تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}

    إذا كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو
    أفضلَ الخلقِ عَلَى الإِطْلاَقِ وأعْظَمَهم عِنْدَ اللهِ جاهًا وأَقْرَبَهم إليه وسيلةً، لا يَقْدِرُ عَلَى هِدَايَةِ مَن أَحَبَّ هِدَايةَ التوفيقِ، وإنَّما الهدايةُ كُلُّها بيَدِ اللهِ، فهو الذِي تَفَرَّدَ بِهدَايَةِ القُلُوبِ كما تَفَرَّدَ بِخَلْقِ المَخْلُوقاتِ، فتَبَيَّنَ أنَّه الإِلهُ الحقُّ.
    وأمَّا قولُه تعالَى:
    {وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الشورى:52].

    فالمُرَادُ بالهِدَايَةِ هنا هِدَايَةُ البَيانِ،
    وهو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المُبَلِّغُ عَن اللهِ وحْيَهُ الذِي اهْتَدَى بِهِ الخَلْقُ.
    { القول السديد لابن سعدى}


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسفيان مشاهدة المشاركة
    إذا كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو
    أفضلَ الخلقِ عَلَى الإِطْلاَقِ وأعْظَمَهم عِنْدَ اللهِ جاهًا وأَقْرَبَهم إليه وسيلةً،
    لا يَقْدِرُ عَلَى هِدَايَةِ مَن أَحَبَّ هِدَايةَ التوفيقِ،
    وإنَّما الهدايةُ كُلُّها بيَدِ اللهِ،
    فهو الذِي تَفَرَّدَ بِهدَايَةِ القُلُوبِ كما تَفَرَّدَ بِخَلْقِ المَخْلُوقاتِ،
    فتَبَيَّنَ أنَّه الإِلهُ الحقُّ.

    نعم
    قال الشيخ صالح ال الشيخ فى شرح كتاب التوحيد
    أن الهداية من أعزّ المطالب،

    وأعظم ما تعلق به الذين تعلقوا بغير الله، أن يكون لهم النفع في الاستشفاع؛ وفي التوجه، في الدنيا والأخرى.
    والنبي -عليه الصلاة والسلام- وهو سيد ولد آدم، وهو أفضل الخلق عند ربه جل وعلا:
    نُفي عنه أنه يملك الهداية، وهي نوع من أنواع المنافع،
    فدل على أنه -عليه الصلاة والسلام- ليس له من الأمر شيء؛ ..

    فإذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- ليس له من الأمر شيء؛
    ولا يستطيع أن ينفع قرابته ((يا فاطمة بنت محمد، سليني من مالي ما شئت، لا أُغني عنك من الله شيئاً))
    إذا كان هذا في المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يُغني من الله -جل وعلا- عن أحبابه شيئاً، وعن أقاربه شيئاً؛
    وأنه لا يملك شيئاً من الأمر؛
    وأنه ليس بيده هداية التوفيق،
    فإنه أن ينتفي ذلك وما دونه عن غير النبي -صلى الله عليه وسلم- من باب أولى.

    فبطل إذاً:
    كل تعلّق للمشركين من هذه الأمة بغير الله جل وعلا؛ لأن كل مَنْ تعلقوا به هو دون النبي -عليه الصلاة والسلام- بالإجماع، فإذا كانت هذه حال النبي عليه الصلاة والسلام، وما نُفي عنه، فإن نفي ذلك عن غيره -صلى الله عليه وسلم- من باب أولى.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسفيان مشاهدة المشاركة
    وأمَّا قولُه تعالَى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إِلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الشورى:52].
    فالمُرَادُ بالهِدَايَةِ هنا هِدَايَةُ البَيانِ،
    وهو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    المُبَلِّغُ عَن اللهِ وحْيَهُ الذِي اهْتَدَى بِهِ الخَلْقُ.

    فال الشيخ صالح ال الشيخ
    قول الله تعالى:
    {إنك لا تهدي من أحببت}
    ]
    {لا} هنا نافية،
    وقوله:
    {تهدي} الهداية المنفية هنا: هي هداية التوفيق، والإلهام الخاص، والإعانة الخاصة؛
    هي التي يُسميها العلماء هداية
    التوفيق والإلهام،
    ومعناها:
    أن الله -جل وعلا- يجعل في قلب العبد من الإعانة الخاصة على قبول الهدى ما لا يجعله لغيره؛ فالتوفيق إعانة خاصة لمن أراد الله توفيقه، بحيث يقبل الهدى ويسعى فيه؛
    فَجَعْلُ هذا في القلوب ليس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، إذ القلوب بيد الله، يُقلبها كيف يشاء؛
    حتى من أحب، لا يستطيع عليه الصلاة والسلام أن يجعله مُسلماً مهتدياً؛
    فمن أنفع قرابته له:
    أبو طالب، ومع ذلك لم يستطع أن يهديه هداية توفيق؛
    فالمنفي هنا: هو هداية التوفيق.
    والنوع الثاني من الهداية المتعلقة بالمكلف:
    هداية الدلالة والإرشاد،
    وهذه ثابتة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بخصوصه،
    ولكل داعٍ إلى الله،
    ولكل نبيٍ ورسول،
    قال جل وعلا:
    {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد}.
    وقال -جل وعلا- في نبيه عليه الصلاة والسلام:{وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم، صراط الله}
    {لتهدي}

    يعني: لتدل وترشد إلى صراط مستقيم،
    بأبلغ أنواع الدلالة، وأبلغ أنواع الإرشاد؛ الدلالة والإرشاد المؤيدان بالمعجزات والبراهين، والآيات الدالة على صدق ذلك الهادي، وصدق ذلك المرشد.

    فإذاً:
    الهداية المنتفية: هي هداية التوفيق،

    وهذا يعني:
    أن النفع وطلب النفع في هذه المطالب المهمة يجب أن يكون من الله جل وعلا؛
    وأن
    محمداً عليه الصلاة والسلام؛ مع عِظَمِ شأنه عند ربه، وعظم مقامه عند ربه، وأنه سيد ولد آدم؛ وأنه أفضل الخلق عليه الصلاة والسلام، وأشرف الأنبياء والمرسلين،
    إلا أنه لا يملك من الأمر شيئاً عليه الصلاة والسلام،
    فبطل إذاً: تعلق القلوب في المطالب المهمة؛ في الهداية، وفي المغفرة، وفي الرضوان، وفي البعد - بعد الشرور- وفي جلب الخيرات إلا بالله جل وعلا، فإنه هو الذي تتعلق القلوب به -جل وعلا- خضوعاً، وإنابةً، ورغباً، ورهباً، وإقبالاً عليه، وإعراضاً عما سواه؛ سبحانه وتعالى.

    قال بعد ذلك: [في (الصحيح) عن ابن المسيَّب عن أبيه قال: (لما حضرت أبا طالبالوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أن قال: فقال له:((يا عمِّ قل لا إله إلا الله، كلمةً أحاجُّ لك بها عند الله)) فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب، فأعاد عليه النبي عليه الصلاة والسلام، فأعادا، فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب؛ وأبى أن يقول: لا إله إلا الله]
    في هذا القدر من الفائدة، أن هذه الكلمة؛
    كلمة
    (لا إله إلا الله)
    ليست كلمة مُجردة عن المعنى تنفع من قالها ولو لم يُقرّ بمعناها،
    والعرب كانوا لصلابتهم، وعزتهم، ورجولتهم، ومعرفتهم بما يقولون:
    كانوا إذا تكلموا بكلام يَعُون ما يتكلمون به، يعون كل حرف، وكل كلمة، خُوطبوا به، أو نطقوا به هم؛ فلما قيل لهم:
    قولوا
    (لا إله إلا الله)
    مع أنها كلمة يسيرة لكن أبوا؛
    لأنهم يعلمون أن هذه الكلمة معناها:
    إبطال إلاهة من سوى الله جل وعلا.
    ولهذا قال جل وعلا:
    {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون، بل جاء بالحق وصدّق المرسلين…} الآيات.
    وكذلك:
    مُخبراً عن قولهم: {أجعل الآلهة إلهاً واحداً}
    استنكروا
    (لا إله إلا الله)
    وهذا هو الذي حصل مع أبي طالب، حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((قل لا إله إلا الله، كلمة أُحاج لك بها عند الله))
    فلو كانت مجردة من المعنى عندهم؛ أو يمكن أن يقولها دون اعتقاد ما فيها، ورضى بما فيها، ويقين، وانتفاء الريب: لقالها،
    ولكن ليس هذا هو المقصود من قول
    (لا إله إلا الله)

    بل المقصود: هو قولها مع ت
    مام اليقين بها، وانتفاء الريب، والعلم والمحبة…

    إلى آخر الشروط.

    (فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب)
    وهذا فيه -والعياذ بالله- ضرر جليس السوء على المُجالِسِ له،
    فكان آخر ما قال: (هو على ملة
    عبد المطلب، وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك)) )
    وهذا موطن الشاهد من هذا الحديث.

    ومناسبة هذا الحديث لهذا الباب:
    أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لأستغفرن لك))
    و(اللام) هنا: هي التي تقع في جواب القسم،
    فثَمّ قسم مُقدَّر، تقديره:
    واللهِ لأستغفرن لك،
    وحصل من النبي -صلى الله عليه وسلم- أنِ استغفر لعمّه
    ، ولكن هل نفع عمّه استغفار النبي -صلى الله عليه وسلم- له؟

    لم ينفعه ذلك.
    وطلبُ الشفاعة والاستشفاع: هو من جنس طلب المغفرة.
    فالاستغفار: طلب المغفرة.
    والشفاعة: قد يكون منها طلب المغفرة، فَرُدَّت، رُدّ ذلك لأن المطلوب له المستشفع له هو مشرك؛ لأن المستشفع له، المشفوع له، مشرك بالله، والاستغفار
    والشفاعة لا تنفع أهل الشرك، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لا يملك أن ينفع مشركاً بمغفرة ذنوبه؛
    أو أن ينفع أحداً ممن توجه إليه بشرك في إزالة ما به من كُرُبات، أو جَلْبِ الخيرات له،
    لهذا قال:
    ((لأستغفرن لك ما لم أُنْه عنك))
    فأنزل الله عز وجل:
    {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعدما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم}
    وهذا ظاهر في المقام: أن الله -جل وعلا- نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستغفر للمشركين.

    وكلمة (ما كان) في الكتاب والسنة: تأتي على استعمالين:
    الاستعمال الأول:
    النهي.
    والاستعمال الثاني:
    النفي.
    النهي: مثل هذه الآية، وهي قوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} هذا نهي عن الاستغفار لهم.
    وكذلك قوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة}.
    والنفي كقوله:
    {وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون} ونحو ذلك من الآيات.
    فإاً: (ما كان) في القرآن: تأتي على هذين المعنيين،
    وهنا المراد بها النهي: نهي أن يستغفر أحدٌ لمشرك، وإذا كان كذلك،
    فالميت الذي هو من الأولياء، من الأنبياء، من الرُّسل؛ فإذا نُهي في الحياة الدنيا أن يستغفر لمشرك، فهو أيضاً لو فُرض أنه يقدر على الاستغفار في حال البرزخ،
    فإنه لن يستغفر لمشرك؛ ولن يسأل الله لمشرك توجه إليه بالاستشفاع؛ أو توجه إليه بالاستغاثة، أو بالذبح، أو بالنذر؛ أو تألَّهَهُ؛ أو توكَّلَ عليه؛ أو أنزل به حاجاته من دون الله جل وعلا.

    قال: وأنزل الله في أبي طالب: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء[كفاية المستزيد]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •