بسم الله الرحمن الرحيم


- قال البيهقي: عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ الْمَدَنِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ كَعْبٍ قَالَ: إِنَّ فِيمَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مُوسَى: إِنَّا أَنْزَلْنَا الْحَقَّ لِنُبْطِلَ بِهِ الْبَاطِلَ وَنُبْطِلَ بِهِ اللَّعِبَ وَالْمَزَامِيرَ وَالْكِنَّارَات ِ وَالشِّعْرَ وَالْخَمْرَ فَأَقْسَمَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ: لَا يَتْرُكُهَا عَبْدٌ خَشْيَةً مِنِّي إِلَّا سَقَيْتُهُ مِنْ حِيَاضِ الْقُدُسِ.
قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَأَلْتُ أَبَا مَوْدُودٍ مَا الْمَزَامِيرُ؟ قَالَ: الدُّفُوفُ الْمُرَبَّعَةُ فَقُلْتُ: مَا الْكِنَّارَاتُ؟ قَالَ: الطَّنَابِيرُ.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ثنا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثنا أَبُو أَحْمَدَ شَعْثَمُ بْنُ أَصِيلٍ الْعِجْلِيُّ إِمْلَاءً بِجَنْجَرُوذَ ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ثنا أَبُو مَوْدُودٍ الْمَدَنِيُّ فَذَكَرَهُ مَعَ التَّفْسِيرِ. ه
السنن الكبرى للبيهقي 21002


- قال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنَا أَبِي ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَا ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي الْقُرْآنِ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ قَالَ: هِيَ فِي التَّوْرَاةِ أِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الْحَقَّ لِيُذْهِبَ بِهِ وَيُبْطِلَ بِهِ اللَّعِبَ وَالْمَزَامِيرَ وَالزَّفَنَ وَالْكَنَّانَات ِ يَعْنِي الْبِرَايَةَ وَالزَّمَّارَات ِ يَعْنِي بِهِ الدُّفَّ وَالْقَنَابِيرَ وَالشِّعْرَ وَالْخَمْرَ لِمَنْ طَعِمَهَا أَقْسَمَ اللَّهُ بِيَمِينِهِ وَعِزِّهِ مَنْ شَرِبَهَا بَعْدَ مَا حُرِّمَتْ لأُعَطِّشَنَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ تَرَكَهَا بَعْدَ مَا حَرَّمْتُهَا لأَسْقِيَنَّهُ إِيَّاهَا فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ. ه

تفسير ابن أبي حاتم (4/1196) والبيهقي في الكبرى 21001 والآجري في تحريم النرد (ص198) وموضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 2/519


مقارنة ودراسة:


- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَنْبَأَنَا فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ الْحِمْصِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي رَحْمَةً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ وَأَمَرَنِي أَنْ أَمْحَقَ الْمَزَامِيرَ وَالْكَّنَارَات ِ يَعْنِي الْبَرَابِطَ وَالْمَعَازِفَ وَالْأَوْثَانَ الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَقْسَمَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ بِعِزَّتِهِ: لَا يَشْرَبُ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي جَرْعَةً مِنْ خَمْرٍ إِلَّا سَقَيْتُهُ مَكَانَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُورًا لَهُ وَلَا يَسْقِيهَا صَبِيًّا صَغِيرًا إِلَّا سَقَيْتُهُ مَكَانَهَا مِنْ حَمِيمِ جَهَنَّمَ مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُورًا لَهُ وَلَا يَدَعُهَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي مِنْ مَخَافَتِي إِلَّا سَقَيْتُهَا إِيَّاهُ مِنْ حَظِيرَةِ الْقُدُسِ وَلَا يَحِلُّ بَيْعُهُنَّ وَلَا شِرَاؤُهُنَّ وَلَا تَعْلِيمُهُنَّ وَلَا تِجَارَةٌ فِيهِنَّ وَأَثْمَانُهُنّ َ حَرَامٌ. لِلْمُغَنِّيَات ِ. ه
رواه أحمد (22218) والطيالسي (1230) ومسند الحارث (771) والطبراني في المعجم (8/196) وذم الملاهي لابن عساكر (ص31) وذم الملاهي لابن أبي الدنيا (69)

قلت: فرج بن فضالة وعلي بن زيد كلاهما من الضعفاء. والقاسم بن عبد الرحمن مختلف فيه والراجح ضعفه كذلك. (انظر على الترتيب التقريب 5383 – 4734 والمجروحين لابن حبان 876)

قال الدارقطني وسئل عن حديث القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله بعثني هدى ورحمة للعالمين وأمرني أن أسحق المزامير والمعازف والخمور والأوثان ... الحديث بطوله.
فقال: يرويه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة. حدث به عنه محمد بن عبيد الله العرزمي.
وخالفه مطرح بن يزيد أبو المهلب فرواه عن عبيد الله بن زحر مرسلا عن أبي أمامة. حدث به كذلك عاصم بن محمد العمري عن عمر بن حسان عن أبي المهلب مطرح.
ورواه فرج بن فضالة أيضا عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة.
وَهَذَا إِسْنَادٌ غَيْرُ ثَابِتٍ. ه
علل الدارقطني (2698)

وقال الأستاذ شعيب الأرناؤوط في تحقيق مسند أحمد: إسناده ضعيف جداً. ه

وقال الألباني: وقد كنت أوردته من أجلهما في الصحيحة برقم 2922 ثم تبين لي أن في أحدهما ضعفا شديدا فعدلت عن تقويته. ه
تحريم آلات الطرب ص68

وروى نحوه أبو بكر الاسماعيلي في معجم أسامي الشيوخ 172 وتمام في فوائده 1673 والكامل لابن عدي 2/415 من طريق جميع بن ثوب الرحبي ثنا خالد بن معدان عن أبي أمامة.
وجميع الرحبي متروك منكر الحديث. (لسان الميزان 2/134)


- قال عبد الرزاق: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَلَفَ اللَّهُ بِعِزَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ لَا يَشْرَبُ عَبْدٌ مُسْلِمٌ شَرْبَةً مِنْ خَمْرٍ إِلَّا سَقَيْتُهُ بِمَا انْتَهَكَ مِنْهَا مِنَ الْحَمِيمِ مُعَذِّبٌ لَهُ أَوْ مَغْفُورٌ لَهُ وَلَا يَتْرُكُهَا وَهُوَ عَلَيْهَا قَادِرٌ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي إِلَّا سَقَيْتُهُ مِنْهَا فَأَرْوَيْتُهُ فِي حَظِيرَةِ الْقُدُسِ. ه مصنف عبد الرزاق (17072)

قلت: اسناده ضعيف جداً فيه رجل مبهم. وعمر بن راشد ضعيف يروي عن يحيى بن أبي كثير المناكير. (انظر تهذيب الكمال 21/341)


- قال البزار: حَدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ الْعُرُوقِيُّ حَدَّثنا شُعَيْبُ بن بيان حَدَّثنا عِمْرَانُ عَن قَتادة عَن أَنَس أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم قَالَ: مَنْ تَرَكَ الْخَمْرَ وهُو يَقْدِرُ عَلَيْهِ لأَسْقِيَنَّهُ مِنْهُ فِي حَظِيرَةِ الْقُدْسِ وَمَنْ تَرَكَ الْحَرِيرَ وهُو يَقْدِرُ عَلَيْهِ لأَكْسُوَنَّهُ إِيَّاهُ فِي حظيرة القدس. ه
مسند البزار (13/475)

قال البزار في هذا الاسناد وقد روى به عدة أحاديث هذا منها:
وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَن قَتادة إلاَّ عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ولاَ نعلمُ رَوَاهُ عَنْ عِمْرَانَ إلاَّ شُعَيْبُ بْنُ بَيَانٍ وَشُعَيْبٌ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ وَإنَّما يُكْتَبُ مِنْ حَدِيثِهِ مَا تَفَرَّدَ به. ه

قلت: اسناده ضعيف أو منكر. شعيب بن بيان ضعيف. قَالَ العقيلي: يحدث عَن الثِّقَات بِالْمَنَاكِيرِ . (انظر تحرير التقريب 2795)

وروى الامام أحمد 13360 والطبراني في الأوسط 8592 من طريق محمد بن عبد الله العمي عن علي بن زيد عن أنس مرفوعاً بلفظ: لَا يَلِجُ حَائِطَ الْقُدُسِ مُدْمِنُ الْخَمْرِ وَلَا الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَلَا الْمَنَّانُ عَطَاءَهُ.
ومحمد العمي وعلي بن زيد كلاهما من الضعفاء. (التقريب 6058- 4734)


الخلاصة:

هذا الحديث من أخبار أهل الكتاب التي يرويها كعب الأحبار وعبد الله بن عمرو ولا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وما ورد في شرب الخمر يغني عنه ما رواه مسلم (3/1588) من طريق نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا أَنْ يَتُوبَ.


كتبه
أحمد فوزي وجيه
26/10/2020