على الوجه اللائق بجلاله من غير تشبيه ولا تمثيل، فلم يغلوا في التنزيه ولم يغلوا في الإثبات‏.‏ بل نزهوا الله بلا تعطيل وأثبتوا له الأسماء والصفات بلا تمثيل‏.‏


    ثانيًا‏:‏
    وأهل السنة والجماعة
    ‏(‏وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية‏)‏ فالجبرية‏:‏ ‏(‏نسبة إلى الجبر لأنهم يقولون إن العبد مجبور على فعله‏)‏ فهم غلوا في إثبات أفعال الله حتى نفوا أفعال العباد، وزعموا أنهم لا يفعلون شيئًا وإنما الله هو الفاعل والعبد مجبور على فعله فحركاته وأفعاله كلها اضطرارية كحركات المرتعش، وإضافة الفعل إلى العبد مجاز‏.‏


    ‏(‏والقدرية‏)‏ نسبة إلى القدر غلوا في إثبات أفعال العباد فقالوا‏:‏ إن العبد يخلق فعل نفسه بدون مشيئة الله وإرادته، فأفعال العباد لا تدخل تحت مشيئة الله وإرادته، فالله لم يقدرها ولم يردها وإنما فعلوها هم استقلالًا‏.‏ وأهل السنة توسطوا، وقالوا‏:‏ للعبد اختيار ومشيئة وفعل يصدر منه ولكنه لا يفعل شيئًا بدون إرادة الله ومشيئته وتقديره‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ‏}‏ الآية ‏(‏96‏)‏ من سورة الصافات‏.‏ فأثبت للعباد عملًا هو من خلق الله تعالى وتقديره‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏} ‏ الآية ‏(‏29‏)‏ من سورة التكوير فأثبت للعباد تأتي بع مشيئة الله تعالى‏.‏ وسيأتي لهذا مزيد إيضًاح إن شاء الله تعالى في مبحث القدر‏.‏


    ثالثًا‏:‏
    وأهل السنة والجماعة وسط
    ‏(‏في باب وعيد الله‏)‏‏.‏ الوعيد‏:‏ التخويف والتهديد، والمراد هنا النصوص التي فيه توعد للعصاة بالعذاب والنكال‏.‏ وقوله‏:‏ ‏(‏بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم‏)‏ المرجئة‏:‏ نسبة إلى الإرجاء وهو التأخير‏.‏ سموا بذلك لأنهم أخروا الأعمال عن مسمى الإيمان حيث زعموا أن مرتكب الكبيرة غير فاسق‏.‏ وقالوا‏:‏ لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة فعندهم أن مرتكب الكبيرة كامل الإيمان غير معرض للوعيد، فهم تساهلوا في الحكم على العاصي وأفرطوا في التساهل حتى زعموا أن المعاصي لا تنقص الإيمان ولا يحكم على مرتكب الكبيرة بالفسق‏.‏


    وأما الوعيدية‏:‏ فهم الذين قالوا بإنفاذ الوعيد على العاصي، وشددوا في ذلك حتى قالوا‏:‏ إن مرتكب الكبيرة إذا مات ولم يتب فهو مخلد في النار‏.‏ وحكموا بخروجه من الإيمان في الدنيا‏.‏


    وأهل السنة والجماعة توسطوا بين الطرفين فقالوا‏:‏ إن مرتكب الكبيرة آثم ومعرض للوعيد وناقص الإيمان ويحكم عليه بالفسق ‏(‏لا كما تقول المرجئة إنه كامل الإيمان وغير معرض للوعيد‏)‏ ولكنه لا يخرج من الإيمان ولا يخلد في النار إن دخلها‏.‏ فهو تحت مشيئة الله‏:‏ إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه بقدر معصيته، ثم يخرج من النار ويدخل الجنة ‏(‏لا كما تقوله الوعيدية بخروجه من الإيمان وتخليده في النار‏)‏ فالمرجئة أخذوا بنصوص الوعد‏.‏ والوعيدية أخذوا بنصوص الوعيد‏.‏ وأهل السنة والجماعة جمعوا بينهما‏.‏


    رابعًا‏:‏
    وأهل السنة والجماعة وسط ‏
    (‏في باب أسماء الإيمان والدين‏)‏ أي‏:‏ الحكم على الإنسان بالكفر أو الإسلام أو الفسق وفي جزاء العصاة في الدنيا والآخرة‏.‏ ‏(‏بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية‏)‏ الحرورية‏:‏ هم الخوارج سموا بذلك نسبة إلى حرورى‏:‏ قرية بالعراق اجتمعوا فيها حين خرجوا على علي ـ رضي الله عنه ـ‏.‏ والمتعزلة‏:‏ هم أتباع واصل بن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري وانحاز إليه أتباعه بسبب خلاف وقع بينهما في حكم مرتكب الكبيرة من المسلمين، فقال الحسن ـ رحمه الله ـ عن واصل هذا‏:‏ إنه قد اعتزلنا، فسموا معتزلة‏.‏


    فمذهب الخوارج والمعتزلة في حكم مرتكب الكبيرة من المسلمين مذهب متشدد حيث حكموا عليه بالخروج من الإسلام‏.‏ ثم قال المعتزلة‏:‏ إنه ليس بمسلم ولا كافر بل هو بالمنزلة بين المنزلتين‏.‏ وقال الخوارج‏:‏ إنه كافر‏.‏ واتفقوا على أنه إذا مات على تلك الحال أنه خالد مخلد في النار‏.‏ وقابلتهم المرجئة والجهمية فتساهلوا في حكم مرتكب الكبيرة وأفرطوا في التساهل معه فقالوا‏:‏ لا يضر مع الإيمان معصية لأن الإيمان عندهم هو تصديق القلب فقط أو مع نطق اللسان على خلاف بينهم، ولا تدخل فيه الأعمال فلا يزيد بالطاعة ولا ينقص بالمعصية‏.‏ فالمعاصي لا تنقص الإيمان ولا يستحق صاحبها النار إذا لم يستحلها‏.‏


    وأهل السنة والجماعة توسطوا بين الفرقتين فقالوا‏:‏ إن العاصي لا يخرج من الإيمان لمجرد المعصية‏.‏ وهو تحت المشيئة إن شاء الله عفا عنه وإن شاء عذبه في النار، لكنه لا يخلد فيها كما تقول الخوارج والمعتزلة‏.‏ والمعاصي تنقص الإيمان ويستحق صاحبها دخول النار إلا أن يعفوا الله عنه‏.‏ ومرتكب الكبيرة يكون فاسقًا ناقص الإيمان، لا كما تقول المرجئة إنه كامل الإيمان والله تعالى أعلم‏.‏


    خامسًا‏:‏
    وأهل السنة والجماعة وسط في حق
    ‏(‏أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين الرافضة والخوارج‏)‏‏:‏ الصحابي‏:‏ هول من لقي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مؤمنًا به ومات على ذلك‏.‏ والرافضة‏:‏ اسم مأخوذ من الرفض وهو الترك‏.‏ سموا بذلك لأنهم قالوا لزيد بين علي بن الحسين‏:‏ تبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر، فأبى وقال‏:‏ معاذ الله‏.‏ فرفضوه فسموا رافضة‏.‏


    ومذهبهم في صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنهم غلوا في علي ـ رضي الله عنه ـ وأهل البيت وفضلوهم على غيرهم، ونصبوا العداوة لبقية الصحابة خصوصًا الخلفاء الثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان ـ رضي الله عنهم ـ وسبوهم ولعنوهم، وربما كفروهم أو كفروا بعضهم‏.‏ وقابلهم الخوارج فكفروا عليا ـ رضي الله عنه ـ وكفروا معه كثيرًا من الصحابة وقاتلوهم واستحلوا دماءهم وأموالهم‏.‏


    وأهل السنة والجماعة خالفوا الجميع فوالوا جميع الصحابة ولم يغلوا في أحد منهم واعترفوا بفضل جميع الصحابة وأنهم أفضل هذه الأمة بعد نبيها‏.‏ ويأتي لهذا مزيد بيان‏.‏




    المصدر: العقيدة الواسطية شرح الشيخ د.صالح الفوزان حفظه الله
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: أهل السنة هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.

    **********************
    أمة وسطاً : لاتعنى ما ذكرتيه أختى الكريمة بأى حال من الأحوال
    الأمة الوسط : تعنى أننا .. وسطاء بين الأمم : لكى ندعوهم ونبلغهم شريعتنا لكى يؤمنوا بها ..
    ....
    ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون شاهداً علينا وعليهم :
    عليهم : فيمن بلغتهم الدعوة فآمن وصدق بها .. ومن بلغتهم الدعوة وأبى وتكبر عن اتباعها ..

    ( من آمن بدين الإسلام .. ومن لم يؤمن ) .
    ....
    وسيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهداً على المسلمين : فيمن قام بأداء الأمانة .. ومن فرط فى بلاغ الرسالة ( إلى غير المسلمين . ) ...
    شاهداً على من قاموا منا ببلاغ الرسالة ومن تخاذل عنها .. يقول سبحانه :
    { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً .. لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ .. وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }
    ....
    فأمة الإسلام هى : خير أمة أخرجت للناس بما شرعه الله لها فى كتابه وسنة نبيه .. ولهذا هى أمة وسطا لكافة الأمم
    *******************
    ولكم تحياتى وكل عام وأنتم بخير

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أهل السنة هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    **********************
    أمة وسطاً : لاتعنى ما ذكرتيه أختى الكريمة بأى حال من الأحوال

    عجيب انت اخى السعيد شويل بل الامة الوسط تعنى ما ذكرته الاخت الفاضلة -وما ذكرته انت ايضا
    السؤال
    قال الله تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) ما معنى : أمة وسطا ؟ وما المقصود بالشهادة على الناس ؟.
    الجواب
    الحمد لله.
    قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) البقرة/143 .
    جاءت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية تبين أن المراد من قوله تعالى : ( أمة وسطاً ) أي : عدلاً خياراً . وأن المراد من الشهادة على الناس : الشهادة على الأمم يوم القيامة أن رسلهم قد بلغوهم رسالات الله . ولم تخرج كلمات المفسرين عن ذلك المعنى .
    روى البخاري (4487) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُدْعَى نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلام يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ؛ فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ لَهُمْ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ أَوْ مَا أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ , قَالَ : فَيُقَالُ لِنُوحٍ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ , قَالَ : فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) قَالَ : الْوَسَطُ الْعَدْلُ ) وزاد أحمد (10891) : ( قَالَ : فَيُدْعَوْنَ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالْبَلاغِ , قَالَ : ثُمَّ أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ ) .
    وروى الإمام أحمد (1164) وابن ماجه (4284)عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَجِيءُ النَّبِيُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ الرَّجُلُ , وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلانِ وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ لَهُمْ : هَلْ بَلَّغَكُمْ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : لا فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ , فَيُقَالُ لَهُ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ؛ فَيُدْعَى مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ؛ فَيُقَالُ لَهُمْ : هَلْ بَلَّغَ هَذَا قَوْمَهُ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ؛ فَيُقَالُ : وَمَا عِلْمُكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : جَاءَنَا نَبِيُّنَا فَأَخْبَرَنَا أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا , فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) قَالَ : يَقُولُ : عَدْلا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2448) .
    قال ابن جرير الطبري في تفسير الآية :
    " فمعنى ذلك : وكذلك جعلناكم أمة وسطاً عدولاً شهداء لأنبيائي ورسلي على أممها بالبلاغ أنها قد بلغت ما أمرت ببلاغه من رسالاتي إلى أممها , ويكون رسولي محمد صلى الله عليه وسلم شهيداً عليكم بإيمانكم به , وبما جاءكم به من عندي " انتهى .
    "جامع البيان " (2/8) .
    وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية :
    " والوسط ههنا الخيار والأجود , كما يقال : قريش أوسط العرب نسباً وداراً أي : خيارها , وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطاً في قومه , أي أشرفهم نسباً , ومنه : الصلاة الوسطى التي هي أفضل الصلوات وهي صلاة العصر كما ثبت في الصحاح وغيرها . . .
    ( لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ )
    قال : لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم ، لأن الجميع معترفون لكم بالفضل " انتهى باختصار .
    "تفسير ابن كثير" (1/181) .
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
    " ومن فوائد الآية : فضل هذه الأمة على جميع الأمم ؛ لقوله تعالى : ( وسطاً ) .
    ومنها : عدالة هذه الأمة ؛ لقوله تعالى : ( لتكونوا شهداء على الناس ) ؛ والشهيد قوله مقبول .
    ومنها : أن هذه الأمة تشهد على الأمم يوم القيامة ؛ لقوله تعالى : ( لتكونوا شهداء على الناس ) ؛ والشهادة تكون في الدنيا ، والآخرة ؛ فإذا حشر الناس ، وسئل الرسل : هل بلغتم ؟ فيقولون : نعم ؛ ثم تسأل الأمم : هل بُلِّغتم ؟ فيقولون : ما جاءنا من بشير ولا نذير ؛ ما جاءنا من أحد ؛ فيقال للرسول : من يشهد لك ؟ فيقول : ( محمد وأمته ) ؛ يُستشهدون يوم القيامة ، ويَشهدون ؛ فيكونون شهداء على الناس .
    فإذا قال قائل : كيف تشهد وهي لم تر ؟
    نقول : لكنها سمعت عمن خبره أصدق من المعاينة ، صلوات الله وسلامه عليه " انتهى .
    "تفسير سورة البقرة" (2/115، 116) باختصار .
    ونقل البغوي في تفسيره (1/122) عن الكلبي أنه قال : ( وَسَطاً ) : " يعني : أهل دين وسط ، بين الغلو والتقصير ، لأنهما مذمومان في الدين " .
    وقال الشيخ السعدي في تفسيره (ص 66) :
    " أي : عدلا خيارا . وما عدا الوسط , فالأطراف داخلة تحت الخطر .
    فجعل الله هذه الأمة وسطا في كل أمور الدين .
    وسطا في الأنبياء , بين من غلا فيهم كالنصارى , وبين من جفاهم كاليهود , بأن آمنوا بهم كلهم على الوجه اللائق بذلك .

