إيقاع سورة القصص
هاني مراد
يغلب شعور الرهبة والخوف على إيقاع سورة القصص.
يظهر الخوف منذ البدء: " {إن فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ} ..."
ويظهر الخوف نصا قبل ولادة موسى عليه السلام، ثم بعد ولادته: " {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي} "... " {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} ...."
كما يظهر في توجس وخوف أخته وتتبعها له سرا: "َ {قَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} "
ثم ينتقل الخوف إلى موسى عليه السلام، بعد قتله المصري: " {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ} ..." كما يشعر بالخوف عند تحذيره لأنه " {الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ} ..." وخلال هروبه من مصر: " {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ} ..." وبعد أن وصل إلى مدين، هدأ خوفه: " {لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} "
وعندما خاطبه ربه، قاله له: " {يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ} " ثم قال إنه خائف على نفسه من القتل: "... {قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ} " وخائف من عدم تصديق قومه: "... {إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} "
وعندما تطرقت السورة إلى كفار قريش، قالوا: "... {إِنْ نَتَّبِعْ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً} ..."