تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: باب ما جاء في خراب مصر من جفاف النيل

  1. #1

    افتراضي باب ما جاء في خراب مصر من جفاف النيل

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    [حديث حذيفة بن اليمان]


    قال القرطبي في "التذكرة" (ص1349): ((رُوي من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ويبدأ الخراب في أطراف الأرض حتى تخرب مصر، ومصر آمنة من الخراب حتى تخرب البصرة، وخراب البصرة من العراق، وخراب مصر من جفاف النيل، وخراب مكة من الحبشة، وخراب المدينة من الجوع، وخراب اليمن من الجراد، وخراب الأيلة من الحصار، وخراب فارس من الصعاليك، وخراب الترك من الديلم، وخراب الديلم من الأرمن، وخراب الأرمن من الخزر، وخراب الخزر من الترك، وخراب الترك من الصواعق وخراب السند من الهند، وخراب الهند من الصين، وخراب الصين من الرمل، وخراب الحبشة من الرجفة، وخراب الزوراء من السفياني، وخراب الروحاء من الخسف، وخراب العراق من القحط». ذكره أبو الفرج [ابن] الجوزي رحمه الله في كتاب روضة المشتاق والطريق إلى الملك الخلاق وسمعت أن خراب الأندلس من الريح العقيم. والله أعلم.)) انتهى.

    وعزّاه السيوطي في "حسن المحاضرة" (15/1) ، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (351/2) إلى الديلمي ، ولم أقف عليه عنده.

    وقال ابن كثير في "البداية والنهاية -ط هجر" (92/19): ((وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا يُعْرَفُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ ، وَأَخْلَقُ بِهِ أَنْ لَا يَكُونَ صَحِيحًا، بَلْ أَخْلَقُ بِهِ أَنْ يَكُونَ مَوْضُوعًا، أَوْ أَنْ يَكُونَ مَوْقُوفًا عَلَى حُذَيْفَةَ، وَلَا يَصِحُّ عَنْهُ أَيْضًا، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.))
    وقال في "النهاية في الفتن والملاحم" (80/1): ((حديث بيّن الوضع)).

    [حديث ابن عباس]

    وأخرج الضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو" (959) ، وفي "صفة الجنة" (95) ، والداني في "الفتن" (677) ، وابن الجوزي في "المنتظم" (159/1) ، والخطيب في "التاريخ" (363/1) ، وابن عدي في "الكامل" (15/8) من طريق مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ خَمْسَةَ أَنْهَارٍ سَيْحُونَ وَهُوَ نَهْرُ الْهِنْدِ، وَجَيْحُونَ وَهُوَ نَهْرُ بَلْخٍ، وَدِجْلَةَ وَالْفُرَاتَ وَهُمَا نَهْرَا الْعِرَاقِ، وَالنِّيلَ وَهُوَ نَهْرُ مِصْرَ أَنْزَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ مِنْ أَسْفَلِ دَرَجَةٍ مِنْ دَرَجَاتِهَا عَلَى جَنَاحَيْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَاسْتَوْدَعَهَ ا الْجِبَالَ وَأَجْرَاهَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ فِيهَا مَنَافِعَ لِلنَّاسِ فِي أَصْنَافِ مَعَايِشِهِمْ وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ} [المؤمنون: 18] فَإِذَا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَرَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ كُلَّهُ وَالْحَجَرَ الْأَسْوَدَ مِنْ رُكْنِ الْبَيْتِ وَمَقَامَ إِبْرَاهِيمَ وَتَابُوتَ مُوسَى بِمَا فِيهِ وَهَذِهِ الْأَنْهَارَ الْخَمْسَةَ فَيَرْفَعُ كُلَّ ذَلِكَ إِلَى السَّمَاءِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون: 18] فَإِذَا رُفِعَتْ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ مِنَ الْأَرْضِ فَقَدَ أَهْلُهَا خَيْرَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا"
    قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (302/20): ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا، بَلْ مُنْكَرٌ، وَمَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ))
    قلت: مسلمة بن علي الخشني متروك ليس بشئ.

    [أثر عبد الله بن عمرو بن العاص]

    وقال ابن يونس المصري في "تاريخه" (278/1): ((قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إنى لأعلم السنة، التى تخرجون فيها من مصر. قال ابن سالم: فقلت له: ما يخرجنا منها يا أبا محمد؟ أعدوّ؟! قال: لا، ولكنكم يخرجكم منها نيلكم هذا بغور، فلا تبقى منه قطرة، حتى تكون فيه الكثبان من الرمل، وتأكل سباع الأرض حيتانه)).
    وجاء ذلك مسنداً في "أحاديث يزيد بن أبي حبيب" (72) من طريق اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ , إِنِّي لأَعْلَمُ السَّنَةَ الَّتِي يَخْرُجُونَ مِنْ مِصْرَ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا يُخْرِجُنَا مِنْهَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَعَدُوٌّ؟ فَقَالَ: لا , وَلَكِنْ يُخْرِجُكُمْ مِنْهَا نِيلُكُمْ هَذَا، يَغُورُ فَلا يَبْقَى مِنْهُ قَطْرَةٌ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ الْكُثْبَانُ مِنَ الرَّمْلِ، وَتَأْكُلَ سِبَاعُ الأَرْضِ جَنَبَاتِهِ.
    و"عبد الله بن عمر" خطأ أو تصحيف صوابه "عبد الله بن عمرو" ، وهذا إسناد صحيح.

    [أثر كعب الأحبار]

    أخرج نعيم بن حماد في"الفتن" (585) عَنِ الْحَكَمِ بْنِ نَافِعٍ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، حَدَّثَنَا جَرَّاحٌ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «لَيُوشِكَنَّ الْعِرَاقُ يُعْرَكُ عَرْكَ الْأَدِيمِ، وَيَشُقُّ الشَّامُ شَقَّ الشَّعْرِ، وَتُفَتُّ مِصْرُ فَتَّ الْبَعْرَةِ، فَعِنْدَهَا يَنْزِلُ الْأَمْرُ»
    وهذا إسناد صحيح إلى كعب الأحبار ، الجراح هو ابن مليح الحمصي ، وتبيع هو ابن عامر الحميري ، ابْنُ امْرَأَةِ كَعْبِ الأَحْبَارِ.

    وروي من طريق الليث بن سعد ، واختُلف عليه:

    فرواه قُتَيْبَةُ بن سعيد، عنه، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ الصُّنَابِحِيّ، سَمِعَ كَعْبًا، يَقُولُ: ((سَتُعْرَكُ الْعِرَاقُ عَرْكَ الْأَدِيمِ وَتُفَتُّ فَتَّ الْبَعْرَةِ)). أخرج أبو نعيم في "الحلية" (23/6)

    ورواه عِيسَى بن حماد كما جاء في "أحاديث يزيد بن أبي حبيب" (ص63) عنه، عَنْ يَزِيدَ ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ الصُّنَابِحِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ , سَمِعَ كَعْبًا يَقُولُ: "سَنَعْرُكُ الْعِرَاقَ عَرْكَ الدِّيَمِ وَنَفُتُّ مِصْرَ فَتَّ الْبَعْرَةِ" ، وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ , عَنْ وَاهِبٍ الْمَعَافِرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: "يَشُقُّ الشَّامَ شَقَّ الشَّعْرَةِ."

    ورواه ابْنُ وهب، عنه وعن ابن لهيعة ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «لَتُفَتَّنَّ مِصْرُ كَمَا تُفَتُّ الْبَعْرَةُ». أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (854).

    وسقط عند أبي نعيم لفظ "مصر" ، وأبو الخير هو مرثد بن عبد الله اليزني ، والصنابجي هو عبد الرحمن بن عسيلة ، والصواب إثبات أبي الخير ، والإسناد صحيح إلى كعب.

    [أثر وهب بن منبه]

    وأخرج الداني في "الفتن" (455) ، (456) من طريقين عن عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، ومُحَمَّدُ بْنُ مَسْعَدَةَ كلاهما قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: «الْجَزِيرَةُ آمِنَةٌ مِنَ الْخَرَابِ حَتَّى تَخْرُبَ أَرْمِينِيَّةُ , وَأَرْمِينِيَّة ُ آمِنَةٌ مِنَ الْخَرَابِ حَتَّى تَخْرُبَ مِصْرُ , وَمِصْرُ آمِنَةٌ مِنَ الْخَرَابِ حَتَّى تَخْرُبَ الْكُوفَةُ , وَلَا تَكُونُ الْمَلْحَمَةُ الْكُبْرَى حَتَّى تَخْرُبَ الْكُوفَةُ , فَإِذَا كَانَتِ الْمَلْحَمَةُ الْكُبْرَى فُتِحَتِ الْقُسْطَنْطِين ِيَّةُ عَلَى يَدِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ , وَخَرَابُ الْأَنْدَلُسِ مِنْ قِبَلِ الرِّيحِ , وَخَرَابُ إِفْرِيقِيَّةَ مِنْ قِبَلِ الْأَنْدَلُسِ , وَخَرَابُ مِصْرَ مِنَ انْقِطَاعِ النِّيلِ , وَاخْتِلَافِ الْجُيُوشِ فِيهَا , وَخَرَابُ الْعِرَاقِ مِنْ قِبَلِ الْجُوعِ وَالسَّيْفِ , وَخَرَابُ الْكُوفَةِ مِنْ قِبَلِ عَدُوٍّ مِنْ وَرَائِهِمْ , يَخْفِرُهُمْ حَتَّى لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَشْرَبُوا مِنَ الْفُرَاتِ قَطْرَةً , وَخَرَابُ الْبَصْرَةِ مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ , وَخَرَابُ الْأُبُلَّةِ مِنْ قِبَلِ عَدُوٍّ يَخْفِرُهُمْ , مَرَّةً بَرًّا , وَمَرَّةً بَحْرًا , وَخَرَابُ الرَّيِّ مِنْ قِبَلِ الدَّيْلَمِ , وَخَرَابُ خُرَاسَانَ مِنْ قِبَلِ التِّبْتِ , وَخَرَابُ التِّبْتِ مِنْ قِبَلِ الصِّينِ , وَخَرَابُ الصِّينِ مِنْ قِبَلِ الْهِنْدِ , وَخَرَابُ الْيَمَنِ مِنْ قِبَلِ الْجَرَادِ وَالسُّلْطَانِ , وَخَرَابُ مَكَّةَ مِنْ قِبَلِ الْحَبَشَةِ , وَخَرَابُ الْمَدِينَةِ مِنْ قِبَلِ الْجُوعِ»

    وعبد المنعم بن إدريس ، قال الذهبي في "الميزان" (668/2): ((مشهور قصاص، ليس يعتمد عليه. تركه غير واحد، وأفصح أحمد بن حنبل فقال: كان يكذب على وهب بن منبه ، وقال البخاري: ذاهب الحديث. قال ابن حبان: يضع الحديث على أبيه وعلى غيره)).

    وإدريس بن سنان ، قال ابن معين: ((يُكْتَبُ مِنْ حَدِيثِهِ الرِّقَاقُ)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال ابن عدي: ((لَيْسَ لَهُ كَبِيرُ رِوَايَةٍ وَأَحَادِيثُهُ مَعْدُودَةٌ وَأَرْجُو أَنَّهُ من الضعفاء الذين يكتب حديثهم)) ، وقال ابن حبان: ((يُتقى حديثه من رواية ابنه عبد المنعم عنه)) ، وقال الذهبي: ((أَحَدُ الضُّعَفَاء)).
    انظر "الكامل" (34/2) ، "الضعفاء والمتروكون" (359) ، "تاريخ الإسلام" (813/3) ، "الثقات" (77/6).

    [أثر الضحاك بن مزاحم]

    وقال مقاتل بن سليمان: ((قرأت في كتب الضحاك بعد موته وهي الكتب المخزونة عنده في قوله عز وجل {وَإِنْ من قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ في الْكِتابِ مَسْطُوراً}أما القرى مكة فيخربها الحبشان فذلك عذابهم وأما المدينة فالجوع يخربها وأما البصرة فالغرق وأما الكوفة فالترك وخراب الشام من قبل الملحمة بالكدى عند فتح القسطنطينية وخراب الأندلس وطنجة من قبل الريح وخراب الافريقية من قبل الأندلس وخراب مصر من انقطاع النيل وخراب اليمن من الجراد والحبش وخراب ارمينية من الصواعق والرواجف وخراب آذربيجان بسنابك الخيل.....))
    ذكره المقدسي في "البدء والتاريخ" (102/4) فقال: ((في كتاب أبي حذيفة عن مقاتل به)) ، والسمعاني في "تفسيره" (252/3) فقال: ((وَذكر النقاش فِي تَفْسِيره بِإِسْنَادِهِ عَن مقَاتل بن سُلَيْمَان قَالَ: فذكره)) ، ومقاتل بن سليمان ، قال ابن حجر: ((كذّبوه و هجروه)) ، وقال الذهبي: ((أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِهِ)).

    [أثر عبد الله بن الصامت]

    وأخرج الداني في "الفتن" (470) ، (476) عن حَمْزَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ ، عن أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ السِّيَرافِيُّ ، وأَحْمَدُ بْنُ بَهْزَادَ ، كلاهما عن أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمَثْجُورُ بْنُ غَيْلَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَهُ أَنَا وَأَبِي مِنَ الْمَسْجِدِ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " إِنَّ أَسْرَعَ الْأَرَضِينَ خَرَابًا الْبَصْرَةُ وَمِصْرُ , فَقُلْتُ: وَمَا يُخَرِّبُهُمَا؟ وَفِيهِمَا عُيُونُ الرِّجَالِ وَالْأَمْوَالِ؟ فَقَالَ: يُخَرِّبُهُمَا الْقَتْلُ الْأَحْمَرُ , وَالْجُوعُ الْأَغْبَرُ , كَأَنِّي بِالْبَصْرَةِ كَأَنَّهَا نَعَامَةٌ جَاثِمَةٌ , وَأَمَّا مِصْرُ فَإِنَّ نِيلَهَا يَنْضَبُ , أَوْ قَالَ: يَيْبَسُ , فَيَكُونُ ذَلِكَ خَرَابَهَا "

    وشيخ الداني ، أبو القاسم حمزة بن علي بن حمزة ، قال المحقق الدكتور رضا المباركفوري (ص257): ((لم أهتد إلى ترجمته)) ، ولم أجده أنا كذلك.
    والمثجور بن غيلان ، قال الدارقطني: ((من أشراف أهل البصرة)). قلت: لم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، ولم يذكروا من الرواة عنه سوى محمد بن أبي يعقوب وهشام بن حسان ، وقول الدارقطني يدل أنه من أهل الصدق ، لكن يبقى حاله من حيث الضبط والإتقان مجهول.
    انظر "التاريخ الكبير" (67/8) ، "الجرح والتعديل" (439/8) ، "المؤتلف والمختلف" (2157/4) ، "الإكمال" (161/7).
    وعبد الله بن الصامت ، تابعي ثقة.

    [أثر يحيي بن أبي عمرو]

    وأخرج الداني في "الفتن" (479) من طريق قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّيْبَانِيِّ ، قَالَ: «يَهْلِكُ أَهْلُ مِصْرَ غَرَقًا أَوْ حَرَقًا»
    وإسناده صحيح إلى السيباني يحيي بن أبي عمرو.

    [أثر عمير بن هانئ]

    وقال نعيم بن حماد في "الفتن" (707) قَالَ ابْنُ حِمْيَرَ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الصَّنْعَانِيُّ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: «لَيَبْلُغُنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ إِخْوَانِي اتَّخَذَ بِجَبَلِ الْخَلِيلِ مَنْزِلًا وَأَغْبِطُهُ» ، قِيلَ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ سَيَنْزِلُهُ أَهْلُ مِصْرَ، إِمَّا يُحْبَسُ نِيلُهُمْ، وَإِمَّا يُمَدُّ فَيُغْرِقُ حَتَّى يَتَمَاسَحُوا جَبَلَ الْخَلِيلِ بَيْنَهُمْ بِالْحِبَالِ»
    وابن حمير هو محمد بن حمير بن أنيس القضاعى ، و"محمد بن يزيد" ، الظاهر أنه خطأ أو تصحيف صوابه ، "محمد بن زياد الألهاني" ، وعمير بن هانئ تابعي ثقة أدرك ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والإسناد حسن.

    والحاصل أنه لم يصح في الباب شئ مرفوعاً ، وصَحّت بعض الاثار عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وكعب الأحبار ، وبعض التابعين كيحيي بن أبي عمرو ، وعمير بن هانئ ، والراجح والظاهر أن ذلك من الإسرائيليات ، والله أعلم.

  2. #2

    افتراضي رد: باب ما جاء في خراب مصر من جفاف النيل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم.
    [حديث حذيفة بن اليمان]

    وعزّاه السيوطي في "حسن المحاضرة" (15/1) ، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (351/2) إلى الديلمي ، ولم أقف عليه عنده.
    وقال ابن كثير في "البداية والنهاية -ط هجر" (92/19): ((وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا يُعْرَفُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ ، وَأَخْلَقُ بِهِ أَنْ لَا يَكُونَ صَحِيحًا، بَلْ أَخْلَقُ بِهِ أَنْ يَكُونَ مَوْضُوعًا، أَوْ أَنْ يَكُونَ مَوْقُوفًا عَلَى حُذَيْفَةَ، وَلَا يَصِحُّ عَنْهُ أَيْضًا، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.))
    وقال في "النهاية في الفتن والملاحم" (80/1): ((حديث بيّن الوضع)).
    قلتُ: اللفظ ركيك جدا، وفيه مخالفة فخرج نعيم بن حماد في الفتن [770]، فقال:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّهُ قَالَ لأَهْلِ مِصْرَ:
    " إِذَا جَاءَكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنَ الْمَغْرِبِ اقْتَتَلْتُمْ أَنْتُمْ وَهُمْ عِنْدَ الْقَنْطَرَةِ، فَيَكُونُ بَيْنَكُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْقَتْلَى،
    وَلَيُخْرِجُنَّ كُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَأَرْضِ الشَّامِ كَفْرًا كَفْرًا،
    وَلَتُبَاعَنَّ الْمَرْأَةُ الْعَرَبِيَّةُ عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ دِرْهَمًا، ثُمَّ يَدْخُلُونَ أَرْضَ حِمْصَ فَيُقِيمُونَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا، يَقْتَسِمُونَ فِيهَا الأَمْوَالَ، وَيَقْتُلُونَ فِيهَا الذَّكَرَ وَالأُنْثَى،
    ثُمَّ يَخْرُجُ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ شَرُّ مَنْ أَظَلَّتْهُ السَّمَاءُ، فَيَقْتُلُهُمْ فَيَهْزِمَهُمْ، حَتَّى يُدْخِلَهُمْ أَرْضَ مِصْرَ ". اهـ.
    قلتُ: وهذا إسناد ضعيف فيه انقطاع بين القاسم بن محمد بن أبي بكر وبين حذيفة رضي الله عنه، عبد الله بن عمر العمري ضعيف.
    ولكنه له شاهد موقوف على عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما سيأتي فيما بعد.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة

    [أثر عبد الله بن عمرو بن العاص]

    وقال ابن يونس المصري في "تاريخه" (278/1): ((قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إنى لأعلم السنة، التى تخرجون فيها من مصر. قال ابن سالم: فقلت له: ما يخرجنا منها يا أبا محمد؟ أعدوّ؟! قال: لا، ولكنكم يخرجكم منها نيلكم هذا بغور، فلا تبقى منه قطرة، حتى تكون فيه الكثبان من الرمل، وتأكل سباع الأرض حيتانه)).
    وجاء ذلك مسنداً في "أحاديث يزيد بن أبي حبيب" (72) من طريق اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ , إِنِّي لأَعْلَمُ السَّنَةَ الَّتِي يَخْرُجُونَ مِنْ مِصْرَ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا يُخْرِجُنَا مِنْهَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَعَدُوٌّ؟ فَقَالَ: لا , وَلَكِنْ يُخْرِجُكُمْ مِنْهَا نِيلُكُمْ هَذَا، يَغُورُ فَلا يَبْقَى مِنْهُ قَطْرَةٌ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ الْكُثْبَانُ مِنَ الرَّمْلِ، وَتَأْكُلَ سِبَاعُ الأَرْضِ جَنَبَاتِهِ.
    و"عبد الله بن عمر" خطأ أو تصحيف صوابه "عبد الله بن عمرو" ، وهذا إسناد صحيح.
    وراوي النسخة [72]، يقول: أَخْبَرَنَا الْمَيْمُونُ، قَالَ: نا أَحْمَدُ، قَالَ: نا عِيسَى، قَالَ: أَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ، به.
    وعيسى بن حماد زغبة توبع فيما خرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (31/246)، من طريق:
    ابن أبي خيثمة، قال: نا قتيبة، نا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم بن أبي سالم، أنه قال لعبد الله بن عمرو بن العاص: "أبو محمد". اهـ، هكذا مختصرا.
    قلتُ: ليس هذا بمنزلة الصحيح، ففيه سالم بن أبي سالم فيه جهالة لم يوثقه معتبر، وتخريج مسلم له إنما مقرونا في المتابعات.
    بالإضافة إلى أنه ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة التي تلي الوسطى من التابعين يعني سماعه من صغار الصحابة.
    ولعله سمع منه وهو صغير فأبوه أبو سالم سمع من عبد الله بن عمرو وهو مرابط بحصن بابليون.
    بالإضافة إلى أنه ليس لسالم بن أبي سالم عن عبد الله ابن عمرو إلا هذا فيما وقفت مما يفيد الغرابة، وخولف فيما خرجه نعيم بن حماد في الفتن
    [1332]، فقال:
    حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَلَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ:
    " يَنْشَأُ فِي الرُّومِ غُلامٌ يَشِبُّ فِي السَّنَةِ شَبَابَ الْغُلامِ فِي عَشْرِ سِنِينَ، فَيَكُونُ بِأَرْضِ الرُّومِ تُمَلِّكُهُ الرُّومُ فِي أَنْفُسِهَا، فَيَقُولُ: حَتَّى مَتَى وَقَدْ غَلَبَنَا هَؤُلاءِ عَلَى مَكَانٍ مِنْ أَرْضِنَا؟
    لأَخْرُجَنَّ فَلأُقَاتِلَنَّ هُمْ حَتَّى أَغْلِبَهُمْ عَلَى مَا غَلَبُوا أَوْ يَغْلِبُونِي عَلَى مَا بَقِيَ تَحْتَ قَدَمَيَّ، فَيَخْرُجُ فِي سَبْعَةِ آلافِ سَفِينَةٍ حَتَّى يَكُونَ بَيْنَ عَكَّا وَالْعَرِيشِ، ثُمَّ يَضْرِمُ النَّارَ فِي سُفُنِهِ،
    فَيَخْرُجُ أَهْلُ مِصْرَ مِنْ مِصْرَ، وَأَهْلُ الشَّامِ مِنَ الشَّامِ،
    حَتَّى يَصِيرُوا إِلَى جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: " وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، لَلْحَبْلُ وَالْقَتَبُ يَوْمَئِذٍ أَحَبُّ إِلَى الرَّجُلِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ، فَتَسْتَعِينَ الْعَرَبُ بِأَعْرَابِهَا ".
    ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى يَبْلُغُوا أَعْمَاقَ أَنْطَاكِيَةَ، فَتَكُونُ أَعْظَمَ الْمَلاحِمِ حَتَّى تَخُوضَ الْخَيْلُ إِلَى ثُنَنِهَا، وَيَرْفَعُ اللَّهُ النَّصْرَ عَنْ كُلٍّ حَتَّى تَقُولَ الْمَلائِكَةُ: " يَا رَبِّ، أَلا تَنْصُرُ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ؟ ".
    فَيَقُولُ: حَتَّى يُكْثِرَ شُهَدَاؤُهُمْ، فَيُقْتَلُ ثُلُثٌ، وَيَرْجِعُ ثُلُثٌ، وَيَصْبِرُ ثُلُثٌ، فَيَخْسِفُ اللَّهُ بِالثُّلُثِ الَّذِي يَرْجِعُ، وَتَقُولُ الرُّومُ: لا نَزَالُ نُقَاتِلُكُمْ حَتَّى تُخْرِجُوا إِلَيْنَا كُلَّ بَضْعَةٍ فِيكُمْ مِنْ غَيْرِكُمْ، فَتَخْرُجُ الْعَجَمُ،
    فَتَقُولُ: مُعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَخْرُجَ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلامِ، فَذَلِكَ حِينَ يَغْضَبُ اللَّهُ عز وجل فَيَضْرِبُ بِسَيْفِهِ، وَيَطْعَنُ بِرُمْحِهِ، فَلا يَبْقَى مِنْهُمْ مُخْبِرٌ إِلا قُتِلَ، ثُمَّ يَمْضُونَ عَلَى وجُوهِهِمْ، لا يَمُرُّونَ عَلَى مَدِينَةٍ إِلا فَتَحُوهَا بِالتَّكْبِيرِ،
    حَتَّى يَأْتُوا مَدِينَةَ الرُّومِ فَيَجِدُونَ خَلِيجَهَا بَطْحَاءَ، فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ، فَيُفْتَضُّ يَوْمَئِذٍ كَذَا وَكَذَا عَذْرَاءَ، وَتُقْسَمُ الْغَنَائِمُ مُكَايَلَةً بِالْغَرَائِرِ، ثُمَّ يَأْتِيهِمْ أَنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَرَجَ، فَيُقْبِلُونَ حَتَّى يَلْقَوْهُ بِبَيْتِ إِيلِيَاءَ،
    فَيَجِدُونَهُ قَدْ حُصِرَ هُنَالِكَ ثَمَانِيَةُ آلافِ امْرَأَةٍ وَاثْنَا عَشَرَ أَلْفَ مُقَاتِلٍ، هُمْ خَيْرُ مَنْ بَقِيَ، كَصَالِحِ مَنْ مَضَى، فَبَيْنَا هُمْ تَحْتَ ضَبَابَةٍ مِنْ غَمَامٍ إِذْ تَكَشَّفَتْ عَنْهُمُ الضَّبَابَةُ مَعَ الصُّبْحِ، فَإِذَا بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ ". اهـ.
    وهذا إسناد رجاله ثقات.
    فالسبب المخرج - كما في الخبر - ليس هو جفاف النيل.
    وذلك موافق لأثر كعب الأحبار في قوله: "وتفت مصر فت البعرة"، ليس يوهم جفاف نيل أو نحو ذلك إنما مناسبة هذه المقولة بمعنى نحو الأثر السابق فيما خرجه نعيم في الفتن [846]، فقال:
    حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ ذِي قَرَنَاتٍ، قَالَ:
    " يَخْتَلِفُ النَّاسُ فِي صَفَرٍ، وَيَفْتَرِقُونَ عَلَى أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: رَجُلٍ بِمَكَّةَ الْعَائِذُ، وَرَجُلَيْنِ بِالشَّامِ: أَحَدُهُمَا السُّفْيَانِيُّ ، وَالْآخَرُ مِنْ وَلَدِ الْحَكَمِ أَزْرَقُ أَصْهَبُ، وَرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ جَبَّارٍ، فَذَلِكَ أَرْبَعَةٌ،
    فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ فَيَخْرُجُ إِلَى الَّذِينِ بِالشَّامِ، فَيَأْتِي الْجَيْشَ إِلَى مِصْرَ، فَيُقْتَلُ ذَلِكَ الْجَبَّارُ، وَيَفُتُّ مِصْرَ فَتَّ الْبَعْرَةِ، ثُمَّ يَبْعَثُ إِلَى الَّذِيِ بِمَكَّةَ ". اهـ.
    فسواء إسرائيليات أو لا، فهذه من العلامات الساعة الكبرى ظهور المسيح الدجال وقبله المهدي حيث يظهر بعد ظهور امتلاء الأرض جورا وظلما ثم يخرج بعده المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
    ويوجه رواية سالم بن أبي سالم على أن المسيح الدجال حينما يمر على مصر ويكون بها مسلمون فيثبون على إسلامهم فيقحط لهم الأرض ويمنع عنهم المطر فتجف الأنهار.
    فحينها قد يخرجون ليحتمون بالمدينة حيث لا يستطيها الدجال.
    وهذا له معنى ثابت في الأحاديث الصحيحة المرفوعة.
    والله أعلم.
    .

  3. #3

    افتراضي رد: باب ما جاء في خراب مصر من جفاف النيل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    قلتُ: ليس هذا بمنزلة الصحيح، ففيه سالم بن أبي سالم فيه جهالة لم يوثقه معتبر، وتخريج مسلم له إنما مقرونا في المتابعات.
    بالإضافة إلى أنه ذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة التي تلي الوسطى من التابعين يعني سماعه من صغار الصحابة.
    ولعله سمع منه وهو صغير فأبوه أبو سالم سمع من عبد الله بن عمرو وهو مرابط بحصن بابليون.
    بالإضافة إلى أنه ليس لسالم بن أبي سالم عن عبد الله ابن عمرو إلا هذا فيما وقفت مما يفيد الغرابة

    سالم بن أبي سالم الجيشاني المصري ، أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي ، وذكره ابن حبان في "الثقات" (408/6) ، وقال الذهبي في "الكاشف" (422/1): ((ثقة)) ، , والذهبي إمام عالم بالرجال ، ونَصّ على روايته عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، المزّي في "تهذيب الكمال" (141/10) ، والذهبي في "الكاشف" (422/1) ، وفي "تاريخ الإسلام" (48/3) ، وعدّه في الطبقة الحادية عشر الذين توفوا ما بين (101-110) وعبد الله بن عمرو بن العاص توفي عام 65 فاحتمال اللقاء والسماع والرواية قائم.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    فالسبب المخرج - كما في الخبر - ليس هو جفاف النيل.
    وذلك موافق لأثر كعب الأحبار في قوله: "وتفت مصر فت البعرة"، ليس يوهم جفاف نيل أو نحو ذلك إنما مناسبة هذه المقولة بمعنى نحو الأثر السابق فيما خرجه نعيم في الفتن [846]، فقال:
    حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ ذِي قَرَنَاتٍ، قَالَ:
    " يَخْتَلِفُ النَّاسُ فِي صَفَرٍ، وَيَفْتَرِقُونَ عَلَى أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: رَجُلٍ بِمَكَّةَ الْعَائِذُ، وَرَجُلَيْنِ بِالشَّامِ: أَحَدُهُمَا السُّفْيَانِيُّ ، وَالْآخَرُ مِنْ وَلَدِ الْحَكَمِ أَزْرَقُ أَصْهَبُ، وَرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ جَبَّارٍ، فَذَلِكَ أَرْبَعَةٌ،
    فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ فَيَخْرُجُ إِلَى الَّذِينِ بِالشَّامِ، فَيَأْتِي الْجَيْشَ إِلَى مِصْرَ، فَيُقْتَلُ ذَلِكَ الْجَبَّارُ، وَيَفُتُّ مِصْرَ فَتَّ الْبَعْرَةِ، ثُمَّ يَبْعَثُ إِلَى الَّذِيِ بِمَكَّةَ ". اهـ.
    فسواء إسرائيليات أو لا، فهذه من العلامات الساعة الكبرى ظهور المسيح الدجال وقبله المهدي حيث يظهر بعد ظهور امتلاء الأرض جورا وظلما ثم يخرج بعده المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
    ويوجه رواية سالم بن أبي سالم على أن المسيح الدجال حينما يمر على مصر ويكون بها مسلمون فيثبون على إسلامهم فيقحط لهم الأرض ويمنع عنهم المطر فتجف الأنهار.
    فحينها قد يخرجون ليحتمون بالمدينة حيث لا يستطيها الدجال.
    وهذا له معنى ثابت في الأحاديث الصحيحة المرفوعة.
    والله أعلم.


    قلت لا يمكن الجزم بذلك خصوصا وقد ثبتت اثار عن بعض التابعين كما سبق جاء فيها صريحاً ذكر جفاف النيل ، وقول كعب "تفت فت البعرة" ظاهره هذا المعني حيث من المعلوم أن الشئ لا يُفتّ إلا إذا اشتد الجفاف والقحط ، أما ما ذكرته أن ذلك يكون بفعل المسيح الدجال ، فلا دليل يعول عليه ، وهو صرف للنص عن ظاهره ، وما ذكر في الأحاديث الصحيحة عن المسيح الدجال عام لا يمكن تخصيصه بمحض الظن والرأي ، والله أعلم.

  4. #4

    افتراضي رد: باب ما جاء في خراب مصر من جفاف النيل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    سالم بن أبي سالم الجيشاني المصري ، أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي ، وذكره ابن حبان في "الثقات" (408/6) ، وقال الذهبي في "الكاشف" (422/1): ((ثقة)) ، , والذهبي إمام عالم بالرجال ، ونَصّ على روايته عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، المزّي في "تهذيب الكمال" (141/10) ، والذهبي في "الكاشف" (422/1) ، وفي "تاريخ الإسلام" (48/3) ،
    تنصيص الذهبي على توثيقه لا دليل عليه فإنه لم يوثقه أحد من المتقدمين، وقد تبين للذهبي بعدُ بأن ذكر ابن حبان للرواة في كتابه أنه يبني على قاعدته في توثيق المجاهيل، لذا فغاية ما يكون أنه عدل فلا يعلم ضبطه للمرويات.
    ولذلك كان الذهبي بعد ذلك إذا مر على ترجمة فيه انفرد ابن حبان بذكره جعل يقول: "وثق"، بصيغة التمريض دلالة على عدم الاعتداد به.
    وأما إخراج مسلم له كما ذكرت إنما في المتابعات، وأما إخراج أبي داود والنسائي لا تفيد توثيقا له إنما غاية ما تفيد هي نفس غاية ذكر ابن حبان في كتابه أنه صالح للاعتبار لا للاحتجاج.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة

    وعدّه في الطبقة الحادية عشر الذين توفوا ما بين (101-110) وعبد الله بن عمرو بن العاص توفي عام 65 فاحتمال اللقاء والسماع والرواية قائم.
    لم أنكر لقاءه بعبد الله بن عمرو بن العاص ووفاة عبد الله بن عمرو مختلف في سنة وفاته بل قيل في آخر الخمسينات من الهجرة.
    لكن يغرب لكونه لم يرو عنه إلا هذا الأثر الموقوف فليس له كبير الرواية حتى تكشف عن حال ضبطه للمرويات أو ما يعرف بالأحرى مجهول الحال.
    بالإضافة إلى أنه لم يخرجه أي من مصنفي الكتب ككتب الستة، بل وصلنا عبر جزء حديثي.
    فكيف به يخالف رواية الأوثق منه وهي رواية أبي سلمة أن ما أخرجهم الهرج الذي سيعثاه الرومي في البلاد؟ لذلك جمعت بينهما بهذا التوجيه.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    قلت لا يمكن الجزم بذلك خصوصا وقد ثبتت اثار عن بعض التابعين كما سبق جاء فيها صريحاً ذكر جفاف النيل ،
    ثبت؟
    أما آثار وهب بن منبه والضحاك بن مزاحم وعبد الله بن الصامت فقد أثبتَّ وهاءهم ولا يصح عنهم.
    وأما أثر يحيى بن أبي عمرو فلم يذكر جفاف النيل بل ذكر الغرق أو الحرق وليس فيه جفاف نيل.
    وأما أثر عمير بن هانئ فلا يصح الرواي عنه مجهول وهو محمد بن يزيد الصنعاني واسمه مثبت مروي له في تاريخ مدينة صنعاء (ص: 75) يروي عمن روى عن وهب ولكنه مجهول.
    فقولك بالتصحيف لا دليل عليه عليك مراجعة أصل المخطوط، ثم هل هناك محمد بن زياد الألهاني عن عمير بن هانئ؟ - فيما علمت - لا يوجد.
    وأما أثر كعب الأحبار - وهو ليس به ذكر جفاف النيل -
    فتصحيحك لطريق تبيع مجانب للصواب فإن الجراح صدوق، وتبيع لم يوثقه أحد فيما أعلم فهو حسن لغيره من متابعة الصنابجي.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة

    وقول كعب "تفت فت البعرة" ظاهره هذا المعني حيث من المعلوم أن الشئ لا يُفتّ إلا إذا اشتد الجفاف والقحط ،
    تعودنا على أن يكون كلامنا بالمصادر من الذي قرر هذا المعنى؟
    على أن أثر كعب ليس فيه جفاف النهر بل إن ترتيب روايته تقول بدمار العراق والشام ومصر يوافق ترتيب رواية أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
    ثم الذي يفسر الروايةُ الروايةَ.إذ بينت رواية ذي قرنات الفت المقصود به الهرج والقتل الذي سيحدث عند دخول جيش الشام على مصر.
    وكان كلامك هذا سيكون مقنعا لو كنا منذ مائة عام للخلف لكن بما أن هناك المرشحات المائية واكتشاف الآبار بالأدوات المتطورة بل يعيش على هذا الأمر كثير من البلاد وليس ببعيد عنك البلاد المجاورة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة

    أما ما ذكرته أن ذلك يكون بفعل المسيح الدجال ، فلا دليل يعول عليه ، وهو صرف للنص عن ظاهره ، وما ذكر في الأحاديث الصحيحة عن المسيح الدجال عام لا يمكن تخصيصه بمحض الظن والرأي ، والله أعلم.
    [/b][/b]
    هل قرأت أثر عبد االله بن عمرو بن العاص من رواية أبي سلمة حيث ذكر في آخره مجيء عيسى عليه السلام؟
    بارك الله فيك.
    .

  5. #5

    افتراضي رد: باب ما جاء في خراب مصر من جفاف النيل

    فهمت توجيهك أخي عبد الرحمن ، جزاك الله خيراً ، وبارك الله فيك.

  6. #6

    افتراضي رد: باب ما جاء في خراب مصر من جفاف النيل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    فهمت توجيهك أخي عبد الرحمن ، جزاك الله خيراً ، وبارك الله فيك.
    وجزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك.
    .

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: باب ما جاء في خراب مصر من جفاف النيل

    جزاكم الله خيرا .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •