تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ماهو دور المؤمن في الحياة؟

  1. #1

    افتراضي ماهو دور المؤمن في الحياة؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    هنالك سؤال شغلني مؤخرا وددت أن أسأله لعلي أجد إجابته عند أحد الإخوة هنا و السؤال يتعلق بدور المسلم في هذه الحياة. هل التمكين و إقامة شرع الله على الأرض هو هدف المسلم في الحياة و إذا كان الأمر كذلك أ ليس جديرا بالمسلمين أن يلتحقوا بركب الأمم التي تتسابق في التسلح و التمكين العلمي، أم أن دور المسلم هو ترك الحياة الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها كما قال أحد السلف؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ماهو دور المؤمن في الحياة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين إبن عبد الله مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    هنالك سؤال شغلني مؤخرا وددت أن أسأله لعلي أجد إجابته عند أحد الإخوة هنا و السؤال يتعلق بدور المسلم في هذه الحياة. هل التمكين و إقامة شرع الله على الأرض هو هدف المسلم في الحياة و إذا كان الأمر كذلك أ ليس جديرا بالمسلمين أن يلتحقوا بركب الأمم التي تتسابق في التسلح و التمكين العلمي، أم أن دور المسلم هو ترك الحياة الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها كما قال أحد السلف؟
    هل التمكين و إقامة شرع الله على الأرض هو هدف المسلم في الحياة
    الهدف الاول هو تمكين التوحيد -بتحقيق التوحيد واقامته فى نفس المؤمن- وهو ما يسمى بجهاد النفس -ثم المرتبة الثانية تحقيق التوحيد بقتال الطواغيت واقامة شرع الله فعلى العبد ان يحقق التوحيد فى نفسه أولا وقبل كل شئ -
    ومن أنواع التمكين التي ذكرت في القرآن الكريم وصول أهل التوحيد والإيمان الصحيح إلى قيادة الدولة المسلمة، وتوليهم لمقاليد الدولة، كما حدث لداود وسليمان عليهما السلام وذي القرنين. -
    قال ابن كثير
    الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ

    قوله: ( إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ ) إن وطنا لهم في البلاد, فقهروا المشركين وغلبوهم عليها, وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول: إن نصرناهم على أعدائهم وقهروا مشركي مكة, أطاعوا الله, فأقاموا الصلاة بحدودها، وآتوا الزكاة: يقول: وأعطوا زكاة أموالهم من جعلها الله له ( وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ ) يقول: ودعوا الناس إلى توحيد الله والعمل بطاعته وما يعرفه أهل الإيمان بالله ( وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ) يقول: ونهوا عن الشرك بالله، والعمل بمعاصيه، الذي ينكره أهل الحقّ والإيمان بالله ( وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمُورِ ) يقول: ولله آخر أمور الخلق، يعني: أن إليه مصيرها في الثواب عليها، والعقاب في الدار الآخرة.-. -
    إن من شروط التمكين تحقيق التوحيد، - تحقيق توحيد العبادة ، و نشر مفهوم العبادة الصحيح في الأمة، حتى تخرج من الأوهام والمغالطات والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان. -
    ومن شروط التمكين ، محاربة الشرك والتحذير منه، ولذلك على الجماعة المسلمة التي تسعى لاقامة شرع الله ان تحذر الناس من الشرك وخطره وأسبابه و تبين أدلة بطلانه
    وهذه الشروط تظهر على الأفراد والمجتمعات التى تسعى لاقامة شرع الله والتمكين لدينه. - إن الأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى التمكين أرشدنا إليه القرآن الكريم، وحثنا على الأخذ بها محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أمر الله تعالى بالإعداد الشامل فقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال:60]. والإعداد في حقيقته أخذ بالأسباب. - إن من أهم الاسباب تحقيق التوحيد
    قال الامام ابن باز رحمه الله
    واجب المسلمين تجاه دينهم ودنياهم" فالمسلمون عليهم واجبات تتعلق بدينهم وبالاستقامة عليه كما شرع الله وكما أمرهم الله، فإن الله خلقهم ليعبدوه وأرسل الرسل بذلك، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] وهذه هي العبادة التي أمرهم الله بها في قوله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:21] وفي قوله سبحانه وبحمده: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36] وفي قوله عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5] وفي قوله تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36] وفي قوله عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25].
    والله بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم كما بعث الرسل قبله بالدعوة إلى هذه العبادة والدعوة إلى هذا الدين، بعثه إلى الثقلين الجن والإنس رحمة للعالمين، كما قال سبحانه وبحمده: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:107] بعثه معلما ومرشدا وهاديا إلى طريق النجاة، معلما لهم كل ما فيه صلاحهم ونجاتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وجعله خاتم الأنبياء ليس بعده نبي ولا رسول، ....
    فعلى جميع المكلفين من إنس وجن وعرب وعجم ورجال ونساء عليهم جميعا أن يعبدوا الله وحده وأن ينقادوا لما جاء به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قولا وعملا، فعلا وتركا، فأصل الدين وأساسه هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. الموقع الرسمى للامام ابن باز
    هل التمكين و إقامة شرع الله على الأرض هو هدف المسلم في الحياة
    الهدف الاول تحقيق التوحيد لان كثير من الجماعات اهتموا باقامة شرع الله وهم بمعزل عن تحقيق التوحيد واقامته فى انفسهم اولا
    فاذا سألته عن اصل الدين واساسه او حقيقية الشرك او الكفر او حقيقة الكفر بالطاغوت رأيتهم - يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ
    وهذا لا يعنى ان نترك اقامة دولة الاسلام ولكن هى مراحل لا يمكن ان نستبق المراحل وهذا واضح جدا فى سيرة النبى صلى الله عليه وسلم
    بناء الدولة المسلمة مرَّ بمراحل
    المرحلة المكية ثلاث عشر سنة يبنى لبنات هذه الدولة اولا ببنا العقيدة والتوحيد يقرر العقيدة ويرسخها فى نفوس اصحابه المؤمنين الموحدين وهذه هى اهم المراحل بناء النفس المؤمنة الموحدة أولا وقبل كل شئ
    لذلك كان القرأن يتنزل اولا ببناء هذه العقيدة ثم بعد ذلك انتقل الى بناء الدولة المسلمة وبين احكامها
    قام النبى صلى الله عليه وسلم ببناء العقيدة والتوحيد وقام ببناء الولا والبراء على هذا الاساس
    انظر الى رسوخ هذا الدين فى نفس عمار ابن ياسر وال ياسر تحت وطأة التعذيب والقتل والتنكيل والتهجير
    قال النبى صلى الله عليه وسلم لعمار كيف تجد قلبك ؟ " قال : مطمئن بالإيمان
    ان التوحيد يملأ قلوبهم ليس فيه الا محبة الله وخشيته والولاء لدينه ومحبته ونصرته والبغض والبراء من الكفار والمشركين-فلو كان الولاء للارض كما يزعمون ما تركوا مكة وهاجروا-ولو كان الولاء للقبيلة ما قاتلوا قريشا ولو كان للعشيرة ما فارقوا اقاربهم المشركين
    ولكنها العقيدة التى هى فى نفوسهم قبل كل شئ وأغلى من كل شئ
    ان المعركة الاولى فى الانتصار معركة العقيدة هذه هى أولى الانتصارات بل هى السبب فى جميع الانتصارات
    فمن لا عقيدة له لا يستطيع الثبات لان الانسان لا يضحى بنفسه الا اذا كان الموت فى سبيل الله واعلاء كلمة الحق يملأ قلبه فجيل الصحابة الذى استقى العقيدة من منابعها فتح المدائن واسقط عروش المشركين والطغاة والكياسرة فأخرجوا الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد
    المطلوب من كل مسلم أن يقيم دين الله تعالى حسب وسعه ، والإمامة إنما شرعت لأجل إقامة دين الله تعالى
    هل التمكين و إقامة شرع الله على الأرض هو هدف المسلم في الحياة
    لن توجد دولة الإسلام إلا بعد تحقيق الإيمان والتوحيد والنجاة من الشرك
    كما قال سبحانه : ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) ،
    والرسول صلى الله عليه وسلم مكث بمكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى الله
    ويعلّم التوحيد والعقيدة ويقرأ عليهم الوحي
    ويجادل الكفار بالتي هي أحسن
    ويصبر على الأذى مع صلاته وإقامته للعبادات التي شُرعت في ذلك الوقت
    ولم يترك تعليم الدّين مع أنّ دولة الإسلام لم تقم في مكة حينئذ ، ثم كيف تقوم دولة الإسلام دون أساس عقديّ ومجتمع من المسلمين ينشأون على الإسلام ويتربون عليه ويتعلمونه ويقيمونه ؟
    ولن أقول كقول القائل
    أقيموا دولة الإسلام في أنفسكم تقم لكم في أرضكم
    ولكن اقول أقيموا دولة الإسلام في أنفسكم ينصركم ويؤيدكم ويعينكم الله على اقامتها فى أرضكم وهذه سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته ومن تبعهم باحسان تؤكد ذلك - وممن تبعهم باحسان الامام محمد عبد الوهاب اقام دولة الاسلام اولا بتحقيق التوحيد والدعوة اليه والصبر على الاذى ثم بقتال المشركين وغزوهم وهذه غزواته فى كتاب تاريخ نجد للامام حسين ابن غنام تبين كيفية جهاد الامام محمد ابن عبد الوهاب وغزوه لاهل الشرك - فقيام الدولة على الارض لن تقوم بقيامها فى الانفس فقط - بل لابد فى اقامتها من جهاد و ازاحة اعداء الله وتولية وتمكين وتنصيب أولياء الله

  3. #3

    افتراضي رد: ماهو دور المؤمن في الحياة؟

    بارك الله فيك أخي على الجواب الذي يبدو و كأنه شافيا و كافيا و إن كنت قرأته بعجالة جدا. سأقرأه برويّة في وقت لاحق و أعود إليك بِردٍّ أطول إن شاء الله.. أرى أنه آن الأوان لكي نبدأ في تمهيد الطريق للمهدي.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: ماهو دور المؤمن في الحياة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين إبن عبد الله مشاهدة المشاركة
    لكي نبدأ في تمهيد الطريق للمهدي.
    روى الإمام أحمد : حدثنا الهيثم بن جميل ، حدثنا محمد بن مسلم ، حدثنا عثمان بن عبد الله بن أوس ، عن سليمان بن هرمز ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب شيء إلى الله الغرباء . قيل : وما الغرباء يا رسول الله ؟ قال : الفرارون بدينهم يجتمعون إلى عيسى ابن مريم يوم القيامة .
    المسلمون يجتمعون بالشام معهم محمد بن عبد الله المهدي من آل النبي صلى الله عليه وسلم يكونون في حال تجمع واستعداد لقتال الدجال، وهذه المصيبة الكبيرة التي حلت في الأرض، ومواجهة الفتنة العصيبة، وهم يسمعون الأخبار.
    ينزل المسيح ابن مريم عليه السلام عند المنارة البيضاء تحديدا شرقي دمشق.
    ووصفه الرسول صلى الله عليه وسلم وصفا دقيقا حتى لا يكون عند أحد شك فيه، وكل مؤمن سيعرف الفرق بين الدجال وبين المسيح ابن مريم؛ لأنه وصف الدجال وصفا دقيقا جدا، ووصف عيسى ابن مريم وصفا دقيقا جدا، فعند المؤمنين ما في لخبطة، لا يوجد هناك شك، ولا اضطراب، المسيح ابن مريم صفاته معروفة، والدجال صفاته معروفة، تقدمت صفة الدجال.
    صفات المسيح ابن مريم عند نزوله

    فما هي صفة المسيح ابن مريم؟ ما هي خلقته؟ شكله؟ لونه؟ لباسه عندما ينزل؟ وكيف ينزل بالتحديد؟ موصوف مكان النزول عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، وعليه مهرودتان، حتى لون الملابس التي سينزل فيها عيسى معروفة، ثوبان فيهما صفرة خفيفة، لون أصفر خفيف على عيسى عليه السلام ، وحتى موضع كفيه وهو نازل من السماء وهابط إلى الأرض مفصل في الحديث: واضعا كفيه على أجنحة ملكين وحركة رأسه موصوفة بدقة إذا طأطأ رأسه قطرت، واذا رفع راسه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، ونفس عيسى لا يجده كافر إلا مات، ومدى نفس عيسى، هذه الرائحة التي سيجدها الكافر من دائرة نصف قطرها مد بصر عيسى، لما ينزل عيسى دائرة نصف قطرها مد بصر عيسى محيط بالدائرة، كل كافر فيها يموت مباشرة.
    وسيكون نزوله في الطائفة المنصورة المجتمعة في بلاد الشام المتأهبة للقتال، المستعدة للجهاد التي ترص صفوفها، وتحشد قواها لمنازلة الدجال، ويكونون قد اصطفوا للصلاة تحديدا عند اصطفافهم للصلاة سينزل المسيح قال صلى الله عليه وسلم: فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح عيسى ابن مريم فينزل على المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين، واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، واذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه يعني عيسى ابن مريم يطلب الدجال حتى يدركه في باب لد حتى يقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم يعني المسلمين المؤمنين، يأتون للسلام عليه، وملاقاته، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة.
    والمنارة البيضاء موجودة اليوم شرقي دمشق، وهي أحد مآذن الجامع الأموي، الآن في دمشق، وسيكون عيسى لابسا مهرودتين، ثوبين مصبوغين بورس أو زعفران أو صفرة خفيفة.
    وقوله في الحديث السابق: إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان حبات الفضة كاللؤلؤ على هيئة حبات اللؤلؤ الكبار.
    إذن، هذا وصف للماء الذي يتحدر من عيسى عند نزوله على هيئة اللؤلؤ في صفائه، فسمى الماء جمانا لشبهه به في صفائه.
    وقوله: صلى الله عليه وسلم ثم يأتي عيسى قوم يعني من المؤمنين قد عصمهم الله منه "الهاء" تعود على الدجال، فيمسح عن وجوههم هذا من الشفقة والرحمة بهم، وستنالهم من بركته بهذا المسح؛ لأنه نبي مبارك: وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وبرا بهم، وتحببا اليهم سيمسح على وجوههم، وتنالهم بركته، وينكشف ما بهم من الخوف؛ لأنهم كانوا في حصار من الدجال، وعصمهم الله منه.
    يقول ابن كثير: وليس في دمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي إلى جانب الجامع الأموي بدمشق من شرقيه، وهذا هو الأنسب والأليق؛ لأنه ينزل وقد أقيمت الصلاة، فيقول له إمام المسلمين: يا روح الله تقدم، وعيسى روح خلقها الله، وإضافة الروح إلى الله إضافة المخلوق للخالق، وهذه الإضافة تقتضي التشريف "يا روح الله تقدم فيقول: تقدم أنت" عيسى يخاطب المهدي وهو إمام المسلمين، فإنها أقيمت لك. وفي رواية: بعضكم على بعض امراء تكرمة الله لهذه الأمة يصلي إمام من هذه الأمة ووراه نبي، من نسل النبي صلى الله عليه وسلم إمام المهدي، ووراءه عيسى عليه السلام .
    من اللطائف في هذه المنارة ما ذكره ابن كثير في تاريخه في حوادث سنة 741 للهجرة، قال: جدد المسلمون منارة من حجارة من حجر الدير، وكان بناءها من أموال النصارى، لماذا؟ قالوا الذين حرقوا المنارة التي كانت مكانها، يعني يظهر أن بعض النصارى في دمشق سمعوا عن نزول عيسى، وأنه سينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فقاموا للمنارة وأحرقوها، فجاء سلطان المسلمين أو القاضي، وحكم أن تعاد بناء المنارة من أموال النصارى الذين أحرقوها، فبنيت من حجارة فيها. ويقول ابن كثير: "ولعلها تكون من دلائل النبوة الظاهرة حيث قيض الله بناء هذه المنارة من أموال النصارى لينزل عيسى ابن مريم عليها، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ولا يقبل منهم جزية، ولكن من أسلم وإلا قتل، وكذلك غيرهم من الكفار". النبي صلى الله عليه وسلم حدث عن فخره بهذه الأمة، فقال في الحديث الصحيح: منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه صححه الألباني.
    وعن جابر بن عبد الله قال: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال: فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام ، فيقول أميرهم يعني أمير الطائفة المسلمة المنصورة تعال يعني صل، تقدم، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة [رواه مسلم: 156].
    وفي رواية قال : ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا، فيقول: لا إن بعضهم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الأمة قال ابن القيم: "إسناد جيد".

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •