انقطع صوته وما انقطعت رأفته ورحمته

قال الله تعالى: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِين َ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ".

قال أحمد في مسنده 21755 - حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني سعيد بن عبيد بن السباق، عن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه أسامة بن زيد قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطت وهبط الناس معي إلى المدينة، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصمت فلا يتكلم، فجعل "يرفع يديه إلى السماء، ثم يصبها علي أعرف أنه يدعو لي".

أقول: هذا حديث حسن يحكي فيه أسامة دخوله على النبي صلى الله عليه وسلم في مرض وفاته.

كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من شدة الوجع لا يمكنه الحديث.

وكان أسامة قد أنفذه النبي صلى الله عليه وسلم على رأس جيش، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم ألا يخلي أسامة من دعاء وتشجيع مع كونه لا يتكلم، فكان يرفع رأسه للسماء ثم يلتفت إليه يشير إلى أنه يدعو له في سره، وفهِم أسامة هذه الإشارة.

هذا الحديث مؤثر جدًّا، ولا تدري على ماذا تعلِّق!

لا أدري ما كان شعور أسامة وهو يرى النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال، لا شك أن الأمر قد نزل عليه ثقيلًا ولكن النبي صلى الله عليه وسلم واساه في نفسه بذلك الدعاء الذي ما سمعه أسامة ولكن فهمه من الإشارة.

فصلِّ اللهم على من حتى لما انقطع صوته ما انقطعت رأفته ورحمته.

كتبه / عبدالله الخليفي