كيف نميز بين عبد الله بن بريدة وسليمان بن بريدة ؟

[عبد السلام الخلقي]

أخرج الترمذي في جامعه (4 / 306) برقم: (2546)محَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ، ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ .

وأخرج الإمام أحمد في مسنده (10 / 5436) برقم: (23406) حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ مِنْهُمْ ثَمَانُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ . وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً : أَنْتُمْ مِنْهُمْ ثَمَانُونَ صَفًّا .

بالنظر إلى السند نجد أن رجال السند ( أَبُو سِنَانٍ (ضرار بن مرة ) ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ) في سند الحديثين .
وعند مراجعة تخريج العلماء للحديث وجدتهم يسمون ابن بريده في حديث الترمذي ( سليمان بن بريدة) وفي حديث ابن حنبل ( عبد الله بن بريدة ) .
فكيف استطاعوا التمييز بينهما مع أن كليهما روى عنه محارب بن دثار ؟

[وطني الجميل]

ذكر عبد الله بن بريدة خطأ أظنه من عبد الصمد بن عبد الوارث، والله أعلم، والصواب"ابن بريدة". وقد جاء من رواية علقمة تسميته بسليمان بن بريدة.
قال عبد اللَّه: قال أبي: علقمة بن مرثد إنما يحدث عن سليمان بن بريدة، لم يحدث عن عبد اللَّه بن بريدة شيئا، وأنكر أن يكون علقمة سمع شيئا من عبد اللَّه بن بريدة، إنما روى عن سليمان بن بريدة.
"العلل" برواية عبد اللَّه (2421).

[عبد السلام الخلقي]

قرأتُ في الموضوع كثيرا
قال ابن حجر : ابن بريدة هو عبد الله وأخوه سليمان قال البزار حيث روى علقمة ابن مرثد ومحارب ومحمد ابن جحادة عن ابن بريدة فهو سليمان وكذا الأعمش عندي وأما من عداهم فهو عبد الله .
وعند ترجمته لهما فابن حجر ذكر الحديث عن سليمان وعبدالله عن أبيهما فالظاهروالله أعلم أن ابن حجر ساق الحديث بحسب وقوعه له في الأسانيد، ولم يُوضح أيهما يرجح وكأنه رأى أن الحديث محفوظ عن عبدالله وسليمان عن أبيهما .

http://www.addyaiya.com/uin/arb/View...?ProductId=520

---

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

ذكر عبد الله بن بريدة خطأ أظنه من عبد الصمد بن عبد الوارث، والله أعلم، والصواب"ابن بريدة". وقد جاء من رواية علقمة تسميته بسليمان بن بريدة.

قلتُ: لكن أحمد رواه في موضع ءاخر قبله بدون تسميته في مسنده [22492]، فقال:
حَدَّثَنَا عَبدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عَبدُ الْعَزِيزِ بنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ضِرَارٌ يَعْنِي ابنَ مُرَّةَ أَبو سِنَانٍ الشَّيْبانِيُّ، عَنْ مُحَارِب بنِ دِثَارٍ، عَنِ ابنِ برَيْدَةَ، عَنْ أَبيهِ.
وعلى ما أعتقد أن الذي سماه هو أحمد فإنه في الأول قد أخرج أحمد عن عبد الصمد الرواية على الصواب بدون تسميته.
اعتمادا على أنه لا يضر ذلك؛ لأنه بالفعل هو عبد الله بن بريدة وسيأتي تفصيل ذلك فيما سيأتي بعد.
أما رواية الثوري عن علقمة عن سليمان بن بريدة فهو مختلف كما ذكر الترمذي وصلا وإرسالا.
وقد علق الترمذي رواية الإرسال بالتمريض وعلق رواية الوصل جزما، وقال عبد الحق الإشبيلي: "لا ينبغي تعليله [يعني حديث محارب] بذلك [يعني حديث علقمة]". اهـ.
وقد ذكر الحاكم أن يَحْيَى بْن سَعِيدٍ وَعَبْد الرَّحْمَنِ بْن مَهْدِيٍّ وهما من هما روياه عن الثوري مرسلا.
وتابعهما مؤمل بن إسماعيل في رواية صاحب ابن المبارك في زوائد الزهد عن الثوري، عن علقمة به، مرسلا.
والعلماء يذكرون أن سليمان بن بريدة أصح حديثا من أخيه عبد الله بن بريدة.
ولعله يقويه في هذا الحديث مرسل الشعبي.
وعلى كل حال فإن رجحت رواية الإرسال عن علقمة عن سليمان، فرواية عبد الله بن بريدة بها زيادة ثقة تقوم الإسناد حيث لم يختلف في اتصالها.

