تاريخ نجد لابن غنّام وابن بشر قراءة هادئة ونظرة فاحصة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين،
وبعد،
فإنّ مما لا شك فيه أنّ من أهمّ وأوسع الكتب التي أرّخت للدعوة الإصلاحية التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر الهجري على الإطلاق، كتابين:
الأول: تاريخ العلامة أبي بكر حسين بن غنّام الإحسائي (١١٥٢-1225ه) المعروف بـ «روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام»، ويشتهر اختصاراً بـ «تاريخ نجد»، وقد أرّخ للفترة ما بين (1158 – 1213ه).
ويليه في الأهمية كتاب عثمان بن عبد الله بن بشر النجدي الحنبلي (1210-1290ه) المعروف بـ «عنوان المجد في تاريخ نجد» وقد أرّخ للفترة ما بين (1157-1267ه).
وقد اعتنى العلماء بهذين التاريخين، وأَولَوْهما اهتماماً بالغاً، إذ يُعدّان أهم مصدرين من مصادر تاريخ الدعوة الإصلاحية بالخصوص، ونجدٍ بالعموم،
لا سيما أن المؤلِّفَيْن قد عاصرا عامة أحداث تلك الحقبة التاريخية،
وما لم يشهداه منها فقد عاصرا من شهدها وحضرها.