    ووسطا في الشريعة ,
    لا تشديدات اليهود وآصارهم , ولا تهاون النصارى .

    وفي باب الطهارة والمطاعم ,
    لا كاليهود الذين لا تصح لهم صلاة إلا في بِيَعهم وكنائسهم , ولا يطهرهم الماء من النجاسات , وقد حرمت عليهم الطيبات , عقوبة لهم . ولا كالنصارى الذين لا ينجسون شيئا , ولا يحرمون شيئا , بل أباحوا ما دب ودرج . بل طهارتهم أكمل طهارة وأتمها . وأباح الله لهم الطيبات من المطاعم والمشارب والملابس والمناكح , وحرم عليهم الخبائث من ذلك .
    فلهذه الأمة من الدين : أكمله ,
    ومن الأخلاق : أجلها ,
    ومن الأعمال : أفضلها .
    ووهبهم الله من العلم والحلم والعدل والإحسان ,
    ما لم يهبه لأمة سواهم .
    فلذلك كانوا ( أُمَّةً وَسَطًا ) كاملين معتدلين ,
    ليكونوا ( شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) بسبب عدالتهم وحكمهم بالقسط ,
    يحكمون على الناس من سائر أهل الأديان ,
    ولا يحكم عليهم غيرهم .
    فما شهدت له هذه الأمة بالقبول , فهو مقبول , وما شهدت له بالرد , فهو مردود .

    فإن قيل : كيف يقبل حكمهم على غيرهم , والحال أن كل مختصمين , غير مقبول قول بعضهم على بعض ؟
    قيل : إنما لم يقبل قول أحد المتخاصمين , لوجود التهمة . فأما إذا انتفت التهمة , وحصلت العدالة التامة , كما في هذه الأمة , فإنما المقصود الحكم بالعدل والحق . وشرط ذلك : العلم والعدل , وهما موجودان في هذه الأمة , فقبل قولها " انتهى . الاسلام سؤال وجواب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أهل السنة هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    بل هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.‏
    نعم بارك الله فيك مزيد فائدة
    السؤال
    أهل الصلاح يتحدثون عن " الوسطية في الدين " ، والعلمانيون يتحدثون عن " الوسطية في الدين " ، بل حتى الكافر يتحدث عن " الوسطية في الدين " ، فما الوسطية في الدين ؟
    الجواب
    الحمد لله.
    شاع في زماننا هذا جملة " الإسلام دين الوسطية " ، وهي كلمة حق ، لها أدلتها من الكتاب والسنَّة وأقوال أهل العلم ، لكننا وجدنا في الوقت نفسه من أساء استعمالها ، وأراد تمرير " التمييع " للأحكام الشرعية من خلالها ، وذهب إلى الثوابت الشرعية ليهز قواعدها ، انطلاقاً من تلك الجملة ، ومن فهمه المغلوط لها .

