خطة لإتقان علوم الشرع

أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

السؤال:
الملخص:
سائل من الهند لا يستطيع الانتقال من بلده؛ لذا فهو يسأل عن خطة كي يتقن علوم الشريعة، ولا يصبح مجرد مثقفٍ.
التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ‏أحسن الله إليكم وبارك فيكم، ونفع بكم.
أنا ‏من الهند، وأسأل عن خطة ومنهجية لإتقان العلوم؛ فقد ‏درستُ في دار الحديث الخيرية بمكة مدة سنتين ونصف، ثم أراد الله أن أرجع إلى بلدي، ‏وما زلتُ عازمًا على الإتقان، ولظروف يعلمها الله لا أستطيع أن أخرج من الهند،‏ ولكن بفضل الله يُمكنني التجرد التام لطلب العلم، ‏فأنشدكم الله أن تضعوا لي خُطَّةً أسير عليها لضبط اللغة العربية نحوًا وصرفًا وأدبًا، وجميع علوم الآلة والغاية؛ بحيث أصير متقنًا بتوفيق الله لجميع العلوم، ولا أكون مجرد مثقَّفٍ.

الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: نحن نتعلم العلم؛ لأن الله عز وجل يحبه ويرضاه، فهو عبادة جليلة من أجلِّ العبادات، يرفع الله عز وجل أصحابها إلى أعلى الدرجات، ويُثيبهم الثواب الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم.
فلا بد لطالب العلم من شيخ يفتح لها المغاليق، فيقرب له البعيد، ويسهِّل له الصعب، وييسر له العسير، فالشيخ يختصر لك الوقت، ويضع قدمك على الطريق السديد، فابحث لك عن شيخ من أهل السنة والجماعة، يُعرَف بالرسوخ في العلم وصحة المنهج.
ثالثًا: فإن التأصيل في العلوم الشرعية، والتمكن في مسائله مطلب مهم، ينبغي على طالب العلم أن يعتنيَ به، ويسعى في تحصيله، لكن الناس طاقات، وليس كل شخص عنده من القدرات والإمكانيات ما عند غيره؛ فمن الطلبة مَن بإمكانه دراسة أكثر من فنٍّ من فنون الشريعة، دون تقصير في جانب من الجوانب في آنٍ واحدٍ، فما ينبغي على الطالب أن يكون ملمًّا بأسس العلوم كعلم الاعتقاد، والعلوم الخاصة بالعبادات، وعلوم الآلات، إلى أن تصل إلى علوم الغايات، ثم لا بأس بأن يغلِّبَ فنًّا على فنٍّ على حسب قدرته وتمكُّنه في هذا الفن، وهو ما يعرف بالتخصص.
وننصحك بالاطلاع على استشارة: (حول ترتيب أولويات التعلم).
استشارة: (تعليم اللغة العربية).
واستشارة: (تقوية الملكة اللغوية).
وسماع هذه المادة الصوتية للشيخ خالد بن عثمان السبت: (المنهجية في طلب العلم).
وننصحك بالإخلاص في طلبك للعلم، وأن تَجِدَّ في الطلب والعمل، فالعلم وسيلة للعمل به؛ للنجاة في الدنيا والآخرة، هذا وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6micydVnC