أخرج الترمذي في جامعه (4 / 306) برقم: (2546)محَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الطَّحَّانُ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ ، ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ .
وأخرج الإمام أحمد في مسنده (10 / 5436) برقم: (23406) حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سِنَانٍ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ مِنْهُمْ ثَمَانُونَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ . وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً : أَنْتُمْ مِنْهُمْ ثَمَانُونَ صَفًّا .
بالنظر إلى السند نجد أن رجال السند ( أَبُو سِنَانٍ (ضرار بن مرة ) ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ) في سند الحديثين .
وعند مراجعة تخريج العلماء للحديث وجدتهم يسمون ابن بريده في حديث الترمذي ( سليمان بن بريدة) وفي حديث ابن حنبل ( عبد الله بن بريدة ) .
فكيف استطاعوا التمييز بينهما مع أن كليهما روى عنه محارب بن دثار ؟

إن ما يرويه محارب بن دثار عن عبد الله بن بريدة فهو بتسميته أو بدون تسميته إن شاء.
فإن محارب بن دثار فيما أعلم لا يروي عن سليمان بن بريدة إلا بتسميته.
وقد جاء في موضعين قد توهم فيه بعض الرواة وهما حديثان غير المذكور ءانفا فيما رواه البزار في مسنده وضعفه ابن خزيمة من طريق: المعتمر عن الثوري عن محارب عن ابن بريدة عن أبيه.
وهم المعتمر في روايته عن الثوري بعدم تسميته.
فرواه غيره من الرواة مثل وكيع وعبد الرزاق وعبد الرحمن بن المهدي وغيرهم كلهم بتسميته، فقالوا عن الثوري عن محارب عن سليمان بن بريدة على اختلافهم في الوصل والإرسال.
وفي الموضع الأخر حديث ءاخر وهو ما أخرجه الحربي في غريب الحديث من طريق سعيد بن سليمان عن منصور بن أبي الأسود عن عطاء بن السائب عن محارب عن ابن بريدة عن أبيه.
وأخرجه أيضا البزار أيضا من طريق سعيد عن منصور إلا أنه قال: عن ابن بريدة وهو سليمان قلتُ: وهذا من قول البزار نفسه وهو خطأ، فإنه لا دليل عليه.
بل ومما يؤيد أن ما ذكره البزار خطأ ما أخرجه بنفس حديثه أبو سعيد الدارمي في نقضه على المريسي [1 : 418]، فقال:
حَدَّثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، ثنا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
قلتُ: فصرح عطاء بأنه يروي عن عبد الله بن بريدة.
ولو تتبع روايات عطاء بن السائب عن ابن بريدة لوجد أنه يصرح في أحاديث أخرى بتسميته عبد الله بن بريدة وليس بسليمان.
وفي الإسناد عطاء بن السائب وهو قد اختلط بآخره ورواية منصور بن أبي الأسود عنه بآخره.
بل بلغ به في بعض الأحاديث الأخرى أنه يروي عن عبد الله بن بريدة مصرحا باسمه بواسطة وهو حرب بن زهير الضبعي.
وفي حديث ءاخر صنع مثل هذا البزار في مسنده فقال:
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ ضِرَارٍ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، [وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ بُرَيْدَةَ] ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وهذه الزيادة من بين القوسين من تسمية البزار قلت: هذا خطأ. ففي صحيح مسلم بدون تسميته، قال مسلم:
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُعَرِّفِ بْنِ وَاصِلٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
وهو كذلك في شرح معاني الآثار للطحاوي بدون تسميته أخرجه من طريق أبي نعيم وأحمد بن يونس كلاهما عن معرف بن واصل عن محارب بن دثار عن أبيه.
أما ما وقع في الأشربة للإمام أحمد فقال: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْرُوفٌ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ.
فهذا وهم في تسميته بسليمان بن بريدة، وقد أشار إلى ذلك أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (1/342) بحيث أخرج رواية ابن الجعد عن معرف بعدم تسميته.
ثم إنه قد توبع معروف عن محارب على عدم تسميته كما في صحيحي مسلم وابن حبان رواه ابن حبان من طريق:
زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ الإِيَامِيِّ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
بل ورد في صحيح مسلم أن محارب صرح بتسميته بعبد الله بن بريدة، فأخرج من طريق:
ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ أَبي سِنَانٍ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ.
فعلى هذا يكون محارب بن دثار لم يرو عن سليمان بن بريدة إلا هذا الحديث المرسل وهو حديث قيام الصلوات بوضوء واحد.
والله أعلم.

[وطني الجميل]

قال البرقاني :« وسئل -يعني:الدارقطني- عن حديث روي عن يحيى بن يعمر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: أهل الجنة عشرون ومئة صف، ثمانون أمتي.
فَقَالَ: يَرْوِيهِ عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فرواه أبو طالب القاص، واسمه: يحيى بن يعقوب، وهو خال أبي يوسف القاضي، عن علقمة بن مرثد، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
وخالفه الثوري، وأبو سنان: سعيد بن سنان، وعيسى بن عبد الله الأشعري، رووه عن علقمة بن مرثد، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم،
وقيل، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ ابن بريدة مرسلا،
والصحيح حديث ابن بريدة عن أبيه.»​ العلل(٢٨٤٩)(12/ 417)
قلت: وجاء من قول كعب الأحبار ولعله الصواب، رواه ابن أبي شيبة من طريق عبدالله بن شقيق، عن قيس بن عباد، عن كعب قال: «أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون من هذه الأمة». «المصنف» (6/ 315) (31716)
-----
ويغني عنه: حديث ابن مسعود: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ نَحْوًا مِنْ أَرْبَعِينَ قَالَ : أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ : قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ : أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْنَا : نَعَمْ ، فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَذَاكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إِلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ ، وَمَا أَنْتُمْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ أَوِ الشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَحْمَرِ . متفق عليه واللفظ لأحمد.
-----
قلت: وكذلك حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً:
... فَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " ، فَكَبَّرُوا وَحَمِدُوا اللهَ ، قَالَ : " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " ، فَكَبَّرُوا وَحَمِدُوا اللهَ ، فَقَالَ : " إِنِّي لَأَرْجُو اللهَ أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ " ، فَكَبَّرُوا وَحَمِدُوا اللهَ ، قَالَ : " مَا أَنْتُمْ فِي الْأُمَمِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ الْأَبْيَضِ " . متفق عليه واللفظ للنسائي.

[عبد الرحمن هاشم بيومي]

قال البرقاني :« وسئل -يعني:الدارقطني- عن حديث روي عن يحيى بن يعمر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم: أهل الجنة عشرون ومئة صف، ثمانون أمتي.
فَقَالَ: يَرْوِيهِ عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ؛
فرواه أبو طالب القاص، واسمه: يحيى بن يعقوب، وهو خال أبي يوسف القاضي، عن علقمة بن مرثد، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم.
وخالفه الثوري، وأبو سنان: سعيد بن سنان، وعيسى بن عبد الله الأشعري، رووه عن علقمة بن مرثد، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم،
وقيل، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ ابن بريدة مرسلا،
والصحيح حديث ابن بريدة عن أبيه.»​ العلل(٢٨٤٩)(12/ 417)
.

قد رأيت ذلك وقد فاتني أن أعقب على هذا أن فيه نظرا حيث أن الدارقطني لم يفرق بين هذه الروايات الثلاثة.
ولم ينتبه للفارق في المتابعة بين أبي سنان وغيره حيث أنها متابعة ناقصة.
ففي رواية الثوري عن علقمة قد أهمل ذكر الجبلين يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن المهدي ثم إنها من حديث سليمان بن بريدة.
بينما أبو سنان ضرار بن مرة رواه من وجه ءاخر ليس عن علقمة حيث شيخ الثوري بل رواه عن محارب بن دثار ثم إنه يروي حديث عبد الله بن بريدة لا سليمان.
أما رواية عيسى بن عبد الله التي هي متابعة للثوري عن علقمة فغير محفوظة.
يرويها عنه محمد بن شرحبيل الهمداني به جهالة تفرد بها عنه يحيى بن عبد الحميد الحماني كما ذكر الطبراني في الأوسط [5763] ويحيى ضعيف كما هو معلوم.

قلت: وجاء من قول كعب الأحبار ولعله الصواب، رواه ابن أبي شيبة من طريق عبدالله بن شقيق، عن قيس بن عباد، عن كعب قال: «أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون من هذه الأمة». «المصنف» (6/ 315) (31716)

قلتُ: هو مضطرب فذكر قيس بن عباد غير محفوظ فقد خولف فيما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره [3135]، فقال: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ بُدَيْلٍ الْعُقَيْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [شقيق]، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: فذكره.
وهذا هو الأرجح حيث لا يعلم أنه روى قيس بن عباد عن كعب الأحبار البتة ولا ذكره المزي فيمن روى عن كعب، بالإضافة إلى أن عبد الله بن شقيق يحدث عن كعب مباشرة بدون واسطة.
بالإضافة إلى أنه لا يعلم أنه يروى عن عبد الله بن شقيق عن قيس بن عباد إلا في هذه الرواية ورواية أخرى واهية لا تصح.
وعلى كل حال لا يمكن إعلال هذه الرواية المقطوعى بالحديث المرفوع؛ لأنه لا وجه بينهما ولا علاقة من حيث الإسناد ولا تعضل أحدهما الأخرى.
فإن بمجموع رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه ورواية سليمان بن بريدة سواء كان مرسلا أو موصولا بالإضافة إلى مرسل الشعبي سيما وأن "مرسل الشعبي صحيح ، لا يكاد يرسل إلا صحيحا"، كذا قال العجلي.
حيث أن حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه لوحدها حسن إلا أنه يعضله أخوه سليمان في روايات فيرسلها ولا يرويها عن أبيه.
ولعل بما ضم إليها من هذين المرسلين تصير صحيحا لغيره.
والله أعلم.