تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تخريج حديث إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ

  1. #1

    افتراضي تخريج حديث إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذا تخريج لحديث (
    إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوا نَزَعَهَا عَنْهُمْ فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ)
    وورد بلفظ (مَا مِنْ عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَأَسْبَغَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ جَعَلَ شَيْئًا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ إِلَيْهِ فَتَبَرَّمَ، فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ للزَّوَالِ)

    1- حديث ابن عمر

    أخرج الطبراني في "الأوسط" (5162) ، وفي "الكبير" (13925) ، وأبو نعيم في "الحلية" (115/6) (215/10) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7256) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (466/9) ، وقاضي المارستان في "مشيخته" (694) ، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (5) ، وفي "اصطناع المعروف" (5) ، ومن طريقه قوام السنة في "الترغيب والترهيب" (1171) ، وأبو بكر الكلاباذي في "معاني الأخبار" (698/2)، وابن العديم في "بغية الطلب" (4290/9) من طرق عن محمّد بن حسّان السمتي، وابن المغازلي في "مناقب علي" (463) عن علي بن جعفر بن محمد بن أبي العوام ، كلاهما عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ ، أبو عثمان الكلبي الحمصي ، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوا نَزَعَهَا عَنْهُمْ فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ»
    قال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ إِلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْحِمْصِيُّ))
    وقال أبو نعيم: (( أَبُو عُثْمَانَ هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ الْكَلْبِيُّ تَفَرَّدَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ بِهَذَا الْحَدِيثِ))
    وقال العراقي في "المغني" (ص1150): ((أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط وَأَبُو نعيم وَفِيه مُحَمَّد بن حسان السَّمْتِي وَفِيه لين وَوَثَّقَهُ ابْن معِين يرويهِ عَن أبي عُثْمَان عبد الله بن زيد الْحِمصِي ضعفه الْأَزْدِيّ.))
    وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (192/8): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ وَالْكَبِيرِ، وَفِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ السَّمْتِيُّ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ وَفِيهِ لِينٌ، وَلَكِنَّ شَيْخَهُ أَبُو عُثْمَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْحِمْصِيُّ، ضَعَّفَهُ الْأَزْدِيُّ))

    وأخرج أبو نعيم في "الحلية" (115/6) ،وفي
    "تاريخ أصبهان" (246/2) عن أحمد بن يونس الضبي ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (294/59) ، وتمام في "فوائده" (162) ، والضياء المقدسي في "المنتقي من مسموعاته بمرو" (64) عن أَبي غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ يَحْيَى السوسي، والضياء المقدسي في "المنتقي من مسموعات مرو" (66) عن أحمد بن يحيى السوسي ، والبندهي في "شرح المقامات" -كما نقله عنه الغماري في "المداوي" (494/2)- عن أبي بكر أحمد بن سعيد الإخميمي ، جميعهم قالوا: حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الشَّامِيُّ أَبُو عُثْمَانَ، ثنا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ به مرفوعاً.
    وقال أبو نعيم: ((
    وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ وَسَمَّاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى))
    والراجح -عندي- أن أبي عثمان هو معاوية بن يحيي الشامي ، وأن ذكر عبد الله بن زيد الحمصي وهم من الرواة ، وذلك لعدة أمور:

    - أن محمد بن حسان السمتي فيه مقال ، قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (112/9): ((قال أبو داود سمعت أحمد سئل عنه فقال: ((ما لي به ذلك الخبر وتكلم بكلام كأنه رأى الكتابة عنه)) ، وقال أبو يعلى الموصلي وذكر له يعني ليحيى بن معين ..فقال: ((هذا رجل لا بأس به إن شاء الله)) ، وقال بن محرز عن بن معين ((ليس به بأس)) ، وقال أبو حاتم ((ليس بالقوي)) وكذا روى الأزهري عن الدارقطني وقال محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي قال لنا أبو الحسن الدارقطني ((محمد بن حسان السمتي ثقة يحدث عن الضعفاء)) وذكره ابن حبان في الثقات)) انتهى. وقال في "التقريب": ((صدوق لين الحديث)) ، وعلي بن جعفر العوام مجهول لم يذكره أحد ، فلا تنفع متابعته بشئ.
    - أن أحمد بن يونس الضبي إمام ثقة ، انظر "الثقات" (137/2) لابن قُطْلُوْبَغَا ، ومالك بن يحيي السوسي ، ذكره ابن حبان في "الثقات" (166/9) وقال: ((مُسْتَقِيم الحَدِيث)) ، وأحمد بن يحيي السوسي قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (82/2): ((صدوق)) ، وهؤلاء جميعاً سَمّوا أبا عثمان بمعاوية بن يحيي ، أما أحمد بن سعيد بن فرضخ الأخميمي ، فقال الدارقطني عنه: ((روى أحاديث في ثواب المجاهدين والمرابطين والشهداء موضوعة كلها وكذب لا تحل روايتها والحمل فيها على ابن فرضخ فهو المتهم بها فإنه كان يركب الأسانيد ويضع عليها أحاديث.)) انظر "اللسان" (178/1) ، وقال ابن حجر في "اللسان" (315/1): ((كان وضاعاً)) ، فلا يُعبأ بمتابعته.
    - ما ذكره كل من الطبراني وأبي نعيم من تفرد أبي عثمان به.
    - أن كلا الرجلين لهما نفس الكنية ، مما يقوي أن الراوي قد يخطأ ويظن أحدهما الاخر ، فكيف وهو موصوف بالضعف.
    - جزم أبو نعيم بأن أبي عثمان رجل واحد.