    فصار لتلك الجملة الآن استعمالان ، أحدهما حق ، والآخر باطل .
    أ. أما الاستعمال الحق لها : فله ما يؤيده من القرآن والسنَّة وأقوال أهل العلم من أهل السنَّة ، وقد جاء في القرآن بأن هذه الأمة " أمة الوسط " ، والمقصود بها الخيار والعدول ، وهم الذين يكونون بين طرفي النقيض .
    قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) البقرة/ 143 .
    قال الإمام الطبري – رحمه الله - :
    " وأرى أن الله تعالى ذِكْره إنما وصفهم بأنهم " وسَط " : لتوسطهم في الدين ، فلا هُم أهل غُلوٍّ فيه ، غلوَّ النصارى الذين غلوا بالترهب ، وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه ، ولا هُم أهلُ تقصير فيه ، تقصيرَ اليهود الذين بدَّلوا كتابَ الله ، وقتلوا أنبياءَهم ، وكذبوا على ربهم ، وكفروا به ، ولكنهم أهل توسط ، واعتدال فيه ، فوصفهم الله بذلك ، إذ كان أحبَّ الأمور إلى الله أوْسطُها " انتهى . " تفسير الطبري " ( 3 / 142 ) .
    وقال ابن القيم – رحمه الله – مؤكداً هذا المعنى - : " فدين الله بين الغالي فيه ، والجافي عنه ، وخير الناس : النمط الأوسط ، الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين ، ولم يلحقوا بغلوِّ المعتدين ، وقد جعل الله سبحانه هذه الأمة وسطاً ، وهي الخيار ، العدل ؛ لتوسطها بين الطرفين المذمومين ، والعدل هو : الوسط بين طرفي الجور، والتفريط، والآفات إنما تتطرق إلى الأطراف والأوساط محمية بأطرافها ، فخيار الأمور أوساطها .
    قال الشاعر :
    كانت هي الوسط المحمي فاكتنفت ... بها الحوادث حتى أصبحت طرفا " انتهى .
    " إغاثة اللهفان " ( 1 / 182 ) .
    ومما يؤكد هذا المعنى من الأمثلة في الشرع الحكيم المطهَّر :
    1. دعاء المسلمين في سورة الفاتحة ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ) الفاتحة/6 ، 7 .
    وهذا الدعاء يكرره المسلم دائما في الصلاة وغيرها ، وفيه سؤال الله تعالى أن يهديه طريق المنعَم عليهم من النبيين والصدِّيقين ، وأن يجنبه طريق المغضوب عليهم من اليهود الذين ضلوا على علم ، ومن طريق النصارى الذي ضلوا بسبب جهلهم .
    2. لا يؤخذ في الزكاة كريم المال ولا رديئه .
    وقد أوصى النبيُّ صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه لمَّا بعثه إلى اليمن بقوله :
    ( أَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ ) رواه البخاري ( 1425 ) ومسلم ( 130 ) .
    قال النووي – رحمه الله – معدِّداً فوائد الحديث - : " وفيه : أنه يحرم على الساعي أخذ كرائم المال ، في أداء الزكاة ، بل يأخذ الوسط ، ويحرم على رب المال إخراج شر المال " انتهى .
    "شرح صحيح مسلم للنووي" ( 1 / 197 ) .
    3. وفي الإنفاق .
    قال تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ) الفرقان/ 67 .
    قال ابن كثير – رحمه الله - : " أي : ليسوا بمبذرين في إنفاقهم فيصرفون فوق الحاجة ، ولا بخلاء على أهْليهم فيقصرون في حقهم فلا يكفونهم ، بل عَدْلا خياراً ، وخير الأمور أوسطها ، لا هذا ولا هذا .
    ( وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) ، كَمَا قَالَ : ( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ) الإسراء/ 29 " انتهى .
    " تفسير ابن كثير " (6 /123 ، 124 ) .
    ب. وأما الاستعمال الباطل لجملة " الإسلام دين الوسطية " فهو ما يدعو إليه بعض الكتاب والدعاة من الوقوف في الوسط بين كل متناقضين ، وعدم اتخاذ الموقف الشرعي الذي يوجبه عليه دينه ، فهو يقف – مثلاً – بين السنَّة والبدعة ، فلا يرفض البدعة بإطلاق ، ولا يقبل السنَّة بإطلاق ! ، وفي حكم الردة يحاول التوسط ! فلا يقبل الاستتابة والقتل فيها ، ولا يسمح بها بإطلاق ! ، وهو لا يرفض التصوف بإطلاق ، بل يوهم نفسه بأنه من أهل العدل حين لا يحكم عليها بأنها من فرق الضلال والهلاك ، وقل مثل هذا في الفرق الضالة ، بل تعدى ذلك إلى الكفر والإسلام ! ، ولهذا تجد هؤلاء هم عمدة الحوارات التي تعقد للتقريب بين التوحيد والشرك – كما هو الحال في التقريب بين السنة والشيعة - ، والإسلام والكفر – كما هو الحال في التقريب بين الإسلام والنصرانية واليهودية - ، فلا الإسلام والسنَّة نصروا ، ولا البدعة والكفر كسروا ، وعاشوا على تمييع دينهم ، والتنازل عن ثوابته ، من أجل أن تلمَّع صورتهم في الإعلام أنهم من " دعاة الوسطية " فيحصلوا مكاسب دنيوية ، لا تنفعهم عند ربهم ، بل تضرهم ، وقد خذل الله بعض رموزهم ، فمنع من دخول بعض دول الكفر ، مع أنه من أبرز من أطلق عليهم " إخوة " ! بل ووصف نصارى بلده بأنهم " شهداء " ! ولطالما ميَّع دينه بفتاوى يزعم أنها " تيسيرية " و " وسطية " ، فما نفعه هذا في دنياه ؛ وصدق الله العظيم : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) البقرة/ من الآية 120 .
    وينبغي أن يعلم هؤلاء وغيرهم : أن الوسط ، والتوسط ليس هو أن يقف المسلم وسط الطريق بين كل متناقضين ، بل هو أن يلتزم شرع الله تعالى في موقفه ، وأن يحكم على الشيء بما يستحقه مما جاء في الكتاب والسنَّة ، والوسطية هي التوسط بين أمرين كلاهما خطأ وضلال في الأصل ، وأما من يستعملها على غير وجهها فهو يقف في وسط الطريق مطلقاً ، ولو كان أحد الجانبين فيه التوحيد ، والسنَّة ؛ فهذا باطل .
    قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله : " والقول بين القولين إنما يُسْتحب اختياره ، وسلوك طريق بين الغالي والمقصر ، إنما يكون أولى إذا أمكن تمشيته ؛ فأما إذا لم يمكن تمشيته ، فلا " انتهى .
    "قواطع الأدلة في أصول الفقه" (5/256) .
    وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : ما المراد بالتوسط في الدين ، أو الوسطية ؟ .
    فأجاب : " التوسط في الدين ، أو الوسطية : أن يكون الإنسان بين الغالي والجافي ، وهذا يدخل في الأمور العلمية العقدية ، وفي الأمور العملية التعبدية .
    فمثلاً : في الأمور العقدية ، انقسم الناس فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته إلى ثلاثة أقسام : طرفان ، ووسط ، طرفٌ غلا في التنزيه ، فنفى عن الله ما سمَّى ووصف به نفسه ، وقسمٌ غلا في الإثبات ، فأثبت لله ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات ، لكن باعتقاد المماثلة ، وقسمٌ وسط أثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات ، لكن بدون اعتقاد المماثلة ، بل باعتقاد المخالفة ، وأن الله تعالى لا يماثله شيء من مخلوقاته ... .
    هذا في العقيدة ، كذلك أيضاً في الأعمال البدنية : مِن الناس مَن يغلو ، فيزيد ، ويشدد على نفسه ، ومن الناس من يتهاون ، ويفرط ، فيضيع شيئاً كثيراً ، وخير الأمور الوسط .
    والوسط الضابط فيه : ما جاءت به الشريعة ، فهو وسط ، وما خالف الشريعة : فليس بوسط ، بل هو مائل ، إما للإفراط ، وإما إلى التفريط .
    وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في " العقيدة الواسطية " خمسة أصول ، بيَّن فيها رحمه الله أن أهل السنة فيها وسطٌ بين طوائف المبتدعة ، فيا حبذا لو أن السائل رجع إليها ؛ لما فيها من الفائدة " انتهى .
    " فتاوى نور على الدرب " ( شريط 226 ، وجه ب ) .المصدر الاسلام سؤال وجواب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أهل السنة هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    بل هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.‏ فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم‏.‏ وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية، وفي باب أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين الرافضة والخوارج‏.‏
    نعم بارك الله فيك
    عقيدة أهل السنة والجماعة – والتي هي عقيدة الإسلام الصحيحة –
    وسط بين عقائد فرق الضلال المنتسبة إلى دين الإسلام،
    فهي في كل باب من أبواب العقيدة وسط بين فريقين آراؤهما متضادة،
    أحدهما غلا في هذا الباب والآخر قصر فيه،
    أحدهما أفرط والثاني فرط،
    فهي حق بين باطلين: فأهل السنة وسط أي عدول خيار –
    بين طرفين منحرفين، في جميع أمورهم.
    فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة
    نعم توسط أهل السنة والجماعة في هذا الباب بين المعطلة، وبين الممثلة.
    فالمعطلة منهم من ينكر الأسماء والصفات، كالجهمية.
    ومنهم من ينكر الصفات كالمعتزلة.
    ومنهم من ينكر أكثر الصفات، ويؤولها كالأشاعرة، اعتمادا منهم على عقولهم القاصرة، وتقديما لها على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فيعرضون النصوص الشرعية على عقولهم فما قبلته قبلوه، وما لم تقبله ردوه أو أولوه، واعتبروا ذلك تنزيها، فجعلوا النصوص محكوما عليها، لا حاكمة على غيرها، فيجعلون العقل وحده أصل علمهم، ويجعلون القرآن والسنة تابعين له، والمعقولات عندهم هي الأصول الكلية الأولية، المستغنية بنفسها عن النصوص الشرعية.
    ولذلك حكموا بوجوب أشياء، وامتناع أشياء أخرى في حق الله تعالى، لحجج عقلية بزعمهم، اعتقدوها حقا، وهي باطلة، وعارضوا بها نصوص القرآن وسنة المعصوم صلى الله عليه وسلم، حتى قال قائلهم:
    وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوض ورم تنزيها

