قال عنترة بن شداد يتوعد النعمان بن المنذر ملك العرب، ويفخر بقومه بني عبس
عنترة بن شداد

لا يـحملُ الحقد من تعلو به الرتبُ **** ولا يـنال العُلى من طبعه الغضبُ
لـله درٌ بـني عـبس لـقد نسلوا **** مـن الأكـارم ما قد تنسلُ العربُ
قـد كنتُ فيما مضى أرعى جمالهم **** والـيوم أحـمي حماهم كلما نُكبوا
لـئن يـعيبوا سوادي فهو لي نسبٌ **** يـوم الـنزال إذا ما فاتني النسب



إن كـنت تـعلم يا نُعمان أنّ يدي **** قـصـيرةٌ عَـنكَ فـالأيامُ تـنقلب
ان الأفـاعي وإن لانَـت ملامسها **** عـند الـتقلب فـي أنيابها العطب
الـيوم تـعلم يـا نـعمان أي فتى **** يـلقى أخاك الذي قد غرَّة العصبُ
فـتى يخوض غمارَ الحرب مُبتسماً **** ويـنثني وسـنانُ الرُّمح مختضبُ



إن سـلَّ صـارمه سالت مضاربُه **** وأشـرق الجوُّ وانشقت له الحُجبُ
والـخيلُ تـشهدُ لـي أنـي أكفكها **** والـطعنُ مـثل شرار النار يلتهب
إذا الـتقيتُ الأعـادي يَوم معركةٍ **** تـركتُ جـمعهمُ الـمغرور يُنتهبُ
لـيَ الـنفوس وللطير اللحوُم وللـ **** وحـش الـعظامُ ولـلخيالة السلبُ
لا أبـعد الله عـن عـيني غطارفةً **** إنـساً إذا نـزلوا جـنّاً، إذا ركبوا
أسـود غـاب ولـكن لا نيوب لهم **** إلا الأسـنّـة والـهندية الـقضب
تـعدو بـهم أعـوجياتٌ مـضمرةٌ **** مـثل السراحين في أعناقها القبب
مـا زلتُ ألقى صدور الخيل مندفقاً **** بـالطعن حتى يضج السّرجُ واللبب



فـالعُمي لو كان في أجفانهم نظروا **** والخُرس لو كان في أفواههم خطبوا
والـنقع يوم طرادِ الخيل يشهدُ لي **** والضرب والطعن والأقلام والكتب
منقول