● مُختصر أحكام الصيام ( 2 )
جمع وإعداد الشيخ / عبد رب الصالحين العتموني

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبعد :

بم يثبت شهر رمضان ؟
يثبت شهر رمضان بأحد أمرين :
الأمر الأول : رُؤية الهلال وذلك بشهادة عدل ثقة قوى البصر .
والعدل في اللغة : هو المُستقيم .
وفي الشرع : هو من قام بالواجبات ولم يفعل كبيرة ولم يُصر علي صغيرة .
الأمر الثاني : إكمال عِدة شعبان ثلاثين يوماً لأن الشهر لا يقل عن تسعة وعشرين ولا يزيد عن ثلاثين يوماً .
فإذا كانت السماء صافية وخالية من كل ما يمنع الرُؤية من غيم أو سحاب ونحوه ليلة الثلاثين من شعبان ولم يُرو الهلال وجب الصوم .
أما إذا حال دون رُؤية الهلال غيم أو نحوه ليلة الثلاثين من شعبان فلا يجب صومه بل القول الراجح يحرم صومه إذا حال دون رُؤية الهلال غيم أو نحوه لأنه يُعتبر في هذه الحالة هو يوم الشك المنهي عنه .

الطريقة الشرعية لثُبوت دُخول شهر رمضان :
الطريقة الشرعية لثُبوت دخول شهر رمضان هي أن يتراءى الناس الهلال وينبغي أن يكون ذلك ممن يُوثق به في دينه وفي قوة نظره فإذا رأوه وجب العمل بمُقتضى هذه الرُؤية صوماً إن كان الهلال هلال رمضان وإفطاراً إن كان الهلال هلال شوال ولا يجوز اعتماد حساب المراصد الفلكية إذا لم يكن رُؤية فإن كان هناك رُؤية ولو عن طريق المراصد الفلكية فإنها مُعتبرة .
أما مُجرد الحساب فإنه لا يجوز العمل به ولا الاعتماد عليه وأما استعمال ما يسمى بـ ( المِنظار المُقرِّب ) في رُؤية الهلال فلا بأس به ولكن ليس بواجب لأن الظاهر من السُنة أن الاعتماد على الرُؤية المُعتادة لا على غيرها ولكن لو استعمل فرآه من يوثق به فإنه يعمل بهذه الرُؤية وقد كان الناس قديماً يستعملون ذلك لمَّا كانوا يصعدون ( المنائر ) في ليلة الثلاثين من شعبان أو ليلة الثلاثين من رمضان فيتراءونه بواسطة هذا المنظار .
وعليه فمتى ثبتت رُؤية الهلال بأي وسيلة فإنه يجب العمل بمقتضى هذه الرُؤية .

بم يثبت شهر شوال ؟
هلال شهر شوال يثبت بإكمال عدة رمضان ثلاثين يوماً ولا تُقبل فيه شهادة العدل الواحد على القول الراجح فيُشترط أن يشهد على رُؤيته اثنان ذوا عدل .

حُكم اختلاف مطالع الهلال في الصيام :
القول الراجح أن اختلاف مطالع الهلال مُعتبرة في الصيام أي يُعتبر لأهل كل بلد رؤيتهم ولا يلزمهم رُؤية غيرهم .
وعليه فلا يجب الصوم في رمضان ولا الفطر في شوال إلا لمن رأي الهلال أو من كان موافقاً لمن رآه في مطالع الهلال لأن مطالع الهلال تختلف باتفاق أهل المعرفة فإذا اختلفت وجب أن يحكم لكل بلد برُؤيته والبلاد التي توافق في مطالع الهلال فهي تبعاً له وإلا فلا وهذا هو الراجح وهذه المسألة من مسائل الخلاف المُعتبر التي لا يجوز الاختلاف والتفرق فيها بين المُسلمين .

معرفة الهلال بالرُؤية لا بالحساب :
لا اعتبار بمعرفة الحساب والمنازل في دُخول وقت الصوم علي من عرف ذلك وعلي من لا يعرفه لأن الرُؤية هي المُستند الشرعي في أحكام الصيام والإفطار فلا يصح الاعتماد علي الحساب بحال من الأحوال .

حُكم من رأي هلال رمضان وحده :
من رأي هلال رمضان وحده بيقين كأن يكون في صحراء وليس معه أحد ورأي الهلال أو يجتمع معه الناس لرُؤية الهلال فيراه هو ولا يراه غيره لكن رُد قوله لجهالته أو لسبب آخر كأن يكون في بلدة يُشترط فيها شاهدان لزمه الصوم وصار في حقه واجباً لأنه تيقن رؤية الهلال .
ويصوم سراً وهذا من باب الاحتياط ولا يُعلن مُخالفته للناس .
أما لو رأي هلال شوال وحده فإنه لا يفطر بل يصوم تبعاً للجماعة وهذا أيضاً من باب الاحتياط .

الدُعاء عند رُؤية الهلال :
يُستحب لمن رأى الهلال أن يقول : ( اللهم أهله علينا باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله ) .

حُكم من لم يعلم بدُخول شهر رمضان إلا بعد طُلوع الفجر :
من لم يعلم بدُخول شهر رمضان إلا بعد طُلوع الفجر فعليه أن يُمسك بقية يومه وعليه القضاء لأنه لم ينو الصيام من أول اليوم بل مضي عليه جُزء من اليوم بلا نية .

● لا تنسونا من الدعاء
أخوكم / عبد رب الصالحين العتموني
مصر / سوهاج / طما / قرية العتامنة
للتواصل / 01002889832