تتبعت سقوط الدولة العباسية (١٣٣ - ٦٥٦) فوجدت من الأسباب:
١- فساد البطانة، حيث ولي الوزارة أبو طالب محمد بن أحمد بن العلقمي الرافضي سنة ٦٤٢، وكان سببا في دخول التتار لبغداد.
٢- فساد القضاء، فمثلا: ولي القضاء رجل يلقب بالرفيع، كان يحضر المجلس وهو سكران، وكان دهريا مستهزئا بأمور الشرع، وغيره من القضاة الذي يأكلون أموال الناس بالباطل.
٣- تفرق المسلمين وقاتلهم لبعضهم، ففي مصر أمير، وفي الشام سبعة أمراء تقريبا، وفي خراسان أمراء، وفي أذربيجان أمراء، وهكذا، وكل أمير يقاتل آخر ويتعاون مع أمير على آخر وهكذا.
٤- تعاون بعض المسلمين مع الفرنج، حتى إنهم قاتلوا مسلمين مثلهم بمعاونة الفرنج، فقد قاتل بعض أمراء الشام الخوارزمية متعاونا مع الفرنج، وقال أحد الجنود: لما رأيتنا نقاتل وفوقنا الصلبان علمت أنا مخذولون. وبالفعل فقد انتصر الخوارزمية.
٥- ضعف الخلافة، فقد كان الخليفة المستعصم بالله عبد الله بن منصور العباسي لا يستطيع فعل شيء مطلقا، وهذه آفة قديمة في دولة بني العباس، لكنها تراكمت وازدادت.
٦- إهمال بيت الله والمساجد، فقبيل سقوط دولة بني العباس هبت ريح فأزالت ستار الكعبة، وبقيت الكعبة إحدى وعشرين يوما بلا ستار، فكان علامة على سقوط الدولة، إضافة إلى هدم كثير من المساجد أثناء محاصرة الأمراء بعضهم بعضا.
٧- إبعاد الناصحين وسلب الولايات ومنهم، فلما سلم أمير دمشق حصنا من حصونها للفرنج، لامه العز بن عبد السلام الشافعي وأبو عمرو بن الحاجب المالكي، فعزلهم وسجنهم ثم أخرجهم وألزمهم بيوتهم، فخرجوا بعد ذلك من دمشق، وغيرهم كثر.
٨- بقاء الظلم وعدم رفعه، وشيوع المنكرات، فمثلا: لم تغير المكوس أو تُزل حانات الخمر وغيرها من جميع الأمراء الحاكمين وقتئذ.
منقول
مستفاد من البداية والنهاية لابن كثير، من عام ٦٣٠ حتى ٦٥٦ مجلد: ١٧