تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: من هم أهل التوحيد ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي من هم أهل التوحيد ؟

    أهل التوحيد هم : من عبدوا الله وحده وكفروا بكل معبود سواه
    أهل التوحيد هم : من أخلصوا العبادة لله وأجتنبوا عبادة ما سواه
    أهل التوحيد هم : من قاموا بعبادة الله علما وعملا
    أهل التوحيد هم : من عبدوا الله مخلصين له الدين وتركوا الاشراك به سبحانه
    أهل التوحيد هم : أهل الاخلاص-(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء)
    أهل التوحيد هم : المقبلين على الله المعرضين عن كل ما سواه
    أهل التوحيد هم : المائلين عن الشرْكِ قَصْدًا وإخلاصًا إلَى التوحيدِ
    أهل التوحيد هم :المستقيمين على عبادة الله المتبرئين من عبادة غير الله
    أهل التوحيد هم : الذين تبرؤوا من كل دين يخالف دين الاسلام
    أهل التوحيد هم :الذين كفروا بما يعبد من دون الله
    أهل التوحيد هم : الذين وحدوا الله فى ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته
    أهل التوحيد هم : الذين كفروا بالطاغوت وأمنوا بالله واستمسكوا بالعروة والوثقى
    أهل التوحيد هم :من حققوا ملة ابراهيم القائمة على اخلاص العبادة لله والبراءة من الشرك وأهله
    أهل التوحيد هم : من والوا أهل التوحيد وعادوا أهل الشرك والتنديد
    أهل التوحيد هم :الذين تبرأوا من العابد والمعبود غير الله
    أهل التوحيد هم : من علموا ما اشتملت عليه لا اله الا الله نفيا وإثباتا- لا اله - مشتملة على البراءة من كل إله عبد، (وإلا الله) إثبات لعبادة الله -جل وعلا- وحده دون ما سواه
    أهل التوحيد هم :من علموا انه لا معبود حق إلا الله)، وأن كل المعبودات إنما عُبدت بغير الحق، قال جل وعلا: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}
    أهل التوحيد هم : من علموا ان كل ما عبد من دون الله انما عُبِد بالبغي والظلم والعدوان،
    أهل التوحيد هم : من علموا ان المعبود بحق يُنفى عن جميع الآلهة، إلا الله جل وعلا؛
    أهل التوحيد هم :من علموا ان أعظم ما أَمَر به النبي صلى الله عليه وسلم: التوحيد، وأعظم ما نهى عنه: الشرك، وأن أعظم دعوة الأنبياء والمرسلين؛ من إبراهيم عليه السلام، بل من نوح عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ أعظم ما يدعى إليه الأمر بتوحيد الله جل وعلا، وأعظم ما يُنهى عنه، ويؤمر الناس بتركه هو الشرك
    لأن التوحيد هو حق الله جل وعلا، ومن أجله بعثت الرسل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.

    أهل التوحيد هم : الذين -قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا
    أهل التوحيد هم : من علموا أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد؛ كما أن الصلاة: لا تسمى صلاة، إلا مع الطهارة
    أهل التوحيد هم :من علموا ان الشرك الاكبر محبط لجميع الاعمال-
    ولو قام بعبادة الله اليلل والنهار
    ولو تقرحت جبهته من اثر السجود
    وتورمت قدماه من أثر القيام
    وأصبح جِلْده على عظمه من أثر الصيام
    لقوله تعالى
    (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً)
    وقال تعالى: (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء)
    أهل التوحيد هم : الذين علموا ما اصبح فيه غالب الناس من الجهل بأصل دين الانبياء والمرسلين
    أهل التوحيد هم :الذين علموا ان الجهل السبب الاعظم للوقوع فى الشرك وان العلم بلا اله الا الله سبب النجاة على العكس مما يظنه المخالفون
    أهل التوحيد هم :الذين علموا - الاسوة الحسنة- فى قوله تعالى قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ
    علموا ان هذا وملة إبراهيم والأنبياء جميعًا، البراءة من العابدين لغير الله، واعتقاد كفرهم وضلالهم حتى يؤمنوا بالله وحده -وأن هذه هى البراءة والمفاصلة مع أهل الشرك - البراءة من العابد والمعبود
    أهل التوحيد هم : الموافقين للفطر الصحيحة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن الله: (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين وحرَّمَت عليهم ما أحللتُ لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا)"
    أهل التوحيد هم : من علموا ان الركن الأول من شهادة التوحيد هو الكفر بالطاغوت أو بما يعبد من دون الله،
    وانه يتحقق بما يأتي:
    ترك عبادة غير الله وبغضها وإنكارهاوالكفر بكل معبود سوى الله والبراءة ممن عبد غير الله
    أهل التوحيد هم : من علموا ان من عبد غير الله واتخذ من دونه إلها وجبت البراءة منه ومما يعبده ويدين به،
    وانه لا يتحقق الكفر بما يعبد من دون الله بدون الكفر والبراءة من عابديه
    أهل التوحيد : علموا ان كل معبود من دون الله له من يعبده ويُصرف له ما لا ينبغي أن يصرف إلا لله وبهذه العبادة صار إلها مع الله،
    وهل يصير العبد المخلوق إلها يعبد مع الله إلا بوجود من يؤلهه ويعبده مع الله
    اهل التوحيد : علموا أن الكفربعبادة غير الله لا يتحقق إلا بالبراءة التامة منها ومما يعبد من دون الله، يعني لابد من البراءة من المعبود ومن عبادته ومن عابديه،
    ولا تتحقق واحدة منها دون الأخرى
    فلا يستقيم ولا يصح البراءة من المعبود دون البراءة من عبادته
    ولا يستقيم أيضا ولا يصح البراءة من المعبود وعبادته دون البراءة ممن
    صرف له العبادة من دون الله
    وليست البراءة من المعبود بأولى من البراءة من العابد وعبادته

    لابد من البراءة من الجميع - البراءة من المعبود من دون الله ومن عبادته ومن عابديه

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من هم أهل التوحيد ؟

    أهل التوحيد يعلمون ان عبادة القبور التي تعبد من دون الله هى ما يفعله المشركون عندها وما يعتقدونه فيها
    والا فهى ليست الاكونها قبورا لأناس كانوا أحياء يأكلون ويشربون ويحتاجون لما يحتاج إليه البشر الضعفاء
    فماتوا وقُبروا في هذه القبور
    وهي كغيرها من سائر القبور الأخرى،
    وما صيرها اوثانا تعبد من دون الله هى افعال المشركين الذين يجادل عنهم المعتذرون
    ولكن المشركين عظموها وغلوا في محبة أصحابها حتى عبدوهم مع الله فصارت آلهة تعبد مع الله الواحد الأحد وطواغيت تقدس من دون الله
    فهل تستقيم البراءة منها دون البراءة ممن اتخذها وصيرها آلهة من دون الله؟
    هل يصح في الفطر السليمة والعقول المستقيمة والملة الحنيفية أن نعتقد أن هذه القبور آلهة باطلة لا تستحق شيئا من العبادة وأن عبادتها كفر وشرك بالله تناقض الإسلام وتبطله،
    ولا نعتقد كفر وضلال من عبدها، بل نجعلهم في زمرة الموحدين ونساويهم بمن يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئا ويكفرون بما يعبد من دونه؟
    هل يستوي من يكفر بهذه القبور مع من يعبدها؟
    كلا ، لايستوي دين من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه مع دين من جهل التوحيد وجعل مع الله آلهة أخرى
    أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)
    كيف يكون المشرك الذي جعل العبادة شِرْكَةً بين الله وبين خلقه مسلما على دين إبراهيم عليه السلام والأنبياء جميعا؟؟
    لقد أعلن جميع رسل الله براءتهم من كل من عبد غير الله وكفروا بهم وأبغضوهم وعادوهم،
    قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتح نة: من الآية4).
    والله عز وجل أمرنا بإتباع ملة إبراهيم، الذى جعله الله للناس إماماً، واتخذه خليلاً،
    وملة إبراهيم هي الحنيفية
    وهي البراءة من الشرك والمشركين
    كما قال تعالى:(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُون َ* إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ)."
    وقال عز وجل:(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)."
    فحكم على أبيه وقومه بالضلال المبين؛ لعبادتهم الأصنام من دون الله
    وكذلك قوله:(أَفَرَأَيْ تُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ)."
    تبرَّأ الخليل إبراهيم ومحمدا عليهما الصلاة والسلام، من كل دين يخالف دين الإسلام ومن كل من لم يأتِ بالتوحيد، من اليهود والنصارى والوثنيين.
    وقال تعالى: ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
    وقال عز وجل: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ). "
    فكل من أشرك بالله وعبد معه غيره فالله ورسله والمؤمنين بريئون منه
    والله عز وجل لا يقبل غير الإسلام دينا، ولا يصح إسلام بلا توحيد، فكل من لم يعبد الله وحده مخلصا له الدين
    فليس من المسلمين،
    فوجب البراءة منه ومما يدين به، والحكم عليه بأنه من المشركين
    قال تعالى: ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإسْلامُ)."
    . وقال سبحانه: (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّين َ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا).
    وقال تعالى: ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا).
    . فأصل الدين واحد لا يتغير، وكل مسلم لابد أن يأتي بهذا الأصل الذي اتفقت عليه جميع الرسالات وإلا لم يكن من المهتدين
    قال تعالى: ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
    فلا يصح مع الشرك عمل ولا عبادة ولا دين
    وقال سبحانه: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)." الأنعام:82". فلابد في صحة الدين من إيمان صحيح لا يخالطه شرك
    وقال تعالى: ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً).. وهذا هو الإسلام دين الله،
    لأنه ليس لله إلا دين واحد هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله،هذا هو دين الاسلام
    وهو أحسن الأديان،
    فمن استسلم لله وحده واتبع ما جاءت به رسله وكان على الحنيفية ملة إبراهيم متبرئاً من الشرك وأهله فهو المسلم؛
    ومن لم يستسلم لله وعبد غير الله فهو مشرك
    فالشرك والتوحيد ضدان لا يجتمعان،
    فترك الشرك الأكبر شرط في صحة الإسلام،
    ومن يجادل في هذا ما عرف ما جاءت به رسل الله
    وقد أمر الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يتبرأ من الكافرين، وأن يصارحهم بهذه البراءة،
    فقال تعالى: ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)." الكافرون:6:1
    وهذه السورة يسميها العلماء سورة براءة من الشرك والمشركين
    وفيها مصارحتهم ومخاطبتهم بأنهم كافرون بالله: ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)
    البراءة من عبادتهم وهي الشرك بالله ومن معبوداتهم:
    ( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُون).( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُم
    وصفهم بأنهم لا يعبدون الله، ولو زعموا أنهم يعبدونه
    فعبادة المشرك باطلة كلها غير مقبولة حتى ما كان منها لله، بسبب شركه فحبط عمله كله، وأخرجه من دين الله الذي لا يقبل الا بتوحيد العبادة لله والكفر بكل معبود سواه
    وإذا تأملت قوله تعالى: ( وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ).
    علمت أن المشرك يعبد الله ويعبد غيره، فلا يكون عابداً لله الا باخلاص العبادة لله
    ، لأن العبادة والإسلام لا يصح إلا بترك الشرك والبراءة منه، فتأمل هذا جيداً
    وختم الله عز وجل هذه السورة بقوله تعالى:
    ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).
    فدين من وحد الله فَعَبَدَه وحده ولم يشرك به شيئا هو الإسلام، ولا يمكن أن يجتمع مع من أشرك بالله على دين واحد أبداً، ولا يمكن أن يستويان أبداً،
    بل كل واحد منهما متبرئ مما عليه الآخر، ولا يشاركه فيه،
    فلا يمكن أن يكون الموحد عابد لغير الله،
    ولا يمكن أن يكون المشرك عابداً لله وحده.
    وهذه هي حقيقة الكفر بما يعبد من دون الله،
    وهي الصفة الشرعية للكفر بالطاغوت الركن الأول في التوحيد،
    وشطر كلمة الإخلاص لا إله إلا الله.
    فالاسلام تخليه وتحلية تخلية من عبادة غير الله وتحلية بعبادة الله وحده
    وقد جعل الله عز وجل الكفر بالطاغوت شرطا لصحة وقبول الإيمان بلا إله إلا الله،
    فقال تعالى: ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى).
    وقال عليه السلام
    (من قال لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ من دُونِ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ مَالَهُ وَدَمَهُ وَحِسَابُهُ على اللَّهِ
    صفة الكفر بالطاغوت تتحقق
    بخمسة أشياء قد استخلصها الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وهي:-
    اعتقاد بطلان عبادة غير الله:
    فالمستحق للعبادة وحده هو الله سبحانه وتعالى
    تركها:أى يترك عبادة الطاغوت
    بغضها :أى يبغض جنس كل طواغيت الأرض الذين تجاوزا الحد بالطغيان والكفر والشرك
    تكفير أهلها : فوجب تكفيرهم والكفر بهم وتحذير الناس منهم
    معاداتهم في الله: يعاديهم فى الله والدليل قوله تعالى:- {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا بُرَءاءُ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدًا حتى تؤمنوا بالله وحده}
    إذاً فمن لم يحقق هذه الصفة لم يكن مؤمنا بالله كافراً بالطاغوت بل العكس
    لأن الإيمان بالطاغوت والإيمان بالله ضدان لايجتمعان في قلب إنسان أبداً
    إذ لايمكن أن يوصف الشخص بأنه مشرك وموحد في نفس الوقت
    فالطاغوت أُمرنا الله أن نكفر به ونجتنبه ونجتنب عبادته ونكفر اهلها ونعاديهم .
    قَالَ تَعَالَى {وَلَقَد بعثنَا فِي كل أمة رَسُولا أَن اعبدوا الله وَاجْتَنبُوا الطاغوت فَمنهمْ من هدى الله وَمِنْهُم من حقت عَلَيْهِ الضَّلَالَة فسيروا فِي الأَرْض فانظروا كَيفَ كَانَ عَاقِبَة المكذبين}النحل
    وَقَالَ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وقد أمروا أن يكفروا به } [النساء: 60]
    و صفة الكفر بالطاغوت
    أن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها وتبغضها، وتكفر أهلها، وتعاديهم -والذين اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلى اللَّهِ لهُمُ الْبُشْرَى} (الزمر: من الآية 17
    قال شيخ الإسلام رحمه الله:
    وقد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم واتفقت عليه الأمة أن أصل الإسلام، وأول ما يؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله،
    فبذلك يصير الكافر مسلمًا، والعدو وليًا، والمباح دمه وماله معصومَ الدم والمال،
    ثم إن كان ذلك من قلبه، فقد دخل في الإيمان،
    وإن قاله بلسانه دون قلبه، فهو في ظاهر الإسلام دون باطن الإيمان،............
    أن اجتناب الطواغيت فرض وحق على العباد، كما أن عبادة الله فرض وحق على العباد،
    ولا يتم التوحيد إلا باجتناب الطواغيت،
    كما قال تعالى عن إمام الحنفاء: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ, إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} .
    وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} .
    الكفربالطاغوت مقدم على الإيمان بالله بالنقل والعقل
    أما النقل؛ فقد قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا}[البقرة:
    وأما العقل؛ فمعلوم بالضرورة أن الصبغ لا يؤثر في المتدنس والمتوسخ من كل نوع حتى ينظف، أما ترى الصفارين والصباغين أكثر جهدهم في زوال الأعراض المانعة من الصبغ؟ وهي الأدناس والأوساخ،
    فكذلك الدين والإيمان ينبغي أن يزال عن القلوب الأوساخ التي وقعت عليها، من عبادة الطواغيت، وحبها أولاً،
    ثم يصبغ بصبغة الله تعالى وهو التوحيد والإخلاص،
    قال تعالى: {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} . [البقرة: 138]
    وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
    (ومعنى الكفر بالطاغوت أن تبرأ من كل ما يعتقد فيه غير الله، من جني أو انسي أو شجر أو حجر أو غير ذلك، وتشهد عليه بالكفر والضلال وتبغضه ولو كان أباك وأخاك. فأما من قال؛ أنا لا أعبد إلا الله، وأنا لا أتعرض السادة والقباب على القبور وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله ولم يؤمن بالله ولم يكفر بالطاغوت)
    وقال أيضاً رحمه الله: (فأما صفة الكفر بالطاغوت: فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتُكفر أهلها وتُعاديهم،
    وأما معنى الإيمان بالله فأن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون ما سواه، وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله، وتنفيها عن كل معبود سواه، وتُحب أهل الإخلاص وتواليهم وتبغض أهل الشرك وتُعاديهم،
    وهذه: ملة إبراهيم التي سفه نفسه من رغب عنها،
    وهذه: هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله: {قد كانت لكُم أُسوةٌ حسنةٌ في إبراهيم والذين معهُ إذ قالوا لقومِهم إِنا بُرءاؤُا منكُم ومِّما تَعبُدون مِن دون الله كفرنَا بِكُم وبدا بيننا وبينَكُم العداوة والبغضاء أبَداً حتى تؤمنوا بالله وحده} (الممتحنة: 4) (1).
    وقال أيضا ً رحمه الله تعالى :
    "وأنت يا مَن مَنّ الله عليه بالإسلام , وعرف أن ما من إله إلا الله , لا تظن أنك إذا قلت : هذا هو الحق , وأنا تارك ما سواه , لكن لا أتعرض للمشركين , ولا أقول فيهم شيئا ً , لا تظن : أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام , بل : لابد من بغضهم , وبغض من يحبهم , ومسبتهم , ومعاداتهم كما قال أبوك إبراهيم والذين معه:إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبد ا ً حتى تؤمنوا بالله وحده وقال تعالى : فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى الآية وقال تعالى : ولقد بعثنا في كل أمة ٍ رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ولو يقول رجل : أنا اتبع النبي وهو على الحق , لكن : لا أتعرض اللات والعزى , ولا أتعرض أبا جهل , وأمثاله , ما علي منهم , لم يصح إسلامه ". [ الدرر السنية : 2 /
    وقال الشيخ سليمان بن سحمان:
    (والمراد من اجتنابه أي الطاغوت هو بغضه وعداوته بالقلب وسبه وتقبيحه باللسان وإزالته باليد عند القدرة ومُفارقته، فمن ادعى اجتناب الطاغوت ولم يفعل ذلك فما صدق) .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من هم أهل التوحيد ؟

    أهل التوحيد هم : الذين يبقون حين يذهب كل قوم الى ما كانوا يعبدون
    : يُنَادِي مُنَادٍ: لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إلى ما كَانُوا يَعْبُدُونَ، فَيَذْهَبُ أصْحَابُ الصَّلِيبِ مع صَلِيبِهِمْ، وأَصْحَابُ الأوْثَانِ مع أوْثَانِهِمْ، وأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مع آلِهَتِهِمْ، حتَّى يَبْقَى مَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، مِن بَرٍّ أوْ فَاجِرٍ، وغُبَّرَاتٌ مِن أهْلِ الكِتَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأنَّهَا سَرَابٌ، فيُقَالُ لِلْيَهُودِ: ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ قالوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ، فيُقَالُ: كَذَبْتُمْ، لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ ولَا ولَدٌ، فَما تُرِيدُونَ؟ قالوا: نُرِيدُ أنْ تَسْقِيَنَا، فيُقَالُ: اشْرَبُوا، فَيَتَسَاقَطُون َ في جَهَنَّمَ، ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى: ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ فيَقولونَ: كُنَّا نَعْبُدُ المَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ، فيُقَالُ: كَذَبْتُمْ، لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ، ولَا ولَدٌ، فَما تُرِيدُونَ؟ فيَقولونَ: نُرِيدُ أنْ تَسْقِيَنَا، فيُقَالُ: اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُون َ في جَهَنَّمَ، حتَّى يَبْقَى مَن كانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِن بَرٍّ أوْ فَاجِرٍ، فيُقَالُ لهمْ: ما يَحْبِسُكُمْ وقدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟ فيَقولونَ: فَارَقْنَاهُمْ، ونَحْنُ أحْوَجُ مِنَّا إلَيْهِ اليَومَ، وإنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بما كَانُوا يَعْبُدُونَ، وإنَّما نَنْتَظِرُ رَبَّنَا، قالَ: فَيَأْتِيهِمُ الجَبَّارُ في صُورَةٍ غيرِ صُورَتِهِ الَّتي رَأَوْهُ فِيهَا أوَّلَ مَرَّةٍ، فيَقولُ: أنَا رَبُّكُمْ، فيَقولونَ: أنْتَ رَبُّنَا، فلا يُكَلِّمُهُ إلَّا الأنْبِيَاءُ، فيَقولُ: هلْ بيْنَكُمْ وبيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ؟ فيَقولونَ: السَّاقُ، فَيَكْشِفُ عن سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ له كُلُّ مُؤْمِنٍ، ويَبْقَى مَن كانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ كَيْما يَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا واحِدًا، ثُمَّ يُؤْتَى بالجَسْرِ فيُجْعَلُ بيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، قُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، وما الجَسْرُ؟ قالَ: مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عليه خَطَاطِيفُ وكَلَالِيبُ، وحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ، تَكُونُ بنَجْدٍ، يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ، المُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وكَالْبَرْقِ وكَالرِّيحِ، وكَأَجَاوِيدِ الخَيْلِ والرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، ونَاجٍ مَخْدُوشٌ، ومَكْدُوسٌ في نَارِ جَهَنَّمَ، حتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا، فَما أنتُمْ بأَشَدَّ لي مُنَاشَدَةً في الحَقِّ، قدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنَ المُؤْمِنِ يَومَئذٍ لِلْجَبَّارِ، وإذَا رَأَوْا أنَّهُمْ قدْ نَجَوْا، في إخْوَانِهِمْ، يقولونَ: رَبَّنَا إخْوَانُنَا، كَانُوا يُصَلُّونَ معنَا، ويَصُومُونَ معنَا، ويَعْمَلُونَ معنَا، فيَقولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا، فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ دِينَارٍ مِن إيمَانٍ فأخْرِجُوهُ، ويُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ علَى النَّارِ، فَيَأْتُونَهُمْ وبَعْضُهُمْ قدْ غَابَ في النَّارِ إلى قَدَمِهِ، وإلَى أنْصَافِ سَاقَيْهِ، فيُخْرِجُونَ مَن عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فيَقولُ: اذْهَبُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ نِصْفِ دِينَارٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخْرِجُونَ مَن عَرَفُوا، ثُمَّ يَعُودُونَ، فيَقولُ: اذْهَبُوا فمَن وجَدْتُمْ في قَلْبِهِ مِثْقالَ ذَرَّةٍ مِن إيمَانٍ فأخْرِجُوهُ، فيُخْرِجُونَ مَن عَرَفُوا قالَ أبو سَعِيدٍ: فإنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَؤُوا: {إنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وإنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} [النساء: 40]، فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ والمَلَائِكَةُ والمُؤْمِنُونَ، فيَقولُ الجَبَّارُ: بَقِيَتْ شَفَاعَتِي، فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فيُخْرِجُ أقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا، فيُلْقَوْنَ في نَهَرٍ بأَفْوَاهِ الجَنَّةِ، يُقَالُ له: مَاءُ الحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ في حَافَتَيْهِ كما تَنْبُتُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ، قدْ رَأَيْتُمُوهَا إلى جَانِبِ الصَّخْرَةِ، وإلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَما كانَ إلى الشَّمْسِ منها كانَ أخْضَرَ، وما كانَ منها إلى الظِّلِّ كانَ أبْيَضَ، فَيَخْرُجُونَ كَأنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ، فيُجْعَلُ في رِقَابِهِمُ الخَوَاتِيمُ، فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ، فيَقولُ أهْلُ الجَنَّةِ: هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ، أدْخَلَهُمُ الجَنَّةَ بغيرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ، ولَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ، فيُقَالُ لهمْ: لَكُمْ ما رَأَيْتُمْ ومِثْلَهُ معهُ.
    الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    874

    افتراضي رد: من هم أهل التوحيد ؟

    بإيجاز واختصار :
    أهل التوحيد يا أخى الكريم هم .. " قبل الرسالة " هم : كل من عبدوا الله ولم يكفروا أو يشركوا بوحدانية الله ..
    وهم : كل من شهدوا بأن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. " من بعد الرسالة " ..
    ..............

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من هم أهل التوحيد ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    بإيجاز واختصار :
    أهل التوحيد يا أخى الكريم هم .. " قبل الرسالة " هم : كل من عبدوا الله ولم يكفروا أو يشركوا بوحدانية الله ..
    .
    ..............
    أعيد صياغة عبارتك أخى السعيد شويل أهل التوحيد هم .. " قبل الرسالة "هم : كل من عبدوا الله وحده ولم يكفروا بعبادة الله أو يشركوا بوحدانية الله فى ربوبيته وألوهيته واسمائه وصفاته
    وللعلم اخى الكريم ينبغي أن تعلم أن المجتمعات العربية قبل الإسلام لم تكن مجتمعات إلحادية تنكر وجود الله ، ولا مجتمعات تجهل أن هناك رباً خالقاً رازقاً ، بل كانوا يعرفون ذلك ، وكان منهم بقايا من دين إبراهيم ، وعلاقتهم باليهود والنصارى موجودة ، ولكن كانت مشكلتهم أنهم لا يُفردون الله بالعبادة وحده دون سواه ، بل يشركون معه الآلهة التي يعبدونها ، وهم يعبدونها لا بحجة أنها هي الرب الخالق الرازق ، ولكن يزعمون انها وسائط بينهم وبين الله ، تقربهم إلى الله ، ولذلك قال الله عنهم : ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) ، فهذا يدل على اعترافهم بأن الله هو الخالق ، وفي آية أخرى يقول سبحانه : ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) . وهكذا في آيات عديدة تدل على إيمانهم بتوحيد الربوبية ، وإنما كان شركهم في الألوهية كما قال سبحانه وتعالى عنهم : ( والذين اتخذوا من دونه أولياء مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) ، أي يقولون ما نعبدهم إلا ليقربوننا إلى الله .
    فالحنيفية هي دين التوحيد والاستسلام لله عز وجل ، ونبذ الشرك والكفر وكل ما يعبد من دون الله ،
    وهذا هو دين الأنبياء جميعهم ، واعتقاد الرسل كلهم ،
    لم يختلفوا فيما بينهم إلا في الشرائع والأحكام ،
    أما الاعتقاد والإيمان بالله ، فقد كانوا كلهم على التوحيد .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: من هم أهل التوحيد ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد شويل مشاهدة المشاركة
    أو يشركوا بوحدانية الله ..

    ..............
    الوحدانية - لها معنى عند كل قوم فلابد من بيان المعنى الصحيح لتوحيد الانبياء والمرسلين
    فتوحيدُ الرُّبوبيَّةِ هو أحدُ أنواعِ التَّوحيدِ الثَّلاثةِ، فلا يكفي وَحْدَه للنَّجاةِ مِن عذابِ اللهِ؛ فقد كان المُشرِكونَ زَمَنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُقَرِّين باللهِ خالِقًا ورازِقًا ومُدَبِّرًا، لكِنَّهم أشرَكوا به في عبادتِه، فاستحقُّوا بذلك عذابَ اللهِ ولم ينفَعْهم مُجَرَّدُ إقرارِهم برُبوبيَّةِ الله .
    قال اللهُ تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [الزخرف: 87] .
    وقال اللهُ سُبحانَه: قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ [المؤمنون: 84- 89] .
    وقال اللهُ عزَّ وجلَّ: وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ [يوسف: 106] .
    قال الشِّنقيطيُّ: (قال ابنُ عبَّاسٍ، والحَسَنُ، ومجاهِدٌ، وعامِرٌ الشَّعبيُّ، وأكثَرُ المفسِّرينَ: إنَّ معنى هذه الآيةِ أنَّ أكثَرَ النَّاسِ -وهم الكفَّارُ- ما كانوا يؤمِنونَ باللهِ بتَوحيدِهم له في رُبوبيَّتِه إلَّا وهم مُشرِكونَ به غيَره في عبادتِه، فالمرادُ بإيمانِهم اعترافُهم بأنَّه ربُّهم الذي هو خالِقُهم، ومُدَبِّرُ شُؤونِهم، والمرادُ بشِرْكِهم عِبادتُهم غيَره معه) .
    قال عِكْرِمةُ: (تَسْأُلُهم: من خلَقَهم، ومن خَلَق السَّمواتِ والأرضَ؟ فيقولونَ: اللهُ، فذلك إيمانُهم باللهِ، وهم يَعبُدونَ غَيْرَه!) .
    وقال عبدُ الرَّحمنِ بنُ زَيدِ بنِ أسلَمَ: (ليس أحدٌ يَعبُدُ مع اللهِ غَيْرَه إلَّا وهو مؤمِنٌ باللهِ، ويَعرِفُ أنَّ اللهَ رَبُّه، وأنَّ اللهَ خالِقُه ورازِقُه، وهو يُشرِكُ به، ألا ترى كيف قال إبراهيمُ: قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ؟ [الشعراء: 75- 77] قد عَرَف أنَّهم يَعبُدونَ رَبَّ العالَمينَ مع ما يَعبُدونَ، فليس أحدٌ يُشرِكُ به إلَّا وهو مؤمِنٌ به، ألا ترى كيف كانت العَرَبُ تلبِّي؛ تقولُ: لبَّيك اللَّهُمَّ لبَّيك، لَبَّيكَ لا شَريكَ لك، إلَّا شريكٌ هو لك، تملِكُه وما مَلَك؟ المشرِكونَ كانوا يقولون هذا) .
    فلم يكُنِ المُشرِكونَ يَعتَقِدونَ أنَّ الأصنامَ هي التي تُنزِلُ الغَيثَ، وتَرزُقُ العالَمَ، وتُدَبِّرُ شُؤونَه، بل كانوا يَعتَقِدونَ أنَّ ذلك من خصائِصِ الرَّبِّ سُبحانَه، ويُقِرُّون أنَّ أوثانَهم التي يدْعونَ مِن دُونِ اللهِ مَخلوقةٌ لا تَملِكُ لأنفُسِها ولا لعابِدِيها ضَرًّا ولا نَفعًا استِقلالًا، ولا مَوتًا ولا حياةً ولا نُشورًا، ولا تَسمَعُ ولا تُبصِرُ، ويقِرُّون أنَّ اللهَ هو المتفَرِّدُ بذلك لا شَريكَ له، ليس إليهم ولا إلى أوثانِهم شَيءٌ من ذلك، وأنَّه سُبحانَه الخالِقُ، وما عداه مخلوقٌ، والرَّبُّ، وما عَداه مربوبٌ، غَيرَ أنَّهم جَعَلوا له مِن خَلْقِه شُرَكاءَ يَشفَعونَ لهم بزَعْمِهم عند اللهِ، ويُقَرِّبونهم إليه زُلفى، كما قال اللهُ تعالى: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر: 3] ، ومع هذا الإقرارِ العامِّ من المُشرِكينَ للهِ بالرُّبوبيَّةِ فإنَّه لم يُدخِلْهم في الإسلامِ، بل حَكَم اللهُ فيهم بأنَّهم مُشرِكون كافِرونَ، وتوعَّدهم بالنَّارِ والخُلودِ فيها، واستباحَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دماءَهم وأموالَهم؛ لكَونِهم لم يحقِّقوا لازمَ توحيدِ الرُّبوبيَّةِ، وهو توحيدُ اللهِ في العِبادةِ.
    وبهذا يتبيَّنُ أنَّ الإقرارَ بتَوحيدِ الرُّبوبيَّةِ وَحْدَه دونَ الإتيانِ بلازمِه، وهو توحيدُ الأُلوهيَّةِ، لا يكفي ولا ينجِّي مِن عَذابِ اللهِ، بل هو حُجَّةٌ بالِغةٌ على الإنسانِ تَقتضي إخلاصَ الدِّينِ لله وَحْدَه، وتَستلزِمُ إفرادَ اللهِ بالعِبادةِ .
    قال ابنُ القَيِّمِ: (توحيدُ الأُلوهيَّةِ هو المنجِّي من الشِّركِ دونَ توحيدِ الرُّبوبيَّةِ بمجَرَّدِه؛ فإنَّ عُبَّادَ الأصنامِ كانوا مُقِرِّين بأنَّ اللهَ وَحْدَه خالِقُ كُلِّ شَيءٍ ورَبُّه ومَلِيكُه، ولكِنْ لَمَّا لم يأتُوا بتوحيدِ الأُلوهيَّةِ -وهو عِبادتُه وَحْدَه لا شَريكَ له- لم ينفَعْهم توحيدُ رُبوبيَّتِه) .
    وقال المقريزيُّ: (لا وَلِيَّ ولا حَكَمَ ولا رَبَّ إلَّا اللهُ الذي مَن عَدَلَ به غيرَه فقد أشرك في ألوهِيَّتِه، ولو وحَّد رُبوبيَّتَه؛ فتوحيدُ الرُّبوبيَّةِ هو الذي اجتمَعَت فيه الخلائِقُ مُؤمِنُها وكافِرُها، وتوحيدُ الإلهيَّةِ مَفْرِقُ الطُّرُقِ بين المؤمِنينَ والمُشرِكين؛ ولهذا كانت كَلِمةُ الإسلامِ: لا إلهُ إلَّا اللهُ، ولو قال: لا رَبَّ إلَّا اللهُ، لَمَا أجزأه عند المحَقِّقين، فتوحيدُ الألوهيَّةِ هو المطلوبُ من العِبادِ) .
    وقال سُلَيمانُ بنُ عبدِ اللهِ آل الشَّيخ: (وهذا التَّوحيدُ -أي: توحيدُ الرُّبوبيَّةِ- لا يَكفي العبدَ في حُصولِ الإسلامِ، بل لا بدَّ أن يأتيَ مع ذلك بلازِمِه من توحيدِ الأُلوهيَّةِ؛ لأنَّ اللهَ تعالى حكى عن المُشرِكينَ أنَّهم مُقِرُّون بهذا التَّوحيدِ للهِ وَحْدَه ... الكُفَّارُ يَعرِفونَ اللهَ ويَعرِفونَ رُبوبيَّتَه ومُلكَه وقَهْرَه، وكانوا مع ذلك يَعبُدونَه ويُخلِصون له أنواعًا من العِباداتِ؛ كالحَجِّ، والصَّدَقةِ، والذَّبحِ، والنَّذْرِ، والدُّعاءِ وَقْتَ الاضطرارِ، ونحوِ ذلك، ويدَّعونَ أنَّهم على ملَّةِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ... وبَعضُهم يؤمِنُ بالبَعْثِ والحِسابِ، وبَعْضُهم يؤمِنُ بالقَدَرِ... فوجَبَ على كُلِّ من عَقَل عن اللهِ تعالى أن ينظُرَ ويَبحَثَ عن السَّبَبِ الذي أوجَبَ سَفْكَ دمائِهم، وسَبْيَ نِسائِهم، وإباحةَ أموالِهم، مع هذا الإقرارِ والمَعرِفةِ، وما ذاك إلَّا لإشراكِهم في توحيدِ العِبادةِ الذي هو معنى لا إلهَ إلَّا اللهُ) .
    وقال الشَّوكانيُّ: (اعلَمْ أنَّ اللهَ لم يبعَثْ رُسُلَه، ويُنزِلْ كُتُبَه لتعريفِ خَلْقِه بأنَّه الخالِقُ لهم، والرَّازِقُ، ونحوُ ذلك؛ فإنَّ هذا يُقِرُّ به كُلُّ مُشرِكٍ قَبلَ بَعثةِ الرُّسُلِ، وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ... [الزخرف: 87] ولهذا تجِدُ كلَّ ما ورد في الكتابِ العزيزِ في شأنِ خالِقِ الخَلْقِ ونحوِه في مخاطبةِ الكُفَّارِ مُعَنْونًا باستفهامِ التقريرِ: هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ [فاطر: 3] أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ... [إبراهيم: 10] بل بعَثَ اللهُ رُسُلَه، وأنزل كُتُبَه لإخلاصِ توحيدِه، وإفرادِه بالعِبادةِ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِهِ [هود: 84] ) .
    وقال عبدُ الرَّحمنِ بنُ حَسَن آل الشَّيخِ: (فليس كلُّ من أقرَّ بأنَّ اللهَ تعالى ربُّ كلِّ شيءٍ وخالِقُه يكونُ عابِدًا له دونَ ما سِواه، داعيًا له دونَ ما سِواه، راجيًا له خائِفًا منه دونَ ما سِواه، يوالي فيه، ويعادي فيه، ويُطيعُ رُسُلَه، ويأمُرُ بما أمَرَ به، وينهى عمَّا نهى عنه، وعامَّةُ المُشرِكينَ أقرُّوا بأنَّ اللهَ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ، وأثبَتوا الشُّفعاءَ الذين يُشرِكونَهم به، وجَعَلوا له أندادًا ... ولهذا كان مِنْ أتباعِ هؤلاء من يَسجُدُ للشَّمسِ والقَمَرِ والكواكِبِ ويَدْعوها ويَصومُ ويَنسُكُ لها ويتقرَّبُ إليها، ثمَّ يَقولُ: إنَّ هذا ليس بشِركٍ، إنَّما الشِّرْكُ إذا اعتقَدْتُ أنَّها المدَبِّرةُ لي، فإذا جعَلْتُها سببًا وواسطةً لم أكنْ مُشرِكًا! ومن المعلومِ بالاضطرارِ مِن دينِ الإسلامِ أنَّ هذا شِرْكٌ)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •