بسم الله الرحمن الرحيم
سليمان عليه السلام (ذو القرنين)
.............................

سليمان عليه السلام هو ذو القرنين وسمي بذلك لأنه يتنقل من عالم الانس الى عالم الجن والعكس أي في مكانين ومنها كما في قوله تعالى {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}
قرن بمعنى ابقيا في مكان بيوتكن
فالقرن الاول هو عالم الانس وبقائه فيه
والقرن الثاني هو عالم الجن وبقائه فيه
ومثنى الكلمة للاختصار يقال ذو القرنين (قرن الجن وقرن الانس)

قرن للمفرد وقرنين للمثنى وتقرأ وتنطق كما في الآية السابقة
التشبيه بقرني الثور او ضفيرتي الشعر ابدا غير صحيح هذا التفسير
سليمان وابيه داوود عليهما السلام اعطي علما وفضلا على كثير من العالمين ولاحظ اقول علم وهذا العلم هو الذي يستطيع سليمان الدخول به الى عالم الجن ولاكن لم يكن له سيطرة عليهم ايضا لابد التفريق بين العلم وبين الملك
الجن غدروا بالسليمان اثناء تواجده عندهم ولم يستطع الرجوع لعالم الانس
طبعا كل ذلك بأذن الله تعالى وعلمه وفتنته
التنقل بين العالمين خاص (بالنفس) وليس بالجسد لان الجسد بقي بعالم الانس وحذفت (الهاء) لان جسد سليمان لم يعد مكون له للخروج نفسه منها ولذلك تلبس هذا الجسد شيطان من الجن وقام مقامه بالحكم ويقال تلك الفترة40يوم
هذه الفتنة لسليمان كانت بسبب تأخره عن ذكر الله تعالى عن الوقت المحدد للصلاة او تأخره في عالم الجن اكثر من الازم او اعجابه بخيل الجن. الخ
سليمان عليه السلام لم يطلب ملكا خاص به ابدا وانما طلب المحافظة على ملكا قائم وموروث عن ابيه داوود عليهما السلام لأنه سلب منه من احد الجن
أي نظام حكم لا ينبغي لاحد من الجن ان يسلبه منه مرة ثانية اذا كان في عالم الجن
عند توبة سليمان عليه السلام اعطاه الله تعالى ان سخر له الجن لا يعصون له امرا اما سابقا فلم يكن مسيطر على الجن وانما يملك العلم للدخول عليهم
هذا والله تعالى اعلم
قال الله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) النمل
قال الله تعالى (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ (33) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخرنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (40) ص

.