3941- (إذا مررتُم على أرضٍ قد أهلكت بها أمَّةٌ من الأمم ؛ فأغِذُّوا السَّيْر).
أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات " (ق 52/ 1)، وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان " (2/139): حدثنا سلم بن عصام قال: وجدت في كتاب أبي قال: حدثني جهور بن سفيان الجرموزي قال: حدثني أبي سفيان بن الحارث قال: حدثني أبو غالب عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:... فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف ؛ سفيان بن الحارث مجهول ، أورده ابن أبي حاتم (2/1/221)، وقال:
"روى عن محمد بن كعب، روى عنه عاصم بن كليب ".
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، والظاهر أنه هذا ، وعليه ؛ كان ينبغي أن يذكر في الرواة عنه ابنه جهوراً ، فقد ترجمه بأنه صدوق ؛ فلعله لم يقف على هذه الرواية.
ثم رأيته ذكر في ترجمة (الابن) أنه روى عن أبيه.
وقد ذكر ابن حبان الأب في "الثقات " برواية ابنه جهور عنه.
وعصام: هو سلم بن عبدالله بن أبي مريم أبو سلم بن عصام، قال أبو الشيخ : "من أهل المدينة ، توفي سنة إحدى وثلاثين ومئتين، لم يخرج حديثه وتوفي وهو شاب "! ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً .
والحديث عزاه فى "الجامع الكبير" (1/82/2) للطبراني في "الكبير" ؛ وهو فيه (8/333/ 8068 و8069) من طريقين آخرين عن جهور بن سفيان به.
وقال الهيثمي في "المجمع " (10/ 290):
"رواه الطبراني، ورجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف".
قلت: والظاهر أنه يشير إلى أبي غالب ! والعلة- عندي- جهالة سفيان بن الحارث، كما تقدم.
لكن الحديث له شواهد تقويه ، منها حديث ابن عمر في النهي عن الدخول على القوم المعذبين ، متفق عليه ، وهو مخرج في "فقه السيرة" (ص408)، و ((الصحيحة " (19). زاد البخاري في رواية (4419):
وأسرع السير حتى أجاز الوادي.
ولفظ مسلم (8/221)، وابن جرير في "التفسير" (14/34):
ثم زجر (أي: ناقته) ، فأسرع حتى خلفها.
ومنها حديث علي وجابر رضي الله عنهما في إسراعه - صلى الله عليه وسلم - في وادي محسر،ولفظ علي:
ثم أفاض حتى انتهى إلى (وادي محسر)، فقرع ناقته ، فَخبَّت حتى جاز الوادي ، فوقف... الحديث. وهو مخرج في "جلباب المرأة المسلمة " (ص 62).
وحديث جابر راوه مسلم وغيره، وهو مخرج في "صحيح أبي داود" (1699).
السلسلة الصحيحة للشيخ / محمد ناصر الدين الألباني