    والممثلة يضربون لله الأمثال، ويدعون أن صفات الله تعالى تماثل صفات المخلوقين، كقول بعضهم: (يد الله كيدي) و(سمع الله كسمعي) تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
    فهدى الله أهل السنة والجماعة للقول الوسط في هذا الباب، والذي دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فآمنوا بجميع أسماء الله وصفاته الثابتة في النصوص الشرعية، فيصفون الله تعالى بما وصف به نفسه، وبما وصفه به أعرف الخلق به رسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل ولا تأويل ومن غير تمثيل ولا تكييف، ويؤمنون بأنها صفات حقيقية، تليق بجلال الله تعالى، ولا تماثل صفات المخلوقين، عملا بقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى: 11].
    وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وغيرهم
    توسط أهل السنة والجماعة في هذا الباب بين القدرية والجبرية.
    فالقدرية نفوا القدر، فقالوا: إن أفعال العباد وطاعاتهم ومعاصيهم لم تدخل تحت قضاء الله وقدره، فالله تعالى على زعمهم لم يخلق أفعال العباد ولا شاءها منهم، بل العباد مستقلون بأفعالهم، فالعبد على زعمهم هو الخالق لفعله، وهو المريد له إرادة مستقلة، فأثبتوا خالقا مع الله سبحانه، وهذا إشراك في الربوبية، ففيهم شبه من المجوس الذين قالوا بأن للكون خالقين، فهم (مجوس هذه الأمة).
    والجبرية غلوا في إثبات القدر، فقالوا: إن العبد مجبور على فعله، فهو كالريشة في الهواء لا فعل له ولا قدرة ولا مشيئة.
    فهدى الله أهل السنة والجماعة للقول الحق والوسط في هذا الباب، فأثبتوا أن العباد فاعلون حقيقة، وأن أفعالهم تنسب إليهم على جهة الحقيقة، وأن فعل العبد واقع بتقدير الله ومشيئته وخلقه، فالله تعالى خالق العباد وخالق أفعالهم، كما قال سبحانه: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [ الصافات: 96]. كما أن للعباد مشيئة تحت مشيئة الله، كما قال تعالى: وَمَا تَشَاؤُونَ إِلا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [ التكوير: 29].
    ومع ذلك فقد أمر الله العباد بطاعته، وطاعة رسله، ونهاهم عن معصيته، وهو سبحانه يحب المتقين، ولا يرضى عن الفاسقين، وقد أقام الله الحجة على العباد بإرسال الرسل وإنزال الكتب، فمن أطاع عن بينة واختيار، لا يستحق العقاب وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِّلْعَبِيدِ [ فصلت: 46].
    فأهل السنة يؤمنون بمراتب القضاء والقدر الأربع الثابتة في الكتاب والسنة، وهي:
    1- علم الله المحيط بكل شيء، وأنه تعالى عالم بما كان وما سيكون، وبما سيعمله الخلق قبل أن يخلقهم.
    2- كتابة الله تعالى لكل ما هو كائن في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
    3- مشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وأن كل ما يقع في هذا الوجود قد أراده الله قبل وقوعه.
    4- أن الله خالق كل شيء، فهو خالق كل عامل وعمله، وكل متحرك وحركته، وكل ساكن وسكونه .
    وقد نظم بعضهم هذه المراتب بقوله:
    علم كتابة مولانا مشيئته كذاك خلق وإيجاد وتكوين


    وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم
    توسط أهل السنة والجماعة في هذا الباب بين الوعيدية وبين المرجئة.
    فالوعيدية يغلبون نصوص الوعيد على نصوص الوعد، ومنهم الخوارج الذين يرون أن فاعل الكبيرة من المسلمين كالزاني وشارب الخمر كافر مخلد في النار.
    والمرجئة غلبوا نصوص الرجاء على نصوص الوعيد، فقالوا: إن الإيمان هو التصديق القلبي، وأن الأعمال ليست من الإيمان، فلا يضر مع الإيمان معصية، فالعاصي كالزاني وشارب الخمر لا يستحق دخول النار، وإيمانه كإيمان أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما -.
    أما أهل السنة والجماعة فيرون أن المسلم إذا ارتكب معصية من الكبائر لا يخرج من الإسلام، بل هو مسلم ناقص الإيمان، ما دام لم يرتكب شيئا من المكفرات، فهو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وهو في الآخرة تحت مشيئة الله، إن شاء الله عفا عنه، وإن شاء عذبه حتى يطهره من ذنوبه ثم يدخله الجنة، ولا يخلد في النار إلا من كفر بالله تعالى أو أشرك به.
    فالإيمان عند أهل السنة: قول باللسان واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة، وينقص
    وفي باب أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين الرافضة والخوارج‏.‏
    نعم
    وسط أهل السنة والجماعة في هذا الباب بين الشيعة وبين الخوارج.
    فالشيعة – ومنهم الرافضة – غلوا في حق آل البيت كعلي بن أبي طالب وأولاده – رضي الله عنهم – فادعوا أن عليا – رضي الله عنه – معصوم، وأنه يعلم الغيب، وأنه أفضل من أبي بكر وعمر، ومن غلاتهم من يدعي إلوهيته.
    والخوارج جفوا في حق علي رضي الله عنه فكفروه، وكفروا معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنهما – وكفروا كل من لم يكن على طريقتهم.
    كما أن الروافض جفوا في حق أكثر الصحابة، فسبوهم، وقالوا: إنهم كفار، وأنهم ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أبو بكر وعمر عند بعضهم كانا كافرين، ولا يستثنون من الصحابة إلا آل البيت ونفرا قليلا، قالوا: إنهم من أولياء آل البيت، كما أنهم يشتمون أمهات المؤمنين، وأفاضل الصحابة، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر علانية، لكنهم قد يترضون عنهم ويظهرون موالاتهم لهم تقربا إلى أهل السنة ومخادعة لهم، لأن من عقائدهم عقيدة التقية، فيظهرون لأهل السنة خلاف ما يبطنون .
    أما أهل السنة والجماعة فيحبون جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويترضون عنهم، ويرون أنهم أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، وأن الله اختارهم لصحبة نبيه، ويمسكون عما حصل بينهم من التنازع، ويرون أنهم مجتهدون مأجورون، للمصيب منهم أجران، وللمخطئ أجر واحد على اجتهاده، ويرون أن أفضلهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين-، ويحبون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ويرون أن لهم حقين، حق الإسلام، وحق القرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيوالونهم، ويترضون عنهم
    وفى باب العبادات
    توسط أهل السنة في هذا الباب بين الرافضة والصوفية وبين الدروز والنصيريين.
    فالرافضة والصوفية يعبدون الله بما لم يشرعه من الأذكار والتوسلات، وإقامة الأعياد والاحتفالات البدعية، والبناء على القبور والصلاة عندها والطواف بها والذبح عندها، وكثير منهم يعبد أصحاب القبور بالذبح لهم أو دعائهم أن يشفعوا له عند الله أو يجلبوا له مرغوبا أو يدفعوا عنه مرهوبا.
    والدروز والنصيريون – الذين يسمون العلويون – تركوا عبادة الله بالكلية فلا يصلون ولا يصومون ولا يزكون ولا يحجون.. الخ.
    أما أهل السنة والجماعة فيعبدون الله بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فلم يتركوا ما أوجب الله عليهم من العبادات، ولم يبتدعوا عبادات من تلقاء أنفسهم، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)). متفق عليه .
    وفي رواية لمسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) ،
    وقوله عليه الصلاة والسلام في خطبته: ((أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)). رواه مسلم .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: أهل السنة هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    **********************
    أمة وسطاً : لاتعنى ما ذكرتيه أختى الكريمة بأى حال من الأحوال
    الأمة الوسط : تعنى أننا .. وسطاء بين الأمم : لكى ندعوهم ونبلغهم شريعتنا لكى يؤمنوا بها ..
    ....
    ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون شاهداً علينا وعليهم :
    عليهم : فيمن بلغتهم الدعوة فآمن وصدق بها .. ومن بلغتهم الدعوة وأبى وتكبر عن اتباعها ..

    ( من آمن بدين الإسلام .. ومن لم يؤمن ) .
    ....
    وسيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهداً على المسلمين : فيمن قام بأداء الأمانة .. ومن فرط فى بلاغ الرسالة ( إلى غير المسلمين . ) ...
    شاهداً على من قاموا منا ببلاغ الرسالة ومن تخاذل عنها .. يقول سبحانه :
    { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً .. لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ .. وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً }
    ....
    فأمة الإسلام هى : خير أمة أخرجت للناس بما شرعه الله لها فى كتابه وسنة نبيه .. ولهذا هى أمة وسطا لكافة الأمم
    *******************
    ولكم تحياتى وكل عام وأنتم بخير
    فقد أجاد وأفاد في الرد على ما ذكرتم أعلاه الأخ محمد عبداللطيف بارك الله فيكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: أهل السنة هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.

    الأخت أم على .. الوسطية فى الإسلام لاتعنى أبداً :
    الحكم بين : أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل .. أو الحكم بين : بين الجبرية والقدرية .. أو الحكم بين : المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم .. أو الحكم بين : الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية.. أو الحكم بين : بين الرافضة والخوارج ‏.‏ ..
    ..........
    أخى محمد عبد اللطيف .. كل نبى أو رسول .. له قومه وأمته ويُسأل عنهم يوم القيامة ويُسألون أمامه ..
    أخى محمد : ( هناك أشياء كثيرة " فى الدين " غائبة عنك )
    روى البخاري (4487) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُدْعَى نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلام يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ؛ فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ لَهُمْ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ أَوْ مَا أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ , قَالَ : فَيُقَالُ لِنُوحٍ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ , قَالَ : فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) قَالَ : الْوَسَطُ الْعَدْلُ ) وزاد أحمد (10891) : ( قَالَ : فَيُدْعَوْنَ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالْبَلاغِ , قَالَ : ثُمَّ أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ ) .فى الدين
    هذا بعيد كل البعد أخى الكريم .. عما نحن فيه وبصدده .. سيدنا نوح عليه السلام .. شاهد على قومه وأمته فى وقته وزمنه ..
    أما رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فهو شاهد على قومه وأمته " منذ الرسالة وحتى يوم القيامة " : ( من آمن منهم وكان من المسلمين . ومن لم يؤمن منهم وظل من الكفار والمشركين أومن اليهود والنصارى والمجوس والصابئين ) ..
    ...........

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أهل السنة هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    الأخت أم على .. الوسطية فى الإسلام لاتعنى أبداً :
    الحكم بين : أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل .. أو الحكم بين : بين الجبرية والقدرية .. أو الحكم بين : المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم .. أو الحكم بين : الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية.. أو الحكم بين : بين الرافضة والخوارج ‏.‏ ..
    ..........
    بل تعنى ذلك رغم انف محمد عبد اللطيف
    التوسط في الدين أو الوسطية أن يكون الإنسان بين الغالي والجافي،
    وهذا يدخل في الأمور العلمية العقدية وفي الأمور العملية التعبدية؛
    فمثلاً في الأمور العقدية
    انقسم الناس فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته إلى ثلاثة أقسام:
    طرفان ووسط،
    طرفٌ غلا في التنزيه فنفى عن الله ما سمى ووصف به نفسه،
    وقسمٌ غالى في الإثبات، فأثبت لله ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات؛ لكن باعتقاد المماثلة،
    وقسمٌ وسط أثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات؛ لكن دون اعتقاد المماثلة؛، وأن الله تعالى لا يماثله شيءٌ من مخلوقاته؛ هذا في العقيدة،
    كذلك أيضاًً في الأعمال البدنية
    من الناس من يغلو فيزيد ويشدد على نفسه، ومن الناس من يتهاون ويفرط فيضيع شيئاً كثيراً، وخير الأمور الوسط،
    والوسط الضابط فيه ما جاءت به الشريعة، فهو وسط، وما خالف الشريعة فليس بوسط؛
    بل هو مائل إما للإفراط، وإما إلى التفريط،-ابن عثيمين

    الوسط بمعنى الجزء الذي هو بين الطرفين، مثل وسط الدار، الله سبحانه وتعالى إنما وصفهم بأنهم وسط لتوسطهم فى الدين، فلا هم أهل غلو فيه غلو النصارى الذين غلوا بالترهب وقيلهم في عيسى ما قالوا فيه، ولا هم أهل تقصير فيه تقصير اليهود الذين بدلوا كتاب الله، وقتلوا أنبياءهم، وكذبوا على ربهم، وكفروا به، ولكنهم أهل توسط واعتدال فيه، فوصفهم الله بذلك إذ كان أحب الأمور إلى الله أوسطها،
    وأما التأويل فإنه جاء بأن الوسط العدل وذلك معنى الخيار لأن الخيار من الناس عدولهم). وبالنظر إلى ما جاء في السنَّة وما أُثر عن السلف وما حكاه أهل التفسير، نجد أن «وسطية الأمة» تٌفسَّر بمعنيين:
    الأول: العدالة والخيرية.
    الثاني: الاعتدال والتوسط في الأمور بين الغلو والجفاء، وبين التفريط والإفراط.
    وهذان المعنيان متداخلان،
    فإن الأمة الإسلامية هي خير الأمم وأفضلها وأعدلها،
    وذلك لاعتدالها وتوسطها في عقائدها وشرائعها،
    ولأجل استحقوا أن يكونوا شهداء على الأمم،
    إذ الشهادة مبناها على العدالة، وهم أعدل الناس وأفضلهم.
    وذكر البخاري هذا الحديث أيضاً في كتابه «خلق أفعال العباد» ثم قال: (قال أبو عبد الله: هم الطائفة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم»). وسطية الأمة وجوب لزوم السنَّة والجماعة.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (فتاوى 3/375) في تفضيل طريق أهل السنَّة والجماعة: (وكذلك في سائر أبواب السنَّة هم وسط، لأنه متمسكون بكتاب الله وسنَّة رسوله وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان). وقال (الفتاوى 5/261): (وقد قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)، والسنَّة فى الاسلام كالإسلام فى الملل).
    وقال ابن القيم في سياق الأوجه الدالة على وجوب اتباع الصحابة وعدم الخروج عن أقاويلهم (إعلام الموقعين 4/132): (الوجه التاسع: قوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ).
    ووجه الاستدلال بالآية أنه تعالى أخبر أنه جعلهم أمة خياراً عدولاً، هذا حقيقة الوسط، فهم -أي الصحابة- خير الأمم وأعدلها في أقوالهم وأعمالهم وإرادتهم ونياتهم، وبهذا استحقوا أن يكونوا شهداء للرسل على أممهم يوم القيامة، والله تعالى يقبل شهادتهم عليهم فهم شهداؤه، ولهذا نوه بهم ورفع ذكرهم و أثنى عليهم لأنه تعالى لما اتخذهم شهداء أعلم خلقه من الملائكة وغيرهم بحال هؤلاء الشهداء، وأمر ملائكته أن تصلى عليهم وتدعو لهم وتستغفر لهم). ومعلوم أن هذه الآية إنما نزلت على الصحابة رضي الله عنهم، فهم المخاطبون بها أصالة، ومن سار على طريقهم تبعاً، فدل على أن الوسطية التي وصفت بها الأمة إنما هي اتباع السنَّة وطريق الصحابة رضي الله عنهم. ومما لا شك فيه أن الصحابة رضي الله عنهم هم أهدى الناس، وهم أعلم الناس بدين الله تعالى الموصوف بكونه وسطاً، إذ هم الذين أمر الله بالاقتداء بهم واتباعهم.
    ومما يدل على ذلك: أمرُ النبي صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنته عند وجود طرفي الوسط كالغلو أو الجفاء. ومنه ما رواه الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله أني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني». فانظر كيف قابل غلو هؤلاء وزيادتهم في العبادة على الحد المطلوب، بذكر سنته القائمة على التوسط والاعتدال. ومنه أيضاً ما رواه الإمام أحمد وأهل السنن وغيرهم من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: «صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت لها الأعين، ووجلت منها القلوب. قلنا أو قالوا: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع، فأوصنا. قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم يرى بعدي اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وإن كل بدعة ضلالة». وهذه المحدثات التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم إما أن تكون في الزيادة على المشروع فتكون غلواً وإفراطاً، وإما بترك بعض المشروع فيكون جفاءاً وتفريطاً، والحق بين هذين، وهو التوسط والاعتدال الذي هو سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم وسنَّة خلفاءه من بعده وهم الصحابة رضوان الله عليهم. وعلى هذا فالوسطي: هو المتمسك بالسنَّة وآثار السلف، وهو الأمر الذي صلح عليه أول هذه الأمة، ولا يصلح آخرها إلا به.
    وقال أيضاً («الشفا» للقاضي عياض 2/71): (ولا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلحَ أولها). فالسنَّة وهدي السلف هو الطريق الموصل إلى رضوان الله، وهو الطريق الذي رسمه النبي صلى الله عليه وسلم لإصلاح الأمة في كل زمان ومكان، لأنه الطريق الوسط، فهو أعدل الطرق وأفضلها وأقربها إلى الله، لأنه سلم من الانحراف، وكان بين الغلو والجفاء، وبين الإفراط والتفريط، ولذلك كان السلف والأئمة يوصون دوماً بالتمسك بالسنَّة واقتفاء آثار السلف، ويحذرون من مخالفتهم. والانحراف عن وسطية الأمة واعتدالها لم يظهر إلا لمخالفة طريق السنَّة وهدي السلف، فظهر الغلو من جانب، والجفاء من جانب، وكلا طرفي الأمر ذميم. ولذلك قال بعض السلف تلك الكلمة المشهورة وهي: (دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه). ولما ظهر الانحراف عن الوسطية والاعتدال من أهل الغلو والجفاء، أنكر عليهم السلف، وأمروهم بلزوم السنَّة وطريق الصحابة الأولين، وقالوا في بيان مخالفتهم للصواب وانحرافهم عن طريق الحق: «هذا خلاف السنَّة»، أو «هذا خلاف طريق السلف». خاض كثيرٌ من الناس في «الوسطية» واستعملوها بلا ضوابط شرعية، حتى صارت الوسطية تبعاً لآرائهم واختياراتهم من غير ميزان يزنها، ولا ضابط يضبطها، ولا مفهومٍ يحددها، حتى آل الأمر ببعضهم إلى نبذ مسلمات من الدين باسم «الوسطية». ومعلوم أن وصف الله تعالى لهذه الأمة بأنها وسطٌ، هو وصف عام للشريعة، فالوسطية سمة لكل الشريعة بكافة جوانبها: الاعتقادية منها والعملية. فهي وسط في العقيدة، كما أنها وسط في الشريعة. «الوسطية»، هى «السنَّة» وما كان عليه السلف من العلم والعمل هو الميزان الذي توزن به الأمور، ويُعرف به الوسطي من الأقوال والأفعال، مما ليس بوسطي. فما وافق السنَّة وطريق السلف الصالح من الأقوال والأفعال كان من الوسطية، وما خالفها فليس من الوسطية. وبهذا نضبط «الوسطية» ونحدد مفهومها تحديداً يُعرف به ما هو منها مما ليس منها.
    وعلى هذا فشعار الوسطية الحقَّة ينبغي أن يكون: (ما وَسِعَ السلف من الأقوال والأفعال وَسِعَنا، وما لم يَسَعْهم لم يَسَعْنا) الصحابة والسلف الكرام قد اتفقت كلمتهم في ما يجب اعتقاده في أسماء الله وصفاته الواردة في الكتاب والسنَّة من وجوب إقرارها والإيمان بها كما جاءت من غير تَعرُّضٍ لها بتعطيل أو تحريف، ولا تكييف ولا تمثيل، لم تختلف كلمتهم في ذلك. وأنكر السلف على من تعرَّض لها بشيء من ذلك واشتد نكيرهم على الفرق التي خاضت فيه، وهذا أمرٌ معلوم لمن له أدنى اطلاع على كتب السنَّة، مما يعني أن السلف لم يسعهم الخلاف في هذا الباب ولا الخوض فيه بغير طريق الصحابة والسلف، فلا يمكن إذاً أن يسعنا ما لم يسع السلف، ولذلك كان من دعا إلى قبول قول من خاض في مسائل الأسماء والصفات لله تعالى بغير ما كان عليه السلف وظن أن قبول مثل هذه الأقوال يعتبر من الوسطية، فهو مخطئ، لأن «الوسطية» لا يمكن أن تخرج عن طريق السلف وهديهم، وإلا لاستلزم ذلك: أن السلف لم يكونوا وسطيين، وهذا باطل.«الوسطية» باعتبار ما تم توضيحه من معناها لا تقوم إلا على علم صحيح راسخٍ، إذ مبناها على اتباع الدليل والأثر، ونبذ التعصب والهوى، فلا يمكن أن توجد وسطية مع الجهل بالشرع والأدلة والآثار، لأن الشرع بكل تشريعاته قائم على الاعتدال والتوسط، وهذا الاعتدال ليس منشأه الآراء المحضة، ولا الأهواء المختلفة، وإنما هو موجود في أصل التشريع، فالشريعة إنما شرعها الله عز وجل قائمةً على الاعتدال وهذه الوسطية والاعتدال قد دلت عليها الشريعة في أصولها، وإنما تُعرف هذه الأصول بالعلم الراسخ.
    والعلم الراسخ إنما هو: كتابٌ، وسنَّة، وقول صاحبٍ، واجتهاد العلماء الراسخين فيما لم يرد فيه دليل.
    فكل من ادعى الوسطية في رأي معين، أو منهج معين، نظرنا: فإن كان عليه أثارة من علم قبلناه، وإلا نبذناه. إذ الوسطية لا تعني ابتداع منهج جديد، أو تبني رأي محدث، فما لم تدل عليه أصول الشريعة فليس من الوسطية. ولهذا كان السلف ينكرون على أهل الانحراف عن الوسطية من أهل الغلو أو الجفاء بلزوم السنَّة واتباع الآثار، ويحذرون من مغبة اتباع الآراء وتبنيها من غير دليل ولا سنَّة ماضية، وآثارهم في هذا الباب كثيرة. فمنها ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم محذراً من هذا المسلك فيما رواه أحمد وأهل السنن: «فإنه من يعش منكم يرى بعدي اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين، وعضّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وإن كل بدعة ضلالة». وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (إنا نقتدي ولا نبتدي، ونتبع ولا نبتدع، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر).[أخرجه اللالكائي] وقال أيضاً: (عليكم بالعلم قبل أن يُقبض، وقبضه أن يذهب أهله، وإنكم ستجدون قوماً يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم، فعليكم بالعلم وإياكم والبدع، وإياكم والتنطع، وإياكم والتعمق، وعليكم بالعتيق).[أخرجه البيهقي في «المدخل»]

    إذا الوسطية
    هي الاعتدال في كل الأمور فى العقائد والعبادات والتصورات والمناهج ....الى آخره

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أهل السنة هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    ..........
    أخى محمد عبد اللطيف .. كل نبى أو رسول .. له قومه وأمته ويُسأل عنهم يوم القيامة ويُسألون أمامه ..
    روى البخاري (4487) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُدْعَى نُوحٌ عَلَيْهِ السَّلام يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ : هَلْ بَلَّغْتَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ ؛ فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ لَهُمْ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ أَوْ مَا أَتَانَا مِنْ أَحَدٍ , قَالَ : فَيُقَالُ لِنُوحٍ : مَنْ يَشْهَدُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ , قَالَ : فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ) قَالَ : الْوَسَطُ الْعَدْلُ ) وزاد أحمد (10891) : ( قَالَ : فَيُدْعَوْنَ فَيَشْهَدُونَ لَهُ بِالْبَلاغِ , قَالَ : ثُمَّ أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ ) .فى الدين
    .........
    أما رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فهو شاهد على قومه وأمته " منذ الرسالة وحتى يوم القيامة " : ( من آمن منهم وكان من المسلمين . ومن لم يؤمن منهم وظل من الكفار والمشركين أومن اليهود والنصارى والمجوس والصابئين ) ..
    ...........
    احسنت اخى السعيد شويل - ولكن يجب ان تؤمن بالكتاب كله
    «وسطية الأمة» تٌفسَّر بمعنيين:
    الأول: العدالة والخيرية.ولأجل استحقوا أن يكونوا شهداء على الأمم،
    الثاني: الاعتدال والتوسط في الأمور بين الغلو والجفاء، وبين التفريط والإفراط.
    وهذان المعنيان متداخلان،
    فإن الأمة الإسلامية هي خير الأمم وأفضلها وأعدلها،
    وذلك لاعتدالها وتوسطها في عقائدها و شرائعها،
    إذ الشهادة مبناها على العدالة،

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: أهل السنة هم الوسط في فرق الأمة‏.‏ كما أن الأمة هي الوسط في الأمم‏.

    بارك الله فيكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •