المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محسن مسلم
قال الاسفراييني في كتابه التبصير في الدين (قرات وأن تعلم أن كل ما تصور في الوهم من طول وعرض وعمق وألوان وهيئات مختلفة ينبغي أن تعتقد أن صانع العالم بخلافة وأنه قادر على خلق مثله وإلى هذا المعنى أشار الصديق رضي الله عنه بقوله العجز عن درك الإدراك إدراك )
هل ثبت ما قاله عن ابو بكر رضي الله عنه وما معناه
وايضا ما معني كلام ((وانه قادر على خلق مثله )). كيف هذا وهذا محال
قال الاسفراييني في كتابه التبصير في الدين
هو أبو المظفر طاهر بن محمد الأسفراييني {ت:471هـ} صاحب كتاب “التبصير في الدين”؛ وهو تلميذ أبي منصور البغدادي (ت.429هـ) وصهره-
العقيدة والمنهج اشعرى- ومنهج الاشاعرة فى الصفات
المتأخرين من الأشاعرة ، خلطوا مذهبهم بكثير من أصول الجهمية والمعتزلة ، بل والفلاسفة أيضا ؛ وخالفوا الأشعري في كثير من أقواله ، فهم ينفون صفة الاستواء لله والعلو والنزول واليد والعين والقدم والكلام وهذه الصفات كلها يخالفون فيها الأشعري نفسه.
الأشاعرة لم يثبتوا من الصفات التي هي معاني وجودية تقوم بالله تعالى : إلا سبعة.
وقد أدخلوا تحت ما أثبتوه من الصفات: أمورا باطلة ، كإدخالهم تحت "المخالفة للحوادث" : نفي علو ومباينته لخلقه.
وإدخالهم تحت "الوحدانية" : نفي تأثير قدرة العبد في فعله، ونفي تأثير الأسباب في المسببات.
الأشاعرة المتأخرون : جبرية في القدر ، مرجئة في الإيمان ، معطلة في الصفات ، لا يثبتون منها غير سبع صفات ؛ لأن العقل دل عليها كما يزعمون ، وينفون الاستواء على العرش ، وعلو الله على خلقه ، ويقولون : لا هو داخل العالم ولا خارجه ، ولا فوقه ولا تحته... إلى غير ذلك من المخالفات ، فكيف نسميهم " أهل السنة " ؟!
لا يثبت الأشاعرة الصفات الخبرية كالوجه واليد والقدم، ولا الأفعال الاختيارية كالاستواء والمجيء والنزول، ونحوها ، ويتأولون ذلك أو يفوضونه.
قال شيخ الاسلام فى مجموع الفتاوى 8/432 :"بل مذهب السلف أنهم يصفون الله بما و صف به نفسه و ما و صفه به رسوله من غير تحريف و لا تعطيل و من غير تكييف و لا تمثيل فلا ينفون عنه ما أثبته لنفسه من الصفات و لا يمثلون صفاته بصفات المخلوقين فالنافى معطل و المعطل يعبد عدما و المشبه ممثل و الممثل يعبد صنما "
وقال شيخ الاسلام -فى الجواب الصحيح
"فالرسل وصفوا الله بصفات الكمال ونزهوه عن النقائص المناقضة للكمال ونزهوه عن أن يكون له مثل في شيء من صفات الكمال وأثبتوا له صفات الكمال على وجه التفصيل ونفوا عنه التمثيل فأتوا بإثبات مفصل ونفي مجمل
فمن نفى عنه ما أثبته لنفسه من الصفات كان معطلا ومن جعلها مثل صفات المخلوقين كان ممثلا والمعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما وقد قال تعالى
ليس كمثله شيء وهو رد على الممثلة وهو السميع البصير وهو رد على المعطلة "
وقال رحمه الله في درئ تعارض العقل والنقل
ويقول تعالى : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } [ الشورى : 11 ] ففي قوله : { ليس كمثله شيء } رد على أهل التمثيل وفي قوله : { وهو السميع البصير } رد على أهل التعطيل
ولهذا قيل : الممثل يعبد صنما والمعطل يعبد عدما
وقال أيضا
"قال بعض العلماء المعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما المعطل أعمى والممثل أعشى ودين الله بين الغالى فيه والجافى عنه
وقد قال تعالى وكذلك جعلناكم أمة وسطا والسنة فى الاسلام كالإسلام فى الملل انتهى والحمد لله رب العالمين" 5/261
*************************
كل ما تصور في الوهم من طول وعرض وعمق وألوان وهيئات مختلفة ينبغي أن تعتقد أن صانع العالم بخلافة
هذا الكلام له معنى صحيح- وله معنى باطل يدخل منه المعطلة لنفى الصفات وقد بيناه فى مواضيع اخرى
ولكن نبين المعنى الصحيح وهو
قال تعالى " ليس كمثله شىء و قال تعالى "فلا تضربوا لله الامثال "
قال ذو النون المصري و احمد بن حنبل " مهما تصورت ببالك فالله لا يشبه ذلك "
قال الطحاوي في عقيدته
و من وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر
أشار الصديق رضي الله عنه بقوله العجز عن درك الإدراك إدراك )
نقله الزركشي و رواه الرفاعي في البرهان المؤيد
قال أبو بكر الصديق
العجزُ عن دَرْك الإدراكِ إدراكُ ......... والبحثُ عن ذاتِهِ كفرٌ وإشراكُ
وقال شيخ الاسلام فى مجموع الفتاوى وهو ينقض مذهب ابن عربى -
وهذا حقيقة قوله، وسر مذهبه، الذي يدعى أنه به أعلم العالم بالله، وأنه تقدم بذلك على الصديق، الذي جهل فقال: العجز عن درك الإدراك إدراك، وتقدم به على المرسلين، الذين ما علموا ذلك إلا من مشكاته،[مجموع الفتاوى/المجلد الثاني/حقيقة قوله وسر مذهب ابن عربي
]
هل ثبت ما قاله عن ابو بكر رضي الله عنه
لا أعلم
العجز عن درك الإدراك إدراك يعني إذا اعترفَ العبدُ بأنه عاجزٌ عن ادراكِ ذاتِ الله والكيفية والاحاطة به فهو مدركٌ أي عارفٌ بعظمة بِربِهِ
ولمزيد فائدة على هذا الرابط للشيخ محمد امان الجامى
وايضا ما معني كلام ((وانه قادر على خلق مثله )).
كيف هذا وهذا محال
أن هذه المسألة من المحال ؛ لأن الآخَر لو كان إلها ، ما أمكن خلقه ؛ فافتراض أنه إله ، وأنه يُخلق ، محال .
قال في "الدرر السنية من الأجوبة النجدية" (3/265) : " وقد روي عن ابن عباس ، حكاية على غير هذا الوجه ، وهي : أن الشياطين ، قالوا لإبليس : يا سيدنا ، ما لنا نراك تفرح بموت العالِم ، ما لا تفرح بموت العابد ؟ ! والعالِم لا نُصيب منه ، والعابد نُصيب منه ؟ !
قال : انطلقوا ، فانطلقوا إلى عابد ، فأتوه في عبادته ، فقالوا : إنا نريد أن نسألك ، فانصرف ، فقال إبليس : هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه ؟ فقال : لا أدري ؛ فقال : أترونه لم تنفعه عبادته مع جهله ؟ !
فسألوا عالماً عن ذلك ؟ فقال : هذه المسألة محال ، لأنه لو كان مثله ، لم يكن مخلوقاً ، فكونه مخلوقاً وهو مثل نفسه مستحيل ، فإذا كان مخلوقاً لم يكن مثله ، بل كان عبداً من عبيده ؛ فقال : أترون هذا يهدم في ساعة ما أبنيه في سنين ؟ ! والله أعلم " انتهى.
الثاني :
أن وجود إله آخر مع الله ، أمر مستحيل لذاته ، وقد دل على استحالته أدلة كثيرة ، أيسرها وجود هذا العالم المنتظم ، إذ لو كان هناك إله آخر ، لفسد نظام العالم ، لتنازعهما ، ورغبة كل منهما في العلو على الآخر ، كما قال سبحانه : ( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ) الأنبياء/22 .
وقوله : ( مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) المؤمنون/91 .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : " أي لو قدّر تعدد الآلهة لانفرد كل منهم بما خلق ، فما كان ينتظم الوجود ، والمشاهد أن الوجود منتظم متسق ، كل من العالم العلوي والسفلي مرتبط بعضه ببعض في غاية الكمال ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ثم لكان كل منهم يطلب قهر الآخر وخلافه ، فيعلو بعضهم على بعض " انتهى .
وكذلك وجود شيء ثقيل ، لا يقدر الله على رفعه : أمر مستحيل ؛ لأن الله هو الذي خلقه ، وأوجده ، وهو قادر على إفنائه في أي لحظة ، فكيف لا يقدر على رفعه ؟!
والملحد إنما يريد أن يطعن في العموم الذي في قوله تعالى : ( إن الله على كل شيء قدير ) فيقول : إذا كان قادرا على (كل شيء) فلما ذا لا يقدر على هذا ؟
والجواب : أن هذا المستحيل (ليس بشيء) !
فالمستحيل المعدوم ، الذي لا يمكن وجوده ، ليس بشيء ، وإن كان الذهن قد يتخيله ويقدّره تقديرا ، ومعلوم أن الذهن يفرض ويقدر المستحيل ، فالذهن يقدّر اجتماع النقيضين ، ككون الشيء موجود معدوما في نفس الوقت .
فالآية تنص على قدرة الله على ( الأشياء ) فلا يدخل في ذلك الأمور المستحيلة لذاتها ، لأنها ليست بشيء ، بل عدم ، لا يمكن أن يوجد .
ولهذا نص غير واحد من العلماء على أن قدرة الله إنما تتعلق بالممكن ؛ لهذا السبب الذي ذكرناه ، وهو أن المعدوم المستحيل ليس بشيء .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وأما أهل السنة ، فعندهم أن الله تعالى على كل شيء قدير ، وكل ممكن فهو مندرج في هذا ، وأما المحال لذاته ، مثل كون الشيء الواحد موجودا معدوما ، فهذا لا حقيقة له ، ولا يتصور وجوده ، ولا يسمى شيئا باتفاق العقلاء ، ومن هذا الباب : خلق مثل نفسه ، وأمثال ذلك " انتهى من "منهاج السنة" (2/294).
وقال ابن القيم رحمه الله في "شفاء العليل" ص 374 : " لأن المحال ليس بشيء ، فلا تتعلق به القدرة ، والله على كل شيء قدير ، فلا يخرج ممكن عن قدرته البتة " انتهى .