    ومعاوية ابن يحيي الشامي ، ترجم له ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (294/59) ونقل عن أبي أحمد الحاكم قوله: ((منكر الحديث)) ، وقد تفرد به عن الأوزاعي ، فالإسناد باطل.

    وأخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (7256) عن أبي عبد الله الحاكم ، وأبي عمرو البحتري النيسابوري فِي كتاب "الأربعين" - كما في "طبقات الحنابلة" (76/1) لأبي يعلى - كلاهما عن أَبي الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَهْلَوَيْهِ الْمُزَكِّي، نا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ اللَّبَّادُ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ " وذكره ابن مفلح في "الاداب الشرعية" (181/2) قال:((وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ... الحديث ... ذَكَرَهُ الْحَافِظُ ابْنُ الْأَخْضَرِ فِيمَنْ رَوَى عَنْ أَحْمَدَ فِي تَرْجَمَةِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ اللَّبَّادِ أَبِي نَصْرٍ رَوَاهُ عَنْ أَحْمَدَ.))

    قلت: أحمد بن محمد بن سهل ، له ترجمة في "الجواهر المضيئة" لعبد القادر القرشي (70/1) ، قال فيها: ((ذكره الْحَاكِم فى تَارِيخ نيسابور وَقَالَ كَانَ شيخ أَصْحَاب أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ فى عصره امْتنع عَن التحديث إِلَّا بِأَحَادِيث يسيرَة روى عَن جده أبي يحيى الْبَزَّار فى تصنيفه وقرأه على النَّاس حَدثنِي أَبُو الْحسن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سهل وَأَنا سَأَلته فأسند عَنهُ حَدِيثا وَاحِدًا)) ، ولم يذكر من الرواة عنه سوى الحاكم ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فهو مجهول.
    وأحمد بن محمد بن نصر اللباد ، ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" (495/6) فقال: ((شيخ أهل الرأي ببلده ورئيسهم. سَمِعَ: أَبَا نُعَيْم، ويحيى بْن هاشم السمسار، وبشر بْن الْوَلِيد، وطبقتهم. رَوَى عَنْهُ: أبو يحيى زكريا بن يحيى الرازي، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، ومحمد بن ياسين بْن النضر، وأحمد بْن هارون الفقيه.)) ، قلت: الظاهر أنه مستور الحال.

    وقال البيهقي في "شعب الإيمان" (7257) عقبه: ((وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ هَانِئٍ، - لَفْظًا مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ - نا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: نا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عَبْدَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ أَبِي مُطِيعٍ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُلِيٍّ الشَّامِيِّ، وَأَبِي عُثْمَانَ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْحِمْصِيِّ الْكَلْبِيِّ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، وَقَدْ قِيلَ فِي رِوَايَةِ أَبِي مُطِيعٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عَبْدَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ))
    قلت: وهم البيهقي في ظن أن معاوية بن يحيي هو أبو مطيع الدمشقي الأطرابلسي ، والصواب أنه ليس الأطرابلسي ولا الصدفي ، وإنما هو واحد اخر أفرده ابن عساكر بترجمة ، وأورد فيها هذا الحديث. وعبدة بن أبي لبابة سمع من ابن عمر كما ذكر البخاري وغيره ، وكل من أبي الحسن بن هانئ ، وأبي الحسن بن سهلوية فيه جهالة ، وعلى كل حال سواء كان الصواب عن عبدة عن نافع عن ابن عمر أو عن عبدة عن ابن عمر ، فهذا من الإختلاف الذى لا يضر لما عرفت من سماع عبدة من ابن عمر ، ولعل هذا الإضطراب من أحمد بن نصر اللباد.

    والوليد بن مسلم ، يدلس تدليس التسوية ، وقد صرح بالتحديث عن شيخه فقط في رواية أبي عمرو البحتري ، وينبغي التصريح بالتحديث في جميع طبقات السند في هذا النوع من التدليس. وأحمد بن نصر اللباد ، وإن كان مستور الحال كما تقدم ، إلا أنه لا يُقبل تفرده بهذا الإسناد عن الإمام أحمد رحمه الله ، فأين أصحاب الإمام أحمد ؟؟ ولمَ لم يخرجه أحمد فى المسند مع كونه على شرطه ؟! ، أضف إلى ذلك ما سبق من تصريح كل من الطبراني وأبي نعيم بتفرد أبي عثمان عن الأوزاعي به ، فلا شك أن هذا الإسناد منكر.

    وأخرج الطبراني في "الكبير" (13334) ، وفي "مكارم الأخلاق" (82) ، وأبو نعيم في "الحلية" (225/3) ، وابن عساكر في "معجمه" (995) من طرق عن مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ طَارِقٍ الْوَابِشِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقًا خَلَقَهُمْ لِحَوَائِجِ النَّاسِ يَفْزَعُ النَّاسُ إِلَيْهِمْ فِي حَوَائِجِهِمْ أُولَئِكَ الْآمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللهِ»
    قال أبو نعيم: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، لَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ إِلَّا ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَمَا كَتَبْنَاهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَحْمَدَ بْنِ طَارِقٍ)).
    وقال ابن عساكر: ((هذا حديث غريب)).
    وأَحْمَدُ بْنُ طَارِقٍ الْوَابِشِيُّ ، لم أجد من ترجمه ، فهو مجهول ، وتابعه عبد الله بن إبراهيم الغفاري ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وذلك فيما أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1007) (1008) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/54) ، وابن عدي في "الكامل" (315/5). ولكن الغفاري متروك الحديث ، فلا تنفع متابعته بشئ ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قال ابن الجوزي: ((أجمعوا على ضعفه)) ، فالإسناد ضعيف جدأ.

    2- حديث عبد الله بن عباس
    أخرج الطبراني في "الأوسط" (7529)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (215/1) ، ومن طريقه الديلمي كما في "زهر الفردوس" (2278) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَسَّالُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَأَسْبَغَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ جَعَلَ شَيْئًا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ إِلَيْهِ فَتَبَرَّمَ، فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ للزَّوَالِ»
    قال الطبراني: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ إِلَّا الْوَلِيدُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ السُّدِّيُّ، تَفَرَّدَ بِهِ عَنِ الْوَلِيدِ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ))
    وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (192/8) ، والمنذري في "الترغيب" (263/3) ، ومحمد بن محمد الغزي في "إتقان ما يحسن" (504/2) : ((إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ))
    وإبراهيم بن محمد ، أورد أبو نعيم هذا الحديث في ترجمته وقال: ((لَا تُعْرَفُ فِي نَسَبِهِ زِيَادَةٌ)) ، وقال العقيلي في "الضعفاء" (65/1): (( إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، شَامِيُّ، مَجْهُولٌ، وَقَعَ إِلَى أَصْبِهَانَ، حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ غَيْرُ مَحْفُوظٍ)) ، وأقرّه الذهبي في "الميزان" (63/1) ، وابن حجر في "اللسان" (356/1) وزاد: ((وقال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان": إبراهيم بن محمد لا يعرف في نسبه زيادة , أخبرنا أبو أحمد، حَدَّثَنا محمد بن إبراهيم بن شيبة، حَدَّثَنا إبراهيم بن محمد كتبنا عنه مع أبي مسعود يعني الرازي، حَدَّثَنا الوليد بن مسلم. قلت: فذكر حديثا آخر بسند الصحاح.))
    قلت: يقصد الحديث الذى معنا ، وكأنه استغرب أن يأتي مثل هذا المجهول بهذا السند ، ويتفرد به ، على أن الإسناد معلول أيضاً بتدليس كل من الوليد بن مسلم ، وابن جريج ، فإنهما مشهوران بالتدليس ، ولم يصرح أي منهما بالتحديث.

    ولكن إبراهيم بن محمد توبع ، تابعه أحمد بن عبيد الله الدمشقي ، قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في "اللسان" (533/1): ((عن الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه: ما أنعم الله على عبد نعمة فأسبغها عليه ثم وجه إليه من يطلب المعروف عنده فزبرهم إلا وقد تعرض لزوال تلك النعمة. وعنه القاسم بن نصر المخرمي رواته معروفون بالثقة إلا أحمد فلا أعرفه)) ، قلت: هذا يعني أنه مجهول فلا تنفع متابعته بشئ.

    وأخرج العقيلي في "الضعفاء" (340/2) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (857) عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ جَرِيرِ بْنِ جَبَلَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الدَّارِسِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّمَا عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَأَسْبَغَهَا ثُمَّ جَعَلَ إِلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ فَتَبَرَّمَ بِهَا كَانَ قَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِلزَّوَالِ»
    أورده العقيلي في ترجمة عبد الرحمن ، وقال: ((عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، مَجْهُولٌ بِنَقْلِ الْحَدِيثِ، لَا يُتَابَعُ عَلَى هَذَا عَلَى حَدِيثِهِ)).
    وقال ابن الجوزي: ((هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ فَإِنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ مَجْهُولٌ وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله الوقاصي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ وَهُوَ مَجْهُولٌ أَيْضًا))
    وقال الذهبي في "تلخيص العلل المتناهية" (ص169): ((رواه بشر بن عبيد - كذاب - عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عطية - مجهول- عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس))
    وبشر الدارسي ، قال ابن عَديّ: ((مُنْكَر الحديث بيَّن الضَّعْف)) ، وقال الأزْديّ:((كذّاب) ). انظر"الميزان" (320/1).
    وفيه كذلك تدليس ابن جريج ، فالإسناد ساقط بمرة.

    وأخرج قاضي المارستان في "مشيخته" (443) من طريق أبي سهل العكبري قال حدثنا عبد الله بن موسى الهاشمي قال حدثنا جعفر بن محمد المؤذن قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثنا محمد بن حفص اليماني عن عمارة بن عقبة عن سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل خلق خلقا لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم هم الآمنون من عذاب الله عز وجل "
    وأبو سهل العكبري ، ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (96/13) وقال: ((كتبت عنه، وسمعت أحمد بن علي البادا ذكره فقال: كان عبدا صالحا أدام الصيام ثلاثين سنة، وليس هو في الحديث بذاك لأنه روى كتاب القناعة عن شيخ لم يسمعه منه))
    وعبد الله بن أبي سعد ، ذكره الخطيب في "التاريخ" (27/10) ووثقه ، وخالفه أبو العباس بن مسروق ، حيث أخرج قاضي المارستان في "مشيخته" (693) من طريقه، عن مُحَمَّدُ بْنُ حَفْصِ الْيَمَامِيُّ، ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ، ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به مرفوعاً. فذكر جابر بدل عطاء.
    وأبو العباس بن مسروق ، قال السهمي في "سؤالاته" (165) :سمعت الدَّارَقُطْنِي ّ يقول ((أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق، ليس بالقوي، يأتي بالمعضلات)).
    ومحمد بن حفص اليماني ، لم أجد من ترجمه. وعمارة بن عقبة قال الذهبي في "الميزان" (177/3): ((لا يُدرى من هو)) ، وأقره الحافظ في "اللسان" ، وقد تفرد به عن سفيان بن عيينة ، وهو مجهول لا يُحتمل تفرده على الإطلاق ، فالإسناد منكر.

    وقال ابن حبان في "المجروحين" (384/1) في ترجمة طاهر بن الفضل الحلبي: ((رَوَى عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرِ عَنِ بن جريج عَن عَطاء عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الحديث نحوه)) ، وقال قبله عنه: ((شيخ يَرْوِي عَن سُفْيَان بْن عُيَيْنَة وَالنَّاس يضع الحَدِيث على الثِّقَات وضعا ويقلب الْأَسَانِيد يلزق الْمُتُون الْوَاهِيَة بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَة لَا يحل كِتَابَة حَدِيثه إِلَى عَلَى جِهَة التَّعَجُّب))

    وأخرج النرسي في "ثواب قضاء حوائج الإخوان" (30) من طريق يحيى بن مُحَمَّد بن غورك ثَنَا أَبُو عمر الْعَدنِي رجل من أهل مَكَّة ثناة الْحَكِيم يَعْنِي ابْن أبان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن لله عبادا يرغب النَّاس إِلَيْهِم بحوائجهم وَإِدْخَال السرُور عَلَيْهِم أُولَئِكَ الآمنون من عَذَاب الله يَوْم الْقِيَامَة)
    ويحيي بن محمد بن غورك لم أجد من ذكره ، وأبو عمر العدني ، هو عبد العزيز بن فائد ، قال أبو حاتم كما في"الجرح والتعديل" لابنه (392/5): ((مجهول)) ، فإسناده ضعيف جداً.

    وأخرج الديلمي كما في "زهر الفردوس" (752) من طريق أبي الشيخ عن محمد بن يوسف ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن أحمد بن الأزهر ، حدثنا إبراهيم بن الحكم ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس به مرفوعاً.
    وفيه إبراهيم بن الحكم ، قال الذهبي في "الميزان" (27/1): ((تركوه وقل من مشاه. روى عن أبيه مرسلات فوصلها. قال ابن معين: ليس بشئ. وقال أحمد: في سبيل الله دراهم أنفقناها إلى عدن إلى إبراهيم بن الحكم. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عنه، فقال: وقت ما رأيناه لم يكن به بأس. وقال البخاري: سكتوا عنه.))

    3- حديث معاذ بن جبل
    أخرج القضاعي في "مسند الشهاب" (798) (799) ، وابن عدي في "الكامل" (285/1) ، وابن حبان في "المجروحين" (142/1) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (389/5) ، وابن الجوزي في "العلل" (856) ، من طرق عن أَحْمَدُ بْنُ مَعْدَانَ الْعَبْدِيُّ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَى عَبْدٍ إلا عظمت مؤونة النَّاسِ عَلَيْهِ فَمَنْ لَمْ يَحْتَمِلْ تلك المؤونة فَقَدْ عَرَّضَ النِّعْمَةَ لِلزَّوَالِ"
    قال ابن الجوزي: ((هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ. قَالَ ابْنُ حَبَّانَ: "أَحْمَدُ بْنُ مَعْدَانَ مَتْرُوكٌ يَرْوِي الأَوَابِدَ وَلَمْ يَرْوِ هَذَا عَنْ ثَوْرٍ إِلا هُوَ وَابْنُ عُلاثَةَ وَهُمَا وَاهِيَانِ وقال الدارقطني: "وهو ضَعِيفٌ غَيْرُ ثَابِتٍ".))
    وقال الذهبي في "تلخيص العلل المتناهية" (ص169): ((فيه: أحمد بن معدان - ساقط - عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل))
    وقال ابن عدي: ((أَحْمَدُ بْنُ مَعْدَانَ هَذَا لا أَعْرفُ لَهُ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ.))
    وقال العراقي في "المغني" (ص1150): ((فِيه أَحْمد بن معدان قَالَ أَبُو حَاتِم مَجْهُول والْحَدِيث بَاطِل))
    وقال السفاريني الحنبلي في "شرح كتاب الشهاب" (ص135): ((في إسناده أحمد بن معدان العبدي قال أبو حاتم مجهول الحديث الذي رواه باطل . والصحيح أنه من كلام عمر رضي الله عنه))
    قلت: وهو منقطع كذلك بين خالد بن معدان ، ومعاذ بن جبل ، انظر "جامع التحصيل" (ص171).

    وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7258) ، وابن حبان في "المجروحين" (280/2) ، والرافعي في "التدوين" (410/3) من طريق عَمْرُو بْنُ حُصَيْنٍ ثنا ابْنُ عُلاثَةَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّه عنه عن النبي صَلَّى اللَّه عليه وآله وسلم به.
    وقال البيهقي عقبه: ((هَذَا حَدِيثٌ لَا أَعْلَمُ أَنَّا كَتَبْنَاهُ إِلَّا بِإِسْنَادِهِ)) ، وعمرو بن حصين ، قال الذهبي في "الميزان" (253/3): ((قال أبو حاتم: ذاهب الحديث. وقال أبو زرعة: واه. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن عدي: حدث عن الثقات بغير حديث منكر.)) ، وقال في "الضعفاء" (302): ((تركوه)) ، وقال ابن حجر في "التقريب": ((متروك)) ، ومحمد بن علاثة قال ابن حبان في "المجروحين" (279/2): (( كَانَ مِمَّن يروي الموضوعات عَن الثِّقَات وَيَأْتِي بالمعضلات عَن الْأَثْبَات لَا يحل ذكره فِي الْكتب إِلَّا على جِهَة الْقدح فِيهِ وَلَا كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا على جِهَة التَّعَجُّب)) ، فالإسناد موضوع.

    4- حديث أبي هريرة
    أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" (7254) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (111/1) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْمِصِّيصِيُّ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَأَسْبَغَهَا عَلَيْهِ، إِلَّا جَعَلَ إِلَيْهِ شَيْئًا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ، فَإِنْ تَبَرَّمَ بِهِ فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِلزَّوَالِ»

    وعمران بن عبد الرحيم ، قال الذهبي في "الميزان" (238/3): ((قال السليماني: فيه نظر، هو الذي وضع حديث أبي حنيفة عن مالك.)) ، وقال في "تاريخ الإسلام" (785/6): ((قَالَ أَبُو الشَّيْخ: حَدَّثَ بعجائب، ورُمي بالرَّفض. وَقَالَ السُّليماني: يُقَالُ: إِنَّهُ وضع حديثًا.)) ، ووثقه الخطيب في "تلخيص المتشابه" (696/2).

    وأحمد بن يحيي المصيصي ، قال أبو عبد الله محمد بن اسحاق بن مندة: ((حدث عن الوليد بن مسلم بمناكير)). انظر "بغية الطلب في تاريخ حلب" (1241/3) ، وكذا قال الذهبي في "الميزان" (163/1) ، ونسب الحافظ فى "اللسان" (322/1) هذا القول لابن طاهر ، ومما يدل على نكارته أنه رواه عن الوليد عن الأوزاعي من حديث أبي هريرة وقد تقدم معنا أن أبي عثمان رواه عن الأوزاعي من حديث ابن عمر ، وهو المشهور. وفي الإسناد كذلك عنعنة الوليد بن مسلم ، وابن جريج.


    وأخرج الدينوري في "المجالسة" (3482) عن أَبِي مُوسَى الأَنْطَاكِيُّ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَعْيَنَ الْبَصْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ قَالَ: «إِنَّ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى خَلَقَ خَلْقًا لِحَوَائِجِ النَّاسِ، يَفْزَعُ النَّاسُ إِلَيْهِمْ فِي حَوَائِجِهِمْ، أُولَئِكَ الآمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
    وعمرو بن جميع ، قال الذهبي عنه في "الميزان" (251/3): ((كذبه ابن معين. وقال الدارقطني وجماعة: متروك. وقال ابن عدي: كان يتهم بالوضع. وقال البخاري: منكر الحديث.)) ، وقال في "تاريخ الإسلام" (935/4): ((مُتَّفَقٌ على تركه))

    5- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
    قال الطبراني في "الأوسط" (8350) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا، نا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ، عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهْ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ أَقْوَامٍ نِعِمًا يُقِرُّهَا عِنْدَهُمْ مَا كَانُوا فِي حَوَائِجِ النَّاسِ، مَا لَمْ يَمَلُّوهُمْ فَإِذَا مَلَّوُهُمْ نَقَلَهَا مِنْ عِنْدَهِمْ إِلَى غَيْرِهِمْ»
    وقال: ((لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ إِلَّا ابْنُ عُلَاثَةَ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ))

    قلت: موسى بن زكريا التستري شيخ الطبراني ، قال الدارقطني: ((متروك)) ، وقال الخليلي: ((حافظ لكنه ضعيف، متكلم فيه واتهمه أبو يحيى الساجي بالوضع)) ، وقال ابن حزم: ((مجهول)) ، وقال أيضا: ((لا ندري من هو)) ، وقال الذهبي: ((تكلم فيه الدارقطني.)) ، وقال الهيثمي: ((ضعيف)). انظر "تراجم شيوخ الطبراني" (ص655).
    وقال الهيثيمي في "المجمع" (192/8): ((رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ وَهُوَ مَتْرُوكٌ.))
    قلت: إسناده موضوع فيه متروكان.

    6- حديث أنس بن مالك
    قال تمام في "فوائده" (1575): أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ شُعَيْبٍ الثُّمَامِيُّ، ثنا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، ثنا الْقَعْنَبِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا اخْتَصَّهُمْ لِقَضَاءِ حَوَائِجِ النَّاسِ، آلَى عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ بِالنَّارِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ خَلَوْا مَعَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُحَدِّثُهُمْ وَيُحَدِّثُونَه ُ، وَالنَّاسُ فِي الْحِسَابِ»

    وأبو علي الثمامي ، قال الذهبي في "الميزان" (57/4): ((قال عبد العزيز الكتاني: كان يُتهم.)) ، وقال الحافظ فى "اللسان" (558/7): ((وقد وجدت له حديثا منكرا أخرجه تمام في فوائده... فذكر الحديث....وسلمة وإن كان ضعيفا لا يحتمل مثل هذا , والله أعلم.))

    وسلمة بن وردان ، قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" (160/4): ((قال عبد الله بن أحمد عن أبيه منكر الحديث ضعيف الحديث وقال الدوري عن ابن معين ليس بشيء وقال ابن أبي حاتم ليس بقوي وتدبرت حديثه فوجدت عامتها منكرة لا يوافق حديثه عن أنس حديث الثقات إلا في حديث واحد يكتب حديثه وقال أبو داود والنسائي ضعيف وقال النسائي في موضع آخر ليس بثقة وقال ابن عدي وفي متون بعض ما يرويه أشياء منكرة خالف سائر الناس وقال ابن سعد قد رأى عدة من الصحابة وكانت عنده أحاديث يسيرة وكان ثبتا فيها ولا يحتج بحديثه وبعضهم يستضعفه ، قلت: وقال ابن شاهين في الثقات وقال أحمد بن صالح هو عندي ثقة حسن الحديث قال ابن حبان كان يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديثه وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات كأنه كان قد حطمه السن فكان يأتي بالشيء على التوهم حتى خرج عن حد الاحتجاج ، وقال الحاكم حديثه عن أنس مناكير أكثرها وقال العجلي والدارقطني ضعيف.))
    قلت: فالحديث بهذا الإسناد منكر كما قال الحافظ ابن حجر.

    وأخرج الخطيب في "المتفق والمفترق" (1040/2) من طريق أبي الطيب محمد بن جعفر غندر البغدادي حدثنا سليمان بن ابي سليمان العسكري حدثنا جعفر بن محمد الطائفي (...) عن أنس بن ماك به مرفوعاً. وفي إسناده علل:
    - سليمان بن أبي سليمان العسكري ، مجهول أورد الخطيب هذا الحديث في ترجمته ، ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً.
    - جعفر بن محمد الطائفي ، لم أعرفه.
    - في السند نقص ، فلا ندرى من الذي بين جعفر الطائفي وأنس.

    وأخرج الديلمي كما في "زهر الفردوس" (293) من طريق يحيى بن شبيب ، حدثنا حميد الطويل ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا أراد الله بعبد خيراً صير حوائج الناس إليه "
    وفيه يحيي بن شبيب ، قال الذهبي في "الميزان" (385/4) : ((قال ابن حبان: لا يحتج به بحال، يروي عن الثوري ما لم يحدث به قط. قال الخطيب: روى أحاديث باطلة)) ، وزاد الحافظ في "اللسان" (450/8) : ((وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش وأبو نعيم: يروي عن الثوري، وَغيره أحاديث موضوعات.)) ، وقال ابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص109). "منكر الحديث، متهم عند الأئمة".

    7- حديث عائشة
    أخرج الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (281/2) ، والشجري في "الأمالى الخميسية" (2287) من طريق أَبي الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَطَّارُ الْمَخْرَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَرْزُوقِ , فِيمَا سَأَلْتُهُ فِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ دِينَارٍ يَعْنِي الْعَلَانِيَّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ خَلْقًا , لِحَوَائِجِ النَّاسِ يَفْزَعُ إِلَيْهِمُ النَّاسُ فِي حَوَائِجِهِمْ، أُولَئِكَ الْآمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
    وفي إسناده علي بن الحسن العطار ، قال الذهبي في "الميزان" (120/3): ((متهم بالوضع والكذب وكان ذا حفظ وعلم)) ، وقال في "ذيل ديوان الضعفاء" (ص48): ((كذاب)).
    ومحمد بن زكريا بن دينار ، "قال الدارقطني: يضع الحديث. وقال أبو عبد الله بن مندة: صاحب أخبار، تُكُلِّم فيه. وقال الحاكم بعد أن ساق حديثًا منكرًا من طريقه: رواته ثقات إلا محمد بن زكريا وهو الغلابي، فهو آفته. وقال برهان الدين الحلبي: قال الدارقطني، ويحيى: يضع الحديث ، واتهمه ابن الجوزي بوضع الحديث، وقال: كان غاليًا في التشيع كذابًا. وقال ابن عساكر: ضعيف. وقال البيهقي: متروك، وقال مرة: متهم بالوضع. وقال الذهبي: هو ضعيف. ثم ساق له حديثًا منكرًا، وقال: هذا كذب من الفلابي، وقال أيضًا: هو في عداد الضعفاء. وقال: واهٍ. وقال مرة: متهم. وقال أخرى: كذاب." انتهى. انظر "تراجم شيوخ الطبراني" (ص551).

    والعباس بن بكار ، قال الذهبي في "الميزان" (382/2): ((قال الدارقطني: كذاب ، وقال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم والمناكير.)) ، وقال في "تاريخ الإسلام" (592/5): ((وكان كذابا... قَالَ ابن عَديّ: مُنْكَر الحديث ، وقال ابن حِبّان: لا يجوز الاحتجاج به، ولا كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار.))

    وأخرج ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (48) ، وفي "إصطناع المعروف" (106) من طريق الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الصَّلْتِ خَالِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَى عَبْدٍ إِلَّا اشْتَدَّتْ عَلَيْهِ مُؤْنَةُ النَّاسِ، فَمَنْ لَمْ يَحْتَمِلْ تِلْكَ الْمُؤْنَةَ لِلنَّاسِ؛ فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِلزَّوَالِ»
    وفي إسناده سعيد بن أبي سعيد ، وهو سعيد بن عبد الجبار الزبيدى ، كما جزم المزي وابن حجر ، قال قتيبة : ((كان جرير يكذبه)) ، و قال على ابن المدينى : ((لم يكن بشى كان يحدثنا بالشىء فأنكرنا عليه بعد ذلك فجحد أن يكون حدثنا)) ، وقال أحمد: ((حدث بأحاديث مناكير)) ، وقال النسائى والدارقطني : ((ضعيف)) ، وقال أبو أحمد بن عدى : ((وله غير ما ذكرت من الحديث قليل ، و عامة حديثه الذى يرويه عن الضعفاء و غيره مما لا يتابع عليه)) ، و قال أبو أحمد الحاكم : ((يرمى بالكذب)) ، وقال الخطيب: ((غير ثقة))
    انظر "تهذيب التهذيب" (53/4) ، و"سؤالات المروذي" (148) ، و"تجريد الأسماء المذكورة في كتاب المتفق والمفترق" (230/1) ، و"سنن الدارقطني" (49/1)

    8- حديث عمرو بن عوف المزني
    أخرج قوام السنة الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1156) من طريق محمد بن السري التمار، ثنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم، ثنا عمر بن الوليد، ثنا عيسى بن يونس، عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني، عن كثير بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه، عن جده -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن لله -عز وجل- عبيداً استخصهم لنفسه لقضاء حوائج الناس ثم آلى على نفسه ألا يعذبهم، فإذا كان يوم القيامة جلسوا على منابر من نور يحدثون الله تعالى والناس في الحساب)) .

    ومحمد بن السري التمار ، قال الذهبي في "الميزان" (559/3): ((يروي المناكير والبلايا. ليس بشئ.)) ، وكثير بن عبد الله ، قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (485/4): ((اتَّفَقُوا عَلَى ضَعْفِهِ، وَضَرَبَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَلَى حَدِيثِهِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: هُوَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْكَذِبِ. وَكَذَا قَالَ أَبُو دَاوُدَ. وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
    وَكَذَا قَالَ الدَّارَقُطْنِي ُّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي كَثِيرٌ، عَنْ أبيه، عن جده نُسْخَةً مَوْضُوعَةً، لا يَحِلُّ ذِكْرُهَا إِلا عَلَى جِهَةِ التَّعَجُّبِ))

    9- حديث عمر بن الخطاب
    أخرج الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (89) ، وفي "فضيلة الشكر" (56) من طريق حَلْبَسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً إِلَّا كَثُرَتْ مُؤْنَةُ النَّاسِ عَلَيْهِ، فَإِنْ لَمْ يَتَحَمَّلْ مُؤَنَهُمْ فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِزَوَالِهَا»
    قال العراقي في "المغني" (ص1150): ((رَوَاهُ الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق من حَدِيث عمر بِإِسْنَاد مُنْقَطع، وَفِيه حلبس بن مُحَمَّد أحد المتروكين))
    قلت: حلبس بن محمد ، قال ابن عدي في "الكامل" (401/3): ((منكر الحديث عَن الثقات)) ، وقال الدارقطني في "العلل" (169/5): ((مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ)) ، وفيه عنعنة ابن جريج ، وإسناده منقطع بين عطاء وعمر.

    10- حديث علي بن أبي طالب موقوفاً
    أخرج النرسي في "ثواب قضاء حوائج الإخوان" (42) عن ابي طَالب مُحَمَّد بن عبيد الله الرزاز بِبَغْدَاد أَنا عَليّ بن عمر السكرِي نَا الْحسن بن مُحَمَّد بن عنبر نَا يحيى بن معِين ثَنَا هِشَام بن يُوسُف الصَّنْعَانِيّ عَن عَليّ بن الْحُسَيْن عَن أَبِيه عَن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ: ((إِن الله عز وَجل خلق خلقا من خلقه لخلقه فجعلهم للنَّاس وُجُوهًا وللمعروف أَهلا يفزع النَّاس إِلَيْهِم فِي حوائجهم أُولَئِكَ الآمنون يَوْم الْقِيَامَة)).
    قلت: الحسن بن محمد بن عنبر ، قال الذهبي في ترجمته في "الميزان" (520/1): ((ضعفه ابن قانع ، وقال الدارقطني: تكلموا فيه من جهة سماعه، وقال ابن عدي: حدث بأحاديث أنكرتها عليه ، وقال الخطيب: ذكرته للبرقانى فوثقه.)) ، وفي الإسناد انقطاع بين هشام بن يوسف ، وعلى بن الحسين ، فإن الأول توفي عام 197هـ ، والثاني توفي عام 93 هـ ، فبين وفاتهما أكثر من 100 عام!!

    11- مرسل الحسن
    أخرج ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (49) ، وفي "إصطناع المعروف" (107) قال: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا خَلَقَهُمْ لِحَوَائِجِ النَّاسِ، تُقْضَى حَوَائِجُ النَّاسِ عَلَى أَيْدِيهِمْ أُولَئِكَ آمِنُونَ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
    وفي إسناده داود بن المحبر متروك كذاب.

    12- مرسل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
    أخرج أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (80) ، ومن طريقه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (542/1) ، والشجري في "الأمالي الخميسية" (2286) ، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ التُّجِيبِيُّ، ثنا يُونُسُ، ثنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ جَهْمٍ ابْنَ أَبِي جَهْمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا مِنْ خَلْقِهِ يَفْزَعُ إِلَيْهِمُ النَّاسُ فِي حَوَائِجِهِمْ أُولَئِكَ هُمُ الْآمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
    وجهم بن أبي الجهم ، قال الذهبي في "الميزان" (426/1): ((عن أبي جعفر بن أبي طالب وعنه محمد بن إسحاق، لا يُعرف) ، وقال الحافظ في "اللسان" (499/2): ((وروى عنه أيضًا عبد الله العمري والوليد بن عبد الله بن جميع. ذكره ابن أبي حاتم فقال: مولى الحارث بن حاطب القرشي ولم يذكر فيه جرحًا. وذَكَره ابن حِبَّان في "الثقات" وأفاد أنه روى أيضًا عن المسور بن مخرمة.))
    وقال الخطيب البغدادي عقبه: ((وَهُوَ جهم بن عُثْمَان الَّذِي روى عَنهُ ابْن أبي فديك أَيْضا)) ، قلت: جهم بن عثمان ، قال الذهبي في "الميزان" (426/1): ((عن جعفر الصادق لا يُدري من ذا وبعضهم وهّاه)) ، وقال الحافظ في "اللسان" (501/2): ((روى عنه ابن أبي فديك، وَعبد الصمد بن عكرمة. قال أبو حاتم: مجهول.وما أدري لم لم يعزه الذهبي لأبي حاتم؟. وقد ذَكَره الطوسِي في رجال الشيعة ...وصحب جعفرا الصادق وطلبه المنصور فهرب إلى اليمن ومات هناك. وقال الأزدي: ضعيف وإياه أراد الذهبي بقوله: وهّاه بعضهم.)) ، وقال ابن زريق في "من تكلم فيه الدارقطني" (40/1): ((ليس بالقوي. قاله الدارقطني.)).

    وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (187/6): ((وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أبي فُدَيكٍ ،عن جَهْم ِ بْنِ عثمانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قال: قال رسولُ الله : إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يَفْزَعُ إِلَيْهِمُ النَّاسُ فِي حَوائِجِهِمْ، أُولَئِكَ الآمِنُونَ مِنْ عَذَابِ اللهِ ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وجَهْمٌ مجهولٌ.))
    وقد جاء في هذه الرواية أن جهم هو ابن عثمان ، وهو يقوي ما ذهب إليه الخطيب من أنهما واحد.

    أقوال العلماء حول الحديث:
    قال المنذري في "الترغيب" (263/3): ((رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا وَالطَّبَرَانِي ّ فِي الْكَبِير والأوسط وَلَو قيل بتحسين سَنَده لَكَانَ مُمكنا))
    وقال الزبيدي في "تخريج أحاديث الإحياء" (1921/4): ((هذه الأخبار وإن كانت طرقها غير محفوظة ولكن بعضها يؤكد بعضاً وأمثلها إسناد أبي هريرة.))
    وقال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (583/1) ، والعجلوني في "كشف الخفاء" (190/2) بعد أن ذكر عدة طرق للحديث: ((وبعضها يؤكد بعضا))
    وقال العقيلي في "الضعفاء" (340/2): ((وَفِي هَذَا الْبَابِ أَحَادِيثُ مُتَقَارِبَةٌ فِي الضَّعْفِ، لَيْسَ مِنْهَا شَيْءٌ يَثْبُتُ)).
    وقال ابن عدي في "الكامل" (285/1): ((وَهَذَا الْحَدِيثُ يُرْوَى مِنْ وُجُوهٍ، وَكُلُّهَا غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ))
    وقال البيهقي في "شعب الإيمان" (118/10): ((وَهَذَا الْكَلَامُ مَشْهُورٌ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ)) ، وكذا ذكره عن الفضيل بن عياض السخاوي في "المقاصد الحسنة" (583/1).

    وأثر الفضيل بن عياض ، أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7259) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (431/38) من طريق الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَيْضَ بْنَ إِسْحَاقَ، سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ، يَقُولُ:"أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ حَاجَةَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ عَلَيْكُمْ؟ فَاحْذَرُوا أَنْ تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَصِيرَ نِقَمًا "
    والفضل بن عبد الله ، قال ابن حبان في "المجروحين" (211/2): ((يروي عَن مَالك بن سُلَيْمَان وَغَيره الْعَجَائِب لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال شهرته عِنْد من كتب من أَصْحَابنَا حَدِيثه يُغني عَن التَّطْوِيل فِي الْخطاب فِي أمره فَلَا أَدْرِي أَكَانَ يقلبها بِنَفسِهِ أَو يدْخل عَلَيْهِ فيجيب فِيهَا)) ، وقال الدارقطني: ((ضعيف)) كما في "اللسان" (202/1).
    ولكن أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (431/38) ، وقوام السنة في "الترغيب والترهيب" (1184) من طرق عن أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني حدثنا هلال بن العلاء الرقي أبو عمر بالرقة وأبو بكر محمد بن حبلة الرافقي بالرافقة قالا كلاهما حدثنا فيض بن إسحاق قال: ((كنت عند الفضيل بن عياض فجاء رجل فسأله حاجة فألح بالسؤال عليه فقلت لا تؤذي الشيخ فزجرني الفضيل وصاح علي وقال لي "يا فيض أما علمت أن حوائج الناس إليكم نعم من الله عليكم فاحذروا أن تملوا النعم فتحول نقما ألا تحمد ربك أن جعلك موضعا تسأل ولم يجعلك موضعا تسأل")) ، وإسناده حسن.

    والحاصل أن جميع طرق الحديث إما أن يكون فيها أحد الهلكي والمتروكين ، أو أن تكون مناكير ، وهي شديدة الضعف لا تخلو من أكثر من علة ، ولا يُمكن تقويتها بتعددها ، والحديث لا يصح مرفوعاً ، ولكنه صحيح من قول الفضيل بن عياض رحمه الله ، والله أعلم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: تخريج حديث إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا يَخْتَصُّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •