[فـائدة] أكثر الصحابة لم يدخلوا في فتنة!
قال شيخ الإسلام -رحمه الله- :
"وأما الصحابة فجمهورهم وجمهور أفاضلهم ما دخلوا في فتنة.
قال عبد الله بن [الإمام] أحمد : حدثنا أبي، حدثنا إسماعيل، يعني ابن علية، حدثنا أيوب [يعني] السختياني ، عن محمد بن سيرين قال: هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف، فما حضرها منهم مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين. وهذا الإسناد
من أصح إسناد على وجه الأرض. ومحمد بن سيرين [من] أورع الناس في منطقه، ومراسيله من أصح المراسيل.
وقال عبد الله: حدثنا أبي، (* حدثنا إسماعيل، حدثنا منصور بن عبد الرحمن قال: قال الشعبي: لم يشهد الجمل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير علي وعمار وطلحة والزبير، فإن جاءوا بخامس فأنا كذاب.
وقال عبد الله بن أحمد: حدثنا أبي *) ، حدثنا أمية بن خالد قال: قيل لشعبة: إن أبا شيبة روى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: شهد صفين من أهل بدر سبعون رجلا. فقال: كذب والله، لقد ذاكرت الحكم بذلك، وذاكرناه في بيته، فما وجدناه شهد صفين من أهل بدر غير خزيمة بن ثابت.
قلت: هذا النفي يدل على قلة من حضرها، وقد قيل: إنه حضرها سهل بن حنيف وأبو أيوب. وكلام ابن سيرين مقارب فما يكاد يذكر مائة واحد.
وقد روى ابن بطة عن بكير بن الأشج قال: أما إن رجالا من أهل بدر لزموا بيوتهم بعد قتل عثمان، فلم يخرجوا إلا إلى قبورهم."اهــ
منهاج السنة ٦/ ٢٣٦-٢٣٧