افتتاح الكفار للمساجد



السؤال

سؤالي ما حكم افتتاح الكفار للمساجد بمعنى أكثر دقة :
هل يجوز لرئيس بلدية نصرانى أو يهودي أن يفتتح المسجد.
هل يجوز أن يبني المسجد على أرض تبرعت بها جهة غير مسلمة كالبلدية أو الحكومة الغربية؟





أجاب عنها: د.عبد الحي يوسف

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن دخول الكافر إلى مسجد من مساجد المسلمين ـ سوى المسجد الحرام ـ جائز بإذن المسلمين؛ إذا دعت إلى ذلك حاجة أو مصلحة كتأليفه أو دعوته إلى الإسلام أو الاستعانة به في عمل يعود نفعه على المسجد أو جماعة المسلمين؛ لأنه ثبت أن بعض الكفار ـ كثمامة بن أثال الحنفي وأبي سفيان بن حرب وعمير بن وهب الجمحي ـ قد دخلوا المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُنكر عليهم، وقد رزقهم الله جميعاً الإسلام؛ فإذا كان دخول هذا المسئول الكافر بغرض افتتاح المسجد قد تم بإذن من المسلمين على رجاء منفعة تعود مصلحتها على مجموعهم فلا حرج إن شاء الله.
وأما التبرع بالأرض من جهة غير مسلمة لبناء مسجد من غير أن يكون لهم توجيه وكلمة في تسييره وإدارة شئونه فلا حرج في ذلك؛ لأن الأرض كلها لله، وقد جعلها _سبحانه_ لأمة محمد _صلى الله عليه وسلم_ مسجداً وطهوراً، وأما إذا كان ذلك مؤدِّياً لأن يكون للكفار توجيه ومشاركة في المسؤولية فلا يجوز لما يترتب عليه من إشراك هؤلاء الكفار في دين المسلمين وعباداتهم، وقد قال سبحانه ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا والأصل في قبول هدية الكفار ما كان من النبي _صلى الله عليه وسلم_ حين قبل هدايا الملوك الكفرة كهرقل والمقوقس وغيرهما، والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .