تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: "لاَ تُعَيِّرُوا أَحَداً فَيَفْشُوَ فِيكُمُ الْبَلَاءُ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,615

    افتراضي "لاَ تُعَيِّرُوا أَحَداً فَيَفْشُوَ فِيكُمُ الْبَلَاءُ

    قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : "لاَ تُعَيِّرُوا أَحَداً ؛ فَيَفْشُوَ فِيكُمُ الْبَلَاءُ" .

    "البداية والنهاية" (10 / 71)

    ماصحة هذا الاثر؟

  2. #2

    افتراضي رد: "لاَ تُعَيِّرُوا أَحَداً فَيَفْشُوَ فِيكُمُ الْبَلَاءُ

    خرجه الطبري في تاريخه [4 : 359]، فقال: كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ سَيْفٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ:
    لَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ كِتَابُ أَبِي عُبَيْدَةَ فِي ضِرَارٍ وَأَبِي جَنْدَلٍ، كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ فِي ذَلِكَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهِمْ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ فَيَسْأَلَهُمْ: أَحَرَامٌ الْخَمْرُ أَمْ حَلالٌ؟
    فَإِنْ قَالُوا: حَرَامٌ فَاجْلِدْهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً، وَاسْتَتِبْهُمْ ، وَإِنْ قَالُوا: حَلالٌ فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ، فَدَعَا بِهِمْ فَسَأَلَهُمْ.
    فَقَالُوا: بَلْ حَرَامٌ، فَجَلَدَهُمْ فَاسْتَحْيُوا فَلَزِمُوا الْبُيُوتَ، وَوَسْوَسَ أَبُو جَنْدَلٍ،
    فَكَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى عُمَرَ: إِنَّ أَبَا جَنْدَلٍ قَدْ وَسْوَسَ، إِلا أَنْ يَأْتِيَهُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْكَ بِفَرَجٍ، فَاكْتُبْ إِلَيْهِ وَذَكِّرْهُ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ وَذَكَّرَهُ،
    فَكَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ عُمَرَ إِلَى أَبِي جَنْدَلٍ: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}،
    فَتُبْ وَارْفَعْ رَأْسَكَ وَابْرُزْ وَلا تَقْنَطْ، فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يَقُولُ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}،
    فَلَمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ، تَطَلَّقَ وَأُسْفِرَ عَنْهُ،
    وَكَتَبَ إِلَى الآخَرِينَ بِمِثْلِ ذَلِكَ، فَبَرَزُوا، وَكَتَبَ إِلَى النَّاسِ: عَلَيْكُمْ أَنْفُسُكَمْ، وَمَنِ اسْتَوْجَبَ التَّغْيِيرَ فَغَيِّرُوا عَلَيْهِ، وَلا تُعَيِّرُوا أَحَدًا فَيَفْشُوَ فِيكُمُ الْبَلاءُ". اهـ.
    وخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق بمثله كما في المختصر (28/221)، وزاد:
    "قالوا: وجاشت الروم: دعونا نغزهم، فإن قضى الله تعالى بالشهادة فذاك، وإلا عمدت للذي تريد. فاستشهد ضراب بن الأزور في قوم، وبقي الآخرون فحدوا". اهـ.
    وزاد الطبري في تاريخه، فقال: كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ: عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ سَيْفٍ، عن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه، عن عطاء نحوا منه، إلا أنه لم يذكر أنه كتب إلى الناس ألا يعيروهم.
    قلتُ: مع انقطاع الطريقين فمدارهما على سيف بن عمر وهو ضعيف، تفرد بهذه الزيادة ولا تصح.
    فقد خرج عبد الرزاق في مصنفه [17078]، فقال: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ إِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بِالشَّامِ وَجَدَ أَبَا جَنْدَلَ بْنَ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو، وَضِرَارَ بْنَ الْخَطَّابِ الْمُحَارِبِيَّ ، وَأَبَا الأَزْوَرِ، وَهُمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَدْ شَرِبُوا،
    فَقَالَ أَبُو جَنْدَلٍ: " {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}، الآيَةَ، فَكَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ، إِلَى عُمَرَ، إِنَّ أَبَا جَنْدَلٍ خَصَمَنِي بِهَذِهِ الآيَةِ،
    فَكَتَبَ عُمَرُ: " إِنَّ الَّذِي زَيَّنَ لأَبِي جَنْدَلٍ الْخَطِيئَةَ زَيَّنَ لَهُ الْخُصُومَةَ، فَاحْدُدْهُمْ "، فَقَالَ أَبُو الأَزْوَرِ: أَتَحُدُّونَا؟ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَعُونَا نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا،
    فَإِنْ قُتِلْنَا فَذَاكَ، وَإِنْ رَجَعْنَا إِلَيْكُمْ فَحُدُّونَا، قَالَ: فَلَقِي أَبُو جَنْدَلٍ، وَضِرَارٌ، وَأَبُو الأَزْوَرِ، الْعَدُوَّ، فَاسْتُشْهِدَ أَبُو الأَزْوَرِ وَحُدَّ الآخَرَانِ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو جَنْدَلٍ: هَلَكْتُ،
    فَكَتَبَ بِذَلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ إِلَى أَبِي جَنْدَلٍ وَتَرَكَ أَبَا عُبَيْدَةَ: " إِنَّ الَّذِي زَيَّنَ لَكَ الْخَطِيئَةَ حَظَرَ عَلَيْكَ التَّوْبَةَ: {حم { 1 } تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ { 2 } غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ}، الآيَةَ ". اهـ.
    وهذا إسناد فيه من هو مبهم ولعله أخذه من عروة، فقد خرج البيهقي في السنن الكبرى [9 : 105]، من طريق:
    سَلَمَةَ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: فذكره،
    وزاد: " فَلَمَّا قَرَأَ كِتَابَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَهَبَ عَنْهُ مَا كَانَ بِهِ كَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ ". اهـ، هذا منقطع.
    وخرج أبو عروبة الحراني في المنتقاة من الطبقات له [1 : 47]، فقال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَصْرِيُّ، ثنا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، ثنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنَ عَاصِمٍ، يُحَدِّثُ:
    أَنَّ " أَرْبَعَةَ نَفَرٍ شَرِبُوا الْخَمْرَ بِالشَّامِ، عَبْدُ بْنُ الأَزْوَرِ الأَسَدِيُّ، أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَأَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ، وَضِرَارُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَهُوَ أَحَدُ بَنِي فِهْرٍ، وَنَسِيَ جَرِيرٌ الرَّابِعَ،
    فَأَرَادَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَنْ يَحُدَّهُمْ، قَالُوا: مَا تَصْنَعُ بِأَنْ تَحُدَّنَا، نَحْنُ نَلْقَى الْعَدُوَّ غَدًا، فَإِنْ قُتِلْنَا وَإِلا فَنَحْنُ فِي يَدِكَ، قَالَ: فَتَرَكَهُمْ، فَقُتِلُوا جَمِيعًا ". اهـ.
    قلتُ: مع كونه معضلا، فإن المتن شاذ، وجرير بن حازم فقد اختلط بآخره والراوي عنه حفص بن عبد الله الحلواني قال عنه أبو حاتم: "صدوق".
    وخرج ابن أبي شيبة في مصنفه [28878]، فقال: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ:
    شَرِبَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ الْخَمْرَ وَعَلَيْهِمْ يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَقَالُوا: هِيَ لَنَا حَلَالٌ، وَتَأَوَّلُوا هَذِهِ الْآيَةَ {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا}، قَالَ: وَكَتَبَ فِيهِمْ إلَى عُمَرَ، فَكَتَبَ أَنِ:
    " ابْعَثْ بِهِمْ إلَيَّ قَبْلَ أَنْ يُفْسِدُوا مَنْ قِبَلِكَ "، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ اسْتَشَارَ فِيهِمُ النَّاسَ، فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، نَرَى أَنَّهُمْ قَدْ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وَشَرَعُوا فِي دِينِهِمْ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ، فَاضْرِبْ رِقَابَهُمْ، وَعَلِيٌّ سَاكِتٌ،
    فَقَالَ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا الْحَسَنِ فِيهِمْ؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَسْتَتِيبَهُمْ ، فَإِنْ تَابُوا جَلَدْتهمْ ثَمَانِينَ لِشُرْبِ الْخَمْرِ، وَإِنْ لَمْ يَتُوبُوا ضَرَبْتَ رِقَابَهُمْ، قَدْ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وَشَرَعُوا فِي دِينِهِمْ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ، فَاسْتَتَابَهُم ْ فَتَابُوا، فَضَرَبَهُمْ ثَمَانِينَ ثَمَانِينَ ". اهـ.
    وخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار [3166]، فقال: حَدَّثَنَا فَهْدٌ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيّ ُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، به.

    وهذا إسناد فيه عطاء بن السائب اختلط، والراوي عنه ابن فضيل روى عنه بعد الاختلاط.
    وخولف فيما خرجه الخلال في أهل الملل والردة [10] فقَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، به منقطعا.
    وخرجه ابم حزم في المحلى [12 : 252] من طريق عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قال: نا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ جُحَادَةَ بْنِ دِثَارٍ، به.
    هذا تصحيف والصواب محارب بن دثار، وحماد بن سلمة ممن روى عن عطاء قبل الاختلاط وبعده، فلعل هذا أشبه وهو منقطع.
    والله أعلم.
    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,615

    افتراضي رد: "لاَ تُعَيِّرُوا أَحَداً فَيَفْشُوَ فِيكُمُ الْبَلَاءُ

    جزاكم الله خيراً.

  4. #4

    افتراضي رد: "لاَ تُعَيِّرُوا أَحَداً فَيَفْشُوَ فِيكُمُ الْبَلَاءُ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    وجزاكم الله خيرا
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •