تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: إن الله تعالى على كل شيء قدير

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2020
    المشاركات
    36

    Question إن الله تعالى على كل شيء قدير

    السلام عليكم

    هل قدرة الله تعالى في آيات على كل شيء قدير داخله في قدرته في نفسه كما أن آية بكل شيء عليم داخل في علمه بنفسه؟

    السؤال بصيغة أخرى: عندما يرى المسلمون ربهم يوم القيامة بصورة غير التي رأوه فيها أول مرة كما في الصحيح، أليس هذا داخل في أنه على كل شيء قدير؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إن الله تعالى على كل شيء قدير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضياء عمر مشاهدة المشاركة

    هل قدرة الله تعالى في آيات على كل شيء قدير داخله في قدرته في نفسه ؟
    قال ابن عثيمين رحمه الله
    "فليس عليها بقادر": هذا خطأ عظيم، كيف لا يقدر على نفسه وهو قادر على غيره، فكلامه هذا يستلزم أنه لا يقدر أن يستوى ولا أن يتكلم ولا أن ينزل إلى السماء الدنيا ولا يفعل شيئاً أبداً وهذا خطير جداً!!

    لكن لو قال قائل: لعله يريد: "خص العقل ذاته، فليس عليها بقادر"، يعني: لا يقدر على أن يلحق نفسه نقصاً قلنا: إن هذا لم يدخل في العموم حتى يحتاج إلى إخراج وتخصيص ، لأن القدرة إنما تتعلق بالأشياء الممكنة، لأن غير الممكن ليس بشيء، لا في الخارج ولا في الذهن" فالقدرة لا تتعلق بالمستحيل، بخلاف العلم.
    فينبغي للإنسان أن يتأدب فيما يتعلق بجانب الربوبية ، لأن المقام مقام عظيم، والواجب على المرء نحوه أن يستسلم ويسلم.
    إذاً، نحن نطلق ما أطلقه الله، ونقول إن الله على كل شيء قدير، بدون استثناء.
    عقيدة أهل السنة أن الله قادر على أن يستوي على العرش و أن يتكلم وأن ينزل إلى السماء الدنيا ليس في إثباتها لله تعالى نقص بوجه من الوجوه بل من كماله أن يكون فاعلاً لما يريد ، أما ما كان من قبيل إلحاق النقص وما لا يليق بالله تعالى فهو مستحيل وليس بواجب وليس ممكناً ؛ فإذن ليس متعلّقاً لقدرته كما تقرر ، لأنّه ينافي الحكمة ولأن المستحيل ليس بشيء ، إنكار الشيخ العثيمين رحمه الله ينصبّ على تعميم عدم تعلق القدرة بذات الله سبحانه لأن ذلك يستلزم نفي الصفات الفعلية الثابتة بالنصوص ، بل يجب تقييدها بالممكنات
    وقال ابن ابى العز الحنفى رحمه الله
    أهل السنة، فعندهم أن الله على كل شيء قدير، وكل ممكن فهو مندرج في هذا. وأما المحال لذاته، مثل كون الشيء الواحد موجودا معدوما في حال واحدة، فهذا لا حقيقة له، ولا يتصور وجوده، ولا يسمى شيئا، باتفاق العقلاء.
    ومن هذا الباب: خلق مثل نفسه، وإعدام نفسه وأمثال ذلك من المحال.
    وهذا الأصل هو الإيمان بربوبيته العامة التامة، فإنه لا يؤمن بأنه رب كل شيء إلا من آمن أنه قادر على تلك الأشياء، ولا يؤمن بتمام ربوبيته وكمالها إلا من آمن بأنه على كل شيء قدير.
    وإنما تنازعوا في المعدوم الممكن: هل هو شيء أم لا؟ والتحقيق: أن المعدوم ليس بشيء في الخارج، ولكن الله يعلم ما يكون قبل أن يكون، ويكتبه، وقد يذكره ويخبر به، كقوله تعالى: (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) فيكون شيئا في العلم والذكر والكتاب، لا في الخارج، كما قال تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)، وقال تعالى: (وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئا) ، أي: لم تكن شيئا في الخارج، وإن كان شيئا في علمه تعالى، وقال تعالى: (هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئا مَذْكُورا)
    ****************
    وافق أهل السنة والجماعة الأشاعرة في أن قدرة الله لا تتعلق بالمستحيلات لأن المستحيل ليس بشيء على الصحيح ؛ ومن هنا يظهر خطأ من يسأل مثلا هل يستطيع الله عز وجل أن يخلق إلها مثله ؟ ومثل هذا السؤال لا يصح أصلا لأن وجود آله آخر مستحيل وليس لأن الله عاجز عنه ولكن المستحيل ليس بشيء .
    اما بالنسبة لتعلق قدرة الله بالواجبات ؛ وجد من أهل السنة من يوافقهم على أن قدرة الله لا تتعلق بالواجبات ووجه ذلك أن الواجب لا يوصف بالإيجاد والإعدام وأما من استدركها على الأشاعرة فمن باب أن الأشاعرة ينفون صفات الله الفعلية الاختيارية فهم يرون أنه لا تقوم به سبحانه فلو جعلوا القدرة متعلقة به سبحانه للزم من ذلك إثبات الصفات الاختيارية وهي التي تتعلق بقدرته من التكلم والنزول والمجيء إلخ والصواب أن يفصل في هذه المسألة على قاعدة أهل السنة في الأمور التي تحتمل حقا وباطلا فإن أريد بتعلق قدرة الله بالواجبات نفي الصفات الاختيارية فلا يسلم لهم بذلك .
    قال شيخ الإسلام عن مذهب المتكلمين كالأشاعرة والكلابية : يقولون هو متصف بالصفات التي ليس له عليها قدرة , ولا تكون بمشيئته ؛ فأما ما يكون بمشيئته ؛ فإنه حادث , والرب تعالى لا تقوم به الحوادث ويسمون الصفات الاختيارية بمسألة حلول الحوادث
    فإنه إذا كلم موسى بن عمران بمشيئته وقدرته , وناداه حين أتاه بقدرته وبمشيئته كان ذلك النداء , والكلام حادثاً .
    قالوا : فلو اتصف الرب به لقامت به الحوادث .
    قالوا : ولو قامت به الحوادث لم يخل منها و ما لم يخل من الحوادث فهو حادث .
    "مجموع الفتاوى "(6/220)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إن الله تعالى على كل شيء قدير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضياء عمر مشاهدة المشاركة
    كما أن آية بكل شيء عليم داخل في علمه بنفسه؟
    قال بن عثيمين رحمه الله -ثم قال المؤلف السفارينى -رحمه الله تعالى:
    8- فيعلم الواجب والمحالا ... كجائز في حقه تعالى

    الشرح - قوله: (فيعلم) يعني من جملة علم التوحيد، أن به يعلم الواجب والمحال والجائز في حق الله تعالى.
    فيعلم الواجب في حق الله، ويعلم المستحيل في حق الله، ويعلم الجائز في حق الله، فالأقسام إذا ثلاثة: واجب، ومستحيل، وجائز، ويقال للواجب أحيانا اللازم، ويقال للمحال أحيانا الممنوع، ويقال للجائز أحيانا الممكن، والمدار على المعنى.
    أما الواجب في حق الله تعالى: فهو ما لا يتصور عدمه بالنسبة إليه، فكل شيء لا يتصور عدمه بالنسبة لله فهو واجب، فمثلا الحياة من الواجب، والعلم من الواجب، والقدرة من الواجب، والقوة من الواجب، والأمثلة في هذا كثيرة، فكل ما لا يتصور عدمه فهو واجب.
    وأما المستحيل: فهو كل ما لا يتصور وجوده، فالذي لا يتصور وجوده هو المستحيل، مثل الموت والعجز والضعف والجهل والنسيان وما أشبه ذلك. فهذا كله ممتنع في حق الله عز وجل.
    ************
    هو -سبحانه- يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون". "ولهذا كان قول المرسلين: إن الله أحصى كل شيء عددًا، فهو يعلم أوزان الجبال، ودورات الزمان، وأمواج البحار، وقطرات المطر، وأنفاس بني آدم: {وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [الأنعام:59].
    وهو - سبحانه - "يعلم المعدومات، والممتنعات التي ليست مفعولة، وكما يعلم المقدرات، كقوله: {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [الأنعام:28]، وقوله: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء:22]، وإن كان وجود إله غيره ممتنعًا، فعلمه -سبحانه- بما يعلمه، ليس من شرطه كونه مفعولًا له، بل كونه مفعولًا له دليل على أنه يعلمه، والدليل لا ينعكس". فالله -جل شأنه- "العليم الذي له العلم العام للواجبات، والممتنعات، والممكنات، فيعلم نفسه الكريمة، وصفاته المقدسة، ونعوته العظيمة، وهي الواجبات التي لا يمكن إلا وجودها، ويعلم الممتنعات حال امتناعها، ويعلم ما يترتب على وجودها، لو وجدت، كما قال -تعالى-: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء:22]"، "ويعلم -تعالى- الممكنات، وهي التي يجوز وجودها، وعدمها، ما وجد منها، وما لم يوجد، وما لم تقتض الحكمة إيجاده"، وقد أحاط علمه -سبحانه- "بجميع الأزمان الحاضرة، والماضية، والمستقبلة". "واسمه العليم لما كان كل شيء يصلح أن يكون معلومًا تعلق بكل شيء"، فعلمه -سبحانه- "له عموم التعلق: يتعلق بالخالق، والمخلوق، والموجود، والمعدوم". اهـ.

    قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرح العقيدة الواسطية: قوله: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} : هذا إكمال لما سبق من الصفات الأربع، يعني: ومع ذلك، فهو بكل شيء عليم.
    وهذه من صيغ العموم التي لم يدخلها تخصيص أبدًا، وهذا العموم يشمل أفعاله وأفعال العباد الكليات والجزئيات، يعلم ما يقع, وما سيقع, ويشمل الواجب والممكن والمستحيل، فعلم الله تعالى واسع شامل محيط, لا يستثنى منه شيء، فأما علمه بالواجب، فكعلمه بنفسه, وبما له من الصفات الكاملة، وأما علمه بالمستحيل، فمثل قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22]، وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} [الحج: 73] ، وأما علمه بالممكن، فكل ما أخبر الله به عن المخلوقات، فهو من الممكن: {يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: إن الله تعالى على كل شيء قدير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضياء عمر مشاهدة المشاركة

    السؤال بصيغة أخرى: عندما يرى المسلمون ربهم يوم القيامة بصورة غير التي رأوه فيها أول مرة كما في الصحيح، أليس هذا داخل في أنه على كل شيء قدير؟
    قوله (فيأتيهم الله، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه) شاهد للباب، لأن ظاهره أنهم يرونه غير أنهم في هذه المرة لم يعرفوه، لأنه تعالى لم يظهر لهم بأوصافه التي يعرفونه بها، وقد جاء في رواية أبي سعيد الآتية: (فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة) ولهذا قالوا: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه...

    السؤال
    وهو كون الله تبارك وتعالى يأتي في صورة غير التي يعرفها المؤمنون، فهل يدل ذلك على أن هناك أكثر من صورة أم ماذا؟
    الجواب
    قد أفاض الشيخ الغنيمان ـ حفظه الله تعالى ـ في بحث هذه المسألة في شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري: وقد ذكر أنه ثبتت رؤيتهم لله سبحانه وتعالى عدة مرات في عدة صور وأن ذلك للامتحان، كما يدل له قوله صلى الله عليه وسلم: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة ـ متفق عليه، وقوله: أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها أول مرة ـ كما في رواية مسلم، وفي السنة لابن أبي عاصم: ثم يتبدى الله لنا في صورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة ـ وفي لفظ عنده أيضا: ثم يرفع برنا ومسيئنا، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة ـ وفي صحيح مسلم في هذا الحديث: ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحول في صورته التي رأوه فيها أول مرة، فقال: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا ـ ففي هذه الألفاظ بيان صريح بأنهم قد رأوه في صورة عرفوه فيها، قبل أن يأتيهم هذه المرة، وفي حديث الصحيحين: أن الناس قالوا يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك يحشر الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر، ومنهم من يتبع الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون، فيقول أنا ربكم، فيقولون نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا عز وجل، فإذا جاء ربنا عز وجل عرفناه، فيأتيهم في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيدعوهم فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوة الرسل يومئذ اللهم سلم، سلم.... اهـ. ثم قال الشيخ حفظه الله: وفيه مع رواية مسلم التصريح بأنهم قد سبق أن رأوه مرة قبل هذه، وفي هذه المرة تنكر لهم في غير صورته التي تبدى لهم بها قبلها, وذلك للامتحان, ولهذا قالوا: نعوذ بالله منك, لا نشرك بالله شيئاً, هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا, فإذا جاء ربنا عرفناه, فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه بها؟ فيقولون: نعم, الساق, فيكشف عن ساقه, عند ذلك يعرفونه, فيخرون له سجداً, فإذا رفعوا رؤوسهم من السجود، إذا هو قد عاد في صورته التي رأوه فيها أول مرة. اهـ.



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •