تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الكُفَّارُ الجُهَّالُ يَعْلَمُونَ ان لا اله الا الله معناها إِفْرَاد الله بالتعلق والكفر بجميع ما يعبد من دونه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الكُفَّارُ الجُهَّالُ يَعْلَمُونَ ان لا اله الا الله معناها إِفْرَاد الله بالتعلق والكفر بجميع ما يعبد من دونه

    الكُفَّارُ الجُهَّالُ يَعْلَمُونَ أَنَّ مُرَادَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذِه الكَلِمَةِ هو إِفْرَادُ اللهِ بالتَّعَلُّقِ والكُفْرُ بـ) جَمِيعِ (مَا يُعبَدُ مِن دونِهِ)
    كَهُبَلَ ونَحْوِهِ، وهَذَا فَهْمٌ صَحِيحٌ
    (والبَرَاءَةُ منه) وأَنْ يَتَبَرَّأَ منه، ودَلِيلُ ذلك وبرْهَانُه
    (فإِنَّهُ لَمَّا قَالَ لَهُم: قَولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ) فَرُّوا واسْتَنْكَرُوا مِن إِفْرَادِ اللهِ بالعِبَادَةِ و
    (قَالُوا: ((أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَـهًا وَاحِدًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)) ) أي: أَجَعَلَ المَعْبُودَاتِ مَعْبُودًا واحِدًا؟! فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُم عَرَفُوا مَعْنَاهَا، وقَالُوا فيما حَكَاهُ اللهُ عنهم: {إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ}.

    فالتَّوْحِيدُ هو الحَقُّ وهو النَّورُ،
    لَكِنَّ عُقُولَهُم فَسَدَتْ وأَفْسَدَ مِزَاجَهَا الشِّرْكُ؛

    لأَِنَّهَا نَشَأَتْ عَلَيْهِ وأَلِفَتْهُ،
    فَصَارَتْ لاَ تَسْتَنْكِرُه،
    فَصَارُوا كالمَرِيضِ الذي إِذَا أُتِيَ بالشَّيِءِ الحُلْوِ قَالَ: هذا مُرٌّ؛ لفِسَادِ مِزَاجِهِ،
    ولَمْ تَنْشَأْ عَلَى التَّوْحِيدِ فاسْتَنْكَرَتْه ُ.
    (فَإِذَا عَرَفْتَ أَنَّ جُهَّالَ الكُفَّارِ) كأَبِي جَهْلٍ
    فِرْعَوْنَ هذه الأُمَّةِ وَأَضْرَابِهِ (يَعْرِفُونَ ذَلِكَ) يَعْنِي: مَعْنَى (لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ) كَمَا تَقَدَّمَ
    (فَالعَجَبُ مِمَّن يَدَّعِي الإِسْلاَمَ) بل يَدَّعِي العِلْمَ، بل يَدَّعِي الإِمَامَةَ في الدَّينِ
    (وهو لاَ يَعْرِفُ مِنْ هَذِه الكَلِمَةِ مَا عَرَفَهُ جُهَّالُ الكُفَّارِ)فَإِنَّ هذا ادِّعَاؤُهُ الإِسْلاَمَ فَضْلاً عن العِلْمِ فَضْلاً عن الإِمَامَةِ- ويَخْفَى عَلَيْهِ ذَلِكَ الذي بَانَ وظَهَرَ لجُهَّالِ الكُفَّارِ
    -هَذَا في الحَقِيقَةِ مِن أَعْجَبِ العَجَبِ، بل مِن أَعْظَمِ الجَهْلِ وأَفْحَشِ الخَطَأِ.
    (بَلْ يَظُنُّ أنَّ ذلك هو التَّلَفُّظُ بِحُرُوفِهَا مِن غَيْرِ اعْتِقَادِ القَلْبِ لِشَيْءٍ مِن المَعَانِي)

    فَإِنَّ
    أَبَا جَهْلٍ وأَضْرَابَه لو يَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا هو المُرَادُ لَمَا تَلَعْثَمُوا في قَوْلِهَا ولا نَازَعُوا، وكذلك لو فَهِمُوا أَنَّ المُرَادَ الرُّبُوبِيَّةُ لَسَارَعُوا إِلَى ذَلِكَ وَلَمْ يُنَازِعُوا،
    لَكِنْ عَلِمُوا أَنَّ مَعْنَاهَا أَنْ يَكُونَ الإِلَهُ المَعْبُودُ هو اللهَ وحْدَه دونَ كُلِّ مَا سِوَاه والتَّبَرِّي مِمَّا سِوَاه،
    وأَنَّه لاَبُدَّ مِن اعْتِقَادِ ذَلِكَ ووُجُودِهِ في العَمَلِ،
    وأَنَّها تُبطِلُ جَمِيعَ مَا هُم عَلَيْهِ مِن دِينِ آبَائِهِم وأَجْدَادِهِم.
    (وَالحَاذِقُ مِنْهُمْ) الذي يَرَى أَنَّ المُرَادَ شَيْءٌ آخَرُ غَيْرُ اللَّفْظِ يُخْطِئُ المَعْنَى المُرَادَ ولا يَعْرِفُهُ.
    (يَظُنُّ أَنَّ مَعَنَاها: لاَ يَخْلُقُ وَلاَ يَرْزُقُ وَلاَ يُدَبِّرُ الأَمْرَ إِلاَّ اللهُ)
    يَعْنِي: أَنَّهَا دَلَّتْ عَلَى تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ ،
    ومَعْلُومٌ أَنَّ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ) دَلَّت عَلَى تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ بالتَّضَمُّنِ،
    لَكِنَّ مَعْنَاها الذي وُضِعَتْ لَهُ مُطَابَقَةً أَنْ يَكُونَ اللهُ وَحْدَه هو المَعْبُودَ دونَ كُلِّ مَن سِوَاهُ.
    (فَلاَ خَيْرَ في رَجُلٍ جُهَّالُ الكُفَّارِ أَعْلَمُ مِنْهُ بِمَعْنَى لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ)
    هَذَا رَجُلُ سَوْءٍ لاَ خَيْرَ فيه، هَذَا أَقَلُّ مَا يُقَالُ فيه؛
    فالمُصَنِّفُ اقْتَصَرَ واقْتَصَدَ عَلَى أَدْنَى مَا يُقَالُ فيه،
    وإِلاَّ فهو يَسْتَحِقُّ أَعْظَمَ، بل لاَ خَيْرَ فيه بِحَالٍ،
    إِذَا كَانَ
    أَبُو جَهْلٍ فِرْعَوْنُ هَذِه الأُمَّةِ وأَضْرَابُه أَعْلَمَ منه بِمَعْنَاهَا
    فَلاَ جَهْلَ فَوْقَ جَهْلِ مَنْ جَهِلَ مَعْنَى هَذِه الكَلِمَةِ التي هي أَصْلُ دِينِ الإِسْلاَمِ وقَاعِدَتُه وأَسَاسُهُ.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكُفَّارُ الجُهَّالُ يَعْلَمُونَ ان لا اله الا الله معناها إِفْرَاد الله بالتعلق والكفر بجميع ما يعبد من دونه

    قال ابن عثيمين رحمه الله
    المشرِكِينَ قدْ فَهِمُوا هذا مِنها، وعَلِمُوا أنَّهُ ليْسَ المُرادُ بها مُجَرَّدَ لَفْظِها، وأنَّ المرادَ بِها:(لا معبودَ حقٌّ إلاَّ اللهُ) ولهذا أَنْكَرُوهُ، معَ أنَّهم لا يُنْكِرونَ أنَّ اللهَ وحْدَهُ هوَ الخالقُ الرَّازقُ.
    أيْ: يَعْرِفونَ أنَّ معنى لا إلهَ إلاَّ اللهُ: لا مَعْبودَ حقٌّ إلاَّ اللهُ.
    يُرِيدُ المُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللهُ أنْ يُبَيِّنَ أنَّ مِن النَّاسِ مَنْ يَدَّعِي الإِسلامَ ولا يَعْرِفونَ معنى كَلِمةِ: (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) حيثُ يَظُنُّونَ أنَّ المقصودَ هوَ التَّلفُّظُ بِحروفِها دُونَ معْرفةِ معناها واعْتِقادِهِ.
    ومِن النَّاسِ:مَنْ يَظُنُّ أنَّ المرادَ بها توحيدُ الرُّبوبيَّةِ، أيْ: لا خالقَ إلاَّ اللهُ، ولا رازقَ إلاَّ اللهُ.
    ومِن النَّاسِ: مَنْ يُفَسِّرُها بأنَّ المرادَ بها: إخْراجُ اليَقِينِ الصَّادقِ عنْ ذاتِ الأشياءِ، وإدْخالُ اليقينِ الصَّادقِ على ذاتِ الله، وهذا التَّفْسِيرُ باطلٌ، لمْ يَعْرِفْهُ السَّلَفُ الصَّالحُ، وليسَ المرادُ بهِ أن تَتَيَقَّنَ باللهِ عزَّ وجلَّ، وتُخْرِجَ اليقينَ مِنْ غيرِهِ؛ لأنَّ هذا لا يُمْكِنُ، فإنَّ اليقينَ ثابتٌ في غيرِ اللهِ {لَتَرَوُنَّ الجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليَقِينِ}[التَّكاثرُ: 6، 7]، وتَيَقُّنُ الأشياءِ الواقعةِ الحِسِّيَّةِ المعلومةِ لا يُنافِي التَّوحيدَ.
    ومِن النَّاسِ: مَنْ يُفَسِّرُها بأنَّهُ: لا معبودَ إلاَّ اللهُ، وهذا التَّعرِيفُ لا يَصِحُّ على ظاهِرِهِ؛ لأنَّ هناكَ أشياءَ عُبِدَتْ مِنْ دُونِ اللهِ عزَّ وجلَّ. فيَكونُ هؤلاءِ أَجْهَلَ مِن الجُهَّالِ الَّذين بُعِثَ فيهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فإنَّهم كانوا يَعْرِفُونَ مِنْ مَعْناها ما لا يَعْرِفُهُ هؤلاءِ



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الكُفَّارُ الجُهَّالُ يَعْلَمُونَ ان لا اله الا الله معناها إِفْرَاد الله بالتعلق والكفر بجميع ما يعبد من دونه

    قال الشيخ صالح الفوزان
    الكفارُ يعرفونَ معنى (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) ولهذا لما قالَ لهم صلى الله عليهِ وسلمَ: ((قولوا لا إلهَ إلاَّ الله)) قالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا}ولما قال لهمْ: ((قولوا لا إلهَ إلاَّ اللهُ)){وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36) بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ}.
    فَهُمْ فهمُوا معنى
    (لا إلهَ إلا الله) وأبَوا أن يعترفوا بهِ؛ لأنهُ يُلْزِمُهم بتركِ عبادةِ الأصنامِ وهم لا يريدونَ هذا وإنما يريدونَ البقاءَ على عبادةِ الأصنامِ، ولم يجرؤُوا أن يقولوا: (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) ويبقَوا على عبادةِ الأصنامِ؛ لأن هذا تناقضٌ وهمْ يأنفونَ من التناقضِ في حينِ أنَّ كثيراً من المنتمينَ إلى الإسلامِ اليومَ لا يأنفونَ من هذا التناقضِ، فهم يقولونَ: (لا إلهَ إلا اللهُ) بحروفِها ولكنَّهم يخالفونَها ويعبدونَ غيرَ اللهِ منَ القبورِ والأضرحةِ والصالحينَ بلْ والأشجارِ والأحجارِ وغيرِ ذلكَ.


    فلا يكفي التلفظُ (بلا إلهَ إلاَّ اللهُ) دونَ علمٍ بمعناها وعملٍ بمقتضاها.
    بلْ لابدَّ من العلمِ بمعناها أولاً ثمَّ العملِ بمقتضاها؛
    لأنهُ لا يمكنُ أن يعملَ بمقتضاها وهو يجهلُ معناها، ولهذا يقولُ جلَّ وعلا: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ وَالْمُؤْمِنَات ِ} فبدأَ بالعلمِ قبلَ القولِ والعملِ، فالذي يجهلُ معنى (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) لا يمكنُ أنْ يعملَ بمقتضاها على الوجهِ الصحيحِ.
    هذا من أعجبِ العجبِ: أنَّ جُهَّالَ الكفارِ والمشركينَ في عهدِ النبي صلى اللهُ عليهِ وسلمَ يعرفونَ أن معنى هذه الكلمةِ هو إخلاصُ العبادةِ لله وتركُ عبادةِ غيرِهِ، فلذلكَ امتنعوا من النطقِ بها تحاشياً لتركِ عبادةِ آلهتِهمْ وتعصباً لباطلِهمْ.
    ومن يدعي الإسلامَ اليومَ، لا يفهمُ أن معنى هذه الكلمةِ هو تركُ عبادةِ القبورِ والأضرحةِ وإخلاصُ العبادةِ للهِ، فلذلكَ صار يقولُها وهو مقيمٌ على شركِهِ لا يأنفُ التناقضَ والجمعَ بين الضدينِ، فصارَ جهالُ الكفارِ أعلمَ منه بمعنى
    (لا إلهَ إلاَّ اللهُ) ولا حولَ ولا قوةَ إلاَّ باللهِ العظيمِ، وصارَ هذا المدَّعِي للإسلامِ يظنُّ أن المرادَ بهذهِ الكلمةِ هو النطقُ بحروفِها من غيرِ اعتقادٍ لمعناها، فصارَ يرددُها ويرددُ معها دعاءَ الموتى والمقبورينَ ليلاً ونهاراً.
    كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ
    ابنُ تَيْمِيَّةَ في (الرِّسَالَةِ التَّدْمُريَّةِ ) وغَيْرِهَا عن عُلَمَاءِ الكَلاَمِ، أَنَّ (الإلَهَ) عِنْدَهُم هو القَادِرُ عَلَى الاخْتِرَاعِ، يَعْنِي هو الَّذي يَقْدِرُ عَلَى الخَلْقِ والرَّزْقِ والإِحْيَاءِ والإِمَاتَةِ، ويَبْنُونَ عَقَائِدَهُم عَلَى هذا، ويُفَسِّرُونَ (لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ) بِهَذَا المَعْنَى، ويَجْعَلُونَ التَّوحِيدَ هو الإِقْرَارَ بتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ ، وهَذَا غَلَطٌ عَظِيمٌ.
    فَإِذَا كَانَ هَذَا حَالَ العَالِمِ مِنْهُمْ فَكَيْفَ بالجَاهِلِ؟! وَمَا هَذَا إلاَّ مِن قِلَّةِ الاهْتِمَامِ بِدَعْوَةِ التَّوْحِيدِ، والبَقَاءِ عَلَى دِينِ الآبَاءِ والأَجْدَادِ، والاكْتِفَاءِ مِن الإِسْلاَمِ بِمُجَرَّدِ الانْتِسَابِ لأَِغْرَاضٍ وأَهْدَافٍ دُنْيَوِيَّةٍ، اللهُ أَعْلَمُ بِهَا.
    لاَ خَيْرَ فِي رَجُلٍ يَدَّعِي الإِسْلاَمَ بل يَدَّعِي أَنَّه مِن أَهْلِ العِلْمِ، ولاَ يَفْهَمُ مَعْنَى لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ كَمَا فَهِمَهَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ وعَرَفُوا مَعْنَاهَا.
    إِنَّ الأَمْرَ خَطِيرٌ، والعَارَ شَنِيعٌ

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •