قال ابن مالك - رحمه الله تعالىٰ - في ألفيته:

كذا مؤنثٌ بهاءٍ مطلقَا ... وشَرْطُ مَنْعِ العَارِ كَوْنُهُ ارْتَقَىٰ

فوق الثلاثِ، أو كجُورَ، أو سَقَرْ ... أو زيدٍ: اسمِ امرأةٍ لا اسمَ ذكرْ

وجهانِ في العادمِ تذكيرًا سَبَقْ ... وعُجْمَةً - كهِنْدَ - والمنعُ أحقْ


قال ابن عقيل - رحمه الله تعالىٰ - في شرحه (٣٣١/٣):

ومما يمنع صرفه - أيضًا - العلمية والتأنيث، فإن كان العَلَم مؤنثًا بالهاء امتنع من الصرف مطلقًا، أي: سواء كان عَلَمًا لمذكر كطلحةَ، أو لمؤنث كفاطمةَ، زائدًا علىٰ ثلاثة أحرف كما مَثَّل، أم لم يكن كذلك «كثُبَةَ، وقُلَةَ» - عَلَمَيْن -.

وإن كان مؤنثًا بالتعليق؛ أي: بكونه علمًا علىٰ أنثىٰ، فإما أن يكون علىٰ ثلاثة أحرف، أو على أزيد من ذلك.

فإن كان على أزيد من ذلك امتنع من الصرف كزينبَ وسعادَ - عَلَمَيْن -، فتقول هٰذه زينبُ، ورأيت زينبَ، ومررت بزينبَ.

وإن كان علىٰ ثلاثة أحرف؛

فإن كان محرك الوسط، منع - أيضًا - كسَقَرَ.

وإن كان ساكن الوسط، فإن كان أعجميًا كـ«جُورَ» - اسم بلد -، أو منقولاً من مذكر إلىٰ مؤنث كـ«زيدَ» - اسم امرأة - منع أيضًا.

فإن لم يكن كذلك، بأن كان ساكن الوسط، وليس أعجميًا، ولا منقولاً من مذكر ففيه وجهان: المنع(١)، والصرف، والمنع أَوْلىٰ، فتقول: هٰذه هندُ، ورأيت هندَ، ومررت بهندَ.


ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــ
(١) قال الشيخ محمد محي الدين عبد الحميد في تعليقه:
وقد ورد بالوجهين قول جرير، وينسب لابن قيس الرقيات:
لم تتلفَّعْ بفَضْلِ مِئْزَرِها ....... دَعْدٌ، ولم تُسَقْ دَعْدُ في العُلبِ
فقد صرف «دعد» في أول عَجُزِ البيت، ثم منع صرفه بعد ذٰلك.