خـط أحمــر!! طـرائف محظـورة
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيد الأنام و المرسلين ، و على آله و صحبه و من والاه إلى يوم الدين .
قبل فترة من الزمن وصلني على البريد الإلكتروني رسالة بعنوان " ابتســــــم " ، سأقتطع منها بعض ما جاء فيها ، مع بعض التصحيح اللغوي البسيط ، ليتمّ فهمها من قبل القارئ :
(صلّى أعرابي خلف إمام في الصف الأول ، وكان اسم الأعرابي : مجرماً ، فقرأ الإمام: والمرسلات .. إلى قوله تعالى: " ألم نهلك الأولين" فتأخر الأعرابي إلى الصف الأخير ، فقال الإمام" ثم نتبعهم الآخرين" فرجع إلى الصف الأوسط ، فقال الإمام: "كذلك نفعل بالمجرمين"، فولى هارباً وهو يقول: ما أرى المطلوب غيري .. !!
************************
قال رجل لصاحبه : أبو بكر أفضل من عمر .
قال الثاني : لا .. بل عمر .
قال: وكيف علمت ؟
قال: لأنه لما مات أبو بكر جاء عمر إلى جنازته، ولما مات عمر لم يأت ِ أبو بكر إلى جنازته .!!!)
أما الرواية الأولى ، فلم أر لها سندا ، و من أسند فقد برئ ..
ثم أ ضاقت الدنيا على القاصّ فلم يجد إلا شعائر الدين من صلاة ، و آيات كريمة ... ثم ذكر للصحابة ليتندّر فيها ؟!!
و ليس هذا فحسب .. بل إن الطرائف الملغُومة _ نعم ، هي كذلك .. لأنها قد تودي بعقيدتك من حيث لا تحتسب _ و التي تمسّ ديننا و أحكامنا الشرعية ، و صحابتنا الكرام رضوان الله عليهم ، و تنال من أهل الدين .. قد كثرت ، و عمّت بها البلوى .. ، حتى أصبح لا يُتنبّه لها ممن نحسبهم على خير .. فيتم تداولها بينهم _ و الله المستعان _ وهذا بلا شك علامة التساهل أو الجهل و الغفلة في هذا الجانب ، و من ثمّ التمهيد للشيطان ليخطو خطوته الثانية ، ألا وهي التجرؤ على الدين بالسخرية والاستهزاء مباشرة ..
سئل فضيلة الشيخ : ابن عثيمين _ رحمه الله _ عن حكم من يمزح بكلام فيه استهزاء بالله أو الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الدين ؟
الجواب: هذا العمل وهو الاستهزاء بالله أو رسوله صلى الله عليه وسلم، أو كتابه أو دينه ولو كان على سبيل المزح، ولو كان على سبيل إضحاك القوم كفر ونفاق، وهو نفس الذي وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم،في الذين قالوا: ((ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء)) . يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه القراء فنزلت فيهم: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ)(التو بة: من الآية65) لأنهم جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يقولون إنما كنا نتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لهم ما أمره الله به: (ْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُون)( 65) (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ )(التوبة: 65،66) فجانب الربوبية، والرسالة والوحي، والدين جانب محترم، لا يجوز لأحد أن يعبث فيه لا باستهزاء بإضحاك، ولا بسخرية فإن فعل فإنه كافر، لأنه يدل على استهانته بالله –عز وجل- ورسله وكتبه، وشرعه، وعلى من فعل هذا أن يتوب إلى الله –عز وجل- مما صنع، لأن هذا من النفاق فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر، ويصلح عمله، ويجعل في قلبه خشية الله –عز وجل- وتعظيمه وخوفه ومحبته . والله ولي التوفيق .
فتاوى أركان الإسلام - الشيخ بن عثيمين .
ولا شك أنَّ هناك فرقاً بين الاستهزاء بالله ورسوله ودينه وكتابه وملائكته وبين الاستهزاء بالصالحين .
فالأول كفر مطلقاً، والثاني فيه تفصيل لأهل العلم؛ فمنه ما هو محرم ومنه ما هو كفر .
و من زاوية أخرى نُذكّر بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم بيت في ربض الجنة ، لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب ، وإن كان مازحا ، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) [ رواه أبو داود والضياء ، صحيح الجامع 1464] .
اللهم أرنا الحق حقا ً و ارزقنا اتباعه ، و أرنا الباطل باطلا ً و ارزقنا اجتنابه .
و الله من وراء القصد .
أختكم : إيمان الغامدي .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المبارك
