هناك آلية من الآليات كانت سائدةً في مجال الجدَلِ العقيدي والفكري بين المسلمين وغيرهم، وهي الجدل عن طريق الكتب.
وقد ألَّف أهل الكتاب كثيرًا من الكتب دفاعًا عن أديانهم بعد أن ساد الإسلام بلادًا كثيرة كانت ضمن أملاك الدولة الرومانية المسيحية، وبعد أن لوحظ دخول الناس في الإسلام أفواجًا، وهذا دفع بالمسلمين إلى الردِّ على هذه الكتب، وكان للمسلمين فضلُ إنشاء علم مقارنة الأديان؛ الذي تألَّق فيه ابن حزم، والشهرستاني، وغيرهما... ومن الكتب التي ردَّ فيها المسلمون على عقائد النصارى الكتب التالية:
1- (الرد على النصارى)، و(الدين والدولة): وهما كتابان لعليِّ بن ربن الطبري (157 -240هـ)، وهو نصراني اعتنق الإسلام؛ ثم ألَّف الكتابين للرد على النصارى؛ ويعتبران أول نتاج وصلنا في الجدل الإسلامي المسيحي من نصراني نسطوري أسلَم.
2- الرد على النصارى: للإمام الزيدي القاسم بن إبراهيم الرسي (170 - 246هـ)، وكتابه يدل على اطلاع دقيق على آراء الفِرَق النصرانية في عصره.
3- مقالة في الرد على النصارى: لأبي يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي (185 - 252هـ)، وهي تتعلق بإبطال عقيدة التثليث.
4 - الرد على النصارى: لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (160 - 255هـ)، والكتاب يدلُّ على وجود الجدل الإسلامي المسيحي.
5 - الرد على النصارى: لأبي عيسى الوراق (ت 297هـ).
6- كتاب التوحيد: لأبي منصور الماتريدي (ت 333هـ)، وهو مؤسس مدرسة كلامية، وقد تعرَّض في كتابه إلى آراء النصارى في المسيح والردِّ عليها.
7 - رسالة الحسن بن أيوب (ت 378هـ) إلى أخيه عليِّ بن أيوب، وكان نصرانيًّا وأسلم، وأرسل رسالة إلى أخيه يدعوه فيها إلى الإسلام.
8 - الإعلام بمناقب الإسلام: لأبي الحسن العامري (ت 381هـ)، وهو من أعلام الفلسفة العربية الإسلامية، وكتابه حافل بالمقارنة بين المسيحية والإسلام.
9 - كلام في مبادئ الموجودات: لأبي سليمان المنطقي (ت بعد 391هـ).
10 - كتابان للقاضي عبدالجبار بن أحمد الهمذاني (ت 415هـ)، وهو أحد مفكري الاعتزال في القرنين الرابع والخامس، وهما: (المغني في أبواب التوحيد والعدل)، وكتاب (تثبيت دلائل النبوة)، ويتميز القاضي في ردِّه على النصارى باستشهاده بالأناجيل [1].
وهذه الكتب مجرد نماذجَ لتأكيد وجود هذه الآلية (الكتب) في الجدل مع غير المسلمين، والنماذج كثيرة لا تكاد تحصر.
------------------
[1] الفكر الإسلامي في الردِّ على النصارى، عبدالمجيد الشرفي، ص252- 254، قراءة: هيثم مزاحم: الاجتهاد 28 /1995، بيروت.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/145520/#ixzz6oh6qockb