المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو القعقاع
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو القعقاع
من منهج أهل السنة والجماعة عدم الحكم على معين بجنة أونار ولم يستثنى من ذلك إلى مادل عليه الدليل .لكن هناك إشكال :فحديث الجنازتين التي مرت على الرسول صلى الله عليه وسلم فلما شهد الصحابة لها بخير قال عليه الصلاة والسلام وجبت ولما شهدوا للأخرى بشر قال وجبت فلما سئل عن مامعنى وجبت قال الأولى شهدتم لها بخير فوجبت لها الجنة والثانية شهدتم لها بشر فوجبت لها النار أنتم شهود الله في أرضه:السؤال هل من أستفاض له الذكر الحسن وزكاه أهل الخير هل يمكن أن يقال أنه من أهل الجنة أم لا::الموضوع للنقاش وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم الحديث الذي سقته ليس فيه أن الصحابة شهدوا للجنازتين بالجنة والنار, بل أثنوا على الأولى خيرا, وعلى الثانية شرا, فبين النبي أن قد وجبت للأولى الجنة ووجبت للثانية النار, فبيان النبي دل على حسن خاتمة الأولى وسوء خاتمة الثانية, وهذا مثل الحديث في صحيح البخاري في (بَاب لَا يَقُولُ فُلَانٌ شَهِيدٌ):
(حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْتَقَى هُوَ وَالْمُشْرِكُون َ فَاقْتَتَلُوا فَلَمَّا مَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَسْكَرِهِ وَمَالَ الْآخَرُونَ إِلَى عَسْكَرِهِمْ وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَهُمْ شَاذَّةً وَلَا فَاذَّةً إِلَّا اتَّبَعَهَا يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ فَقَالَ مَا أَجْزَأَ مِنَّا الْيَوْمَ أَحَدٌ كَمَا أَجْزَأَ فُلَانٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ أَنَا صَاحِبُهُ قَالَ فَخَرَجَ مَعَهُ كُلَّمَا وَقَفَ وَقَفَ مَعَهُ وَإِذَا أَسْرَعَ أَسْرَعَ مَعَهُ قَالَ فَجُرِحَ الرَّجُلُ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ بِالْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَى سَيْفِهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَخَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ وَمَا ذَاكَ قَالَ الرَّجُلُ الَّذِي ذَكَرْتَ آنِفًا أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ فَقُلْتُ أَنَا لَكُمْ بِهِ فَخَرَجْتُ فِي طَلَبِهِ ثُمَّ جُرِحَ جُرْحًا شَدِيدًا فَاسْتَعْجَلَ الْمَوْتَ فَوَضَعَ نَصْلَ سَيْفِهِ فِي الْأَرْضِ وَذُبَابَهُ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ ثُمَّ تَحَامَلَ عَلَيْهِ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ فِيمَا يَبْدُو لِلنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)
فهنا بيان أنه لايشهد لأحد بجنة ونار, الا من شهد له الله ورسوله بذلك, وهذا الرجل قد شهدوا له أنه أجزأهم في قتال الكفار ولكن النبي بين أنه من أهل النار, فبيان النبي هو الفيصل في الموضوع, وهذا مثل الحديث
(عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حدثني عمر رضي الله عنه قال لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة غلها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون) رواه مسلم والترمذي وغيرهم
وبالتالي أخي الكريم لايشهد لمعين بجنة أو نار ولكن يرجى له أن يكون من أهل الجنة, أما الذي يعمل عملا كفريا وهو من أهل الاسلام فهذا أيضا لايشهد له بالنار لأنه قد يكون هناك مانع من ترتب الحكم عليه, وهذا كما في الحديث
(كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد فلما احتضر قال لأهله : انظروا : إذا أنا مت أن يحرقوه حتى يدعوه حمما ثم اطحنوه ثم اذروه في يوم ريح [ ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر فوا الله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين ] فلما مات فعلوا ذلك به [ فأمر الله البر فجمع ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيه ] فإذا هو [ قائم ] في قبضة الله فقال الله عز وجل : يا ابن آدم ما حملك على ما فعلت ؟ قال : أي رب من مخافتك ( وفي رواية : من خشيتك وأنت أعلم قال : فغفر له بها ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد ).ذكره الألباني في الصحيحة.
فهذا الرجل قد بين شيخ الاسلام أنه قد شك في قدرة الله على بعثه وغلبه الخوف من الله وهو عمل كفري لاشك لكنه لم يكن من أهل النار لوجود مانع وهو خشيته من الله, لذلك في هذه الحالة يجب أن تتوفر شروط وتنتفي موانع حتى ينزل الحكم على المعين والله أعلم.