تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس

  1. #1

    افتراضي لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس

    ما صحة حديث (( لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس)) ؟

  2. #2

    افتراضي رد: لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس

    أنقل من كتاب سلسلة الآثار الصحيحة أو الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين للمؤلف: [الداني آل زهوي].
    282 - عن عمر بن عبد العزيز -رَحِمَهُ اللهُ-، أنه قال: "إن اللهَ لو أرادَ أن لا يُعْصَى؛ لم يَخْلُقْ إبليس"، ثم قرأ: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163)} [الصافات: 162 - 163].

    صحيح. أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (2/ 425/ 936) والآجري في "الشريعة" (1/ 327 - 328، 440، 441/ 350، 561، 562، 563، 566، 567) من طريق الفريابي في "القدر" (رقم: 309، 310، 311، 312، 313، 314) وابن بطة في "الإبانة" (1476، 1846) واللالكائي في "شرح أصول الإعتقاد" (1245) وابن أبي زمنين (128) والبيهقي في "الإعتقاد" (ص 185، 186 - ط. أبي العينين) وفي "إثبات القدر" (ق: 33/ ب و 90/ ب) أو (ص: 248، 433 - 434 - ط دار بيروت المحروسة) وفي "الأسماء والصفات" (1/ 401، 402 - 403، 449/ 327، 329، 373 - الحاشدي) وابن عدي في "الكامل" (6/ 203 - العلمية).

    من طرق كثيرة، عن عمر بن ذر، عن عمر بن عبد العزيز به.

    وعمر بن ذر هو: ابن عبد الله بن زرارة الهمداني؛ "ثقة رمي بالإرجاء" كما في "التقريب".

    وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" لأبيه (رقم: 1725) من طريق: الحكم بن أبي غيلان، عن مصعب بن أبي أيوب، قال: سمعت عمر بن عبد العزبز .. فذكره.
    وهو صحيح بما قبله.

    ورُوي مرفوعاً؛ لكنه لا يصح.

    أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الإعتقاد" (رقم: 1101) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (1/ 402/ 328).

    من طريق: أبي الربيع الزهراني، ثنا عباد بن عباد المهلبي، عن زيد بن عبد الرحمن، عن إسماعيل بن عبد السلام، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده مرفوعاً، ولفظه: "لو أراد الله أن يُعصى ما خلق إبليس". وسقط عند اللالكائي ذكر (زيد بن عبد الرحمن).

    وهذا إسناد تالف؛ قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (1/ 468): "إسماعيل بن عبد السلام عن زيد بن عبد الرحمن، عن عمرو بن شعيب؛ قال ابن قتيبة في "اختلاف الحديث": لا يعرف هو ولا شيخه" اهـ.

    وعباد هو: ابن عباد بن حبيب المهلبي؛ وهو ثقة. وأخطأ العلامة الألباني -رَحِمَهُ اللهُ- باعتباره عباد بن عباد هو: ابن علقمة المازني المصري. وقد نبَّه على ذلك محقق"الأسماء والصفات".

    وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 112 - 113/ 2648 - الحرمين) أو (3/ 311 - 312/ 2669 - الطحان) من طريق: محمد بن يعلى زنبور، عن عمر بن الصبح، عن مقاتل بن حيان، عن عمرو بن شعيب به.

    وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن مقاتل إلا عمر، تفرد به محمد بن يعلى".

    قلت: لم ينفرد به عمر ولا محمد بن يعلى كما تقدم، وكما سيأتي.

    وقال الحافظ نور الدين الهيثمي في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" (5/ 371): "هذا كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وآفته عمر بن الصبح؛ أقرِّ على نفسه بالوضع، وكان من أهل البدع".

    وأخرجه البيهقي في "الإعتقاد" (ص 186) وفي "القدر" (ص 247 - 248 - ط دار بيروت المحروسة) وفي "الأسماء والصفات" (1/ 402 - 403/ 329) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1767) أو (6/ 203 - 204 - العلمية).

    من طريق: أبي الربيع الزهراني، ثنا عباد بن عباد، عن عمر بن ذر، حدثني مقاتل بن حيان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؛ "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر - رضي الله عنه -: "يا أبا بكر؛ لو أراد الله أن لا يعصى؛ ما خلق إبليس".

    وهذا إسناد ظاهره الصحة؛ لكنه مُعَلٌّ.

    فقد تقدَّم بهذا الإسناد موقوفاً على عمر بن عبد العزيز.

    ثم إن مقاتل بن حيان لا رواية له عن عمرو بن شعيب.

    فلعله أخطأ فيه بعض الرواة فبدل أن يقول مقاتل بن سليمان؛ قال: مقاتل بن حيان.

    والحديث قال عنه الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (1/ 690 - الريان) - عند تفسير الآية رقم: (79) من سورة النساء -: "ذُكر حديث غريب يتعلق بقوله تعالى: {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} " ثم ذكر حديث البزار الآتي - وقال: "قال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس ابن تيمية: هذا حديث موضوع مختلق باتفاق أهل المعرفة".

    وأخرجه البزار (2153 - كشف الأستار) من طريق: السكن بن سعيد، عن عمر بن يونس، عن إسماعيل بن حماد، عن مقاتل به -مطوّلاً-.

    قال الحافظ ابن حجر في "مختصر الزوائد" (رقم: 1597): "هذا خبر منكر، وفي الإسناد ضعف".

    وأخرجه الآجري في "الشريعة" (1/ 394/ 454) وابن بطة في "الإبانة" (رقم: 1559) وبيبي بنت عبد الصمد في "جزئها" (رقم: 105/ ص 76) ومن طريقها ابن الجوزي في "الموضوعات" 7/ 448 - 449/ 530 - ط أضواء السلف والتدمرية).

    من طريق: أبي القاسم البغوي عبد الله بن محمد، قال: نا داود بن رشيد، نا يحيى بن زكريا، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله به مرفوعاً - مطولاً ومختصراً.

    ووقع عند ابن الجوزي: "يحيى أبو زكريا".
    قال الذهبي في "الميزان" (4/ 374/ 9506): "يحيى بن زكريا -صوابه: يحيى أبو زكريا- عن جعفر بن محمد الصادق وغيره - بخبر باطل؛ في أن أبا بكر وعمر تحاورا في القدر. رواه ابن أبي شريح الهروي وابن أخي ميمي عن البغوي عن داود بن رُشيد، عن يحيى بن زكريا عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير. وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر .. الحديث". ثم قال: "إن الحمل في هذا الحديث على يحيى بن زكريا؛ هذا المجهول التالف".

    وقال الحافظ ابن حجر في "اللسان" (6/ 253/ 898) "وصوابه: يحيى أبو زكريا، لكن هكذا وقع عند البغوي: يحيى بن زكريا .. "اهـ.

    وتعقب محقق كتاب "الأسماء والصفات" للبيهقي -عبد الله الحاشدي- (1/ 40) الحافظ الذهبي بكلام طويل؛ خلُصَ فيه إلى توهيم الذهبي بتعقبه على اسم الراوي.

    والصواب هو قول الذهبي -إن شاء الله- فقد أخرجه ابن بطة في "الإبانة" (رقم: 1991) من طريق أبي العوام، قال: حدثنا يحيى بن سابق المدني، ثنا موسى بن عقبة، عن أبي الزبير المكي قال: فذكره.

    وأسقط منه جعفر بن محمد وأباه وجابراً.

    ويحيى بن سابق هو أبو زكريا، وكذا وقع عند ابن بشران في "أماليه" كما في "تنزيه الشريعة" (1/ 316) و"الميزان" قبله.

    فتبين وهم البغوي في الإسم.

    ويحيى بن سابق هذا "متروك"، وهو ممن روى عنه داود بن رُشيد أيضاً، وروى هو عن موسى بن عقبة.

    وقد نقل الحافظ البيهقي في "إثبات القدر" (ق: 32/ ب) أو (ص 248 - 249 - ط دار بيروت المحروسة) بعد إخراجه لطريق محمد بن يعلى المتقدم- قال: "وقد روي من وجه آخر أصحّ من هذا إسناداً، غير أني أخاف أن يكون غلطاً"

    ثم ساق رواية جابر هذه فتبين أن الذهبي لم ينفرد بهذا القول بل سبقه البيهقي، وتبعه ابن حجر، وأكد ذلك روإية ابن بطة وابن بشران، وبه يتبين خطأ الحاشدي، والله أعلم.
    وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 92) من طريق: ابن مصفى، ثنا بقية، عن علي بن أبي جملة، عن نافع، عن ابن عمر به نحوه مرفوعاً.

    قال الألباني -رَحِمَهُ اللهُ- في "الصحيحة" (4/ 197): "بقية مدلّس، وقد عنعنه. وعلي بن أبي جملة؛ لم أجد له ترجمة؛ سوى أن أبا نعيم ذكره في كتابه مقروناً مع رجاء بن أبي سلمة، ووصفهما بأنهما العابدان الراويان، فهو من شيوخ بقية المجهولين" اهـ.

    وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 435/ 2809) قال: "سألتُ أبي عن حديث رواه بقية عن محمد بن أبي جميلة .. فذكره. قال: فسمعتُ أبي يقول: هذا حديث منكر، ومحمد مجهول".

    قلت: وانظر لزاماً كلام محقق كتاب "الشريعة" للآجري الوليد بن نبيه سيف النصر - جزاه الله خيراً (1/ 397 - 398) فإنه مهم.

    خلاصة الكلام أن الخبر لا يصح مرفوعاً بل هو منكر، وقد حكم بذلك جمع من الحفاظ؛ منهم: ابن تيمية -كما تقدم- والحافظ ابن كثير، والذهبي، وابن حجر، وابن الجوزي، والسيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (1/ 255) وابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث" (ص 236)، وابن أبي حاتم، وأبوه أبو حاتم، والهيثمي، وابن عراق في "تنزيه الشريعة" (1/ 316) والشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص 506) والعلامة مقبل بن هادي الوادعي في "أحاديث معلّة ظاهرها الصحة" (ص 93 - 94/ رقم: 87 - الطبعة الثانية، دار الآثار) وفي "القدر" (ص 519).

    وصححه الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني لغيره في "الصحيحة" (رقم: 1642)، والراجح قول من تقدم من الحفاظ، والله تعالى أعلم.
    انتهى.
    .

  3. #3

    افتراضي رد: لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس

    جزاكم الله خيرا

  4. #4

    افتراضي رد: لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    وأخرجه البيهقي في "الإعتقاد" (ص 186) وفي "القدر" (ص 247 - 248 - ط دار بيروت المحروسة) وفي "الأسماء والصفات" (1/ 402 - 403/ 329) وابن عدي في "الكامل" (5/ 1767) أو (6/ 203 - 204 - العلمية).
    عن أبي خليفة عن أبي الربيع الزهراني، ثنا عباد بن عباد، عن عمر بن ذر، حدثني مقاتل بن حيان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؛
    "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر - رضي الله عنه -: "يا أبا بكر؛ لو أراد الله أن لا يعصى؛ ما خلق إبليس".

    وهذا إسناد ظاهره الصحة؛ لكنه مُعَلٌّ.
    فقد تقدَّم بهذا الإسناد موقوفاً على عمر بن عبد العزيز.
    ثم إن مقاتل بن حيان لا رواية له عن عمرو بن شعيب.
    فلعله أخطأ فيه بعض الرواة فبدل أن يقول مقاتل بن سليمان؛ قال: مقاتل بن حيان.
    قلت: بل له روايات، لكن المقصود بأن الخطأ من الرواة عنه بأنهم أدرجوا خطأ اشتباها بين عمر بن ذر وبين عمر بن الصبح.
    ألا ترى التشابه فيما خرجه الطبراني في المعجم الأوسط
    [2648]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى زُنْبُورٌ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الصُّبْحِ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: فذكره مطولا.
    لذلك قال الطبراني: " لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُقَاتِلٍ إِلَّا عُمَرُ، تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْلَى". اهـ.
    فرد المؤلف عليه مجانب للصواب.
    والذي أدرج رواية مقاتل على عمر بن ذر هو أبو خليفة شيخ ابن عدي تفرد بهذا الإدراج وخولف في شيخه أبي الربيع الزهراني.
    فأخرج البيهقي في الأسماء والصفات
    [328] من طريق:
    مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ , أنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ , ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ , ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ , عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فذكره مختصرا.
    وخرج في القضاء والقدر [168] من طريق:
    مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمَّارِ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: فذكره.
    وخرج الألكائي في شرح أصول الاعتقاد [1101] من طريق:
    شُعَيْبُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ قَالَ: ثنا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ: فذكره.

    فمن هنا يتبين أن رواية عمر بن ذر عن مقاتل بن حيان منكرة من رواية أبي خليفة الفضل بن خباب.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    وأخرجه الآجري في "الشريعة" (1/ 394/ 454) وابن بطة في "الإبانة" (رقم: 1559) وبيبي بنت عبد الصمد في "جزئها" (رقم: 105/ ص 76) ومن طريقها ابن الجوزي في "الموضوعات" 7/ 448 - 449/ 530 - ط أضواء السلف والتدمرية).
    من طريق: أبي القاسم البغوي عبد الله بن محمد، قال: نا داود بن رشيد، نا يحيى بن زكريا، عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله به مرفوعاً - مطولاً ومختصراً.
    ووقع عند ابن الجوزي: "يحيى أبو زكريا".
    قال الذهبي في "الميزان" (4/ 374/ 9506): "يحيى بن زكريا -صوابه: يحيى أبو زكريا- عن جعفر بن محمد الصادق وغيره - بخبر باطل؛ في أن أبا بكر وعمر تحاورا في القدر.
    رواه ابن أبي شريح الهروي وابن أخي ميمي عن البغوي عن داود بن رُشيد، عن يحيى بن زكريا عن موسى بن عقبة، عن أبي الزبير. وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر .. الحديث".
    ثم قال: "إن الحمل في هذا الحديث على يحيى بن زكريا؛ هذا المجهول التالف".

    وقال الحافظ ابن حجر في "اللسان" (6/ 253/ 898) "وصوابه: يحيى أبو زكريا، لكن هكذا وقع عند البغوي: يحيى بن زكريا .. "اهـ.
    وتعقب محقق كتاب "الأسماء والصفات" للبيهقي -عبد الله الحاشدي- (1/ 40) الحافظ الذهبي بكلام طويل؛ خلُصَ فيه إلى توهيم الذهبي بتعقبه على اسم الراوي.
    والصواب هو قول الذهبي -إن شاء الله- فقد أخرجه ابن بطة في "الإبانة" (رقم: 1991) من طريق أبي العوام، قال: حدثنا يحيى بن سابق المدني، ثنا موسى بن عقبة، عن أبي الزبير المكي قال: فذكره.
    وأسقط منه جعفر بن محمد وأباه وجابراً.
    ويحيى بن سابق هو أبو زكريا، وكذا وقع عند ابن بشران في "أماليه" كما في "تنزيه الشريعة" (1/ 316) و"الميزان" قبله.
    فتبين وهم البغوي في الإسم.
    قلتُ: وقع عند ابن أخي ميمي على الصواب في فوائده [9]، فقال:
    حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى أَبُو زَكَرِيَّا، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،
    وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: فذكره.
    فهذا من مرسل أبي الزبير، وأحيانا لعل الرواة لا ينتبهون لحرف الواو في قوله: "وعن جعفر"، فيتوهمون على التسوية.
    قلتُ: وشأن هذا التحويل شأن الإدراج وارد أن يتوهم فيه بعض الرواة ولا أجزم أنه من وهم البغوي فقد يكون هذا من وهم الرواة الصغار عنه الذين تلقوا عنه في آخر سنه كما ذكر الذهبي.
    ثم إنه قد توبع على هذا التحويل فيما خرجه الآجري في الشريعة [415]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ قَالَ:
    نَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ قَالَ: نَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ،
    وَعَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: سقط المتن من النسخة ولعله هذا المتن.
    وتوبع فيما ورد في جزء بيبي [105]، فقال: حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز حَدثنَا دَاوُد بن رشيد حَدثنَا يحيى بن زَكَرِيَّا عَن مُوسَى بن عقبَة عَن أبي الزبير
    وَعَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر رَضِي الله عَنهُ، به.
    ثم إني وجدته في رواية مصرحا اسمه، فقال الذهبي: ثم وجدته في الأول من أمالي أبي القاسم بن بشران: حَدَّثَنا أبو علي بن الصواف،
    حَدَّثَنا محمد بن أحمد القاضي حَدَّثَنا علي بن عيسى الكراجكي حَدَّثَنا حجين بن المثنى حَدَّثَنا يحيى بن سابق عن موسى بن عقبة
    وجعفر بن محمد بهذا. اهـ.
    ومن الأمثلة الأخرى التي تدل على أن يحيى بن زكريا هو يحيى بن سابق المديني المتروك.
    ما خرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد [16 : 164] من طريق:
    حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا
    يَحْيَى بْنُ سَابِقٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: " مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلا تَشْهَدُوهُمْ ". يَعْنِي: الْقَدَرِيَّةَ. اهـ.
    حرف اسمه فيما خرجه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد [159 ] من طريق: أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْكِنَانِيِّ، قال:
    ثنا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ الْبَغَوِيُّ، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، عَنْ
    يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ، إِنْ مَرِضُوا فَلا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلا تَشْهَدُوهُمْ ". اهـ.
    وقال الحافظ ابن حجر:
    وقد رأيت في الموضوعات لابن الجوزي عقب هذا الخبر: هذا حديث موضوع بلا شك والمتهم به يحيى أبو زكريا.
    قال يحيى بن مَعِين: هو دجال هذه الأمة.
    وقال ابن عَدِي: كان يضع الحديث ويسرق. هكذا نقل عن يحيى بن مَعِين ولم نجد ذلك عنه. اهـ.
    قلتُ [عبد الرحمن بن هاشم]: قد خلط ابن الجوزي بين أبي زكريا يحيى بن سابق المديني وبين أبي زكريا يحيى بن هاشم الغساني الذي طعن فيه ابن عدي ويحيى بن معين وغيرهما.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 92) من طريق: ابن مصفى، ثنا بقية، عن علي بن أبي جملة، عن نافع، عن ابن عمر به نحوه مرفوعاً.
    قال الألباني -رَحِمَهُ اللهُ- في "الصحيحة" (4/ 197): "بقية مدلّس، وقد عنعنه. وعلي بن أبي جملة؛ لم أجد له ترجمة؛ سوى أن أبا نعيم ذكره في كتابه مقروناً مع رجاء بن أبي سلمة، ووصفهما بأنهما العابدان الراويان، فهو من شيوخ بقية المجهولين" اهـ.
    وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 435/ 2809) قال: "سألتُ أبي عن حديث رواه بقية عن محمد بن أبي جميلة .. فذكره. قال: فسمعتُ أبي يقول: هذا حديث منكر، ومحمد مجهول".
    قلت: وانظر لزاماً كلام محقق كتاب "الشريعة" للآجري الوليد بن نبيه سيف النصر - جزاه الله خيراً (1/ 397 - 398) فإنه مهم.
    لم أقف على هذه الطبعة.
    لكن هذا حديث منكر، فيه محمد بن أبي جميلة "مجهول"، كذا قال أبو حاتم والذهبي، وقال الأزدي: "شامي، متروك". اهـ. ينظر ترجمته في لسان الميزان.
    ولعل ما وقع في الرواية بأنه علي بن أبي جملة أو حملة تصحيف وتحريف فرواه الطبراني عن إبراهيم بن محمد اليحصبي ورواه أبو نعيم عن المقرئ محمد بن عبد الرحمن التميمي وكلاهما لم يوثقا.
    وقد خولفا فيما خرج الكرماني في مسائله (3/1037)، فقال:
    حدثنا محمد بن مصفى قال: حدثنا بقية قال: حدثنا ابن أبي جميله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله لو شاء أن لا يعصى ما خلق إبليس)). اهـ.
    قلتُ: وكأن هذا تدليس الشيوخ، ومما يؤيد كونه محمد بن أبي جميلة فيما خرجه الشجري في الأمالي الخميسية [1547]، فقال:
    أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَسَّانَ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي جَامِعِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ قَاضِي الرَّيِّ، قَالَ:
    حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:
    " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَغُرَفًا يُرَى مِنْ بَاطِنِهَا كَمَا يُرَى مِنْ ظَاهِرِهَا، قَالُوا: لِمَنْ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ ، قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَفْشَى السَّلَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَبَاتَ لِلَّهِ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَامٌ". اهـ.
    .

  5. #5

    افتراضي رد: لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا
    وجزاك الله خيرا.
    .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس

    جزاكم الله خيراً.

  7. #7

    افتراضي رد: لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    وجزاكم الله خيرا
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •