ادخلي في سباق الإنجاب ولا تترددي
عبد الملك القاسم




من ألقى نظرة سريعة على الصحف العربية في طول العالم العربي يجد أن الكتابة وتسويد تلك الصفحات أصبحت سلعة رخيصة لكل من حمل قلماً وقرب محبره. ولا يهم زاده الفكري أو علمه الشرعي بل ولا من أين شرب ولا أين ارتوى!
كتبت إحداهن من بني جلدتنا تحت عنوان (سباق الأرانب في السعودية) كلاماً طويلاً يحكي عقدة الخور والضعف وواقع عدم التوكل على الله - عز وجل - وقلة الإتباع لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم -..ما قالت!




دخلت المملكة العربية السعودية سباق الأرانب.وبعد أن كنا نتندر على الآخرين، أصبحنا موضع التندر.. ما الذي حدث في حياتنا حتى انقلبنا إلى مصنع لإنتاج الأطفال أصبحنا نقدم طفلاً إلى الحياة كل دقيقة وأصبحت السعودية حسب إحصاءات صندوق الأمم المتحدة للسكان تصل إلى الحد الأعلى بين جميع دول العالم في زيادة عدد المواليد.




في الصين يولد طفل كل ثلاث دقائق. في الهند كل دقيقتين ونصف دقيقة وفي مصر كل خمس. نحن إذن نكسب سباق الأرانب. لكنه سباقٌ الكاسب فيه خسران.
نحن نزيد بمعدل نصف مليون فرد سنوياً. وهذه الزيادة تعني الضغط على جميع المرافق وتمثل عبئاً اقتصادياً. إذا احتملنا اليوم فلن نحتمله غدا.. وإذا كان في الإمكان توفير الطعام لكل فم الآن. فإن ذلك قد لا يكون متاحاً في المستقبل.




والمقال وحالنا كما قال الشاعر:
سارت مشرقة وسرت مغرباً *** شتان بين مشرِّقٍ ومغرِّب
لذا سأورد جواب اللجنة الدائمة للإفتاء حول سؤال ورد إليها مفاده: هل يجوز للمسلم تنظيم أسرته باتباع الوسائل المختلفة في تحديد النسل!
ج: لقد سبق أن بحث مجلس هيئة كبار العلماء هذه المسألة فأصدر قراراً مضمونه ما يأتي:




نظراً إلى أن الشريعة الإسلامية ترغب في انتشار النسل وتكثيره وتعتبر النسل نعمة كبرى ومنَّة عظيمة منَّ الله بها على عباده فقد تضافرت بذلك النصوص الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله مما أوردته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في بحثها المعد للهيئة والمقدم لها. ونظراً إلى أن القول بتحديد النسل أو منع الحمل مصادم للفطرة الإنسانية التي فطر الله الخلق عليها وللشريعة الإسلامية التي ارتضاها الربد - تعالى - لعباده. ونظراً إلى أن دعاة القول بتحديد النسل أو منع الحمل فئة تهدف بدعوتها إلى الكيد للمسلمين بصفة عامة وللأمة العربية المسلمة بصفة خاصة حتى تكون لهم القدرة على استعمار البلاد واستعمار أهلها. وحيث أن في الأخذ بذلك ضرباً من أعمال الجاهلية وسوء ظن بالله - تعالى - وإضعافاً للكيان الإسلامي المتكون من كثرة اللبنات البشرية وترابطها لذلك كله فإن المجلس يقرر بأنه لا يجوز تحديد النسل مطلقاً ولا يجوز منع الحمل إذا كان القصد من ذلك خشية الإملاق، لأن الله - تعالى - هو ا لرازق ذو القوة المتين(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) هود: من الآية6. أما إذا كان منع الحمل لضرورة محققة ككون المرأة لا تلد ولادة عادية وتضطر معها إلى إجراء عملية جراحية لإخراج الولد، أو كان تأخيره عملاً بما جاء في الأحاديث الصحيحة، وما روي عن جمع من الصحابة رضوان الله عليهم من جواز العزل، وتمشياً مع ما صرح به الفقهاء من جواز شرب الدواء لإلقاء النطفة قبل الأربعين بل قد يتعين منع الحمل في حالة ثبوت الضرورة المحققة.




وصلى الله وسلم على نبينا ممد وآله وصحبه وسلم.
فيا أيتها المسلمة.. ادخلي في سباق الإنجاب ولا تترددي وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بأمس الحاجة إلى الرجال والنساء ممن يتربون في محاضن العلم والصلاح. ألا فاكثرن من سواد الأمة ممن يوحدون الله - عز وجل - ولا يشركون به شيئاً.