تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الرد على اتهام موسى عليه السلام بإرادة قتل القبطي الثاني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي الرد على اتهام موسى عليه السلام بإرادة قتل القبطي الثاني

    السؤال

    حاورني صديقي حول شبهة وجهت له، ولم يجد لها إجابة، وهي تخص سيدنا موسى عليه السلام، فسأل أنه لماذا كاد موسى عليه السلام أن يقتل الرجل الذي غره على قتل الرجل الذي قتله بضربة واحدة بغير قصد بعد معرفة قوته؟ وقال أليس الأنبياء هم أصحاب المثل الأعلى، فكيف لهم أن يكادوا يفعلوا نفس الخطأ مرة بعد الأخرى؟ فصراحة لم أجد ردا، فكيف أرد عليه؟
    ملخص الجواب

    1. ليس في قصة موسى عليه السلام قصد القتل، لا للقبطي، ولا للإسرائيلي، فقتله للقبطي كان خطئا، وإنما قصد دفعه ومنعه من ظلم الإسرائيلي، ولذا ندم على ما حصل من موته. 2. اتهام موسى بإرادة القتل هو مجرد توهم من الاسرائيلي، دافعه الخوف لما أنكر موسى عليه السلام تصرفاته. أو هو قول من القبطي، على قول بعض المفسرين. 3. لا يعاب على رسول ما فعله من اجتهاد، فيما يراه خيرا، قبل رسالته. وإنما الكلام في عصمة الأنبياء من مثل ذلك: بعد الرسالة والنبوة.

    الجواب:
    لم يقصد موسى عليه السلام قتل القبطي
    الرد على اتهام موسى عليه السلام بإرادة القتل مرة ثانية


    الحمد لله.
    لم يقصد موسى عليه السلام قتل القبطي

    قال الله تعالى: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ، قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ، فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ، فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَامُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ) القصص/15 – 19.
    ليس في قصة موسى عليه السلام قصد القتل، لا للقبطي، ولا للإسرائيلي.
    فقتله للقبطي كان خطئا، وإنما قصد دفعه ومنعه من ظلم الإسرائيلي، ولذا ندم على ما حصل من موته، كما في الآيات السابقة: (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
    روى مسلم (2905) عن ابْنِ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، يَقُولُ: "يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ! مَا أَسْأَلَكُمْ عَنِ الصَّغِيرَةِ، وَأَرْكَبَكُمْ لِلْكَبِيرَةِ! سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ الْفِتْنَةَ تَجِيءُ مِنْ هَاهُنَا)، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ (مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ)". وَأَنْتُمْ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، وَإِنَّمَا قَتَلَ مُوسَى الَّذِي قَتَلَ، مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، خَطَأً، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: (وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا).
    قال الشوكاني رحمه الله تعالى:
    "فإن موسى عليه السلام ما زال نادما على ذلك، خائفا من العقوبة بسببه، حتى إنه يوم القيامة عند طلب الناس الشفاعة منه يقول: " إني قتلت نفسا لم أومر بقتلها"، كما ثبت ذلك في حديث الشفاعة الصحيح... والقتل الواقع منه لم يكن عن عمد فليس بكبيرة، لأن الوكزة في الغالب لا تقتل." انتهى من "الفتح القدير" (4 / 216).
    الرد على اتهام موسى عليه السلام بإرادة القتل مرة ثانية

    وفي المرة الثانية لم يقصد قتل أحد، وإنما أراد دفع الفرعوني الظالم؛ لأن البطش لا يعني القتل، وإنما يعني التعامل مع الشيء بالقوة والغلبة.
    جاء في "مقاييس اللغة" (1 / 262): "بطش: أصل واحد، وهو: أخذ الشيء بقهر وغلبة وقوة" انتهى.
    لكن الإسرائيلي لما عنفه موسى بسبب ما تكرر منه، ظن الإسرائيلي أنه يريد أن يقتله، أما في الحقيقة والواقع، فإن موسى عليه السلام أراد دفع ظلم القبطي الفرعوني فحسب.
    قال الطبري رحمه الله تعالى:
    " يقول تعالى ذكره: فلما أراد موسى أن يبطش بالفرعونيّ الذي هو عدو له وللإسرائيلي، قال الإسرائيلي لموسى، وظنّ أنه إياه يريد (أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأمْسِ). وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل." انتهى من "تفسير الطبري" (18 / 195).
    وقال الواحدي رحمه الله تعالى:
    "(فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا) أي: بالقبطي، الذي هو عدو لموسى والإسرائيلي، ظن الإسرائيلي أن موسى يريد أن يبطش به، لقوله له: (إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ)، فقال: (يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ)، وهذا قول جميع المفسرين." انتهى من"البسيط" (17 / 362).
    فالحاصل؛ أن اتهام موسى بإرادة القتل: هو مجرد توهم من الاسرائيلي، دافعه الخوف لما أنكر موسى عليه السلام تصرفاته. أو هو قول من القبطي، على قول بعض المفسرين. وتصرف موسى عليه السلام هو اجتهاد في دفع الظلم، ومثل هذا القصد لا ينكر.
    قال ابن العربي رحمه الله تعالى:[COLOR=#303030][FONT=&quot]"قوله: (فَاسْتَغَاثَهُ) طلب غوثه ونصرته، ولذلك قال في الآية بعدها: (فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ)
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: الرد على اتهام موسى عليه السلام بإرادة قتل القبطي الثاني

    هذه ليست شبهة أخى أبو البراء .. فما حدث حقيقية واقعة .. أخبرنا الله بها فى كتابه ومحكم آياته .. فلماذا البحث عن تبرير لها أو تعليل ..
    ......

    إجابة السؤال دون بحث أو فحص .. أن
    ماحدث من سيدنا موسى عليه السلام : كان قبل الرسالة وقبل أن يؤتيه الله الحكمة ويصطفيه الله نبياً ورسولاً ..
    ......
    نبى الله موسى حين بلغ أشده .. كان سائراً ذات يوم فى المدينة فوجد رجلاً من شيعته ( من بنى إسرائيل ) يقتتل مع رجل آخر ( من قوم فرعون )
    فطلب الرجل الذى من شيعته الغوث به فأغاثه ووكز الفرعونى فقضى عليه ..
    فى اليوم التالى استصرخه ذات الرجل على فرعونى آخر فهمّ لإجابة صرخته .. فقال له الفرعونى أتريد يا موسى أن تقتلنى كما قتلت نفساً بالأمس ..

    ...
    أدرك موسى أن فعله كان من عمل الشيطان ..
    فتاب إلى الله وأناب واستغفر ربه وتاب الله عليه ..
    ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي .. فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

    ......

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •