تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: سلسلة مقارنة ودراسة (24): حديث اللهم أعط منفقاً خلفاً .. اللهم أعط ممسكاً تلفاً

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي سلسلة مقارنة ودراسة (24): حديث اللهم أعط منفقاً خلفاً .. اللهم أعط ممسكاً تلفاً

    بسم الله الرحمن الرحيم


    1- قال هناد بن السري: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ وَمَلَكَانِ مُوَكَّلَانِ بِالصُّورِ يَنْتَظِرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ فَيَنْفُخَانِ. ه

    الزهد لهناد ص339 والزهد والرقائق لابن المبارك 1070 والزهد لوكيع 379- 381
    وفي تاريخ دمشق 60/80 من طريق عيسى بن يونس عن الأعمش عن مجاهد به


    2- قال هناد بن السري: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: لَيْسَ مِنْ لَيْلَةٍ إِلَّا يُنَادِي مَلَكٌ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا وَمَلَكٌ يُنَادِي الْمَوْتَ الْمَوْتَ. ه الزهد لهناد ص340


    3- قال أبو بكر الخرائطي: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ: اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفًا وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ: اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا. ه
    مكارم الأخلاق للخرائطي 583 وفي مساويء الأخلاق 370 شطره الأول

    قلت: هذا حديث اسناده صحيح عن كعب. وعبد الله بن ضمرة وثقه العجلي وابن حبان. وقال البخاري: سمع أبا هريرة وكعباً.
    وقالوا في تحرير التقريب: صدوقٌ حسن الحديث فقد روى عنه جمع ووثقه العجليُّ وذكره ابنُ حبان في الثقات. (تحرير التقريب 3396)

    وهو راوية كعب الأحبار ومن أشهر تلاميذه ومنه أخذ الناس الكثير من أخبار كعب.
    وروى أحاديث كعب عنه جماعة من أئمة التابعين كمجاهد بن جبر المكي وأبو صالح السمان وأكثرا عنه, وأبو الزبير المكي ومحمد بن إبراهيم التيمي وغيرهم. وهذه ميزة معتبرة عند أهل العلم لاسيما فيما يرويه من الموقوفات عن كعب الأحبار والله أعلم.
    قال ابن حبان: وَكَانَ رَاوِيا عَن كَعْب. (الثقات 3714)

    وعنعنة الأعمش عن مجاهد في مثل هذه الموقوفات والمقاطيع مقبولة وشبهة التدليس فيها منتفية بخلاف المرفوع والله أعلم.


    4- قال عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: إِذَا أخْفَقَتِ الطَّيْرُ بِأَجْنِحَتِهَا يَعْنِي السَّحَرَ نَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ وَيَا فَاعِلَ الشَّرِّ انْتَهِ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ هَلْ مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا حَتَّى الصُّبْحِ. ه جامع معمر بن راشد (19652)

    قلت: اسناده صحيح إلى مجاهد. ورواه أبو الشيخ في العظمة (3/963) من طريق محمد بن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن مجاهد بأطول من هذا. وابن أبي ليلى ضعيف سيء الحفظ.


    مقارنة ودراسة:


    1- قال الامام البخاري: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ عَنْ أَبِي الحُبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا. ه

    رواه البخاري (1442) ومسلم (2/115) والنسائي في الكبرى (9134- 11928) والطبري في تهذيب الآثار-ابن عباس (445) والمستخرج لأبي نعيم (2261) والبيهقي في الكبرى (7816) وفي الشعب (10334) وفي الآداب (84) والبغوي في التفسير (3/683) وفي شرح السنة (4045) والتفسير الوسيط للواحدي (3/497) وغيرهم

    قلت: هذا الحديث في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه إلا أن الرواة اختلفوا على أبي هريرة فيه فبعضهم رواه مرفوعاً وبعضهم وقفه على أبي هريرة.

    وقد رواه مرفوعاً كلاً من:

    1- معاوية بن أبي مُزَرِّدٍ عن أبي الحباب عن أبي هريرة مرفوعاً في الصحيحين. ومعاوية لا بأس به.

    2- حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة مرفوعاً عند أحمد (8054) والنسائي في الكبرى (11929) وابن حبان (3333) والعظمة لأبي الشيخ (3/995)
    والبيهقي في الشعب (10245)

    3- عبيد بن إسحاق العطار عن كامل أبي العلاء عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً عند الطبراني في الأوسط (5083)

    قلت: عبيد ضعيف منكر الحديث. (لسان الميزان 4/117) وأبو صالح الذي يروي عنه كامل أبو العلاء هو مولى ضباعة وهو مجهول.

    4- يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً عند هناد في الزهد (340)

    قلت: يحيى متروك الحديث. قال أحمد: أحاديثه مناكير لا يعرف هو ولا أبوه. (تهذيب الكمال 19/80)

    5- شريك عن أبي شيبة عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعاً عند أبي علي الرفاء في فوائده من مجموع فيه ثلاث اجزاء حديثية ص124
    وفي اسناده القاسم بن أبي شيبة وهو متروك الحديث.
    (ميزان الاعتدال 3/379)

    فهذه الطرق عدا طريق معاوية عن أبي الحباب وطريق عبد الرحمن بن أبي عمرة طرق واهية شديدة الضعف.


    تنبيه:

    ذكر صاحب المسند الموضوعي الجامع للكتب العشرة (4/75) أنه في مسند أحمد برقم (8570) من طريق النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة مرفوعاً. وهذا وهمٌ منه, وبالرجوع إلى المسند بالرقم المذكور فإن الامام أحمد يروي بهذا الاسناد حديثاً آخر لا علاقة له بالباب. ولعله اشتبه عليه فقد رواه أحمد بعده (8571/2) من طريق أبي حازم عن أبي هريرة موقوفاً وسيأتي.


    فصل في تحقيق حديث عبد الرحمن بن أبي عمرة


    2- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ مَلَكًا بِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ يَقُولُ: مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ يُجْزَى غَدًا وَمَلَكًا بِبَابٍ آخَرَ يَقُولُ: اللهُمَّ أَعْطِ لمُنْفِقٍ خَلَفًا وَعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا. ه

    رواه أحمد (8054) والنسائي في الكبرى (11929) وابن حبان (3333) والطبراني في الأوسط (8935) وأمالي ابن بشران الجزء الأول (76)

    كلهم من طريق حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة مرفوعاً.

    قال الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ إِلَّا إِسْحَاقُ تَفَرَّدَ بِهِ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ. ه

    قلت: رواه ابن عدي في الكامل (1/366) من طريق إبراهيم بن أبي يحيى عن إسحاق بن عبد الله به. وإبراهيم بن أبي يحيى متهم بالكذب فمثله لا يعتبر بروايته.

    ورواه أبو الشيخ في العظمة (3/995) والبيهقي في الشعب (10245) من طريق مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة به وزاد: وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يُنَادِي: يَا بَنِي آدَمَ لُدُّوا لِلْمَوْتِ وَابْنُوا لِلْخَرَابِ. ه

    قلت: هذه زيادة منكرة تفرد بروايتها عن حماد بن سلمة المؤمل بن إسماعيل وهو ضعيف سيء الحفظ.
    وقد خالفه عفان بن مسلم وبهز بن أسد عند أحمد وحجاج بن محمد عند النسائي وعبد الصمد بن عبد الوارث عند ابن حبان.
    أربعتهم عن حماد بن سلمة بذكر دعائي الملكين من غير زيادة الثالث فهي من أخطاء المؤمل والله أعلم.

    وجاء في رواية البيهقي: عن عبد الرحمن بن أبي رافع أو ابن رافع. وهو خطأ أو تصحيف وصوابه عبد الرحمن بن أبي عمرة كما هي رواية الجماعة عن حماد وكذلك رواية أبي الشيخ من طريق مؤمل عن حماد.

    وخالف حماد بن سلمة في روايته حصين بن عبد الرحمن ومنصور بن المعتمر فروياه كلاهما عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة موقوفاً عليه من قوله.

    - قال محمد بن فضيل الضبي: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: انْطَلَقْتُ أَنَا وَيَحْيَى بْنُ جَعْدَةَ فَدَخَلْنَا عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ وَهُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ قَالَ: إِذَا كَانَ جَوْفُ اللَّيْلِ أَوْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ اطَّلَعَ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ فَقَالَ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثُمَّ اطَّلَعَ آخَرُ فَقَالَ: سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ فَذَلِكَ حِينَ تُخْرِجُ الطَّيْرُ أَجْنِحَتَهَا ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِكُلِّ مُنْفِقٍ خَلَفًا ثُمَّ يَطَّلِعُ آخَرُ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِكُلِّ مُمْسِكٍ تَلَفًا. ه
    الدعاء للضبي 124

    وكذا رواه مسدد عن خالد الطحان عن حصين عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة موقوفاً. (المطالب العالية 3209)

    ورواه أبو الأحوص الكوفي عند هناد في الزهد (ص339) عن منصور عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة قال: مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَمَلَكَانِ مُوَكَّلَانِ يَقُولَانِ: يَا طَالِبَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا طَالِبَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَمَلَكَانِ مُوَكَّلَانِ يَقُولَانِ: سُبْحَانَ الْقُدُّوسِ وَمَلَكَانِ مُوَكَّلَانِ بِالصُّورِ. ه

    قلت: حماد بن سلمة قال فيه ابن حجر: ثقة عابدٌ أثبت الناسِ في ثابت وتَغَيَّرَ حِفْظه بأخرة. (التقريب 1499) وقال الذهبي: ثقة له أوهام. (الميزان 1/590) وقال في الكاشف (1220): ثقة صدوق يغلط وليس في قوة مالك.
    وقال في السير: كَانَ بَحْراً مِنْ بُحُورِ العِلْمِ وَلَهُ أَوهَامٌ فِي سَعَةِ مَا رَوَى وَهُوَ صَدُوْقٌ حُجَّةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ وَلَيْسَ هُوَ فِي الإِتقَانِ كَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وَتَحَايدَ البُخَارِيُّ إِخرَاجَ حَدِيْثِهِ إِلاَّ حَدِيْثاً خَرَّجَه فِي الرِّقَاقِ فَقَالَ: قَالَ لِي أَبُو الوَلِيْدِ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُبَيٍّ. وَلَمْ يَنحَطَّ حَدِيْثُه عَنْ رُتْبَةِ الحَسَنِ. وَمُسْلِمٌ رَوَى لَهُ فِي الأُصُوْلِ عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ لِكَوْنِهِ خَبِيْراً بِهِمَا. ه
    سير أعلام النبلاء 7/446

    قلت: وقد وثقه أحمد بن حنبل وابن معين وابن حبان وغيرهم. وهو ثقة ثبت في مشايخ كثابت البناني وحميد الطويل وابن أبي عمار.
    ودون ذلك في مشايخ آخرين كقيس بن سعد وداود بن أبي هند.

    قال يعقوب بن شيبة: حماد بن سلمة ثقة في حديثه اضطراب شديد إلا عن شيوخ فإنه حسن الحديث عنهم متقن لحديثهم مقدم على غيره فيهم. شرح علل الترمذي (2/781)

    وقال ابن سعد: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَرُبَّمَا حَدَّثَ بِالْحَدِيثِ الْمُنْكَرِ. الطبقات 7/208

    وقال أحمد في رواية الأثرم: حماد بن سلمة إذا روى عن الصغار أخطأ وأشار إلى روايته عن داود بن أبي هند. (شرح علل الترمذي 2/783)

    قلت: ضرب الامام أحمد مثال على شيوخ حماد الصغار الذين يخطيء في الرواية عنهم بداود بن أبي هند وهو توفى عام 140
    وإسحاق بن عبد الله شيخه في هذا الحديث توفى عام 132 فهو قريب منه والله أعلم.

    وقد فَصَّل الامام البيهقي في حماد بن سلمة تفصيل حسن فقال:

    حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ رحمه الله فَإِنَّهُ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رحمه الله: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَغْمِزُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فَاتَّهِمْهُ فَإِنَّهُ كَانَ شَدِيدًا عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ إِلَّا أَنَّهُ لَمَّا طَعَنَ فِي السِّنِّ سَاءَ حِفْظُهُ فَلِذَلِكَ تَرَكَ الْبُخَارِيُّ الِاحْتِجَاجَ بِحَدِيثِهِ وَأَمَّا مُسْلِمٌ رحمه الله فَإِنَّهُ اجْتَهَدَ فِي أَمْرِهِ وَأَخْرَجَ مِنْ أَحَادِيثِهِ عَنْ ثَابِتٍ مَا سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ تَغَيُّرِهِ وَمَا سِوَى حَدِيثهِ عَنْ ثَابِتٍ لَا يَبْلُغُ أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ حَدِيثًا أَخْرَجَهَا فِي الشَّوَاهِدِ دُونَ الِاحْتِجَاجِ بِهِ وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ عَلَى هَذَا فَالِاحْتِيَاطُ لِمَنْ رَاقَبَ اللَّهَ تَعَالى أَنْ لَا يَحْتَجَّ بِمَا يَجِدُ فِي أَحَادِيثِهِ مِمَّا يُخَالِفُ الثِّقَاتِ.ه
    الخلافيات (2/50)

    وهذا رابط فيه مزيد تفصيل في حال حماد بن سلمة:

    https://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=167372

    قلت: هذا الحديث من أوهامه وقد تفرد حماد بن سلمة برواية هذا الحديث مرفوعاً من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة, وخالفه الثقات فرووه عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة من كلامه ومواعظه فإنه كان قاصاً من قصاص المدينة.
    فالأصح في حديث عبد الرحمن بن أبي عمرة هو ما رواه عنه مجاهد بن جبر المكي موقوفاً عليه من قوله والله أعلم.

    ولعل من أجل هذا الاختلاف لم يخرج الامام مسلم في صحيحه هذا الحديث من طريق عبد الرحمن بن أبي عمرة ولم يذكره كشاهد لحديث معاوية بن أبي مزرد وإلا فهو على شرطه وقد أخرج مثله.

    قال الامام مسلم: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ... الحديث.
    صحيح مسلم (4/2112)

    وأيضاً ما رواه حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة يخالف في لفظه ما رواه معاوية بن أبي مزرد عن أبي الحباب عن أبي هريرة.
    ففي رواية حماد بن سلمة ذكر دعاء الملكين أحدهما يقول (مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ يُجْزَى غَدًا) والآخر يقول (اللهُمَّ أَعْطِ لمُنْفِقٍ خَلَفًا وَعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا)
    أما في رواية معاوية فجعل دعاء الملكين أحدهما يقول (اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا) والآخر يقول (اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)

    لذا فرواية حماد بن سلمة هنا لا يحتج بها وقد رواه غيره موقوفاً وهو أصح والله أعلم.

    تنبيه:

    قال الحافظ ابن حجر في الأمالي المطلقة (ص154) بعد أن روى حديث معاوية بن أبي مزرد عن أبي الحباب عن أبي هريرة قال:
    وَلَمْ أَرَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَا هُوَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَلَى كِبَرِهِ. ه
    قلت: نعم ليس في مسند أحمد رواية معاوية بن أبي مزرد لكنه عند النسائي في الكبرى والطبري في التهذيب والبغوي والبيهقي وغيرهما.
    لكن في مسند أحمد وغيره من طريق حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة. لكنه طريق ضعيف لا يصح كما سبق بيانه والحمد لله.

    فالحاصل من هذا التخريج أن الحديث لا يصح مرفوعاً وأحسن ما ورد في الباب هو من طريق معاوية بن أبي مزرد عن أبي الحباب عن أبي هريرة.
    ومعاوية بن أبي مزرد قال أبو زرعة وأبو حاتم لا بأس به وقال ابن معين صالح. (الجرح والتعديل 8/380) وقال ابن حجر ليس به بأس. وقال الذهبي صدوق.

    قلت: فعلى هذا فحديثه في عداد الحديث الحسن ولا يبلغ رتبة الصحيح.

    وخالفه عفان بن مسلم فرواه عن همام بن يحيى عن محمد بن جحادة عن أبي حازم عن أبي هريرة موقوفاً عند أحمد (8571) والخرائطي في مكارم الأخلاق (632) وهذا اسناد صحيح وهو أصح من المرفوع الذي يرويه معاوية بن أبي مُزَرِّد, فإن معاوية لا بأس به أو صدوق.
    ومن هذا حاله فهو دون الثقة بخلاف من رواه موقوفاً فهم ثقات وروايتهم أثبت لاسيما وقد رواه الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن ضمرة عن كعب من قوله.

    فهذا كله يرجح خطأ رفع الرواية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما هي موقوفة من كلام أبي هريرة والغالب أنه أخذها من كعب الأحبار فهو من الرواة عنه والله أعلم.


    3- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى وَلَا آبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَأَعْطِ مُمْسِكًا مَالًا تَلَفًا. ه

    رواه أحمد (21721) والطيالسي (1072) وابن أبي شيبة في المسند (36) وعبد بن حميد (207) وابن حبان (3329) والطبراني في الأوسط (2891) والحاكم (3662) والطبري في التفسير (15/60 و24/471) وفي تهذيب الآثار-مسند ابن عباس (443-444) وابن أبي حاتم (19365) والثعلبي (10/217) وأبو نعيم في الحلية (1/226 و2/233 و9/60) والبيهقي في الشعب (3139 -9888) وشرح السنة للبغوي (4045) والقناعة لابن السني (ص57 -58) والزهد لأحمد (102) وابن أبي الدنيا في الزهد (403) وفي كلام الليالي والأيام (1) والترغيب والترهيب لقوام السنة (1/323 و3/62) والترغيب في فضائل الأعمال لابن شاهين (311) وتنبيه الغافلين للسمرقندي (ص307) وأمالي المحاملي رواية ابن مهدي (316) والمشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي الجزء 35 (37) وتاريخ الاسلام للذهبي (5/660) وغيرهم

    كلهم رووه من طريق قتادة عن خليد العصري عن أبي الدرداء.

    قلت: رواه عن قتادة بهذا اللفظ جماعة وهم:

    1- شيبان بن عبد الرحمن التميمي عند عبد بن حميد وابن أبي شيبة والبغوي والبيهقي
    2- همام بن يحيى العوذي عند أحمد وفي الزهد له
    3- سليمان بن طرخان التيمي عند الطبراني في الأوسط وابن شاهين وقوام السنة
    4- هشام الدستوائي عند الطبري في التهذيب وقوام السنة والحاكم والسمرقندي
    5- سلام بن مسكين عند ابن حبان ومشيخة السلفي والذهبي
    6- سعيد بن أبي عروبة عند ابن أبي الدنيا في الزهد وكلام الليالي
    7- أبو عوانة عند ابن أبي الدنيا في الزهد وكلام الليالي موقوف
    8- عباد بن راشد عند الطبري وابن أبي حاتم والبيهقي
    كلهم رووه بذكر دعاء الملكين (اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا..) عند غروب الشمس.

    فصل في تحرير الاختلاف في بعض ألفاظ الحديث:

    1- جاء في رواية مسند أبي داود الطيالسي عن هشام الدستوائي جعل قول الملكين (اللهم أَعْطِ مُنْفِقًا) عند شروق الشمس.
    ورواه أبو نعيم في الحلية عنه في موضعين: الأول منهما (1/226) من طريق عبد الله بن جعفر عن يونس بن حبيب (وهو نفس الاسناد الذي يروى به مسند الطيالسي) عن أبي داود الطيالسي عن هشام فجعل قوله (..ما قل وكفى خير مما كثر وألهى) هو الذي عند طلوع الشمس كما هي رواية الجماعة عن قتادة.
    وفي الموضع الثاني (2/233) رواه بنفس الاسناد إلى الطيالسي وقرن معه طريق محمد بن الحسين بن كوثر (متهم بالكذب) عن محمد بن يونس عن وهب بن جرير وجعل قوله (اللهم أَعْطِ مُنْفِقًا) عند طلوع الشمس.
    ورواه الخطيب في البخلاء (ص220) عن أبي نعيم بنفس اسناده إلى الطيالسي فجعله عند شروق الشمس كما هو في مسند الطيالسي !
    وهذا الاختلاف لعله من أبي نعيم أو من فوقه.
    وقد رواه غير أبي داود عن هشام الدستوائي بذكر هذا الدعاء عند غروب الشمس كما هي رواية عامة أقرانه عن قتادة.
    رواه عن هشام كلاً من:
    - يزيد بن زريع عند السمرقندي.
    - معاذ بن هشام عند الطبري في تهذيب الآثار والقناعة لابن السني.
    - وهب بن جرير عند قوام السنة من طريق ابن مردويه الحافظ عن أحمد بن عثمان المقريء عن أبي قلابة الرقاشي عن وهب بن جرير عن هشام.
    وقد اختلف على أبي قلابة في هذا الاسناد:
    فرواه الحاكم من طريق أحمد بن عثمان المقريء عن أبي قلابة الرقاشي عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن هشام.
    ولا أرى هذه الطريق محفوظة. وأبو قلابة الرقاشي كثير الخطأ في الأسانيد. قال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ في الأسانيد والمتون كان يحدث من حفظه فكثرت الأوهام منه. (تاريخ بغداد 12/177)
    وقد تابع أبا قلابة في روايته عن وهب بن جرير محمد بن يونس النسائي عند أبي نعيم لكنها من طريق محمد بن الحسين بن كوثر وهو ضعيف واتهم بالكذب.

    وكذا رواه عند الغروب عن قتادة سعيد بن أبي عروبة وأبو عوانة وشيبان بن عبد الرحمن وهمام بن يحيى العوذي وغيرهم وهو المحفوظ في حديث قتادة عن خليد عن أبي الدرداء والله أعلم.


    2- روى ابن حبان (686) عن ابن خزيمة عن أحمد بن المقدام عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن قتادة عن خليد عن أبي الدرداء مرفوعاً بلفظ: مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا وَبِجَنْبَتَيْه َا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ اللَّهُمَّ مَنْ أَنْفَقَ فَأَعْقِبْهُ خَلَفًا وَمَنْ أَمْسَكَ فَأَعْقِبْهُ تلفا.
    وفي الترغيب لابن شاهين عن ابن أبي الدنيا والمحاملي في أماليه ومن طريقه قوام السنة في الترغيب والسهروردي في مشيخته (28) وابن حجر في الأمالي المطلقة (ص154) كلاهما: المحاملي وابن أبي الدنيا عن أحمد بن المقدام عن المعتمر عن أبيه بلفظ الجماعة المذكور وفيه هذا الدعاء عند الغروب.
    وكذلك رواه ابن السني في القناعة عن أحمد بن العلاء (ثقة) عن أحمد بن المقدام عن المعتمر بن سليمان عن أبيه وجعل قوله (أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَا كَثُرَ وَأَلْهَى) هو الذي عند طلوع الشمس.

    ورواه عاصم بن النضر عند الطبراني عن المعتمر عن أبيه كما هي رواية المحاملي وابن أبي الدنيا وابن العلاء. أربعتهم عن أحمد بن المقدام به وهو المحفوظ عن المعتمر بن سليمان عن أبيه.


    3- روى الشهاب القضاعي في مسنده (810) من طريق أبي محمد بن علي بن الحسن بن وهيب عن شيبان بن فروخ عن سلام بن مسكين عن قتادة وجعل الدعاء (اللهم أَعْطِ مُنْفِقًا) عند طلوع الشمس.
    وأبو محمد بن علي لم أجد له ترجمة. وقد خالفه الحافظ أبو يعلى الموصلي عند ابن حبان فرواه عن شيبان عن سلام بن مسكين بذكر الدعاء عند الغروب.
    وكذلك رواه ابن السني في القناعة عن أبي يعلى وعبدان الأهوازي الحافظ كلاهما عن شيبان بذكر دعاء الملكين (..مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَا كَثُرَ وَأَلْهَى) عند طلوع الشمس وهو المحفوظ في حديث شيبان.
    وتابع شيبان في ذكر دعاء (اللهم أعط منفقاً خلفاً..) عند الغروب القاسم بن سلام بن مسكين عن أبيه عند السلفي في مشيخته وكذا الذهبي في تاريخه وقال: صحيح عال.

    فالمحفوظ في هذا الحديث من طريق قتادة عن خليد عن أبي الدرداء ذكر دعاء الملكين (يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى) عند طلوع الشمس. ودعاء (اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَأَعْطِ مُمْسِكًا مَالًا تَلَفًا) عند غروبها والله أعلم.

    وكلهم رووه عن قتادة عن خليد العصري بالعنعنة وخالفهم جميعاً عباد بن راشد عند الطبري وابن أبي حاتم فرواه عنه عبد الملك بن عمرو (ثقة) عن عباد بن راشد عن قتادة قال حدثني خُلَيد.
    ورواه أبو محمد الفاكهي في فوائده (64) ومن طريقه ابن بشران في أماليه الجزء الأول (550) والجزء الثاني (1039) والبيهقي في الشعب (3139) من طريق بدل بن المحبر (ثقة) عن عباد بن راشد عن قتادة عن خليد بالعنعنة. ووقع في الأمالي المطلقة لابن حجر (ص155) التصريح بالتحديث في هذه الطريق عن قتادة وهو وهم, فالمحفوظ في أمالي ابن بشران والفاكهي عن بدل بن المحبر الرواية بالعنعنة.

    وعباد بن راشد ضعيف. (انظر تحرير التقريب 3126)
    فروايته عن قتادة بالسماع إن صحت عنه فهي شاذة ولا تصح عن قتادة والله أعلم.

    وقد ورد من طريق أبي قلابة الرقاشي عن عبد الصمد عن هشام عن قتادة قال: حدثنا خليد. وسبق الكلام على هذه الطريق وأنها غير محفوظة عن هشام والرقاشي كثير الخطأ في الاسناد والمتن كما قال الدارقطني.
    وجميع من رواه عن هشام الدستوائي رواه بالعنعنة كأبي داود الطيالسي ومعاذ بن هشام ويزيد بن زريع وهو المحفوظ عنه والله أعلم.
    فقتادة رواه بالعنعنة وهو مدلس ولم يصرح بالسماع. وخليد بن عبد الله العصري قال فيه ابن حجر: صدوق يرسل. (التقريب 1741)

    فهذا الحديث اسناده ضعيف لعنعنة قتادة وهو مدلس.

    ولعل الأشبه إن صح أن يكون من كلام أبي الدرداء وحِكَمه وقد خالف في لفظه فجعل كلام الملكين (اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا..) في آخر اليوم عند غروب الشمس وليس في أوله كما هي رواية أبي هريرة.

    وقد رواه ابن أبي الدنيا من طريق أبي عوانة عن أبي الدرداء موقوفاً وقال أَبُو عَوَانَةَ: رَفَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَأَمَّا أَنَا فَلَمْ أَحْفَظْ رَفْعَهُ. ه

    ورواه أبو نعيم في الحلية (2/261) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي عن وائل بن داود عن عقبة بن عبد الغافر موقوفاً عليه من قوله ولم يرفعه. واسناده صحيح وعقبة تابعي ثقة من شيوخ قتادة ويروي عن كعب.


    ذكر طرق واهية في الباب:

    روى أبو يعلى (المطالب العالية 958) من طريق حميد الأعرج الكوفي القاص عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود مرفوعاً.
    وحميد الأعرج ضعيف منكر الحديث وهو يروي بهذا الاسناد أحاديث منكرة عن ابن مسعود. (تهذيب الكمال 7/410)

    ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/425) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4623) من طريق خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه.
    وفي اسناده سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف. قال البخاري: في حديثه مناكير أنكرها أحمد. (تهذيب الكمال 12/259)

    وروى الحاكم في المستدرك (8679) والطبري في تهذيب الآثار- مسند ابن عباس (446) عن أبي سعيد الخدري نحو حديث أبي هريرة وفي اسناده خارجة بن مصعب متروك يدلس عن الكذابين. (التقريب 1612)

    وروى الثعلبي نحوه في التفسير (8/91) من طريق جعونة بن محمد عن صالح بن محمد عن سليمان بن عمرو عن ابن حزم عن أنس بن مالك. وسليمان بن عمرو مجهول وجعونة لم أجد له ترجمة.

    وروى أبو نعيم نحوه في معرفة الصحابة (3792) من طريق أيوب بن بشير العجلي عن شُفَيٍّ الأصبحي مرسلاً. وأيوب بن بشير مجهول. (تحرير التقريب 603)

    وفي أمالي ابن سمعون (184) من طريق عبد الله بن صالح عن الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني عثمان بن المغيرة بن الأخنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَا مِنْ يَوْمٍ طَلَعَتْ شَمْسُهُ إِلا يَقُولُ: مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ خَيْرًا فَلْيَعْمَلْ فَإِنِّي غَيْرُ مَكْرُورٍ عَلَيْكُمْ أَبَدًا وَمَا مِنْ لَيْلَةٍ طَلَعَتْ نُجُومُهَا إِلا هِيَ تَقُولُ: مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَعْمَلَ فِيَّ خَيْرًا فَلْيَعْمَلْ فَإِنِّي غَيْرُ مَكْرُورَةٍ عَلَيْكُمْ أَبَدًا وَمَا مِنْ يَوْمٍ إِلا يُنَادِي مُنَادِيَانِ فِي السَّمَاءِ: يَا طَالِبَ الْخَيْرِ أَبْشِرْ وَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: يَا طَالِبَ الشَّرِ أَقْصِرْ وَمَا مِنْ يَوْمٍ إِلا يُنَادِي مُنَادِيَانِ فِي السَّمَاءِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقَ مَالٍ خَلَفًا وَيَقُولُ الآخَرُ: أَعْطِ مُمْسِكَ مَالٍ تَلَفًا. ه
    قلت: اسناده منقطع. وعبد الله بن صالح فيه ضعف وقد تابعه شعيب بن الليث بن سعد (ثقة) عن أبيه عند ابن شاهين في الترغيب (484) لكن اقتصر به عند قوله (..يَا طَالِبَ الشَّرِ أَقْصِرْ) ولم يذكر قوله (اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقَ مَالٍ خَلَفًا..) وعلى كل حال فالحديث اسناده ضعيف منقطع والله أعلم.

    ورواه أبو الشيخ في العظمة (4/1157) من طريق سعد بن طريف عن الأَصبغ بن نُباتة عن علي بن أبي طالب موقوفاً في حديث طويل.
    وسعد بن طريف والأصبغ بن نباتة كلاهما متروكي الحديث.


    الخلاصة:

    قوله (اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ... اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)
    ورد من كلام كعب الأحبار وبعض التابعين موقوفاً عليهم.
    ورواه قتادة عن خليد العصري عن أبي الدرداء مرفوعاً واسناده ضعيف ولفظه مخالف لما رواه أبو هريرة.
    ورواه أبو هريرة واختلفوا عليه فبعضهم وقفه على أبي هريرة أو مَن دونه وبعضهم رواه عن أبي هريرة عن رسول الله.
    ومن وقفه هم في درجات الحفظ والاتقان أعلى وأوثق ممن رفعه.
    ورواه الامام مجاهد بن جبر المكي من كلام عبد الرحمن بن أبي عمرة القاص ومن كلام كعب الأحبار وهو المحفوظ في الحديث.
    واختار الامامان البخاري ومسلم الرواية المرفوعة والله أعلم بالصواب.
    وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسانيد أخرى ضعيفة وأغلبها واهي شديد الضعف.
    وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين.

    كتبه
    أحمد فوزي وجيه
    18/10/2020

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (24): حديث اللهم أعط منفقاً خلفاً .. اللهم أعط ممسكاً تلفاً

    تنبيه:

    بعد كتابتي لهذا البحث وقبل نشره قام الأستاذ خالد الحايك بنشر بحثه منذ ايام قليلة في تخريج هذا الحديث وبيان علته. وقد خرج منه بنفس النتيجة وأنه لا يصح مرفوعاً وإنما هو من كلام كعب الأحبار ومنه أخذه أبو هريرة وأخطأ بعض الرواة فرفعه.

    وبحث د. خالد فيه بعض الاختلاف في التخريج وذكر الطرق وايراد العلل القادحة في صحة الحديث أذكر من أهمها:

    1- أعلَّ د. خالد حديث أبي هريرة بتفرد سليمان بن بلال الذي روى الحديث عن معاوية بن أبي مزرد. وهو وإن كان ثقة فإن له أفراداً استغربها بعض أهل العلم. ثم استطرد في بحث مسألة تفرد سليمان بن بلال مع ذكر الأمثلة وبعض أقوال أهل العلم ثم قال:

    والخلاصة أن هذا الحديث أصله من كلام كعب الأحبار، وقد رواه أبو هريرة من قوله؛ لأنه أخذه من كعب، وكان أبو هريرة يسمع من كعب فيروي حديثه، ويأتي بعض الرواة فيخطؤون فيرفعونه، وإنما رواه أبو هريرة موقوفا. فالحديث محفوظ من رواية أبي هريرة لكن موقوفاً، والظاهر أن سليمان بن بلال وهم فيه، وسلك فيه الجادة، فرواه عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي مُزَرِّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. والصواب أنه من قول كعب الأحبار.ومما يدلّ على أنه من الإسرائيليات ما رواه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (6/1943) (10328) عن أَبِيه، عن هِشَام بن خَالِدٍ الدمشقيّ، عن شُعَيْب بن إِسْحَاقَ البصري ثمّ الدمشقيّ، عن سَعِيد بن أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يدعوا إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْيَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} قَالَ: «ذُكِرَ لَنَا أَنَّ فِيَ التَّوْرَاةِ مَكْتُوبًا: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ هَلُمَّ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ انْتَهِ».
    فها هو قتادة يُصرّح أن هذا ذُكر لهم أنه في التوراة. ه


    2- أعلَّ حديث أبي الدرداء بالانقطاع وأن خليداً العصري لم يسمع من أبي الدرداء وليس هو مولىً له كما قيل.
    ثم استطرد في بيان الأدلة على عدم السماع.



    وهذا رابط البحث كاملاً:

    http://www.addyaiya.com/uin/arb/Viewdataitems.aspx?ProductId=6 19

  3. #3

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (24): حديث اللهم أعط منفقاً خلفاً .. اللهم أعط ممسكاً تلفاً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    1- قال هناد بن السري: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَأَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ وَمَلَكَانِ مُوَكَّلَانِ بِالصُّورِ يَنْتَظِرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ فَيَنْفُخَانِ. ه

    الزهد لهناد ص339 والزهد والرقائق لابن المبارك 1070 والزهد لوكيع 379- 381
    وفي تاريخ دمشق 60/80 من طريق عيسى بن يونس عن الأعمش عن مجاهد به
    قلتُ: الصواب أن نقول عن حديث مجاهد مضطرب على ثلاثة أوجه:
    الوجه الأول - الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ كَعْبٍ.
    يرويه عنه وكيع فتفرد بهذا الإسناد لم أرَه يروي به غير هذا الخبر الغريب وكذلك عبد الحميد الحماني وهو متكلم فيه.
    ويرويه عنه أبو معاوية فتفرد عنه بزيادة غريبة: "وَمَلَكٌ يُنَادِي:
    الْمَوْتَ الْمَوْتَ". اهـ. وقد تفرد هناد بتخريجه عن أبي معاوية.
    وقد رواها مؤمل بن إسماعيل بالمعنى.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    ورواه أبو الشيخ في العظمة (3/995) والبيهقي في الشعب (10245) من طريق
    مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة به وزاد: وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى وَمَلَكٌ بِبَابٍ آخَرَ يُنَادِي: يَا بَنِي آدَمَ لُدُّوا لِلْمَوْتِ وَابْنُوا لِلْخَرَابِ. ه
    قلت: هذه زيادة منكرة تفرد بروايتها عن حماد بن سلمة المؤمل بن إسماعيل وهو ضعيف سيء الحفظ.
    وأما رواية عيسى بن يونس عن الأعمش لا تصح، فالطريق إليه فيه مجاهيل عدة منهم:
    أبو الحسين علي بن محمد السمحاني والمغيرة بن عمرو وعلي بن يحيى الراوي عن عيسى ولم أعرفه في التراجم إلا أن يكون علي بن يحيى الحرشي فإن يكن هو فهو مجهول العين لم يرو عنه غير ابنه.
    الوجه الثاني خالفه هارون بن رئاب مقطوعا من قول مجاهد وليس كعب ولكن لا يصح:
    - عَبْدُ الرَّزَّاقِ: عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ عَنْ مُجَاهِدٍ من قوله.
    وهذا معلول بأنه الرواية
    مدرجة بقول: "قال"، والدليل على ذلك:
    ما أخرجه ابن أبي الدنيا التهجد وقيام الليل [321]، فقال:
    حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ
    هَارُونَ بْنِ رِئَابٍ، قَالَ:حَدَّثَنِي مُجَاهِدٌ أَبُو الْحَجَّاجِ، قَالَ:
    " إِذَا صَوَّتَتِ الطَّيْرُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى؟ وَمِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ؟ وَمِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ؟ ". اهـ.
    فليس في الخبر هنا دعاء الملكين.
    الوجه الثالث -.هي مخالفة الأعمش للثبتين منصور بن المعتمر وحصين بن عبد الرحمن:
    كما سلف تخريج محمد بن فضيل الضبي: حَدَّثَنَا
    حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مُجَاهِدٍ عن عبد الرحمن بن أبي عمرة.
    ورواية هناد بن السري في الزهد [624]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ
    مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، من قوله.
    ومنصور بن المعتمر السلمي قال عنه أبو حاتم: "ثقة ، وهو
    أتقن من الأعمش لا يخلط ولا يدلس"، وقال عنه يحيى بن سعيد القطان: "ما أحد أثبت في مجاهد منه".
    فما بالك بأنه قد توبع من
    حصين، فتصير رواية الأعمش هنا شاذة أو أنه قد دلسه عن مجاهد بواسطة أبي يحيى القتات كما هو معلوم وهو ضعيف.
    وينتبه أن المتابعة بين (
    الأعمش وبين منصور وحصين) تامة تامة فيشرع المقارنة بينهما، وفيما سيأتي سأبين خطأ ما وقعت فيه.
    وقولك:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    وعنعنة الأعمش عن مجاهد في مثل هذه الموقوفات والمقاطيع مقبولة وشبهة التدليس فيها منتفية بخلاف المرفوع والله أعلم.
    قلتُ: غريب تفريقك هذا بين الموقوف والمرفوع، والصواب أن الأعمش سمع من مجاهد وقد أثبت البخاري سماعه منه وتتبع نحو الثلاثين حديثا صرح الأعمش فيها بسماعه من مجاهد.
    ورأيت كذلك في تتبع مروياته عن مجاهد فتحمل العنعنة متصلة سواء كان الحديث مرفوعا أو موقوفا إلا
    إذا دلت قرينة على خلاف ذلك.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    وجاء في رواية البيهقي: عن عبد الرحمن بن أبي رافع أو ابن رافع. وهو خطأ أو تصحيف وصوابه عبد الرحمن بن أبي عمرة كما هي رواية الجماعة عن حماد وكذلك رواية أبي الشيخ من طريق مؤمل عن حماد.
    وخالف حماد بن سلمة في روايته حصين بن عبد الرحمن ومنصور بن المعتمر فروياه كلاهما عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة موقوفاً عليه من قوله.
    قلتُ: هذه المقارنة باطلة للفارق بين طبقتي الروايين في الخلاف. انظر جيدا:
    فحماد بن سلمة عَنْ
    إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
    وحصين بن عبد الرحمن ومنصور بن المعتمر عن
    مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي عمرة موقوفاً عليه من قوله
    هذه المتابعة تسمى متابعة
    ناقصة ناقصة؛ إذ لم يروه حماد عن مجاهد ولا رواه حصين ومنصور عن إسحاق.
    بل ينبغي أن يقال الخلاف هنا دائر بين (إسحاق بن عبد الله
    الأنصاري وبين مجاهد بن جبر المكي) حيث أن المتابعة هنا تامة تامة.
    وبالطبع سنقول برجحان رواية
    إسحاق على مجاهد؛ لكون إسحاق أثبت وأوثق منه لا يقدمه مالك على أحد سيما وأن مجاهدا قد اختلط بآخره كما قال أحمد بن حنبل.
    بالإضافة إلى أن إسحاق
    مدني بخلاف مجاهد فهو مكي وعبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري هو مدني فحديث المدنيين أعلم بحدثيهم من غيرهم.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    وأيضاً ما رواه حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة يخالف في لفظه ما رواه معاوية بن أبي مزرد عن أبي الحباب عن أبي هريرة.
    ففي رواية حماد بن سلمة ذكر دعاء الملكين أحدهما يقول (مَنْ يُقْرِضِ الْيَوْمَ يُجْزَى غَدًا) والآخر يقول (اللهُمَّ أَعْطِ لمُنْفِقٍ خَلَفًا وَعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا)
    أما في رواية معاوية فجعل دعاء الملكين أحدهما يقول (اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا) والآخر يقول (اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا)
    لا إشكال، فرواية أحدهما مبينة لرواية الأخرى، فلا إشكال.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    قلت: فعلى هذا فحديثه في عداد الحديث الحسن ولا يبلغ رتبة الصحيح.
    كلامك هنا عن رواية معاوية أقول بل هي تبلغ الصحيح لغيره وإن شئت قلت لذاته؛
    لكون الشيخان الكبيران
    اتفقا على صحة روايته، فكفى اتفاقهما حجة في تصحيح الرواية غاية الصحة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    وخالفه عفان بن مسلم فرواه عن همام بن يحيى عن محمد بن جحادة عن أبي حازم عن أبي هريرة موقوفاً عند أحمد (8571) والخرائطي في مكارم الأخلاق (632)
    وهذا اسناد صحيح وهو أصح من المرفوع الذي يرويه معاوية بن أبي مُزَرِّد, فإن معاوية لا بأس به أو صدوق.
    ومن هذا حاله فهو دون الثقة بخلاف من رواه موقوفاً فهم ثقات وروايتهم أثبت
    وكما قلت هذا مقارنة باطلة أن تقارن بين متابعتين ناقصتين إنما الخلاف دائر بين (أبي حازم وبين سعيد بن يسار).
    ورواية سعيد بن يسار
    أرجح حيث الإسناد إليه مدنيون والمدنيون أعلم بحديثهم من غيرهم أما الإسناد إلى أبي حازم كوفيون سيما وأن سعيدا معروفا بالإتقان في الرواية.
    فكيف إذا تابعه عبد الرحمن بن أبي عمرة رفعه على الراجح.
    قلت: وهذا الافتراض كان على غفلتنا عن الرجوع إلى المصادر حيث أن الأمر ليس كذلك.
    فإن أحمد أخرجه في مسنده بقوله: "
    وأحسبه". يعني شك أحد رواة السند في الرواية مما يضعف الحديث.
    بالإضافة إلى أن في المتن ذكر منادٍ واحد وذكر مكانه في السماء السابعة وهذه من زيادة
    تفرد بها أبو حازم.
    بالإضافة إلى أنه يعل من اضطراب
    همام نفسه بأن رواه من مسند أبي الدرداء وليس أبي هريرة.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    3- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ خُلَيْدٍ الْعَصَرِيِّ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى وَلَا آبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلَّا بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ يُسْمِعَانِ أَهْلَ الْأَرْضِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَأَعْطِ مُمْسِكًا مَالًا تَلَفًا. ه
    وقد رواه الثعلبي في تفسيره (8/141) من طريق داود بن الزبرقان وهو متروك، عن محمد بن جحادة، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره وليس فيه ذكر السماء السابعة.
    فلا يعتبر بهذه الرواية.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فوزي وجيه مشاهدة المشاركة
    فهذا الحديث اسناده ضعيف لعنعنة قتادة وهو مدلس.
    ولعل الأشبه إن صح أن يكون من كلام أبي الدرداء وحِكَمه وقد خالف في لفظه فجعل كلام الملكين (اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا..) في آخر اليوم عند غروب الشمس وليس في أوله كما هي رواية أبي هريرة.
    وقد رواه ابن أبي الدنيا من طريق أبي عوانة عن أبي الدرداء موقوفاً وقال أَبُو عَوَانَةَ: رَفَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَأَمَّا أَنَا فَلَمْ أَحْفَظْ رَفْعَهُ. ه
    التضعيف بعنعنة قتادة غير صحيح فكم من أحاديث عدة في الصحيحين بها عنعنة قتادة سيما وأنه ليس هنا قرينة أن دلس في هذا الحديث.
    أما رواية أبي عوانة فلعلك غفلت عن
    صنيع ابن أبي الدنيا حيث أورد بعده مباشرة رواية من هو أقوى من أبي عوانة.
    وهو
    سعيد بن أبي عروبة "وكان أعلم الناس بحديث قتادة"، كذا قال أبو حاتم، وقال أبو زرعة: "من أثبت أصحاب قتادة".
    بالإضافة إلى أنه خالف رواية من
    رفعوه عن قتادة وهم جماعة ليست بالقليل بل هي كثيرة جدا فرواية أبي عوانة بلا شك شاذة.
    بل إن قتادة
    رواية خليد العصري بل ثبت تصريح قتادة في إحدى الروايات الأخرى بالسماع منه كما:
    في تفسير ابن أبي حاتم [15660]، فقال:حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ، أنبأ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ،
    حَدَّثَنِي خُلَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَصَرِيُّ.
    والله أعلم.
    .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (24): حديث اللهم أعط منفقاً خلفاً .. اللهم أعط ممسكاً تلفاً

    ما هو حكمك النهائي أخي عبد الرحمن على الحديث هل هو صحيح أم معلول؟

  5. #5

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (24): حديث اللهم أعط منفقاً خلفاً .. اللهم أعط ممسكاً تلفاً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح محمود مشاهدة المشاركة
    ما هو حكمك النهائي أخي عبد الرحمن على الحديث هل هو صحيح أم معلول؟
    هل أسأل عن حديث اتفق الشيخان في صحته وأجمعت الأمة على قبوله ولا يعلم أحد أعله؟
    .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (24): حديث اللهم أعط منفقاً خلفاً .. اللهم أعط ممسكاً تلفاً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    هل أسأل عن حديث اتفق الشيخان في صحته وأجمعت الأمة على قبوله ولا يعلم أحد أعله؟
    جزاك الله خيرا أخي الكريم عبد الرحمن .

  7. #7

    افتراضي رد: سلسلة مقارنة ودراسة (24): حديث اللهم أعط منفقاً خلفاً .. اللهم أعط ممسكاً تلفاً

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح محمود مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا أخي الكريم عبد الرحمن .
    وجزاك الله خيرا، أخي الكريم صالح.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •