قصيدة”هِيَ البَيْعَةُ البَيْضاءُ " في الإنتصار للصحابة الكرام رضوان الله عليهم لقائلها ، إبن سند وهذه القصيدة ضمن ديوانه المشهور الموسوم بــ: ( الصارم القرضاب في نحر من سب أكارم الصحاب)


هِيَ البَيْعَةُ البَيْضاءُ جَاحِدُ ضَوْئِهَا
بَدَتْ تَتَهادَى فِي غَلائِل حُيِّرَت
طُوينَ عَلَى سِرِّ الصَّوابِ وَإِنْ تَكُنْ
كَفَاها سَنًا أن تُنْكِرَ العُمْيُ شَمْسَها
أيُحْكَمُ بِالنَّصِّ المُبِينِ رِباطُهَا
وَما ضَرَّهَا قَدْحُ العُداةِ بِعرْضِها
[فَكَمْ مِنْ حَصَانٍ لا تُزَنُّ برِيبَةٍ
وَلَوْ ضَرَّها ضَرَّ البُزاةَ إِذَا سَمَتْ
أيُزْرِي نُصُوصَ الوَحيِ أَنْ هِيَ عُورِضَتْ
مَتى نَسَبُوها عَنْ نُصِيرٍ فَتِلْكَ لَمْ
وللسُّنَّة الغرَّاء وَالصُّحْبِ مَنْ غَدَوْا
كَواكِبَ مَنْ يَنْظُرْ لَها يَسْتَنِرْ بِها
وَلَكِنْ لَعَمْري لَيْسَ يُجْدِي الدَّليلُ فِي
وَلَو أَنَّهُ أَجْدَى لَمَا قُلْتَ سَهَّلتْ
فَإِنْ وَقَعَتْ عَنْ فَلْتَةٍ لا رَوِيَّةٍ
عُرًا بِيَمِينِ النَّصِّ أُحْكِمَ فَتْلُهَا
وَلَوْ أَنَّهَا جَاءَتْ كَزَعْمِكَ غَلْطَةً
كَجَاحِدِ شَمْسِ الصَّحْوِ فِي الغُدُواتِ
بِأَلْسُنِ قَوْمٍ فِي الَحديثِ ثِقاة
بِأَيْدي مَقَالِ الصِّدْقِ مُنْتَشِرات
إِذَا هِيَ لَمْ تُحْجَب عَنِ النَّظَرات
وتُنقضُ بالأغلاطِ والوهمات
إِذَا هِيَ عُدَّتْ فِي النِّسَا الخَفِرات
رَمَتْهَا بَغَايا الَحيِّ بالهَفَوَاتِ
صَفِيرُ بُغاثِ الطَّيْرِ فِي الوُكُنات
بِأَوْهَامِ رفضٍ هُنَّ كَالنَّفَثات
تَزَلْ لكتاب اللهِ مُنْتَسِبات
مَصابِيحَ للسَّــارينَ متَّقِدات
مَلاحِبَ هَدْيٍ غَيْرَ مُنْطَمِسات
قُلُوبٍ عَن الإسْلامِ مُنْحَرِفَات
دَمَ السِّبْطِ قِدْمًا بَيْعَةُ الفَلَتَاتِ
فَلَيْسَ عُرَاهَا قَبْلُ مُنْفَلِتَاتِ
تُرَى أَنَّهَا تَنْقَصُّ بالغَلَطَاتِ
لأَنْكَرَ كُلِّ تِلْكَ بالْكَلِمَاتِ
وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يُنْكِرُوا فَعُقُودُهَا
هُمُ مَنْطَقُوهُ بالخِلاَفَةِ فَاغتَدَتْ
كَسَوْهُ بِهَا لمَّا تَخَلَّلَ بِالْعَبَا
وَمَا رَشَّحُوهُ بالخِلافَةِ عَنْ هَوًى
وَلَوْ عَلِمُوهَا فِي عَليٍّ وبَايَعُوا
ولَكِنَّهُم خَيرُ القُرُونِ فَقَولُهُم
وَإِنْ بَيْعَةٌ قَدْ نَظَّمُوا دُرَّ سِلْكِهَا
ولا سيَّمَا يُمْنَى عليٍّ فَإِنَّهَا
وحَسْبُكَ إِمْسَاكُ الزِّمَامِ بِكَفِّهِ
وَشَرْعُكَ مِنْهُ عَبْرَةٌ هَاشِمِيَّةٌ
أَلَيْسَ بإِجْمَاعِ الصحَابِةِ مَقنَعٌ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا دَلاَئِلُ غَيْرُهُ
عَلَى أَنَّ فِيهَا كُلَّ نَصٍّ وُجُوهُهُ
فَفِي نُورِهِ والفَتْحِ والَحشْرِ أَشْرَقَتْ
وَفِي النَّشرِ مِنْ أُمِّ الكِتَابِ سَرى لَهَا
إِذَا صَافَحَتْهُ مِنْ ذَكَاءٍ غَلاَئِلٌ
فَتَبًّا لِقَوْمٍ عَارَضُوهَا سَفَاهَةً
أيُطعنُ منسوبٌ وتُعزى لقيطةٌ
وهَأنَذَا أَرْوِي أَحَادِيث حَقَّقَتْ
طَلَعْنَ شُمُوسًا واعْتَصَبْنَ عَرائِسًا
غُدَتْ بِيَدِ الإِجْمَاعِ مُنْتَظِمَاتِ
بَهَا خُرَّدُ الإِسْلاَمِ مُنْتَطِقَاتِ
وَوَاسَى رَسُولَ اللهِ فِي الكُرُبَاتِ
وَلَكِنْ لأخْبَارٍ بِهَا سَفِرَاتِ
سِوَاهُ لكَانُوا الدَّهْرَ شَرَّ عُصَاةِ
هُوَ الَحسَنُ الَمأْمُونُ مِنْ عَثَرَاتِ
لأَحْرَى بِأَنْ تُلْقَى عَلَى الرَّقَبَاتِ
يَمِينٌ تَسُحُّ الَخْيرُ والبَرَكَاتِ
وَقَدْ أَنْهَدَ الصِّدِّيقُ نَحْوَ غَزَاةِ
عَلَى ذَلِكَ التَّيْمِيِّ بَعْدَ وَفَاةِ
وَهُمْ خَيْرُ أَعْلاَمٍ وخَيْرُ هُدَاةٍ
لَكَانَتْ بِهِ الأَوْهَامُ مُنْكَشِفَاتِ
تُريِكَ وُجُوهَ الَحقِّ مُبْتَسِمَاتِ
دَلاَئِلُ غُرٌّ غَيْرُ مُشْتَبِهَاتِ
أَرِيجٌ يَفُوقُ الِمسْكَ فِي النَّفَحَاتِ
يَرُحْنَ بِأَرْوَاحِ الهُدَى عَطِراتِ
بِمُخْتَلِفَاتِ الرَّأَي مُخْتَلَقَاتِ
وتُشْرَى أَغَالِيطٌ بِمُتَّضِحَاتِ
دَلاَئِلَ فِيهَا غيرَ مُنْتَقِضَاتِ
سِوَى أَنَّهَا لَيْسَتْ بِمُنْتَقِبَاتِ
ولاَ غَرْوَ أَنْ تَسمُو فَإِنَّ انتِسَابَهَا
ولَيْسَ عَجِيبًا أَنْ تَكَادَ لَطَافَةً
بَدَتْ فَطَوَتْ لَيلًا مِنَ الرَّفْضِ أَسْوَدًا
فَمِنْهُنَّ تَصْرِيحُ النَّبِيِّ بِأَنَّهُ
وَتَقْديِمُهُ إِيَّاهُ فِي مَرَضِ التَّوى
وَرُؤْيَاهُ كَالوَحْيِ المُبِينِ بِأَنَّهُ
فَأَدْلَى أَبُو بَكْرٍ ذَنُوبًا وَنَزْعُهُ
وَأَدْلَى أَبُو حَفْصٍ فَعادَتْ دِلاؤُهُ
فهذي لعمري خيرُ رؤيا شموسها
أتعدلُ عنها بعدما سطعت لنا
ومن يشتري شريا بأريٍ فإنه
وفي خبر الأحجار نصٌّ صباحهُ
أنتركهُ صرفًا ونشربُ غيرهُ
فيا لك من نصٍّ سرتْ منه نفحةٌ
فهل أنت يا كلب الروافض قانعٌ
أليس أبي الرحمن سبقة غيرهِ
كَإن لَمْ أَجِيْء لِلْعَصْر فَاجْعَل إِمامَهُمْ
فَهَلْ سَبَّبتْ قَتْلَ الُحسَيْنِ بِكَرْبَلا
وَكَيْفَ وقُرْبَى الُمصْطَفَى الطَّهْرِ عِنْدَهُ
وَلَو أبصَرُوهُ وَالوشِيجُ شَوارِعٌ
إِلَى خَيْرٍ مَنْسُوبٍ لِخَيْرِ سَرَاةِ
تَسيلُ مَبَانِيهَا عَلَى الوَرَقَاتِ
كَمَا انْطَوَتِ الآثَامُ بِالحَسَنَاتِ
خَلِيفَتُهُ فِي بَذْلِهِ الصَّدَقَاتِ
إِمَامًا عَلَى البَاقِينَ فِي الصَّلَواتِ
عَلَى البِئْرِ يُدْلِي دَلْوَهُ كَسُقَاةِ
لَها مُنْبِئٌ عَنْ قِلَّةِ السَّنَواتِ
غُرُوبًا كَما قد صَحَّ مُمْتَلِئاتِ
صِباحٌ صِحاحٌ غَيْرُ مُنْكَسِفات
إِلى شُبَهٍ للرفْضِ مُعْتَكِراتِ
يَرى طَيِّبَاتِ الحلِّ كالخُبُثَاتِ
يُزَحْزِحُ مَا لِلرُّفْضِ مِنْ ظُلُماتِ
أَجِينًا وَطِينًا عاد كَالحَمئَاتِ
فَأَحْيَتْ رِياضَ الحَقِّ بِالنَّسَماتِ
بِمَا صَحَّحوا أَمْ أَنْتَ فِي غَمَراتِ
إِلَيْهَا وَيَأْبَى المُسْلِمُون لِهاتِي
أَبَا بَكْرٍ الصّديقَ حالَ صلاةِ
إمامةُ مُحْيِي اللَّيلِ بِالرَّكَعاتِ
أَحَبُّ لَه مِنْ سَائِرِ القُرُباتِ
وَبِيضُ الظُّبَى مُحْمَرَّةُ الشَّفَراتِ
لَخاضُوا بِحَار الموتِ مِن دُونِ حَتْفِهِ
وَلارتَشَفُوا حُمْر الدِّماءِ وَلو غَدَتْ
فَوَيْلَكَ أقْصِرْ عَن مَسَبَّةِ مَعْشرٍ
إذا ذُكِرُوا فِي مَحْفَلٍ فاقَ عَرْفُهُ
كَأنَّكَ لَمْ تَنْشَقْ هَواهُمْ ولم تَذُقْ
فَمَنْ كَأَبِي بكرٍ إِذَا حُشَّت الوَغَى
وَكَيْفَ وَقَدْ نَادى عَليٌّ بأَنَّهُ
وَأَوْفَرُهُم عِلمًا وَأَشْهَرُهُم نَدًى
وَهَلْ كَأَبِي حَفْصٍ هُمَامٌ غَضَنْفَرٌ
فَزَعْزَعَ كِسْرى عَنْ كَراسِيِّ مُلْكِهِ
بَأَيْدي اُسُودٍ ناصِرين لِدينهم
وَمَنْ مِثلُ عُثْمانَ بنِ عَفْانَ إن سَجا
وَلا كَعَليٍّ فَارسًا وَمُحَكَّمًا
أُولَئِكَ أنيابُ الخِلافةِ حُكْمُهُمْ
سَقى تربَةَ المُخْتَار ثُمَّ قُبُورَهُمْ
يَدُومُ عَلَيْهِمْ مَا تَغَنَّت حَمائِمٌ
وَلَوْ رَكِبُوا فَوْقَ القَنَا الذَّرِباتِ
لُعابَ قَناةٍ لا لُعابَ فَتاةِ
نُعوتُهُمُ كالأَنْجُمِ النَّضِراتِ
نَسيمَ الصَّبا مِن أخْضَرِ العَرَصاتِ
هداهُمْ وَما أَبْدَوْا مِنَ الثَّمراتِ
بِرَأْسِ قَناةٍ أَوْ بِغَرْبِ ظُباةِ
مَتى كَرَّ أجْراهُمْ عَلَى الغَمراتِ
وَأَمْضاهُمُ عَزْمًا عَلَى الكُرُبات
وَهَيْبَتُهُ أَغْنَتْ عَنِ الغَزَواتِ
وَأَنْزَلَ مَلْكَ الرُّوم عَنْ هَضباتِ
بَصِيرين يَوْمَ الكَرِّ بِالطَّعَناتِ
ظَلامٌ وَطابَتْ لَذَّةُ الخَلَواتِ
مَقالَةَ حَقٍّ لا مَقالَ غُلاةِ
أساسُ الهُدى وَالَخْيرِ وَالبركاتِ
مُلِثُّ العَزالِي شامِلُ السَّكَباتِ
نوادِبُ مِنْ شَجوٍ عَلَى عَذَبات








مصادر
قصيدة هي البيعة البيضاء
الصارم القرضاب في نحر من سب أكارم الصحاب