تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الشجرةُ التي وُلدَ تَحتَها عيسى المسيحُ بن مَريَم ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي الشجرةُ التي وُلدَ تَحتَها عيسى المسيحُ بن مَريَم ..

    كتب قَيصَرُ مَلِكُ الروم إلى الخَليفَةِ عُمَرَ بن الخَطَّابِ يَقول: أمَّا بَعد فإنَّ رُسُلُي أخبَرَتني أنَّ في بِلادِكُم شَجَرةً تُخرِجُ مِثلَ آذانِ الفِيَلَة، تُمَّ تَنشَقُّ عَن أَحسَنَ مِن اللؤلؤِ المَنظوم، ثُمَّ تَخضَرُّ فَتَكونُ كَالزُمُرّد، ثُمَّ تَصفَرُّ فَتَكونُ كَشُذورِ الذَهب وقِطَعِ الياقُوتِ، تُمَّ تَينَعُ فَتَكونُ أطيَبَ مِن الفالوذَج، تُمَّ تَجِفُّ فَتَكونُ قوتاً وتُدَّخَرُ مَؤنةً، فَتَكون عِصمَةً للمُقيمِ وزاداً للمُسافِر، فَلِللّهِ دَرُّها مِن شَجَرة، فإن تَكُن رُسُلي قَد صَدَقَتني الخَبَر فإنَّها من شَجرِ الجَنَّة.

    فَكَتَبَ إليهِ أميرُ المؤمِنينَ يَقول: بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم، مِن عَبدِاللهِ أميرِ المؤمنين إلى قَيصَرَ مَلِكِ الرّوم، السَّلامُ على مَن اتبَعَ الهُدى، أما بعد، فإن رُسُلُكَ قَد صَدَقَتك، فإنها الشجرةُ التي وُلدَ تَحتَها عيسى المسيحُ بن مَريَم وقَال إنِّي عَبدُاللهِ فَلا تَدعوا مَعَ اللهِ إلهاً آخر.

    ما صحة هذا الاثر؟

  2. #2

    افتراضي رد: الشجرةُ التي وُلدَ تَحتَها عيسى المسيحُ بن مَريَم ..

    هذا اللفظ منقول من أرشيف ملتقى أهل الحديث - 2 (19/357) لكاتبه نظمي خليل أبي العطا موسى أستاذ النبات ـ ومدير مركز ابن النفيس في البحرين.
    نقله من كتاب النخالة [10] لأبي حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني أخرجه معلقا، فقال: وَحَدَّثَ أَبُو قُتَيْبَةَ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: فذكره وليس فيه البسملة.
    قلتُ: وقد علقه أيضا ابن أبي حاتم في تفسيره [18722]، بصيغة التمريض.
    ووصله المعافى بن زكريا في الجليس الصالح (150)، وابن المقرئ في معجمه [195]، ومن طريق ابن عساكر (47/352)، فقالا:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن أبي الجهم الشيعي، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو حفص عَمْرو بْن عليّ، ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُس بْن الْحَارِث الطَّائِفِي، عَنِ الشَّعْبِيّ، قَالَ: فذكره وفيه ذكر الآية.
    وأخرجه ابن المقرئ في معجمه [907]، من طريق ءاخر، فقال: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ الْحَارِثِ الطَّائِفِيِّ، أَخْبَرَنَا الشَّعْبِيُّ قَالَ: فذكره.
    وأخرجه الرافعي في تاريخ قزوين [2 : 409] من طريق أبي علي الطوسي، فقال: ثنا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ الْمُقَوَّمِيُّ ، ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ مُسْلِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا يُونُسُ بْنُ الْحَارِثِ الطَّائِفِيُّ، به.
    قلتُ: هذا منقطع، ويونس بن الحارث الطائفي "ضعيف"، كذا قال ابن حجر في التقريب.
    وقد رواه البعض عن أبي حاتم السجستاني بغير هذا الوجه فيما أخرجه أبو هلال العسكري في ديوان المعاني (2/39)، فقال: وأخبرنا أبو أحمد، عن الجلودي:
    عن الحارث بن إسماعيل، عن سهل بن محمد، عن علي بن محمد، عن أسلم الأزدي، عن يونس، عن الشعبي، قال: فذكره.
    قلتُ: هذا منكر جدا، فالراوي عن أبي حاتم السجستاني وهو الحارث بن إسماعيل مجهول العين لم أجد له ذكرا إلا ما كان في إمتاع الأسماع (12/89)، للمقريزي حيث أورده غير معرف وهو يسأل أحمد بن حنبل.
    سيما أن الراوي عنه الجلودي وهو عبد العزيز بن يحيى البصري الأزدي وهو شيعي إمامي أخباري يروي المناكير.
    وعلى كل حال فعلى افتراضه محفوظا عن أبي حاتم فإن علي بن محمد هو ابن أبي سارة الشيباني الأزدي البصري "متروك"، كذا قال الذهبي وغيره وأسلم الأزدي مجهول العين.
    والغالب أن الإسناد محرف وصوابه أنه من معضلات الحسن بن أبي جعفر الأزدي البصري فإن أبا حاتم السجستاني يروي عنه بواسطة محمد بن عبد الملك الأزدي كما في المعجم الأوسط [5999] للطبراني.
    فإنه قد أخرجه أبو سعيد الأعرابي في معجمه [1140] ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (70/93)، فقال: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْجَحِيمِ، نا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: فذكره.
    قلتُ: هو معضل، رجاله ثقات، عدا الحسن بن أبي جعفر الجفري الأزدي وهو " ضعيف الحديث مع عبادته وفضله"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
    قلتُ: هو متابع معتبر ليونس بن الحارث الطائفي فالحسن بن أبي جعفر يروي عن الشعبي كما في شعب الإيمان [2540] للبيهقي.
    فيكون الطريقان حسنا لغيره عن الشعبي ويبقى علة الإرسال ومنهم من يصحح مراسيله كالعجلي قال: "مرسل الشعبي صحيح، لا يكاد يرسل إلا صحيحا". اهـ.
    وروي مرفوعا فيما خرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد [9 : 331] وعنه ابن عساكر [70 : 93] من طريق: مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ الْمَرْوَزِيِّ، فقَالَ:
    حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُرْجَانِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
    " أَطْعِمُوا نِسَاءَكُمْ فِي نِفَاسِهِنَّ التَّمْرَ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ طَعَامُهَا فِي نِفَاسِهَا التَّمْرُ خَرَجَ وَلَدُهَا ذَلِكَ حَلِيمًا، فَإِنَّهُ كَانَ طَعَامَ مَرْيَمَ حِينَ وَلَدَتْ عِيسَى، وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ طَعَامًا هُوَ خَيْرٌ لَهَا مِنَ التَّمْرِ أَطْعَمَهَا إِيَّاهُ ". اهـ.
    وهذا موضوع، فيه داود الجرجاني وسليمان النخعي كلاهما كذابان.
    وله شاهد أخرجه أبو يعلى وغيره في مسنده [455]، فقال: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا مَسْرُورُ بْنُ سَعِيدٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: فذكره مرفوعا.
    وأخرجه أبو نعيم في الطب النبوي [456]، فقال: حَدَّثَنا محمد بن حميد، حَدَّثَنا محمد بن حيان، حَدَّثَنا شيبان بن فروخ، حَدَّثَنا مسرور بن سعيد التميمي، به،
    وفيه: "أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم عليه السلام". اهـ.
    وهذا منكر أنكره ابن عدي وابن كثير جدا، ففيه مسرور بن سعيد التميمي "منكر الحديث"، كذا قال ابن عدي، وقال ابن حبان: "يروي عن الأوزاعي المناكير التي لا يجوز الاحتجاج بمن يرويها".
    وقال ابن عدي:
    "وعروة بن رويم عن علي ليس بالمتصل"، وقال العقيلي: "عن الأوزاعي حديثه غير محفوظ ، ولا يعرف إلا به". اهـ.
    وذكر ابن عدي شاهدا من حديث ابن عمر في الكامل (2/400) في ترجمة جعفر بن أحمد الغافقي وذكر أنه يروي الموضوعات وقال:
    "وكنا نتهمه بوضعها بل نتيقن في ذلك وكان مع ذلك رافضيا.
    حدثنا جعفر بن أحمد بن علي بن بيان، حدثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثنا وكيع، عن الأعمش عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    "أحسنوا إلى عمتكم النخلة فإن الله خلق آدم أفضله من طينته فخلق منها النخلة". اهـ، مختصرا.
    وهناك شواهد أخرى لكن لا تصح ذكرها الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة [263].

    والله أعلم.
    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: الشجرةُ التي وُلدَ تَحتَها عيسى المسيحُ بن مَريَم ..

    جزاكم الله خيرا .

  4. #4

    افتراضي رد: الشجرةُ التي وُلدَ تَحتَها عيسى المسيحُ بن مَريَم ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    قلتُ: هو متابع معتبر ليونس بن الحارث الطائفي فالحسن بن أبي جعفر يروي عن الشعبي كما في شعب الإيمان [2540] للبيهقي.
    فيكون الطريقان حسنا لغيره عن الشعبي ويبقى علة الإرسال ومنهم من يصحح مراسيله كالعجلي قال: "مرسل الشعبي صحيح، لا يكاد يرسل إلا صحيحا". اهـ.
    [/B]
    في قولي هذا نظر، لم أتحقق كفاية أن الحسن بن أبي جعفر روى عن الشعبي ولم يصرح بأنه أخذه من الشعبي.
    فلا أرى الطريقين يتقويان فرواية يونس بن الحارث ضعيف تفرد عن الشعبي بهذا الخبر والرواية الأخرى معضلة راويها هو الحسن الجفري وهو ضعيف أيضا.
    فلا تصح الرواية عن الشعبي ولا تصح روايته عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنها منقطعة.
    والله أعلم.
    .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: الشجرةُ التي وُلدَ تَحتَها عيسى المسيحُ بن مَريَم ..

    نفع الله بكم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •