3940- (إنّي رأيتُ في منامي ؛ كأنّ بني الحكمِ بن أبي العاصِ يَنْزُونَ على منْبري كما تنزُو القردةُ) .
ورد من حديث أبي هريرة ، وثوبان ، ومرسل سعيد بن المسيب.
1- أما حديث أبي هريرة ؛ فيرويه مسلم بن خالد الزنجي عن العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:. فذكره. قال:
فما رؤي النبي - صلى الله عليه وسلم - مستجمعاً ضاحكاً حتى توفي.
أخرجه الحاكم (4/ 480)، وقال:
"صحيح على شرط الشيخين "!!
كذا قال! ونحوه قول الذهبي:
"على شرط مسلم "!
وكلاهما مخطئ ؛ فإن الزنجي ليس من رجال البخاري ولا مسلم ! ثم هو ضعيف لسوء حفظه، قال الحافظ في "التقريب ":
" فقيه، صدوق، كثيرالأوهام ".
ونحوه قول الذهبي في "المغني ":
"صدوق يهم، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وجماعة ، وقال البخاري وأبوزرعة: منكر الحديث ".
وغلا ابن الجوزي في "العلل المتناهية " (2/212- 213)، فأعله أيضاً بـ (العلاء ابن عبد الرحمن) ، فقال:
"قال يحيى: ليس حديثه بحجة، مضطرب الحديث، لم يزل الناس يتقون حديثه "!
وهذا تنطع منه ؛ فالرجل ثقة احتج به مسلم ، وفيه كلام يسير لا يضره، قال الذهبي في "المغني ":
"صدوق مشهور. قال ابن عدي: ما أرى بحديثه بأساً. وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وأنكر من حديثه أشياء".
وقد توبع الزنجي ؛ فقال أبو يعلى في "مسنده " (11/348/6461): حدثنا مصعب بن عبدالله قال: حدثني ابن أبي حازم عن العلاء به.
قلت: وهذا إسناد جيد، مصعب بن عبد الله- وهو الزبيدي- صدوق.
ومن فوقه ثقات من رجال "الصحيح "؛ ولذا قال الهيثمي في "المجمع " (5/244):
"رواه أبو يعلى، ورجاله رجال "الصحيح " ؛ غير مصعب بن عبدالله بن الزبير؛ وهو ثقة".
وأعله ابن الجوزي بعلة غريبة ، فقال في راوي "مسند أبي يعلى" أبي عمرو محمد بن أحمد الحِيرِيِّ :
"كان متشيعاً" !
والجواب عليه من وجوه:
الأول: أنني لم أجد- فيما وقفت عليه من المصادر في ترجمته- من رماه بالتشيع.
الثاني: هب أنه كان فيه شيء منه ؛ فهو ليس بجرح قادح إذا كان ثقة ؛ وهو كذلك ؛ فقد وصفه السمعاني في "الأنساب " بأنه كان من الثقات الأثبات.
وذكر ابن العماد في "الشذرات " (3/87): أنه كان مقرئاً عارفاً، بالعربية ، له بصر بالحديث ، وقدم في العبادة.
الثالث: أن الحديث عزاه الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" المسندة (2/188/2) لأ بي يعلى أيضاً ، وقد ذكر في المقدمة أنه يروي "مسنده " من طريق أبي بكر المقرئ عن أبي يعلى.
وابن المقرئ: ثقة حافظ مأمون ، فهو متابع قوي لأ بي عمرو الحيري.
وبذلك يسقط إعلال ابن الجوزي الحديث به.
2- وأما حديث ثوبان , فيرويه يزيد بن ربيعة: ثنا الأشعث عن ثوبان به نحوه.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/92/1425).
ويزيد هذا متروك.
3- وأما حديث سعيد بن المسيب ؛ فيرويه الشاذكوني عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن علي بن زيد عنه... مرسلاً نحوه.
أخرجه الخطيب في "التاريخ " (9/44).
والشاذكوني كذاب. فالعمدة على حديث أبي هريرة. والله أعلم.
السلسلة الصحيحة للشيخ / محمد ناصر الدين الألباني