مفاهيم يجب أن تصحح:
«...فمن الخطأ إضافة زُهاد الأمة وعُبّادها إلى التصوف مهما ذكر عنهم من الزهد والعبادة والانصراف عن الدنيا وذمها. ذلك أن التصوف مذهب له حقيقته التي تميزه عن الزهد والعبادة.
بل حتى الزهد الذي ورد عن كثير منهم في كتب التراجم زهد منحرف عن المنهج الرباني، فالإسلام لم يأت بالسياحة في البراري، وحرمان النفس مما تشتهي من الطعام سنوات طويلة، وعدم التزوج، والعيش في المغارات والكهوف، وترك الأسباب، وإنما جاء بالاعتدال والتوازن، دعا إلى التخفيف من متاع الدنيا وحذر من الاغترار بها، ولكنه في المقابل دعا المسلم إلى أن يكون له دوره الفعال في المجتمع، له واجبات وعليه حقوق لنفسه وأهله ومجتمعه، وأمره بالتّكسب واتخاذ الأسباب مع التوكل على الله تعالى».
[«التصوف وآثاره في تركيا إبان العصر العثماني» (ص22-23)]