العلم يثمر بالفهم !

قال تعالى ( ففهمناها سليمان وكلاً آتينا حكما وعلما )
وقال عليه الصلاة والسلام :
( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )

اليوم العلم وفير لسهولة الوصول إليه ولكثرة وسائله فطلبة العلم الشرعي هم كثير عند الشيوخ وفي المساجد والجامعات والمدارس الدينية والكليات ودراسة على النت وسماع دروس ومحاضرات ودورات ... وهم في هذا على مستويات .
وهذا خير كبير والحمد لله رب العالمين

لكن هناك مشكلة في طريقة أداء بعض المتعلمين لهذا العلم والتعامل به مع الناس
فهو يحتاج ان يتعلم كيفية التعامل مع الواقع والشخص والزمان والمكان في أداء العلم او المعلومة أو تطبيقها

البعض يقرأ ويتعلم فيأخذ المعلومة يريد ان يطبقها هو ومن حوله على فهمه هو من غير النظر لحاله وحال من حوله وبلده ووقته .

مهم جدا حتى تنجح في دعوتك ان يكون عندك فهم سليم في التعلم والتعليم .

البعض نقل مشاكل فقهية ومنهجية موجودة في بلاد العرب الى مساجد الغرب ؟؟!!
البعض من المتعلمين اليوم يتعامل مع الواقع والناس كأنه في زمن الخلفاء الراشدين او زمن هارون الرشيد .

لايستحضر عند محاضرته او خطبته هل كلماته هذه تنفع في هذا المسجد او هذه القرية او هؤلاء الناس .؟!
لايراعي ما اعتاده الناس فيفاجأهم بجديد من النهي او الوجوب . .. قد يأتي القومَ بترجيحات شيوخه فيسفه مايجدهم عليه من العلم والترجيح في مسائل فقهية خلافية لايراعي في أمره حالا ولا مآلا

قلة الفهم او الادراك في هذا او ضعفه عندك سيؤثر على نتائج دعوتك وقد تكسب حولك من هم مثلك لكن كثير منهم سينفض عنك بسبب سوء تصرفك .
وقد حصل ...

الموفق في هذا من وفقه الله تعالى للعلم النافع والفهم السديد والنية الحسنة

وهذا الأمر من العلم والفهم السديد والادراك الصحيح يوجد عند الكثير والحمد لله لكنهم يواجهون في طريقهم من هو قليل العلم قصير الرؤية ضعيف الفهم فيعرقل سيرهم ويبطئه .

الفهم السليم والسديد قد يكون في المرء مَلكَة هبة من الله تعالى توفيقا له وتأييدا وتسديدا
وقد يكون تعليما من شيوخه او اكتسابا ممن يخالطهم من اولي الأحلام والنهى وهذا الاختلاط مهم جدا لمن يتصدر للتعليم .

فبعد هذا الحال والواقع الذي نعيشه ... على المعلمين ان لا يركزوا في التعليم على طريق التحمل فقط بل على طريقة الأداء وخاصة في حالنا هذا وفي هذا الزمان .

اللهم إنا نسألك علما وفهما وتسديدا وتوفيقا .
اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما وانفعنا وانفع بنا
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.