تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الخروج من الإسلام يأسا من الحياة: (استشارات الألوكة):

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي الخروج من الإسلام يأسا من الحياة: (استشارات الألوكة):

    الخروج من الإسلام يأسا من الحياة
    أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

    السؤال:
    الملخص:
    شاب كان له حُلُمٌ منذ الطفولة، وهو دخول إحدى الكليات العسكرية، ولم يستطع تحقيق ذلك الحلم؛ بسبب قِصَر قامته، فشعر بعد أن أخذ بكل الأسباب ولم يحقق هدفه، شعر بأن الله يقف في مواجهته، ولا يساعده، فترك دين الإسلام سنة كاملة، ويسأل: ما النصيحة؟ وكيف يعود لجادَّةِ الطريق؟
    التفاصيل:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    منذ نعومة أظفاري بنيتُ حياتي على حُلُمٍ، وهو الالتحاق بإحدى الكليات العسكرية، وبعد مرحلة الثانوية بدأت العَثرات تُلقى أمام تحقيقي لهذا الحلم، ليس بسبب عدم تفوقي، بل بسبب أمرٍ حتميٍّ فوق طاقتي، ألا وهو قِصَر قامتي التي لا تسمح لي بالالتحاق بأكاديميات الجيش، بيد أنني قررت ألَّا أتوقف، فدخلت الجامعة يحدوني الأمل؛ لأني خسرت معركة، وليس الحرب، ولكن ارتكبتُ خطأً لا يُغتفر ولن يمحوه زمان؛ فبدلًا من أن أختار الهندسة، اخترت فرعًا أدبيًّا؛ وهو القانون، ثم مضت السنون، وتخرجت في الجامعة ومعي شهادة في القانون ضمن العشر الأوائل في دفعتي، فما كان مني بعد تخرجي إلا أني توجَّهت لحُلْمي القديم، وتقربتُ من مدارس الضباط في الجيش والشرطة، لكنهم - وللمرة الثانية - لم يقبلوني؛ بسبب قصر طولي 5 سم عما هو مطلوب، حتى الوساطة لم تنفعني، مع العلم أن هذه كانت المرة الأخيرة التي يُسمح لي فيها بالمشاركة بسبب عامل السنِّ، فهم يقبلون مَن هم دون 23 سنة، أما أنا فقد أصبحت في الـ24، ما يعني أن الحلم الذي حاربت لأجله منذ سنوات أصبح هباءً منثورًا، رغم أني كنت أدعو الله مرارًا لتحقيق حلمي، وأخذت بكل الأسباب، ولكن الله وقف في مواجهة تعبي في إعطائي ما أريد حصاده بعد سنوات من المقاومة؛ مما زلزل إيماني وثقتي بربي، فتركتُ دين الإسلام سنة كاملة لا صليتُ ولا صمتُ، بل كنتُ أشدَّ كفرًا ممن كفر، لماذا يعاملنا الله بقسوة ويدَّعي أنه رؤوف رحيم؟ وقد راسلتكم كي تزودوني ببعض الإرشادات التي قد تُمكِّنني من الرجوع للطريق الصحيح، أو أبقى في ضلال مبين، وشكرًا.

    الجواب:
    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
    فأولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
    ثانيًا: من الواضح البيِّنِ أنك لم تدرك جيدًا لماذا خلقنا الله، وما الفرق بين الغاية والوسيلة، وما معنى الإيمان والتسليم لقضاء الله وقدره؟
    أيها الأخ الفاضل، الله عز وجل خلقنا لغاية وهدف، ألا وهي عبادته وحده لا شريك له؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]
    وخلق لنا وسائلَ لتحقيق هذه الغاية السامية، فسخَّر لنا ما في الأرض جميعًا؛ قال تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 13].
    قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: جميع ما ذكرتُ لكم - أيها الناس - من هذه النعم، نعم عليكم من الله أنعم بها عليكم، وفضْل منه تفضَّل به عليكم، فإياه فاحمَدوا لا غيره؛ لأنه لم يشركه في إنعام هذه النعم عليكم شريك، بل تفرَّد بإنعامها عليكم وجميعها منه، ومن نِعَمِهِ، فلا تجعلوا له في شكركم له شريكًا، بل أفْرِدوه بالشكر والعبادة، وأخلصوا له الألوهة، فإنه لا إله لكم سواه".
    والله بحكمته يعطي من يشاء بفضله، ويمنع من يشاء بعدله، فله الحكمة البالغة سبحانه وتعالى؛ قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الزمر: 52].
    والله يبتلي عباده بالسراء والضراء، فمن شكر في السراء، وصبر في الضراء، فهو المؤمن الفائز في الدنيا والآخرة. فالواجب عليك أن تتعلم ما يصحُّ به اعتقادك جيدًا.
    ثالثًا: هذه المقدمة الإيمانية هي التي تدفعك للعمل والجِدِّ والسعي، فتبذل ما تستطيعه، ثم ترضى بقضاء الله وقدره؛ لأنه المعطي سبحانه وتعالى، فكم أوجعتني مقالتك: (ولكن الله وقف في مواجهة تعبي في إعطائي ما أريد حصاده بعد سنوات من المقاومة؛ مما زلزل إيماني وثقتي بربي، فتركتُ دين الإسلام سنة كاملة لا صليتُ ولا صمتُ، بل كنتُ أشدَّ كفرًا ممن كفر).
    فهذا الكلام في حق المخلوق وليس في حق الخالق، فالخالق سبحانه يقبل عمل مَن شاء، ويردُّ عمل من شاء، ويعطي من شاء، ويمنع من شاء، ومن أعطاه فبفضله، ومن منعه فبعدله، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون؛ قال سبحانه: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ﴾ [الإسراء: 18]
    فكأنك جعلتَ تمسُّكَك بالطاعة وبدين الإسلام عَرَضًا من أعراض الدنيا، وهو المال، إذا نِلْتَهُ تصلي وتظل مسلمًا، وإذا مُنع منك تترك العبادة والدين بالكلية، وهذا المبدأ ذمَّه الله عز وجل في كتابه؛ فقال: ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ [الفجر: 15، 16]
    قال ابن كثير: "يقول تعالى منكرًا على الإنسان إذا وسَّع الله تعالى عليه في الرزق ليختبره، فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له، وليس كذلك بل هو ابتلاء وامتحان؛ كما قال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 55، 56]
    وكذلك في الجانب الآخر إذا ابتلاه وامتحنه وضيَّق عليه في الرزق، يعتقد أن ذلك من الله إهانة له؛ قال الله تعالى: ﴿ كَلَّا ﴾ [الفجر: 17]
    أي: ليس الأمر كما زعم لا في هذا ولا في هذا، فإن الله تعالى يعطي المال من يحب ومن لا يحب، ويُضيِّق على من يحب ومن لا يحب، وإنما المدار في ذلك على طاعة الله في كلٍّ من الحالين؛ إذا كان غنيًّا بأن يشكر الله على ذلك، وإذا كان فقيرًا بأن يصبر".
    ونحوًا من هذا المعنى قال ابن كثير: "يقول تبارك وتعالى مخبرًا عن الإنسان أنه في حال الضراء يتضرع إلى الله عزَّ وجلَّ، وينيب إليه ويدعوه، وإذا خوَّله نعمةً منه بغى وطغى، وقال: ﴿ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ ﴾ [الزمر: 49]؛ أي: لِما يعلم الله تعالى من استحقاقي له، ولولا أني عند الله خصيص لَما خوَّلني هذا؛ قال قتادة: ﴿ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي ﴾ [القصص: 78]: على خير عندي، قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ ﴾ [الزمر: 49]؛ أي: ليس الأمر كما زعم، بل إنما أنعمنا عليه بهذه النعمة لنختبره فيما أنعمنا عليه أيطيع أم يعصي، مع علمنا المتقدم بذلك، فهي ﴿ فِتْنَةٌ ﴾؛ أي: اختبار، ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 49]، فلهذا يقولون ويدَّعون ما يدَّعون، ﴿ قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [الزمر: 50]؛ أي: قد قال هذه المقالة، وادَّعى هذه الدعوى كثير ممن سلف من الأمم، ﴿ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الزمر: 50]؛ أي: فما صح قولهم، ولا نفعهم جَمْعُهم، وما كانوا يكسبون، ﴿ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ ﴾ [الزمر: 51]؛ أي: من المخاطبين ﴿ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ﴾ [الزمر: 51]؛ أي: كما أصاب أولئك، ﴿ وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾ [الزمر: 51]، كما قال تبارك وتعالى مخبرًا عن قارون: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [القصص: 78]، وقال تعالى: ﴿ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴾ [سبأ: 35]، وقوله تبارك وتعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾ [الزمر: 52]؛ أي: يوسِّعه على قوم، ويضيِّقه على آخرين، ﴿ أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾ [الزمر: 52]؛ أي: لعِبرًا وحُجَجًا". فعليك الآن أن تتوب من هذا الكفر، وأن تنطق الشهادتين، وتغتسل، وأن تندم على ما بدر منك، وهذا ظاهر بدليل أنك أرسلت إلينا رسالتك، وتمسَّكْ بعبادة ربك، وكن على يقين أن الحياة الدنيا بحُلوِها ومُرِّها سبيلٌ للآخرة، فمن أحسن فالجنة مأواه، ومن أساء فالنار مثواه. وعليك بالصحبة الصالحة التي تُعينك، وبالعلم النافع الذي يبصرك ويُنير طريقك.
    هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6pkjnzf00
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: الخروج من الإسلام يأسا من الحياة: (استشارات الألوكة):

    هذا مرتد عن الإسلام .. بالقول والفعل ..
    .......

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: الخروج من الإسلام يأسا من الحياة: (استشارات الألوكة):

    اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: الخروج من الإسلام يأسا من الحياة: (استشارات الألوكة):

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
    آمين
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •