تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله.

    قصة مفتراة على نبي الله يوسف عليه السلام
    بقلم علي حشيش

    " الحلقة التاسعة والثلاثون "


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
    لقد انتهى شهر رمضان، وأكثر المسلمون فيه من قراءة القرآن، ابتغاء الشفاعة، حيث ثبت في "صحيح مسلم" (ح804)، "كتاب صلاة المسافرين" (ح252) من حديث أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه...".
    ويحاول البعض أن يعرف معاني الآيات التي قرأها فيقع وهو لا يدري في قصص واهية وأحاديث منكرة وضعت في بعض التفاسير وتناقلها الوعاظ والقصاص.
    من أجل ذلك قال الإمام ابن الجوزي في "الموضوعات" (1-31): "إن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم مأثورة ينقلها خلف عن سلف، ولم يكن هذا لأحد من الأمم قبلها، ولما لم يمكن أحد أن يدخل في القرآن شيئًا ليس منه، أخذ أقوام يزيدون في حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وينقصون ويبدلون ويضعون عليه ما لم يقل، فأنشأ الله عز وجل علماء يذبون عن النقل، ويوضحون الصحيح، ويفضحون القبيح، وما يخلي الله عز وجل منهم عصرًا من العصور، غير أن هذا النسل قد قل في هذا الزمان فصار أعز من عنقاء مغرب". اه.
    قلت: فإذا كان الأمر كذلك في عهد ابن الجوزي المتوفى سنة (597ه)، فكم يكون عدد العلماء الذابين عن الحديث في هذا العصر؟ لا شك أنهم أقل من القليل، مما يؤكد علينا وجوب الاستمرار في نشر هذه السلسلة "تحذير الداعية من القصص الواهية"، وتحذيرًا للناس منها، وقيامًا بواجب بيان العلم.
    - القصة المفتراة على نبي الله يوسف عليه السلام، وهي "قصة ابتغاء يوسف عليه السلام الفرج من عند غير الله".
    القصة حول تفسير الآية (42- يوسف) في قوله تعالى: وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين.
    القصة: قال يوسف للذي علم أنه ناج من صاحبيه اللذَيْن استعبراه الرؤيا: اذكرني عند ربك وهو الملك وأخبره بمظلمتي،
    وأني محبوس بغير جرم، هذا خبر من الله جل ثناؤه عن غفلة عرضت ليوسف من قبل الشيطان نسى لها ذكر ربه الذي لو به استغاث لأسرع بما هو فيه خلاصه، ولكنه زلّ بها فأطال من أجلها في السجن حبسه وأوجع لها عقوبته.
    قلت: هذه القصة التي أخبر فيها الإمام الطبري- عفا الله عنا وعنه- عن غفلة يوسف ونسيانه لذكر الله، وأنه لم يستغث بالله، فأطال من أجل ذلك في السجن حبسه.
    ولقد بنى قوله هذا في القصة على حديث مرفوع أخرجه في تفسيره (7-244) (ح19322) حيث قال: كما حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا عمرو بن محمد، عن إبراهيم بن يزيد، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لو لم يقل يوسف- يعني الكلمة التي قالها- ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله".
    التحقيق
    قلت: في السند علتان تجعلان هذه القصة واهية.
    الأولى: إبراهيم بن يزيد، أورده الإمام المزي في "تهذيب الكمال" (1-452- 263) وقال: يعرف بالخوزي روى عن عمرو بن دينار، سكن شِعْب الخوز بمكة فنسب إليه.
    1- قال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه: متروك.
    2- وقال أبو بشر الدولابي عن البخاري: "سكتوا عنه". قال الدولابي: يعني: تركوه. اه.
    3- قلت: وأورده الإمام البخاري في "الضعفاء الصغير" رقم (12) وقال: "إبراهيم بن يزيد، أبو إسماعيل الخوزي مكي سكتوا عنه، يروي عن محمد بن عباد بن جعفر، وعمرو بن دينار".
    4- أورده الإمام النسائي في كتاب "الضعفاء والمتروكين" ترجمة (14) وقال: "إبراهيم بن يزيد الخوزي: متروك".
    فائدة
    أ- مصطلح البخاري: "سكتوا عنه": قال السيوطي في "التدريب" (1-439): "البخاري يطلق: فيه نظر، وسكتوا عنه فيمن تركوا حديثه، ويطلق منكر الحديث: على من لا تحل الرواية عنه".
    ب- مصطلح النسائي: متروك.
    قال الحافظ ابن حجر في "شرح النخبة" (ص69): "مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه".
    5- وأورده الدارقطني في "المتروكين" رقم (13) كما في سؤالات البرقاني.
    6- وأورده ابن حبان في "المجروحين" (1-100) وقال: "روى عن عمرو بن دينار، وأبي الزبير، ومحمد بن عباد بن جعفر مناكير كثيرة وأوهامًا غليظة حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها".
    الثانية: سفيان بن وكيع بن الجراح:
    أ- أورده الإمام الذهبي في "الميزان" (2-173- 3334).
    أ- قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها.
    ب- وقال أبو زرعة: يتهم بالكذب.
    2- قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4-231): "سألت أبا زرعة عنه فقال: لا يشتغل به، قيل له كان يكذب، قال: كان أبوه رجلاً صالحًا، قيل له: كان يتهم بالكذب؟ قال: نعم".
    3- أورده ابن حبان في "المجروحين" (1-355): وقال: "ابتلي بورّاق سوء كان يدخل عليه- أي أدخل عليه ما ليس من روايته، ونصحه العلماء أن يدعه، فلم يرجعه، فمن أجل إصراره على ما قيل له استحق الترك". اه.
    4- قال النسائي في "الضعفاء والمتروكين" رقم (289): "سفيان بن وكيع بن الجراح: ليس بشيء".
    الاستنتاج
    نستنتج من هذا التحقيق أن السند ضعيف جدّا وأن القصة واهية.
    الضمير في قوله: فأنساه الشيطان ذكر ربه.
    قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (4-172):
    1- "ولما ظن يوسف عليه السلام أن الساقي ناج قال له يوسف خفية عن الآخر- والله أعلم- لئلا يشعره أنه المصلوب- قال له: اذكرني عند ربك، يقول: اذكر قصتي عند ربك وهو الملك فنسي ذلك الموصَى أن يذَكِّر مولاه الملك بذلك، وكان من جملة مكايد الشيطان لئلا يطلع نبي الله من السجن هذا هو الصواب أن الضمير في قوله: فأنساه الشيطان ذكر ربه عائد على الناجي كما قال مجاهد، ومحمد بن إسحاق، وغير واحد".
    2- ويقال أن الضمير عائد على يوسف عليه السلام، رواه ابن جرير عن ابن عباس، ومجاهد أيضًا وعكرمة وغيرهم، وأسند ابن جرير ههنا حديثًا فقال: حدثنا ابن وكيع حدثنا عمرو بن محمد عن إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديث القصة الذي حققناه آنفًا.
    3- ثم قال الإمام ابن كثير: "هذا الحديث ضعيف جدّا لأن سفيان بن وكيع ضعيف، وإبراهيم بن يزيد هو الخوزي أضعف منه ايضًا، وقد روى عن الحسن وقتادة مرسلاً عن كل منهما وهذه المرسلات ههنا لا تقبل لو قبل المرسل حيث هو في غير هذا الموطن والله أعلم". اه.
    إقرار علامة الشام القاسمي للإمام ابن كثير
    لقد أقر علامة الشام محمد جمال الدين القاسمي في تفسيره "محاسن التأويل" (4-367) تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، حيث قال: "وأما ما رواه ابن جرير عن ابن عباس مرفوعًا: "لو لم يقل- يعني يوسف- الكلمة التي قال، ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله تعالى". فقال الحافظ ابن كثير: حديث ضعيف جدّا وذكر من رجاله الضعفاء روايتين سماهما. ثم قال: وروي أيضًا مرسلاً عن الحسن وقتادة، قال: وهذه المرسلات ههنا لا تقبل لو قبل المرسل من حيث هو في غير هذا الموطن والله أعلم".
    ولقد أجاد وأفاد عليه الرحمة. اه.
    قلت: من تعقيب علامة الشام القاسمي على تحقيق الإمام ابن كثير يتبين إقراره لابن كثير رحمه الله، وبيان الصواب في قوله: فأنساه الشيطان ذكر ربه، وبراءة يوسف عليه السلام مما نسب إليه في هذه القصة من نسيان ذكر الله وابتغائه الفرج من عند غير الله وعقوبته على ذلك بطول الحبس، ولقد تبين للقارئ الكريم أن هذا الخبر منكر وقصة واهية.
    السنة الصحيحة تثبت ما قلناه
    أولاً: من الأوهام التي وقعت في هذه القصة الواهية أن يوسف عليه السلام قال للناجي: "اذكرني عند ربك" جزعًا واستعجالاً للخروج من السجن، والسنة الصحيحة المطهرة ترد هذه الشبهة وتبين صبر يوسف عليه السلام، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "نحن أحق بالشك من إبراهيم؛ إذ قال: رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي، ويرحم الله لوطًا لقد كان يأوى إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي".
    قلت: الحديث متفق عليه، أخرجه البخاري (ح3375، 3387، 4537، 4694، 6992)، ومسلم (ح151)، قال الإمام النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث: "وأما قوله صلى الله عليه وسلم : "ولو لبثت في السجن طول لبث يوسف لأجبت الداعي":
    1- فهو ثناء على يوسف عليه الصلاة والسلام، وبيان لصبره، وتأنيه.
    2- والمراد بالداعي رسول الملك الذي أخبر الله سبحانه وتعالى أنه قال: ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة الاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم {يوسف: 50}.
    3- فلم يخرج يوسف عليه السلام مبادرًا إلى الراحة، ومفارقة السجن الطويل، بل ثبت، وتوقر، وأرسل إلى الملك في كشف أمره الذي سجن بسببه، ولتظهر براءته عند الملك وغيره فيلاقيه الملك وهو يعتقد براءته مما نسب إليه.
    4- فبين نبينا صلى الله عليه وسلم فضيلة يوسف في هذا، وقوة نفسه في الخير، وكمال صبره، وحسن نظره.
    5- وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه ما قاله، تواضعًا، وإيثارًا للإبلاغ في بيان كمال فضيلة يوسف عليه السلام.
    قلت: ولقد أجاد وأفاد الإمام النووي رحمه الله في تفسيره لهذا الحديث والذي به ترد الشبهات التي جاءت في القصص الواهية، وترد فرية نسيان يوسف عليه السلام ذكر الله، وهو الذي دعاهما في السجن إلى توحيد الله كما في الآيات (38، 39، 40 سورة يوسف) عندما استعبراه الرؤيا.
    ثانيًا: ومن الأوهام التي نشأت عن هذه القصة الواهية: أن يوسف عليه السلام عندما جزع في السجن، ونسي ذكر الله وابتغى الفرج من عند غير الله عوقب بطول السجن.
    ولقد أخرج ابن أبي حاتم في "تفسيره" (7-2159) (ح11642) حديثًا قدسيا يحتج به أصحاب هذه الشبهة، ولكي نرد هذه الشبهة يجب دحض هذه الحجة.
    ولقد أخرج ابن أبي حاتم الحديث تحت قوله تعالى: فلبث في السجن بضع سنين، حيث قال: حدثنا أبي وأبو زرعة قالا:حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا سلام بن أبي الصهباء، حدثنا ثابت، عن أنس قال: أوحى الله إلى يوسف، يا يوسف من استنقذك من الجب إذْ ألقوك فيه؟ قال: أنت يا رب. قال: من استنقذك من القتل إذ هم إخوتك أن يقتلوك؟ قال: أنت يا رب، قال: فما لك نسيتني وذكرت آدميًا؟ قال: جزعًا بذنبي، وكلمة تكلم بها لساني. قال: وعزتي لأخلدنك السجن بضع سنين. اه.
    قلت: وإلى القارئ الكريم تحقيق هذه القصة: "قصة معاتبة الله ليوسف عليه السلام على نسيانه وجزعه ثم عقوبته".
    فالقصة واهية والحديث منكر، وعلته: "سلام بن أبي الصهباء".
    1- قال فيه أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري في كتابه "التاريخ الكبير" (4-135) ترجمة (2234): سلام بن أبي الصهباء، حدثنا ثابت عن أنس: سلام منكر الحديث. اه.
    قلت: ولقد بينت آنفًا معنى مصطلح البخاري "منكر الحديث"، وأن البخاري يطلقه على من لا تحل الرواية عنه.
    2- أورده الإمام الذهبي في "الميزان" (2-180-3350) وقال: "سلام بن أبي الصهباء أبو المنذر البصري الفزاري عن ثابت وقتادة ضعفه يحيى".
    3- قال ابن حبان في "المجروحين" (1-336): "سلام بن أبي الصهباء الفزاري من أهل البصرة يروي عن ثابت البناني وقتادة روى عنه معلى بن أسد والبصريون، ممن فحش خطؤه وكثر وهمه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
    قلت: وقول ابن حبان: "فحش خطؤه وكثر وهمه"، هذه العبارة تجعل الراوي يخرج أيضًا عن منطقة المتابعات، حيث قال الإمام العراقي في "فتح المغيث" (ص7): "من كثر الخطأ في حديثه وفحش استحق الترك وإن كان عدلاً".
    4- قلت: وهذا ما بيّنه الإمام العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2-159-1665) فبعد أن أخرج عن الإمام البخاري أنه "منكر الحديث" قال: "ولا يتابع عليه عن ثابت". اه.
    قلت: بهذا التحقيق يتبين أن قصة نسيان يوسف عليه السلام ذكر الله وابتغائه الفرج من عند غير الله قصة واهية وحديثها منكر، وكذلك قصة معاتبة الله ليوسف عليه السلاموجزعه وعقوبته قصة واهية أيضًا وحديثها منكر كما بيَّنا في علتها وقول أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري.
    وأختم هذا البحث بقول مسك الختام للنبيين محمد صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري (ح3390): "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم: يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام".
    هذا ما وفقني الله إليه وهو وحده من وراء القصد.
    انتهى

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله.


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله.

    الكلام على حديث ( عَجِبْتُ لصبرِ أَخِي يُوسُفَ وكَرَمِهِ )


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    أما بعد :


    قال الكلاباذي في معاني الأخبار (1/116) :
    قرأ علي أبي نصر محمد بن عمرويه ابن سهل المطوعي في المحرم سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في دار بكار وهو ينظر في كتابه : حدثكم محمود بن آدم ، قال : حَدَّثَنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    عجبت من يوسف صلوات الله عليه ، ومن صبره وكرمه ، والله يغفر له لو كنت أنا مكانه حين آتاه الرسول لبدرته الباب ، ولكنه أراد أن كيون له القدر ، ولولا كلمة قالها ما لبث في السجن ما لبث.


    الكلاباذي هذا لم أقف على من عدله وكذلك شيخه وقد خالف عبد الرزاق فروى الخبر عن ابن عيينة مرسلاً


    قال عبد الرزاق في تفسيره 1313 : عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ , عَنْ عَمْرٍو , عَنْ عِكْرِمَةَ , قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ يُوسُفَ , وَصَبْرِهِ , وَكَرَمِهِ فَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ حِينَ سُئِلَ عَنِ الْبَقَرَاتِ الْعِجَافِ السِّمَانِ , وَلَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ مَا أَخْبَرْتُهُمْ حَتَّى أَشْتَرِطَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُخْرِجُونِي , وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنْ يُوسُفَ وَصَبْرِهِ وَكَرَمِهِ , وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ حِينَ أَتَاهُ الرَّسُولُ , وَلَوْ كُنْتُ مَكَانَهُ لَبَادَرْتُهُمُ الْبَابَ , وَلَكِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ لَهُ الْعُذْرُ وَلَوْلَا أَنَّهُ قَالَ الْكَلِمَةَ الَّتِي قَالَ مَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ طُولَ مَا لَبِثَ.


    وهذا أصح ولا شك


    وقال الطبراني في الكبير 11640 : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشَّارٍ النَّسَائِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، أَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " عَجِبْتُ لصبرِ أَخِي يُوسُفَ وكَرَمِهِ وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ حَيْثُ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ليُسْتَفْتَى فِي الرُّؤْيَا، وَلَوْ كُنْتُ أَنَا لَمْ أَفْعَلْ حَتَّى أَخْرُجَ، وعَجِبْتُ لصَبْرِهِ وكَرَمِهِ وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ أُتِي لِيَخْرُجَ فَلَمْ يَخْرُجْ حَتَّى أَخْبَرَهُمْ بِعُذْرِهِ، وَلَوْ كُنْتُ أَنَا لبادرتُ الْبَابَ، وَلَوْلَا الْكَلِمَةُ لَمَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ حَيْثُ يَبْتَغِي الْفَرَجَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ قَوْلُهُ: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} "


    إبراهيم متروك فالصواب في الخبر أنه مرسل
    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم


    مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( عَجِبْتُ لصبرِ أَخِي يُوسُفَ وكَرَمِهِ )

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله.

    1945 - " عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه - والله يغفر له - حيث أرسل إليه ليستفتي في
    الرؤية، ولو كنت أنا لم أفعل حتى أخرج، وعجبت لصبره وكرمه - والله يغفر
    له - أتى ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره، ولو كنت أنا لبادرت الباب ".


    أخرجه الطبراني (رقم 11640) عن إبراهيم بن يزيد عمرو بن دينار عن عكرمة عن
    ابن عباس مرفوعا به، وزاد: " ولولا الكلمة لما لبث في السجن حيث يبتغي
    الفرج من عند غير الله، قوله: * (اذكرني عند ربك) * ". ومن هذا الوجه رواه
    ابن جرير وغيره.
    قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، إبراهيم هذا هو الخوزي متروك الحديث كما في
    " مجمع الزوائد " (7 / 40) و " التقريب ". ولذلك قال ابن كثير: " هذا
    الحديث ضعيف جدا ". وقد عزاه لعبد الرزاق: أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن
    دينار عن عكرمة به مرسلا لم يذكر ابن عباس في إسناده، ولا قوله: " ولولا
    الكلمة ... " في آخره. وهو الصحيح. وإنما صح هذا بلفظ آخر.فقال أبو بكر
    الكلاباذي في " مفتاح المعاني " (50 / 1 رقم الحديث 52) قال: قرىء على أبي
    نصر محمد بن حمدويه بن سهل المطوعي - في المحرم سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة في
    دار بكار وهو ينظر في كتابه - قيل: حدثكم محمود بن آدم قال: حدثنا سفيان بن
    عيينة عن عمرو بن دينار به إلا أنه قال: " حين سئل عن البقرات العجاف كيف أخبر
    حتى يخرجوه ". وهذه متابعة قوية، وإسناد جيد، فإن ابن عيينة ثقة حافظ.
    ومحمود بن آدم وهو المروزي ثقة. قال ابن أبي حاتم (4 / 1 / 290 - 291) :
    " كتب إلى أبي وأبي زرعة وإلي، وكان ثقة صدوقا ". وأبو نصر المطوعي من
    شيوخ الدارقطني وقال: " هو ثقة حافظ ". فثبت الحديث بذلك والحمد لله.
    وقد جاء الحديث بنحوه من رواية أبي هريرة، وقد مضى برقم (1867) وفي بعض
    طرقه الزيادة التي في آخر الحديث وقد استنكرها الحافظ ابن كثير كما سبق بيانه
    هناك.
    الكتاب: سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها
    المؤلف: محمد ناصر الدين الألباني

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند غير الله.



    1867 - " لو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم جاء الداعي لأجبته، إذ جاءه الرسول فقال:
    * (ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم
    ) * ورحمة الله على لوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد، إذ قال لقومه: * (لو أن
    لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) *، وما بعث الله من بعده من نبي إلا في ثروة
    من قومه ".


    أخرجه الإمام أحمد (2 / 232) : حدثنا محمد بن بشر حدثنا محمد بن عمرو حدثنا
    أبو سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
    وأخرج الشطر الثاني منه ابن جرير في " تفسيره " (12 / 139) والطحاوي في
    " مشكل الآثار " (1 / 136) والحاكم (2 / 561) وقال: " صحيح على شرط مسلم
    ". وأقره الذهبي، ومحمد بن عمرو إنما أخرج له مسلم متابعة وأخرجه الترمذي
    (4 / 129) وتمام (ق 86 / 1 - 2) من طرق أخرى صحيحة عنه بتمامه وحسنه
    الترمذي. وخالفهم خالد بن عبد الله في لفظ الحديث، فرواه عن محمد بن عمرو
    بتمامه إلا أنه قال: " رحم الله يوسف لولا الكلمة التي قالها: (اذكرني عند
    ربك) ما لبث في السجن ما لبث ". أخرجه ابن حبان (1747) : أخبرنا الفضل ابن
    الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا خالد بن عبد الله به. قال الحافظ ابن
    كثير في " تاريخه " (1 / 208) : " هذا منكر من هذا الوجه، ومحمد بن عمرو بن
    علقمة له أشياء يتفرد بها، وفيها نكارة، وهذه اللفظة من أنكرها، وأشدها.
    والذي في " الصحيحين " يشهد بلفظها " أي بإنكارها. قلت: ويحتمل عندي أن تكون النكارة من شيخ ابن حبان: الفضل بن الحباب، فإن
    فيه بعض الكلام، فقد ساق له الحافظ بن حجر في " اللسان " حديثا آخر بلفظ:
    " من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ". ورجاله
    كلهم ثقات، فاستظهر الحافظ أن الغلط فيه من الفضل، وقال: " لعله حدث به بعد
    احتراق كتبه ". وإنما انصرفت عن نسبة النكارة إلى محمد بن عمرو، لأنه قد
    رواه عنه محمد بن بشر باللفظ الأول المحفوظ، وابن بشر ثقة حافظ، وكذلك من
    تابعه عند الترمذي وغيره. وعن نسبتها إلى خالد بن عبد الله وهو الطحان
    الواسطي لأنه ثقة ثبت. وقد رويت هذه اللفظة من طريق أخرى واهية، أخرجه ابن
    جرير (12 / 132) فقال: حدثنا ابن وكيع: حدثنا عمرو بن محمد عن إبراهيم بن
    يزيد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: " لو لم يقل - يعني
    يوسف - الكلمة التي قال، ما لبث في السجن طول ما لبث حيث يبتغي الفرج من عند
    غير الله ". قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " (2 / 479) : " وهذا الحديث
    ضعيف جدا، لأن سفيان بن وكيع ضعيف، وإبراهيم بن يزيد - هو الخوزي - أضعف منه
    ". ورواها ابن جرير أيضا بسند صحيح عن الحسن وهو البصري مرسلا نحوه. وكذلك
    رواه أحمد في " الزهد " (ص 80) ، وفي لفظ له: " يرحم الله يوسف لو أنا
    جاءني الرسول بعد طول السجن لأسرعت الإجابة ".وسنده صحيح أيضا مرسلا.
    والحديث أخرجه البخاري (4 / 119 - استانبول) ومسلم (1 / 92 و 7 / 98)
    وابن ماجة (2 / 490 - 491) وأحمد (2 / 326) وابن جرير من طريق أبي سلمة
    ابن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة به نحوه وزادا في أوله:
    " نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: * (رب أرني كيف تحيي الموتى، قال: أو لم
    تؤمن؟ قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي) * ". وروى مسلم من طريق الأعرج عن أبي
    هريرة بلفظ: " يغفر الله للوط، إنه آوى إلى ركن شديد ". وأخرجه أحمد (2 /
    350) من طريق أخرى عن أبي هريرة به إلا أنه قال: " يرحم الله ... ".
    وأخرجه ابن جرير (12 / 139) من طريق ابن إسحاق عن رجل عن أبي الزناد بلفظ:
    " يرحم الله يوسف إن كان ذا أناة، لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعا
    ، إن كان لحليما ذا أناة ". وهذا إسناد ظاهر الضعف. وقد جاء الحديث من
    رواية ابن عباس نحوه، وسيأتي برقم (1945) .

    الكتاب: سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها
    المؤلف: محمد ناصر الدين الألباني

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •