بسم الله الرحمن الرحيم.
[حديث حذيفة بن اليمان]
قال القرطبي في "التذكرة" (ص1349): ((رُوي من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ويبدأ الخراب في أطراف الأرض حتى تخرب مصر، ومصر آمنة من الخراب حتى تخرب البصرة، وخراب البصرة من العراق، وخراب مصر من جفاف النيل، وخراب مكة من الحبشة، وخراب المدينة من الجوع، وخراب اليمن من الجراد، وخراب الأيلة من الحصار، وخراب فارس من الصعاليك، وخراب الترك من الديلم، وخراب الديلم من الأرمن، وخراب الأرمن من الخزر، وخراب الخزر من الترك، وخراب الترك من الصواعق وخراب السند من الهند، وخراب الهند من الصين، وخراب الصين من الرمل، وخراب الحبشة من الرجفة، وخراب الزوراء من السفياني، وخراب الروحاء من الخسف، وخراب العراق من القحط». ذكره أبو الفرج [ابن] الجوزي رحمه الله في كتاب روضة المشتاق والطريق إلى الملك الخلاق وسمعت أن خراب الأندلس من الريح العقيم. والله أعلم.)) انتهى.
وعزّاه السيوطي في "حسن المحاضرة" (15/1) ، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (351/2) إلى الديلمي ، ولم أقف عليه عنده.
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية -ط هجر" (92/19): ((وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا يُعْرَفُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ ، وَأَخْلَقُ بِهِ أَنْ لَا يَكُونَ صَحِيحًا، بَلْ أَخْلَقُ بِهِ أَنْ يَكُونَ مَوْضُوعًا، أَوْ أَنْ يَكُونَ مَوْقُوفًا عَلَى حُذَيْفَةَ، وَلَا يَصِحُّ عَنْهُ أَيْضًا، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ.))
وقال في "النهاية في الفتن والملاحم" (80/1): ((حديث بيّن الوضع)).
[حديث ابن عباس]
وأخرج الضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعات مرو" (959) ، وفي "صفة الجنة" (95) ، والداني في "الفتن" (677) ، وابن الجوزي في "المنتظم" (159/1) ، والخطيب في "التاريخ" (363/1) ، وابن عدي في "الكامل" (15/8) من طريق مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ خَمْسَةَ أَنْهَارٍ سَيْحُونَ وَهُوَ نَهْرُ الْهِنْدِ، وَجَيْحُونَ وَهُوَ نَهْرُ بَلْخٍ، وَدِجْلَةَ وَالْفُرَاتَ وَهُمَا نَهْرَا الْعِرَاقِ، وَالنِّيلَ وَهُوَ نَهْرُ مِصْرَ أَنْزَلَهَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ مِنْ أَسْفَلِ دَرَجَةٍ مِنْ دَرَجَاتِهَا عَلَى جَنَاحَيْ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَاسْتَوْدَعَهَ ا الْجِبَالَ وَأَجْرَاهَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ فِيهَا مَنَافِعَ لِلنَّاسِ فِي أَصْنَافِ مَعَايِشِهِمْ وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ} [المؤمنون: 18] فَإِذَا كَانَ عِنْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَرَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ كُلَّهُ وَالْحَجَرَ الْأَسْوَدَ مِنْ رُكْنِ الْبَيْتِ وَمَقَامَ إِبْرَاهِيمَ وَتَابُوتَ مُوسَى بِمَا فِيهِ وَهَذِهِ الْأَنْهَارَ الْخَمْسَةَ فَيَرْفَعُ كُلَّ ذَلِكَ إِلَى السَّمَاءِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} [المؤمنون: 18] فَإِذَا رُفِعَتْ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ مِنَ الْأَرْضِ فَقَدَ أَهْلُهَا خَيْرَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا"
قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (302/20): ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا، بَلْ مُنْكَرٌ، وَمَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ))
قلت: مسلمة بن علي الخشني متروك ليس بشئ.
[أثر عبد الله بن عمرو بن العاص]
وقال ابن يونس المصري في "تاريخه" (278/1): ((قال عبد الله بن عمرو بن العاص: إنى لأعلم السنة، التى تخرجون فيها من مصر. قال ابن سالم: فقلت له: ما يخرجنا منها يا أبا محمد؟ أعدوّ؟! قال: لا، ولكنكم يخرجكم منها نيلكم هذا بغور، فلا تبقى منه قطرة، حتى تكون فيه الكثبان من الرمل، وتأكل سباع الأرض حيتانه)).
وجاء ذلك مسنداً في "أحاديث يزيد بن أبي حبيب" (72) من طريق اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: وَاللَّهِ , إِنِّي لأَعْلَمُ السَّنَةَ الَّتِي يَخْرُجُونَ مِنْ مِصْرَ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: مَا يُخْرِجُنَا مِنْهَا يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَعَدُوٌّ؟ فَقَالَ: لا , وَلَكِنْ يُخْرِجُكُمْ مِنْهَا نِيلُكُمْ هَذَا، يَغُورُ فَلا يَبْقَى مِنْهُ قَطْرَةٌ حَتَّى يَكُونَ فِيهِ الْكُثْبَانُ مِنَ الرَّمْلِ، وَتَأْكُلَ سِبَاعُ الأَرْضِ جَنَبَاتِهِ.
و"عبد الله بن عمر" خطأ أو تصحيف صوابه "عبد الله بن عمرو" ، وهذا إسناد صحيح.
[أثر كعب الأحبار]
أخرج نعيم بن حماد في"الفتن" (585) عَنِ الْحَكَمِ بْنِ نَافِعٍ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، حَدَّثَنَا جَرَّاحٌ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «لَيُوشِكَنَّ الْعِرَاقُ يُعْرَكُ عَرْكَ الْأَدِيمِ، وَيَشُقُّ الشَّامُ شَقَّ الشَّعْرِ، وَتُفَتُّ مِصْرُ فَتَّ الْبَعْرَةِ، فَعِنْدَهَا يَنْزِلُ الْأَمْرُ»
وهذا إسناد صحيح إلى كعب الأحبار ، الجراح هو ابن مليح الحمصي ، وتبيع هو ابن عامر الحميري ، ابْنُ امْرَأَةِ كَعْبِ الأَحْبَارِ.
وروي من طريق الليث بن سعد ، واختُلف عليه:
فرواه قُتَيْبَةُ بن سعيد، عنه، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ الصُّنَابِحِيّ، سَمِعَ كَعْبًا، يَقُولُ: ((سَتُعْرَكُ الْعِرَاقُ عَرْكَ الْأَدِيمِ وَتُفَتُّ فَتَّ الْبَعْرَةِ)). أخرج أبو نعيم في "الحلية" (23/6)
ورواه عِيسَى بن حماد كما جاء في "أحاديث يزيد بن أبي حبيب" (ص63) عنه، عَنْ يَزِيدَ ابْنَ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّ الصُّنَابِحِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ , سَمِعَ كَعْبًا يَقُولُ: "سَنَعْرُكُ الْعِرَاقَ عَرْكَ الدِّيَمِ وَنَفُتُّ مِصْرَ فَتَّ الْبَعْرَةِ" ، وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ , عَنْ وَاهِبٍ الْمَعَافِرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: "يَشُقُّ الشَّامَ شَقَّ الشَّعْرَةِ."
ورواه ابْنُ وهب، عنه وعن ابن لهيعة ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ الصُّنَابِحِيّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «لَتُفَتَّنَّ مِصْرُ كَمَا تُفَتُّ الْبَعْرَةُ». أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (854).
وسقط عند أبي نعيم لفظ "مصر" ، وأبو الخير هو مرثد بن عبد الله اليزني ، والصنابجي هو عبد الرحمن بن عسيلة ، والصواب إثبات أبي الخير ، والإسناد صحيح إلى كعب.
[أثر وهب بن منبه]
وأخرج الداني في "الفتن" (455) ، (456) من طريقين عن عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ، ومُحَمَّدُ بْنُ مَسْعَدَةَ كلاهما قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: «الْجَزِيرَةُ آمِنَةٌ مِنَ الْخَرَابِ حَتَّى تَخْرُبَ أَرْمِينِيَّةُ , وَأَرْمِينِيَّة ُ آمِنَةٌ مِنَ الْخَرَابِ حَتَّى تَخْرُبَ مِصْرُ , وَمِصْرُ آمِنَةٌ مِنَ الْخَرَابِ حَتَّى تَخْرُبَ الْكُوفَةُ , وَلَا تَكُونُ الْمَلْحَمَةُ الْكُبْرَى حَتَّى تَخْرُبَ الْكُوفَةُ , فَإِذَا كَانَتِ الْمَلْحَمَةُ الْكُبْرَى فُتِحَتِ الْقُسْطَنْطِين ِيَّةُ عَلَى يَدِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ , وَخَرَابُ الْأَنْدَلُسِ مِنْ قِبَلِ الرِّيحِ , وَخَرَابُ إِفْرِيقِيَّةَ مِنْ قِبَلِ الْأَنْدَلُسِ , وَخَرَابُ مِصْرَ مِنَ انْقِطَاعِ النِّيلِ , وَاخْتِلَافِ الْجُيُوشِ فِيهَا , وَخَرَابُ الْعِرَاقِ مِنْ قِبَلِ الْجُوعِ وَالسَّيْفِ , وَخَرَابُ الْكُوفَةِ مِنْ قِبَلِ عَدُوٍّ مِنْ وَرَائِهِمْ , يَخْفِرُهُمْ حَتَّى لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَشْرَبُوا مِنَ الْفُرَاتِ قَطْرَةً , وَخَرَابُ الْبَصْرَةِ مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ , وَخَرَابُ الْأُبُلَّةِ مِنْ قِبَلِ عَدُوٍّ يَخْفِرُهُمْ , مَرَّةً بَرًّا , وَمَرَّةً بَحْرًا , وَخَرَابُ الرَّيِّ مِنْ قِبَلِ الدَّيْلَمِ , وَخَرَابُ خُرَاسَانَ مِنْ قِبَلِ التِّبْتِ , وَخَرَابُ التِّبْتِ مِنْ قِبَلِ الصِّينِ , وَخَرَابُ الصِّينِ مِنْ قِبَلِ الْهِنْدِ , وَخَرَابُ الْيَمَنِ مِنْ قِبَلِ الْجَرَادِ وَالسُّلْطَانِ , وَخَرَابُ مَكَّةَ مِنْ قِبَلِ الْحَبَشَةِ , وَخَرَابُ الْمَدِينَةِ مِنْ قِبَلِ الْجُوعِ»
وعبد المنعم بن إدريس ، قال الذهبي في "الميزان" (668/2): ((مشهور قصاص، ليس يعتمد عليه. تركه غير واحد، وأفصح أحمد بن حنبل فقال: كان يكذب على وهب بن منبه ، وقال البخاري: ذاهب الحديث. قال ابن حبان: يضع الحديث على أبيه وعلى غيره)).
وإدريس بن سنان ، قال ابن معين: ((يُكْتَبُ مِنْ حَدِيثِهِ الرِّقَاقُ)) ، وقال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال ابن عدي: ((لَيْسَ لَهُ كَبِيرُ رِوَايَةٍ وَأَحَادِيثُهُ مَعْدُودَةٌ وَأَرْجُو أَنَّهُ من الضعفاء الذين يكتب حديثهم)) ، وقال ابن حبان: ((يُتقى حديثه من رواية ابنه عبد المنعم عنه)) ، وقال الذهبي: ((أَحَدُ الضُّعَفَاء)).
انظر "الكامل" (34/2) ، "الضعفاء والمتروكون" (359) ، "تاريخ الإسلام" (813/3) ، "الثقات" (77/6).
[أثر الضحاك بن مزاحم]
وقال مقاتل بن سليمان: ((قرأت في كتب الضحاك بعد موته وهي الكتب المخزونة عنده في قوله عز وجل {وَإِنْ من قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً كانَ ذلِكَ في الْكِتابِ مَسْطُوراً}أما القرى مكة فيخربها الحبشان فذلك عذابهم وأما المدينة فالجوع يخربها وأما البصرة فالغرق وأما الكوفة فالترك وخراب الشام من قبل الملحمة بالكدى عند فتح القسطنطينية وخراب الأندلس وطنجة من قبل الريح وخراب الافريقية من قبل الأندلس وخراب مصر من انقطاع النيل وخراب اليمن من الجراد والحبش وخراب ارمينية من الصواعق والرواجف وخراب آذربيجان بسنابك الخيل.....))
ذكره المقدسي في "البدء والتاريخ" (102/4) فقال: ((في كتاب أبي حذيفة عن مقاتل به)) ، والسمعاني في "تفسيره" (252/3) فقال: ((وَذكر النقاش فِي تَفْسِيره بِإِسْنَادِهِ عَن مقَاتل بن سُلَيْمَان قَالَ: فذكره)) ، ومقاتل بن سليمان ، قال ابن حجر: ((كذّبوه و هجروه)) ، وقال الذهبي: ((أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِهِ)).
[أثر عبد الله بن الصامت]
وأخرج الداني في "الفتن" (470) ، (476) عن حَمْزَةُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ ، عن أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ السِّيَرافِيُّ ، وأَحْمَدُ بْنُ بَهْزَادَ ، كلاهما عن أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمَثْجُورُ بْنُ غَيْلَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَهُ أَنَا وَأَبِي مِنَ الْمَسْجِدِ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: " إِنَّ أَسْرَعَ الْأَرَضِينَ خَرَابًا الْبَصْرَةُ وَمِصْرُ , فَقُلْتُ: وَمَا يُخَرِّبُهُمَا؟ وَفِيهِمَا عُيُونُ الرِّجَالِ وَالْأَمْوَالِ؟ فَقَالَ: يُخَرِّبُهُمَا الْقَتْلُ الْأَحْمَرُ , وَالْجُوعُ الْأَغْبَرُ , كَأَنِّي بِالْبَصْرَةِ كَأَنَّهَا نَعَامَةٌ جَاثِمَةٌ , وَأَمَّا مِصْرُ فَإِنَّ نِيلَهَا يَنْضَبُ , أَوْ قَالَ: يَيْبَسُ , فَيَكُونُ ذَلِكَ خَرَابَهَا "
وشيخ الداني ، أبو القاسم حمزة بن علي بن حمزة ، قال المحقق الدكتور رضا المباركفوري (ص257): ((لم أهتد إلى ترجمته)) ، ولم أجده أنا كذلك.
والمثجور بن غيلان ، قال الدارقطني: ((من أشراف أهل البصرة)). قلت: لم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، ولم يذكروا من الرواة عنه سوى محمد بن أبي يعقوب وهشام بن حسان ، وقول الدارقطني يدل أنه من أهل الصدق ، لكن يبقى حاله من حيث الضبط والإتقان مجهول.
انظر "التاريخ الكبير" (67/8) ، "الجرح والتعديل" (439/8) ، "المؤتلف والمختلف" (2157/4) ، "الإكمال" (161/7).
وعبد الله بن الصامت ، تابعي ثقة.
[أثر يحيي بن أبي عمرو]
وأخرج الداني في "الفتن" (479) من طريق قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّيْبَانِيِّ ، قَالَ: «يَهْلِكُ أَهْلُ مِصْرَ غَرَقًا أَوْ حَرَقًا»
وإسناده صحيح إلى السيباني يحيي بن أبي عمرو.
[أثر عمير بن هانئ]
وقال نعيم بن حماد في "الفتن" (707) قَالَ ابْنُ حِمْيَرَ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الصَّنْعَانِيُّ ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: «لَيَبْلُغُنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ إِخْوَانِي اتَّخَذَ بِجَبَلِ الْخَلِيلِ مَنْزِلًا وَأَغْبِطُهُ» ، قِيلَ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ سَيَنْزِلُهُ أَهْلُ مِصْرَ، إِمَّا يُحْبَسُ نِيلُهُمْ، وَإِمَّا يُمَدُّ فَيُغْرِقُ حَتَّى يَتَمَاسَحُوا جَبَلَ الْخَلِيلِ بَيْنَهُمْ بِالْحِبَالِ»
وابن حمير هو محمد بن حمير بن أنيس القضاعى ، و"محمد بن يزيد" ، الظاهر أنه خطأ أو تصحيف صوابه ، "محمد بن زياد الألهاني" ، وعمير بن هانئ تابعي ثقة أدرك ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والإسناد حسن.
والحاصل أنه لم يصح في الباب شئ مرفوعاً ، وصَحّت بعض الاثار عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وكعب الأحبار ، وبعض التابعين كيحيي بن أبي عمرو ، وعمير بن هانئ ، والراجح والظاهر أن ذلك من الإسرائيليات ، والله أعلم.