أخلاق المرأة المسلمة مع جيرانها


من أخلاق المرأة المسلمة الإحسان إلى جيرانها، والبر بهم والاهتمام بأمرهم؛ فإن الإحسان إلى الجيران من الإيمان، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره»، ويبالغ - صلى الله عليه وسلم - في إكرام الجار حتى قال: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه». متفق عليه. وللإحسان إلى الجيران أساليب كثيرة، نذكرها فيما يلي:-
(1) تحب لجيرانها ما تحب لنفسها
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى يحب لجاره أو قال لأخيه ما يحب لنفسه». متفق عليه، ولا سيما إذا كان الجار من ذوي الإعسار والإقتار، فإن الإسلام حث على التكافل الاجتماعي والتواصل الأخوي، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر - رضي الله عنه -: «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم».
(2) تحسن إلى جيرانها على قدر طاقتها
على المسلمة أن تقدم ما تستطيع من معروف إلى جيرانها وإن قل؛ فالإسلام حث على البذل والعطاء وإن كان شيئا قليلا؛ فالله -سبحانه وتعالى- يجازي على القليل والكثير؛ لقوله -تعالى-: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «يا نساء المسلمات لا تحقرنَّ جارةٌ جارتها ولو فرسن شاة» (أي ظلفها) فلا تحقرن جارة أسدت إلى جارتها شيئاً من المعروف ولو كان قليلاً فهو خير من العدم.
(3) أن تتعاهد جارتها الأقرب
عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: «يا رسول الله، إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال إلى أقربهما باباً». رواه البخاري، على ألا تغفل المرأة المسلمة عن جاراتها الأخريات، فليس معنى الحديث أن تصرف اهتمامها عن الجار الأبعد، وإنما هو من باب تقديم الأقرب فالأقرب.
(4) تصبر على هنات جاراتها وأذاهن
من أخلاق المرأة المسلمة الصبر على أذى جاراتها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، ودفع أذاهن بالتي هي أحسن؛ فهي بصبرها وسلوكها الراشد تضرب لهن المثل الأعلى في حسن معاملة الجار، وتنال أيضًا محبة الله -عز وجل-، فمن الثلاثة الذين يحبهم الله -عز وجل كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم -: «ورجل كان له جار سوء يؤذيه، فصبر على أذاه حتى يكفيه الله إياه بحياة أو موت».
(5) النصيحة للجيران
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الدين نصيحة»، فخير معروف تقدمه المرأة المسلمة لجارتها النصيحة في الدين، فإن رأت فيها قصورًا في الطاعات، أعانتها على التغلب عليه، وتقدمت إليها بالنصيحة بأيسر الأساليب، وأقوم الوسائل بالحكمة والموعظة الحسنة.
الملل والضجر من مدمرات العلاقة الزوجية
الملل والضجر من أكثر المشكلات خطورة بين الزوجين، وقد يكونان سببا في تدمير العلاقة بين الزوجين، وتفاقم المشكلات بينهما، بل قد يؤديان إلى ما هو أكبر من ذلك في البحث عن علاقات بديلة لإشباع الحاجات النفسية والعاطفية المفقودة؛ نتيجة لفتور العلاقة الزوجية، وهناك ملايين الأفكار لتغيير الروتين في الحياة الزوجية، فالزوجة بيدها المفتاح الذهبي لإدارة الحياة الزوجية؛ إذ لديها القدرة على الابتكار والتجديد أكثر من الرجل، فاعلمي أن السلاح معكِ دائمًا، ولا تستسلمي أبدًا لشبح الملل، وتسمحي له أن يقتحم حياتكِ.

كيف نربي أبناءنا على التوحيد؟
من معالم السير على طريق الأنبياء الحرص على تربية أنفسنا وأولادنا على التوحيد، وتجنب مظاهر الشرك والعبودية لغير الله. فعقيدة التوحيد من أهم العقائد في تقرير المصير، وفيما يلي بعض الأمثلة على تربية الأبناء على التوحيد:
(1) تلقين الولد مبادئ التوحيد
إذا بلغ سن التمييز، يتم تدريبه على نطق الشهادتين، وإفهامه معناها بحسب مداركه العقلية، وقدراته الفكرية، ويًبصر بالأصول الثلاثة: وهي: معرفة العبد ربه ودينه ونبيه، فيشب سليم الفطرة قويم العقيدة، وتأمل حديث النبي - رضي الله عنه - عندما كان يُعَلّم ربيبه عمر بن أبي سلمة، فقال: «يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك».
(2) الاجتهاد في الدعاء
بأن يهدي الله الولد إلى صراطه المستقيم وهديه القويم، فيوحد الله ولا يشرك به شيئا، وهذا منهج النبيين، فهذا إبراهيم الخليل - عليه السلام - قال الله -تعالى- عنه: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ}، ودعاء الوالدين من جملة الأسباب التي يؤمر بها المسلم لطلب صلاح الأولاد.
(3) العمل التربوي الدؤوب
لابد من بذل الجهد في تعليم الولد وتلقينه وتبصيره بتوحيد الله -تعالى-، بمختلف الوسائل والأساليب المشروعة. (4) ربط الأبناء بالآيات الكونية
ترسيخ العقيدة عن طريق التدبر بأن يلفت نظر الطفل إلى مظاهر الكون وارتباطها بالتوحيد، هذا الربط يشعر الطفل بالتوازن النفسي، ويحس بأنه جزء من أجزاء الكون المتناسقة، ويبين له أن هذا الكون بكل ما فيه يسبح الله، كما يرشد الولد إلى التسبيح ليكون مع الركب المسبح، فضلا عن تعليم الطفل صفات الله -عز وجل- وأسمائه عن طريق التدبر في جمال الكون وعظمة الطبيعة ونظامها.
(5) تعليمه القرآن الكريم
تعلم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام، وبناء العقيدة الصحيحة في قلبه، فينشؤون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها، فقصاره تشتمل على أصول الإيمان، فيبدأ الطفل بحفظها وتدبر معانيها.
(6) ترسيخ العقيدة عن طريق تعليمه الأذكار
وليس المراد فقط أن يحفظ أذكار الأحوال والمناسبات من أكل وشرب ونوم ويقظة، بل يعلمه الدعاء وطلب الحاجة من الله، وإذا مشى في الظلام علمه ذكر الله والاستئناس به، والتسمية عند الفزع، والدعاء عند المرض، حتى يتعلم الاستغاثة، ويعلمه الرقية الشرعية والتوكل على الله وطلب الحاجة منه وحده.

من تراجم النساء
عائشة بنت سعد بن أبي وقاص التابعية وراوية الحديث
نشأت السيدة عائشة بنت سعد بن أبي وقاص -رحمها الله- في رعاية أبيها، وأدركت ستا من زوجات النبي ـ- صلى الله عليه وسلم - فتعلمت منهن، وتأدبت بأدبهن، وروت عن أبيها ما سمعه من أحاديث نبوية، رغم أنها ولدت بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم .
مولدها
ولدت عائشة -رحمها الله- في خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - سنة 33 هجرية في المدينة المنورة، ونشأت في رعاية أبيها، فورثت منه الإيمان الصادق، والإخلاص في العمل، والتضحية بكل شيء؛ من أجل رفع راية الإسلام، وجعل كلمة الله هي العليا، وكانت من أجمل نساء زمانها، تلبس الثياب المعصفرة.
روايتها للحديث
روت عائشة عن أبيها، وحفظت ما سمعه من أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما كان إدراكها لست من زوجات النبي سببا في تلقيها العلم الوافر منهن -رضي الله عنهن-، وكانت تدخل عليهن وتسألهن في أمور الدين صغيرها وكبيرها، وعن ذلك قالت: أدركت ستاً من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وكنت أكون معهن، فما رأيت على امرأة منهن ثوباً أبيض، وكنت أدخل عليهن فتقعدني إحداهن في حجرها، وتدعو لي بالبركة.
رؤيتها للنبي - صلى الله عليه وسلم
اختلف في رؤيتها للنبي، والصحيح أنها ولدت بعد وفاته بزمن، قال عنها ابن حجر العسقلاني: عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، ثقة من الرابعة، عمرت حتى أدركها مالك بن أنس.
تعلقها بأبيها
تعلقت عائشة بأبيها، وكانت تتفاخر به، فتقول: أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يوم أحد بالأبوين، ويروى عنها أنها كانت تصلي العشاء والفجر في المسجد، وترتدي الأثواب المعصفرات مراراً، وفي ذلك يروي حبيب بن أبي مرزوق قائلا: «لقيت امرأة بالمدينة معها نسوة، وضوء نار ( أي مصباح) خارج من المسجد، فسألت عنها؟ فقالوا: عائشة بنت سعد بن أبي وقاص.
علمها وتعليمها
وتلقى العلم على يديها عدد من العلماء والفقهاء منهم: إسماعيل بن إبراهيم، وجُناح النجار، وعبدالله الربذي، وعثمان الوقاصي، وأيوب السختياني، والحكم بن عتيبة، وخزيمة، وصخر بن جويرية، وأبو الزناد عبدالله بن ذكوان، ومالك بن أنس، ويوسف بن يعقوب الماجشون، وعثمان بن محمد العمري، ومحمد بن بجاد بن أبي وقاص، ومهاجر بن مسمار، وعبيدة بنت نابل، وأخرج لها البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
وفاتها

وظلت عائشة على إيمانها وإخلاصها صابرة مجاهدة، طالبة للعلم حتى وفاتها في عام 117 هجرية، عن عمر يناهز 80 عاماً، وكانت آخر من مات من بنات الصحابة.
منقول