تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: بيان صحة حديث «مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ أَسَامِعَ خَلْقِهِ وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ»

  1. #1

    افتراضي بيان صحة حديث «مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ أَسَامِعَ خَلْقِهِ وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ»

    أخرج ابن المبارك في الزهد [141]، ومن طريقه أبو عبيد الهروي في غريب الحديث [157]، فقال:
    أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجُلٌ فِي بَيْتِ أَبِي عُبَيْدَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ:
    " مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ، سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ، وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ "، قَالَ: فَذَرِفَتْ عَيْنَا ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ". اهـ.
    وتابعه ابن الجعد في الجعديات [135]، وأخرج أبو عبيد متابعة، فقال: حدثنيه "ابن مهدى" عن "سفيان" أسنده. اهـ، قلتُ: يعني عن عمرو بن مرة فسفيان يروي عنه.
    وكني فيما خرج أحمد وغيره في مسنده [6947]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ أَبِي عُبَيْدَةَ، فَذَكَرُوا الرِّيَاءَ، فَقَالَ رَجُلٌ يُكْنَى: بِأَبِي يَزِيدَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ
    يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ ". اهـ.
    وروي في المعجم الكبير الطبراني [1447] عن البغوي عن أبي نعيم بدون زيادة: "يوم القيامة"، والمحفوظ عن البغوي كما في مسند القضاعي [482] إثبات هذه الزيادة.
    قلتُ: خرج أحمد وغيره في مسنده [7045]، فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ [وهو الطنافسي]، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره دون قوله: "يوم القيامة".
    وتوبع على ذلك دون ذكر الزيادة فيما ورواه أحمد بن منبع كما في الإتحاف [598] للبوصيري، فقال:
    ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [وهو الطفاوي]، عَنِ الْأَعْمَشِ، به بلفظ: " مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بعمله سَمَّعَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ ". اهـ.
    وفيما خرجه الطبراني في المعجم الكبير [14448]، فقال:حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا محمد بن زنبور، ثنا [فضيل] بن عياض، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، حدثني شيخ يكنى أبا يزيد، قال:
    كنت جالسا مع عبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر، فقال عبد الله بن عمر:
    إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم والروح. فبكى عبدالله بن عمرو.
    وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه، وصغره، وحقره». اهـ.
    قلتُ: أقحم محمد بن زنبور وهو مجهول هذا الحديث الأول لكن الشاهد أنه محفوظ بدون زيادة: "يوم القيامة". اهـ.
    وفيما خرجه البيهقي في الشعب [6822]، من طريق: مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ:
    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعِنْدَهُ شَيْخٌ يُكْنَى
    أَبَا عَمْرٍو، كَذَا قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَهُمَا يَتَحَدَّثَانِ،
    فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَنْ سَمَّعَ اللَّهُ، سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ وَصَغَّرَهُ وَحَقَّرَهُ ". فَبَكَى ابْنُ عُمَرَ. اهـ.
    قال البيهقي تعليقا بصيغة الجزم: "وَرَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الأَعْمَشِ". اهـ. وهو بهذا المتن موافق لرواية شعبة وسفيان ومسعر كما سيأتي.
    قلتُ: لم أقف على من وصل رواية جرير، ولكن الصواب رواية الجماعة وهم: (
    أبو نعيم والطنافسي والطفاوي) ثلاثتهم عن الأعمش يروون الكنية بأبي زيد وليس بأبي عمرو.
    وتوبع على هذه الكنية فيما أورده القيسراني في الأطراف (4/51)، مما تفرد به أبو إسماعيل (مولى) حفص بن عمر بن ميمون، عن مسعر وصالح العجلي، عن عمرو بن مرة، عن أبي يزيد، به.
    قلتُ: لعل هذا من إدراج رواية
    صالح العجلي وترجمته كما في تاريخ الإسلام للذهبي، قال: صالح بْن مُسلم العِجْليُّ البَكْريُّ.
    عَنْ: الشعبي، وَعَنْهُ: شريك، وأبو عوانة، ويحيى القطان، وابن علية.
    وثّقه ابْن معين، ولم يدركه ابنه عَبْد الله بْن صالح. اهـ.
    فإن رواية مسعر فهي موقوفة فيما أخرجه وكيع في الزهد [308]، فقال:
    حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ
    قَالَ: «مَنْ يُسَمِّعِ النَّاسَ بِعَمَلِهِ، سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ سَامِعَ خَلْقِهِ، وَحَقَّرَهُ، وَصَغَّرَهُ» ، قَالَ: فَبَكَى ابْنُ عُمَرَ". اهـ.
    قلتُ: وعلى هذا (شعبة وسفيان ومسعر) ثلاثتهم يروونه عنه عمرو بن مرة بدون تكنية الراوي المبهم وزيادة الأعمش الثقة مقبولة. إلا أن مسعر أوقفه مخالفا لـ (
    سفيان وشعبة والأعمش) ثلاثتهم حيث رفعوه.
    ومسعر كما ذكر أبو حاتم وابن دحية الكلبي وأبو نعيم مقدم على سفيان الكوفي في الاتقان والحفظ، بل وابن عيينة وهشام بن عروة يفضلانه على الكوفيين.
    قلتُ: ومع ذلك من الصعب جدا أن يتوارد هؤلاء الجبال الثلاثة على خطإ في رفعه.
    أما ما خرجه الطبراني في المعجم الكبير [14414]، فقال: حدثنا القاسم بن زكريا، قال: أعطاني عبد الرحيم بن محمد السكري كتابا، فكتبت منه:
    حدثنا عباد بن العوام، ثنا
    أبان بن تغلب، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه، وصغره وحقره». اهـ.
    وأخرجه أبو نعيم في الحلية [5147]، فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ، فِي جَمَاعَةٍ قَالُوا: ثنا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، به. وأخرجه الشجري في الأمالي الخميسية [2540] من طريق أبي الشيخ الأصبهاني، عن القاسم بن زكريا، مثله.
    قال أبو نعيم: "
    غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ خَيْثَمَةَ، لَمْ يَرْوِهِ إِلا عَبْدُ الرَّحِيمِ". اهـ. قلتُ: وكان الطبراني يقول ذلك في كتبه في أحاديث لعبد الرحيم عن عباد عن أبان وغيره: يتفرد بها عبد الرحيم.
    قلتُ: وفي الرواية يقول القاسم بن زكريا: "
    أعطاني عبد الرحيم بن محمد السكري كتابا، فكتبت منه". اهـ، وهذا مناولة كتاب نكرة مجهول لم يصرح عبد الرحيم أنه كتابه أو لم يعرف كتاب من هذا.
    قال ابن الصلاح في علوم الحديث في قسم المناولة المقرونة مع الإجازة:
    "ومنها‏: أن يأتي الطالب الشيخ بكتاب أو جزء فيقول: ( ‏هذا روايتك ، فناولنيه ، وأجز لي روايته‏ )، فيجيبه إلى ذلك، من غير أن ينظر فيه، ويتحقق روايته لجميعه،
    فهذا لا يجوز، ولا يصح‏". اهـ. ‏
    وقال أيضا في قسم المناولة المجردة عن الإجازة:
    "بأن يناوله الكتاب كما تقدم ذكره أولا ، ويقتصر على قوله : " ‏هذا من حديثي ، أو‏ من سماعاتي‏ " ولا يقول : " ‏اروه عني ، أو‏ أجزت لك روايته عني‏ " ونحو ذلك‏.
    ‏فهذه مناولة مختلة ، لا تجوز الرواية بها". اهـ.
    فكيف إذا أتاه الشيخ بكتاب أصلا لم يعرِّفه بأنه من سماعه أو من حديثه ولا يعلم أنه أجاز له؟!
    قلتُ:
    فكيف به يخالف (شعبة وسفيان ومسعر والأعمش وصالح العجلي) خمستهم عن عمرو بن مرة أنهم لم يسموه البتة بل ثلاثتهم الأولون أبهموه والأخران كنياه بأبي يزيد؟
    فعلى هذا لا يصح رواية أبان بن تغلب عن عمرو بن مرة في تسمية الرواي بخيثمة.
    وإن كان خيثمة وهو ابن عبد الرحمن الكوفي وإن كان يروي عن ابن عمر وابن عمرو رضي الله عنهم جميعا ويروي عن أبي عبيدة الهذلي أيضا
    فلا يعلم بأن كنيته أبو يزيد.
    إذ لو كان الراوي خيثمة لما كناه عمرو بن مرة بهذه الصيغة التمريضية وإبهامه له مرة، بل ولعرفه الأعمش حيث أنه كان من أخص تلاميذ خيثمة.
    قلتُ:
    ولعل أبا يزيد هذا هو أبو يزيد نوف بن فضالة الحميري وهو راوية عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما كان حاجبا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وروى عنه أبو إسحاق السبيعي الكوفي.
    قال عنه الحافظ ابن حجر: "مستور، وكذب ابن عباس ما رواه عن أهل الكتاب"، كما في التقريب. وقال أيضا: "
    تابعي صدوق". "الفتح" (8/ 413).
    والله أعلم.
    .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: بيان صحة حديث «مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ أَسَامِعَ خَلْقِهِ وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ»

    جزاكم الله خيراً.

  3. #3

    افتراضي رد: بيان صحة حديث «مَنْ سَمَّعَ النَّاسَ بِعَمَلِهِ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ أَسَامِعَ خَلْقِهِ وَحَقَّرَهُ وَصَغَّرَهُ»

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    وجزاك الله خيرا.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •