تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: نقد فضل جنس العرب علي جنس العجم أو غيرهم من اجناس البشر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي نقد فضل جنس العرب علي جنس العجم أو غيرهم من اجناس البشر

    بسم الله الرحمن الرحيم


    هذا بحث كتبته قديما ولم انشره في مسألة فضل جنس العرب على سائر أجناس البشر ومناقشة الذين يقولون بفضل العرب كجنس على غيرهم من أجناس الامم.

    وهناك آيات من القرآن وكذا احاديث من السنة صريحة الدلالة في أن الفضل بين البشر جميعا انما هو بالتقوى والعمل الصالح والعلم النافع وليس بالجنس والنوع وإنما يميز المرء عمله.

    وقد وردت أحاديث وآثار في فضل جنس العرب يستدل بها أو ببعضها من ذهب من العلماء هذا المذهب فلابد من بيان درجتها والكلام عليها ابتداءً:


    1- قال أبو يعلى: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَطَّابٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا ذَلَّتِ الْعَرَبُ ذَلَّ الْإِسْلَامُ. ه
    مسند أبي يعلى 1881 - 2096

    قال أبو حاتم الرازي: هذا حديثٌ باطِلٌ ليس له أصلٌ. العلل 6/427
    وقال الألباني: حديث موضوع. السلسلة الضعيفة (163)


    2- قال عبد بن حميد: حدثنا محمد بْنُ بِشْرٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي وَلَمْ تَنَلْهُ مَوَدَّتِي. ه

    رواه عبد بن حميد 53 وأحمد 519 والترمذي 3928

    قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الاحمسي عن مخارق وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي.
    وقال الألباني: بل هو كذاب عند غير واحد منهم.
    وقال في هذا الحديث: موضوع. السلسلة الضعيفة (545)


    3- قال الطبراني: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ بُرَيْدٍ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلَاثٍ لِأَنِّي عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ وَكَلَامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ. ه
    المعجم الكبير 11/185 والحاكم 6999 والبيهقي في شعب الايمان 1364

    قال أبو حاتم الرازي: هذا حديثٌ كَذِبٌ. العلل 6/426
    وقال العقيلي: مُنْكَرٌ لَا أَصْلَ لَهُ. الضعفاء 3/348
    وقال الألباني: موضوع. السلسلة الضعيفة (160)


    4- قال الطبراني: حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بْنُ سَعْدٍ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ ثَنَا شِبْلُ بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ وَلِسَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ. ه رواه الطبراني في الأوسط 9147
    قلت: عبد العزيز بن عمران متروك. وقال الألباني: موضوع.
    السلسلة الضعيفة (161)


    5- قال الطبراني: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ قَالَ: نا مَعْقِلُ بْنُ مَالِكٍ الْبَاهلِيُّ قَالَ: نا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُبُّ قُرَيْشٍ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَحُبُّ الْعَرَبِ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَ الْعَرَبَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي. ه الطبراني في الأوسط 2537

    - وقال الحاكم: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ أَنْبَأَ أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ مَعْقِلَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُبُّ الْعَرَبِ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ. ه

    رواه الحاكم (6998) وأبو نعيم في الحلية (2/333) والبيهقي في شعب الايمان (1495)

    قال الذهبي في التلخيص: الهيثم بن حماد متروك.
    وقال الألباني: ضعيف جداً. السلسلة الضعيفة (1190)

    قلت: ورواه اسماعيل الصفار من مجموع في مصنفاته 575 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني عن أبي اسرائيل إسماعيل بن خليفة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك وهو منكر.
    يحيى بن عبد الحميد ضعيف متهم بسرقة الأحاديث. وأبو اسرائيل فيه ضعف وعلي بن زيد ضعيف.


    6- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ذَكَرَهُ قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا سَلْمَانُ لَا تُبْغِضْنِي فَتُفَارِقَ دِينَكَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ أُبْغِضُكَ وَبِكَ هَدَانَا اللهُ؟ قَالَ: تُبْغِضُ الْعَرَبَ فَتُبْغِضُنِي. ه
    رواه أحمد (23731) والترمذي (3927) وأبو داود الطيالسي (693)

    قال شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف لضعف قابوس بن أبي ظبيان ولانقطاعه بين أبي ظبيان واسمه حصين بن جندب وبين سلمان الفارسي. ه
    وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (2029)


    7- قال البزار: حَدَّثَنَا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي دَعَوْتُ لِلْعَرَبِ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ مَنْ لَقِيَكَ مِنْهُمْ مُصَدِّقًا بِكَ مُوقِنًا فَاغْفِرْ لَهُ. ه مسند البزار (8/49)

    ورواه البيهقي في الشعب (1499) وزاد: وَإِنَّ لِوَاءَ الْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِيَدَيَّ، وَإِنَّ أَقْرَبَ الْخَلْقِ مِنْ لِوَائِي يَوْمَئِذٍ الْعَرَبُ.
    واستنكره الألباني بهذا التمام في السلسلة الضعيفة (5880)

    قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُمَارَةَ إِلَّا مَرْوَانُ وَلَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ مَرْوَانَ إِلَّا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ.

    قلت: الحسن بن بشر قال فيه ابن حجر: صدوق يخطيء.
    وقد أشار الامام أحمد إلى خطئه في وصل هذا الحديث فقال:
    روى عن مروان بن معاوية حديثا فأسنده، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وأنا قد سمعته من مروان بن معاوية عَنْ يَحْيَى بن العجمي عَنِ الزُّهْرِيِّ حديثا فِي العرب. ه
    تاريخ بغداد 8/239

    فبيَّن الامام أحمد أن مروان الفزاري يرويه عن يحيى بن العجمي (مجهول) عن الزهري مرسلاً.
    والحديث ضعفه الألباني في السلسلة بعلة تدليس مروان بن معاوية الفزاري.


    8- قال الطبراني: حدثنا الحسنُ بن زكريَّا ثنا محمَّد بن عُمَارة بن صبيح الكوفي ثنا سَهْل بن عامر ثنا عَبَّاد بن الرَّبيع عن الأعمش عن حَبِيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: لاَ يُبْغِضُ العَرَبَ مُؤْمِنٌ ولاَ يُحِبُّ ثَقِيف مُؤْمِنٌ. ه
    المعجم الكبير 13/149

    قلت: سهل بن عامر البجلي قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ كَانَ يفتعل الحَدِيث وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث.
    الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي 1566


    9- قال الطبراني: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ وَأَبُو حَنِيفَةَ مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ ثنا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ الصَّفَّارُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ بِفِنَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّتِ امْرَأَةٌ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: هَذِهِ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ مَثَلَ مُحَمَّدٍ فِي بَنِي هَاشِمٍ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ فِي وَسَطِ النَّتْنِ فَانْطَلَقْتِ الْمَرْأَةُ فَأَخْبَرْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ حَتَّى قَامَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَالٍ تَبْلُغُنِي عَنْ أَقْوَامٍ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ سَبْعًا فَاخْتَارَ الْعُلْيَا مِنْهَا فَسَكَنَهَا وَأَسْكَنَ سَمَاوَاتِهِ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلَقَ الْأَرْضَ سَبْعًا فَاخْتَارَ الْعُلْيَا مِنْهَا فَأَسْكَنَهَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلَقَ الْخَلْقَ فَاخْتَارَ مِنَ الْخَلْقِ بَنِي آدَمَ وَاخْتَارَ مِنْ بَنِي آدَمَ الْعَرَبَ وَاخْتَارَ مِنَ الْعَرَبِ مُضَرَ وَاخْتَارَ مِنْ مُضَرَ قُرَيْشًا وَاخْتَارَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَأَنَا مِنْ خِيَارٍ إِلَى خِيَارٍ فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ وَمَنْ أَبْغَضَ الْعَرَبَ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ. ه
    رواه الطبراني (12/455) والحاكم (6953) والبيهقي في الشعب 1330

    قال أبو حاتم الرازي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. العلل 2617
    وقال الألباني: ضعيف جداً. السلسلة الضعيفة (338)
    اضافة:
    وقال الذهبي: حَدِيثٌ مُنْكَر رَوَاهُ جَمَاعَةٌ فِي كُتُبِ السُّنَّةِ وَأَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ. ه العلو ص23
    وقال العقيلي: لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. ثم ذكر الحديث وقال: وَالرِّوَايَةُ فِي هَذَا مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ لَيِّنَةٌ أَيْضًا. ه
    الضعفاء 4/388
    قلت: وفي كلام العقيلي اشارة إلى أنه لا يصح في هذا الباب شيء كحديث يزيد بن أبي زياد الذي سيأتي وغيره مما في معناه والله أعلم.



    10- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: بَلَغَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضُ مَا يَقُولُ النَّاسُ قَالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: مَنْ أَنَا؟ قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِ وَجَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ وَخَلَقَ الْقَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ وَجَعَلَهُمْ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا.ه
    رواه أحمد (1788) والترمذي (3608) والبزار (4/140) وغيرهم

    قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيث لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ إِلَّا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْعَبَّاسِ. ه

    قلت: الحديث مداره على يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف. (انظر ميزان الاعتدال 4/423)
    وقال البَرقاني: سأَلتُ الدَّارَقُطني عن يزيد بن أَبي زياد فقال: لا يُخرج عنه في الصحيح ضعيفٌ يُخطئ كثيرًا ويتَلَقن إِذا لُقِّن. سؤالاته 561

    وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3073) وقال: وقد اضطرب في إسناده فرواه هكذا (يعني عن عبد الله ابن الحارث عن عبد المطلب بن أبي وداعة) وقال مرة: عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله ... الحديث نحوه... ومرة قال: عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب عن ربيعة قال: ... فذكره نحوه. ه

    وقد ذكره الألباني في صحيح الجامع (1472) عن المطلب بن أبي وداعة. ثم ذكره في ضعيف الجامع (1605) عن العباس بن عبد المطلب.
    وهو حديث واحد اضطرب في روايته يزيد بن أبي زياد كما ذكر الألباني نفسه في السلسلة الضعيفة وهو المعتمد والله أعلم.

    ورواه أبو طاهر السلفي في المشيخة 40/ 12 من طريق زهير بن محمد بن قمير عن الحارث بن نوفل عن العباس بن عبد المطلب.
    وهذا اسناد لا يستقيم وزهير بن محمد (ت260) بينه وبين الحارث بن نوفل طبقات وأجيال.
    فهذا اسناد معضل شديد الانقطاع إن كان محفوظاً وإلا فالظاهر أن هناك سقط كبير وقع في الاسناد فقد قال زهير بن محمد: أنا الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلٍ عَنِ الْعَبَّاسِ
    وزهير قطعاً لم يقل أخبرنا الحارث وإنما هو سقط أو تصحيف.
    كذلك الحديث من رواية عبد الله بن الحارث وليس الحارث وهذا يؤكد السقط أيضاً والله أعلم.

    ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 440 من طريق صالح بن كيسان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب والعباس بن عبد المطلب قال: فذكر نحوه. ولم يسق متنه.

    قلت: عبيد الله بن عبد الله بن الحارث ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 5/321 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. ولم يرو عنه إلا الزهري.
    وروى عنه محمد بن ثابت البناني وعاصم بن عبيد الله على خلاف فيه وكلاهما من الضعفاء. وذكره ابن حبان في الثقات على عادته في توثيق المجاهيل وإلا فهو مجهول الحال.
    وعبد الله بن الحارث بن نوفل له ثلاثة أبناء:
    عبد الله بن عبد الله بن الحارث وهو محدث ثقة مشهور والبعض يخلط بينه وبين أخيه عبيد الله.
    عبيد الله بن عبد الله بن الحارث ومحمد بن عبد الله بن الحارث.
    وكلاهما مجهولي الحال ولم يرو عنهما أحد من الثقات إلا الزهري وحده والله أعلم.
    (انظر معرفة الصحابة لأبي نعيم 2747 وتحرير التقريب 6008)


    11- قال الامام مسلم: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ جَمِيعًا عَنِ الْوَلِيدِ قَالَ ابْنُ مِهْرَانَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَبِي عَمَّارٍ شَدَّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ. ه
    رواه مسلم (4/1782) وأحمد (16986) والترمذي (3606) وابن حبان (6242)

    قلت: اسناده صحيح وهو أصح ما في الباب.

    ورواه أحمد برقم (16987) وفي أوله: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ.

    قال شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح دون قوله: اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل فقد تفرد محمد بن مصعب وهو القَرْقَساني وهو ضعيف يعتبر به فى المتابعات والشواهد ولم يُتابع في هذه اللفظة. ه
    وكذلك قاله الألباني في السلسلة الصحيحة (1/611) فهذه الزيادة شاذة وليست محفوظة في الحديث والله أعلم.


    12- عن علي بن ربيعة بن نضلة أنه خرج في اثني عشر راكبا كلهم قد صحب محمد النبي صلى الله عليه وسلم غيره فيهم سلمان الفارسي وهم سفر فحضرت الصلاة فتتابع أيهم يصلي بهم فصلى بهم رجل منهم أربعة فلما انصرف قال سلمان الفارسي ما هذا مرارا نصف المفروضة نحن إلى التخفيف أفقر فقال له القوم صل بنا يا أبا عبد الله أنت أحقنا بذلك قال لا أنتم بنو إسماعيل الأئمة ونحن الوزراء. ه

    رواه ابن أبي شيبة (8161) وابن عساكر في تاريخ دمشق واللفظ له (21/437) وقد ورد في رواية ابن أبي شيبة عن علي بن ربيعة عن الربيع بن نضلة وهو خطأ وصوابه ما أثبته في الأصل من رواية ابن عساكر وصححه الألباني في الارواء (6/281) وهو موقوف.

    وقد ورد هذا الأثر بألفاظ أخرى لا تصح مثل قوله (إنا لا نؤمكم ولا ننكح نساءكم إن الله هدانا بكم) (إن الله فضلكم علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعله فيكم) وألفاظ أخرى نحوها انظر ارواء الغليل (1874)


    ويستفاد من التخريجات السابقة فوائد:

    1-لا يصح في فضل جنس العرب شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    2- عامة الأحاديث الواردة في فضل جنس العرب أحاديث ضعيفة أو مكذوبة مختلقة لا أصل لها ولا اعتبار بها.
    اضافة: علي أن الاحاديث المذكورة من رقم (1) الي رقم (8) انما تتكلم عن حب العرب وعدم بغضهم وليس عن تفضيل جنسهم او تمييز عنصرهم.

    3- ما صح عن رسول الله ليس فيه تفضيل جنس العرب على سائر الأجناس بل فيه اصطفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيار العرب وأفضلهم وأما قوله (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل) فزيادة شاذة لا يصح الاحتجاج بها وإنما الحديث الصحيح فيه الدلالة على تفضيل قبائل العرب التي تحمل نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم (كنانة وقريش ثم بني هاشم) على غيرها من قبائل العرب الأخرى لا من عموم الأجناس.
    وذلك كله إنما هو من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضله وشرف نسبه بين العرب.
    فليس في هذا الحديث الصحيح أي دلالة على فضل جنس العرب على سائر أجناس البشر.

    4- قول سلمان (أنتم بنو إسماعيل الأئمة ونحن الوزراء) هو من كلامه رضي الله عنه لم ينسبه إلى رسول الله وليس له حكم الرفع فلا يحتج به ولا ينزل منزلة الوحي المعصوم.
    على أن الامامة لا تعني تفضيل مطلق الجنس والله أعلم.

    5- فضل العرب وشرفهم هو في بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم منهم.

    فالحاصل من التخريج السابق والفوائد المستفادة ان الاحاديث في بيان فضل العرب من ناحية الجنس وتمييز العنصر اما احاديث واهية مكذوبة او احاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة
    وما صح فلا دلالة فيه علي فضل العرب كجنس او عنصر علي سائر الاجناس والامم والله اعلم.

    يتبع ان شاء الله ...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: نقد فضل جنس العرب علي جنس العجم أو غيرهم من اجناس البشر

    لو تراجع كلام ابن تيمية
    والعراقي

    وفقك الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: نقد فضل جنس العرب علي جنس العجم أو غيرهم من اجناس البشر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    لو تراجع كلام ابن تيمية
    والعراقي

    وفقك الله
    لا زال للبحث بقية سانقل فيه كلام الامام ابن تيمية والله الموفق للصواب.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: نقد فضل جنس العرب علي جنس العجم أو غيرهم من اجناس البشر

    وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على فضل جنس البشر على سائر الأجناس.
    ولكن لم يميز ربنا سبحانه أو يفاضل بين أجناس البشر .. فلا يميز الرجل نسبه أو لونه أو أصل عنصره وإنما يميز المرء علمه وعمله.

    1- قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُم ْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}

    2- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}

    3- {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}


    4- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ. ه
    رواه أحمد (23489) ومسند ابن المبارك (239) وصححه الألباني في السلسلة (2700)


    5- قال سعيد بن منصور: نا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ حَسَّانَ الْعَبْسِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: الْجِبْتُ: السِّحْرُ وَالطَّاغُوتُ: الشَّيْطَانُ وَإِنَّ الشَّجَاعَةَ وَالْجُبْنَ غَرَائِزُ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ يُقَاتِلُ الشُّجَاعُ عَنْ مَنْ لَا يَعْرِفُ وَيَفِرُّ الْجَبَانُ عَنْ أَبِيهِ وَإِنَّ كَرَمَ الرَّجُلِ دِينُهُ وَحَسَبَهُ خُلُقُهُ وَإِنْ كَانَ فَارِسِيًّا أَوْ نَبَطِيًّا. ه
    رواه سعيد بن منصور في سننه (2534) والدارقطني في سننه (3807)
    وعَلَّق البخاري طرفاً منه (6/45) فقال: وَقَالَ عُمَرُ: الجِبْتُ: السِّحْرُ وَالطَّاغُوتُ: الشَّيْطَانُ.

    قال ابن حجر في الفتح: وَإِسْنَادُهُ قَوِيٌّ وَقَدْ وَقَعَ التَّصْرِيحُ بِسَمَاعِ أَبِي إِسْحَاقَ لَهُ مِنْ حَسَّانَ وَسَمَاعِ حَسَّانَ مِنْ عُمَرَ فِي رِوَايَةِ رُسْتَةَ وَحَسَّانُ بْنُ فَائِدٍ بِالْفَاءِ عَبْسِيٌّ بِالْمُوَحَّدَة ِ قَالَ أَبُو حَاتِم شيخ وَذكره ابن حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. ه (فتح الباري 8/252)

    قلت: وله شاهد من طريق زياد بن حدير عن عمر عند البيهقي في الكبرى واللفظ له (20811) والدارقطني (3806) وابن أبي شيبة في الأدب (287: 289) وفي المصنف (25946)
    عن الشعبي قال: سمعت زياد بن حدير يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: حسب المرء دينه ومروءته خلقه وأصله عقله. ه

    قال البيهقي: هذا المَوقوفُ إسنادُه صَحيحٌ.


    ويستفاد من هذه النصوص فوائد:

    1- الله سبحانه كرم بني الانسان وفضل جنس البشر على سائر الأجناس والمخلوقات في هذا الكوكب, ولم يميز بين أجناس البشر أنفسهم فكلهم من أصلٍ واحد وأبٍ واحد.

    2- ذم الفخر بالأنساب وأن الناس أمام الله سواء عرب وعجم.

    3- الناس كلهم من آدم وآدم من تراب فلا فضل ولا فخر.

    4- اختلاف الشعوب والقبائل للتعارف والتواصل ومشاركة العلم والخبرة وجميل الأخلاق.
    ليس اختلاف الأجناس لتفاضل بعضهم على بعض بل لتعارف بعضهم على بعض.
    فلا فضل ولا ميزة في جنس شعب أو قبيلة.

    5- قوله (لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ) يشمل الناس كلها لا فرق في ذلك بين نوع الجنس وبين أفراده وآحاده وإنما الفضل بالتقوى.


    هذه هي الأدلة الواردة في الباب قمت بنقلها وتحقيقها وبيان المستفاد منها والله الموفق للصواب.

    والظاهر مما سبق أن آيات القرآن والأحاديث الصحيحة لا تساعد من ذهب إلى تفضيل جنس العرب على غيرهم من الأجناس والأمم.
    لا تساعد نصوص الشرع على هذا الفهم بل هي ترفضه وتنص صراحة على أن الفضل بالعمل والتقوى فلا فضل لعربي على أعجمي.

    وأنا أعلم أن الذين يفاضلون بين العرب والعجم يتأولون هذه النصوص بالتفريق بين النوع والأفراد, فيحملون النصوص النافية لفضل العرب على العجم بأنها في حق الأفراد فلا فضل لعربي على أعجمي فكل فرد يفضله عمله.
    أما جنس العرب نفسه فهو مميز على سائر الأجناس !

    ويقولون: الأعجمي الصالح خير وأفضل من العربي الطالح.
    ورب أعجمي خير من ألف عربي بالايمان والعمل الصالح.
    وإنما الكلام على الجنس والنوع فجنس العرب أفضل من جنس العجم.

    ويقولون: النصوص النافية للفضل والفخر هي في حق الأفراد وليست في عموم الجنس.

    أقول وبالله التوفيق:
    هذا التأويل مردود من وجوه:

    1- عامة ما ورد في فضل جنس العرب لا يصح, وما صح منه فليس فيه تفضيل جنس العرب على غيره بل فيه تفضيل بعض قبائل العرب التي تحمل نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيرها من قبائل العرب الأخرى من أجل بيان فضل رسول الله وشرف نسبه, لا من أجل تفضيل جنس العرب على عموم الأجناس.
    فلا حاجة لتأويل النصوص الأخرى لدفع التعارض طالما أن أصل الدليل القائم عليه المذهب غير صحيح.

    2- النصوص صريحة في نفي فضل العرب على العجم ليس فيها هذا التفصيل ولا يظهر منها رجحان هذا التأويل.
    فقوله عليه السلام (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ) هو خطاب لعامة الناس شعوباً وأفراداً.
    ثم إن هذا الحكم له علة, وعلة الحكم في نفي هذا الفضل منصوص عليها في نفس الحديث (أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ) وهذه العلة تشمل الشعوب والأجناس والأفراد على حد سواء ولا فرق.

    3- قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الخطاب في الآية لعموم الناس والخطاب في الآية لعامة الشعوب والقبائل وليس فقط الأفراد بل هو في الأساس لعموم الناس والأجناس.

    4- تفضيل الجنس بلا شك له تأثير على تفضيل الفرد, فكل عربي له حظ ونصيب من تفضيل جنسه.
    فقولكم إن جنس العرب أفضل من جنس العجم مع قولكم الأعجمي الصالح خير من العربي الطالح. يلزم منه أن العربي الصالح هو خيرٌ وأفضل عند الله من الأعجمي الصالح !
    وهذا تفضيل للفرد بحسب جنسه وعرقه وهو عين ما حذر منه الشارع الكريم في النصوص السابق ذكرها. فبطلان الازم دليل على بطلان الأصل والله أعلم.

    وهذا الازم صرَّح به بعضهم. قال مرعي بن يوسف الحنبلي بعد أن ذكر ذم الفخر بالنسب وأن (الفَخْر بتقوى الله وطاعتِهِ بامتثالِ أوامره واجتناب نواهيهِ) ثم قال: نَعَمْ مَنِ اتَقى الله تعالى من العَرَبِ فقد حَازَ فضيلةَ التقوَى وفضيلةَ النَسبِ ومَنْ لم يَتَقِ الله فهوَ إلى البهائم أقرب.ه
    (مسبوك الذهب في فضل العرب ص54)

    وهذا معناه أن العربي التقي أفضل من الأعجمي التقي إذ جمع بين فضيلتين: فضيلة التقوى وفضيلة النسب !
    وهذا كما ذكرت تفضيل للفرد بحسب جنسه وهو مخالف لتعاليم الكتاب والسنة الصحيحة.

    فالحاصل أن نصوص الشرع تنفي الفضل بين الناس بحسب الجنس أو النوع. ودعوى التفريق بين الجنس والفرد لا دليل عليها والله أعلم.

    يتبع ان شاء الله ...

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: نقد فضل جنس العرب علي جنس العجم أو غيرهم من اجناس البشر

    هذا وقد بحث الامام ابن تيمية المسألة في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم وذهب إلى تفضيل جنس العرب على العجم مع التنبيه على أن الأفراد فيهم من العجم من هو خير وأفضل من كثير من العرب.
    ويحسن إيراد كلامه في المسألة:

    قال الامام ابن تيمية رحمه الله:
    فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة: اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم روميهم وفرسيهم وغيرهم وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وأفضلهم نسبا. وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم لمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك يثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور.
    ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها: هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم وكان من قولهم أن الإيمان قول وعمل ونية وساق كلاما طويلا. . . . إلى أن قال:
    ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حب العرب إيمان وبغضهم نفاق. ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون بفضلهم فإن قولهم بدعة وخلاف.
    ويروى هذا الكلام عن أحمد نفسه في رسالة أحمد بن سعيد الإصطخري عنه إن صحت وهو قوله وقول عامة أهل العلم.
    وذهبت فرقة من الناس إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم وهؤلاء يسمون الشعوبية لانتصارهم للشعوب التي هي مغايرة للقبائل كما قيل القبائل للعرب والشعوب للعجم
    ومن الناس من قد يفضل بعض أنواع العجم على العرب والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق إما في الاعتقاد وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس مع شبهات اقتضت ذلك ولهذا جاء في الحديث: حب العرب إيمان وبغضهم نفاق. ه

    ثم احتج الامام ابن تيمية على صحة مذهبه بحديث واثلة بن الأسقع والأحاديث التي يرويها يزيد بن أبي زياد عند أحمد والترمذي.

    انظر اقتضاء الصراط المستقيم 1/420 : 431

    ثم قال ابن تيمية ص447: وسبب هذا الفضل والله أعلم ما اختصوا به في عقولهم وألسنتهم وأخلاقهم وأعمالهم وذلك أن الفضل إما بالعلم النافع وإما بالعمل الصالح والعلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو الفهم والحفظ وتمام وهو قوة المنطق الذي هو البيان والعبارة والعرب هم أفهم من غيرهم وأحفظ وأقدر على البيان والعبارة ولسانهم أتم الألسنة بيانا وتمييزا للمعاني....

    ثم قال: وأما العمل فإن مبناه على الأخلاق وهي الغرائز المخلوقة في النفس وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم فهم أقرب للسخاء والحلم والشجاعة والوفاء وغير ذلك من الأخلاق المحمودة لكن كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعله ليس عندهم علم منزل من السماء ولا شريعة موروثة عن نبي ولا هم أيضا مشتغلين ببعض العلوم العقلية المحضة كالطب والحساب ونحوها إنما علمهم ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب وما حفظوه من أنسابهم وأيامهم وما احتاجوا إليه في دنياهم من الأنواء والنجوم أو من الحروب فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى الذي ما جعل الله في الأرض ولا يجعل أمرا أجل منه وأعظم قدرا وتلقوه عنه بعد مجاهدته الشديدة لهم ومعالجتهم على نقلهم عن تلك العادات الجاهلية والظلمات الكفرية التي كانت قد أحالت قلوبهم عن فطرتها فلما تلقوا عنه ذلك الهدى العظيم زالت تلك الريون عن قلوبهم واستنارت بهدى الله الذي أنزل على عبده ورسوله ... الخ.

    هذا كلامه وخلاصة بحثه رحمه الله, وفيما احتج به نظر واستدراك الجواب عليه من وجوه:

    1- سبق الكلام على عامة الأحاديث التي احتج بها الامام وبيان ضعفها وأن حديث واثلة صحيح من غير زيادة (اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ) فهي شاذة ولا تصح.

    2- اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم لم يصح عليه دليل من نصوص الكتاب والسنة كما سبق بيانه.

    3- قوله (وليس فضل العرب لمجرد كون النبي منهم بل هم في أنفسهم أفضل)

    هذا الكلام مع كونه ليس عليه دليل, هو أيضاً مخالف لنصوص القرآن الدالة على أن الله فضَّل بني اسرائيل على العالمين وقت بعث الأنبياء ونزول الوحي عليهم كما في قوله تعالى (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)

    فبنو اسرائيل وقت نزول الوحي عليهم كانوا هم أفضل الخلق وصفوة البشر, والعرب موجودون آنذاك فلم يميزهم الله بل كان الفضل والنعمة لبني اسرائيل.
    وهذا التفضيل لما اختصوا به من الشريعة والنبوة وليس من أجل فضل الجنس أيضاً.

    فبنو اسرائيل آنذاك والعرب بعد ذاك جاءهم الفضل والتشريف باختصاص النبوة فيهم لا لفضل جنسهم على غيرهم.

    ولا يزال اليهود إلى الآن يعتقدون بأن الله فضلهم على العالمين لتميز جنسهم وعنصرهم على سائر البشر.
    وأن فضلهم ليس لمجرد كون الأنبياء منهم بل هم في أنفسهم أفضل وهم شعب الله المختار ميَّز الله جنسهم وعنصرهم فهذه ميزة لا تنقطع ولا تزول !

    ويرى المسلمون أن مثل هذه النعرة القومية العنصرية لا تصح فإن الله سبحانه فضَّل بني اسرائيل بأن جعل النبوة فيهم فلما كفروا واستمروا في الكفر والعصيان مقتهم وجعل النبوة في اخوانهم العرب وفضَّل الله العرب وشرَّفهم بأن جعل فيهم النبوة الخاتمة والقرآن العظيم.

    فكما أن فَضْلَ بني اسرائيل كان في منزلة النبوة والكتاب لا في تفضيل الجنس والعنصر فكذلك فضل العرب وشرفهم هو في كون النبي محمد منهم والقرآن العظيم بلغتهم وليس من أجل الجنس والعنصر.

    فتنبه لهذه المقارنة المستفادة من آيات القرآن الحكيم فبها تعرف حقيقة الفضل والتشريف وأن ما ورد في فضل العرب مع ضعفه لو تأملته فستجد محور هذا الفضل والتشريف هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم (فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا) (إن الله فضلكم علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعله فيكم)


    4- القول بتفضيل جنس العرب عموماً وليس من أجل التشريف بالنبوة يلزم منه تفضيل العرب في زمن الجاهلية على سائر الأمم والشعوب الأخرى!
    ولا أدري أي فضل كان للعرب زمن الجاهلية وعبادة الأوثان؟ حيث لا دين ولا حضارة ولا علم, يأكل القوي منهم الضعيف كما أخبروا هم عن أنفسهم بعد أن منَّ الله عليهم بالاسلام !

    وهل كان العرب أفضل من بني اسرائيل وقت أن كان فيهم موسى وهارون ويوشع وداود وسليمان ؟! وقت نزول التوراة وتعاقب الأنبياء ورفع علم الجهاد في سبيل الله ؟!
    هذا يتعارض مع التفضيل المذكور في القرآن في حق بني اسرائيل. ويتعارض كذلك مع الواقع والتاريخ المعروف وهي دعوى لا دليل عليها.

    ومحاولة الامام ابن تيمية ذكر بعض فضائل العرب وقت الجاهلية من أنهم (كانوا قبل الإسلام طبيعة قابلة للخير معطلة عن فعله)
    فهذا تأويل نظري من الامام ولا دليل عليه. وعامة البشر البسطاء الذين هم على الفطرة تجد فيهم نفس صفات الخير التي ذكرها الامام وكذلك عندهم نفس الطبيعة القابلة للخير والمعطلة عن فعله وصفات الكرم والحلم والشجاعة والوفاء وغير ذلك من الأخلاق المحمودة.

    وقد ظهر ذلك بوضوح بعد الفتوحات الاسلامية ودخول هؤلاء البسطاء في دين الله أفواجاً ونصرتهم للاسلام والجهاد في سبيل الله في صفحات مشرقة سطرها التاريخ بكل وضوح.

    فلا دليل أن هذه الصفات تميز بها العرب عن غيرهم أو أنها في العرب أقوى وأظهر من غيرهم من الأجناس.
    هذا لا دليل عليه لا في الشرع ولا في التاريخ ولا في العلم الحديث وما يقوم به من دراسة طبيعة وصفات السلوك الانساني عبر التاريخ والأمم.

    فالحاصل أن محاولة تفضيل العرب زمن الجاهلية مع كونه لا دليل عليه هو مخالف لكتاب الله تعالى الذي فضَّل فيه بني اسرائيل على العالمين والعرب منهم بلا شك.
    وأن التفضيل لبني اسرائيل وللعرب من بعدهم إنما هو تفضيل النبوة والكتاب وليس تفضيل الجنس والله أعلم.


    5- قول ابن تيمية (الذي عليه أهل السنة والجماعة) ليس معناه اجماع أهل السنة الذي لا يجوز مخالفته, وإنما المراد مذهب الجمهور.
    ولعل هذا هو مراد الامام ابن تيمية فإنه قال في الفتاوى (19/29): (وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ جِنْسَ الْعَرَبِ خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِم)
    ولا يوجد اجماع يخالف الدليل, نعم قد يكون مذهب الجمهور مخالف للدليل أحياناً وعلى من تبين له هذا أن يعتقد ما صحت به الأدلة وإن خالف الجمهور.
    وأول من خالف هنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله: وَإِنَّ كَرَمَ الرَّجُلِ دِينُهُ وَحَسَبَهُ خُلُقُهُ وَإِنْ كَانَ فَارِسِيًّا أَوْ نَبَطِيًّا.

    على أن ما نقله الامام ابن تيمية عن الكرماني ليس صريحاً في تمييز جنس العرب على سائر الأجناس فقد قال:

    ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حب العرب إيمان وبغضهم نفاق ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون بفضلهم فإن قولهم بدعة وخلاف. ه

    وهذا كلام جيد في مجمله نؤمن ونقر به. فإننا نحب العرب ونعرف لهم فضلهم وحقهم وسابقتهم في الاسلام وقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم, نحبهم ولا نبغضهم حاشا لله.
    وهذا الفضل والتشريف لا يعني تمييز الجنس والعنصر كما سبق بيانه على التفصيل. مع التحفظ على ما نُسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك لا يصح عنه كما سبق تخريجه والحمد لله.


    6- ذكر الامام ابن تيمية ص446 أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لما وضع ديوان العطاء كتب الناس على قدر أنسابهم فبدأ بأقربهم فأقربهم نسبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انقضت العرب ذكر العجم).

    والاستدلال بهذا الكلام فيه نظر.

    نعم فرض عمر العطاء على مراتب وطبقات ولكن كان ذلك بحسب السابقة في الاسلام والقرابة من رسول الله والهجرة والنصرة والجهاد, وليس على أساس الجنس هذا عربي وهذا أعجمي!
    فهذا استدلال غير صحيح والله أعلم.

    قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَزِيدَ وَهُوَ أَبُو شُجَاعٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ نَاشِرَةَ بْنِ سُمَيٍّ الْيَزَنِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ فِي يَوْمِ الْجَابِيَةِ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَنِي خَازِنًا لِهَذَا الْمَالِ وَقَاسِمَهُ لَهُ ثُمَّ قَالَ: بَلِ اللهُ يَقْسِمُهُ وَأَنَا بَادِئٌ بِأَهْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَشْرَفِهِمْ فَفَرَضَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ عَشْرَةَ آلَافٍ إِلَّا جُوَيْرِيَةَ وَصَفِيَّةَ ومَيْمُونَةَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْدِلُ بَيْنَنَا فَعَدَلَ بَيْنَهُنَّ عُمَرُ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي بَادِئٌ بِأَصْحَابِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فَإِنَّا أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا ظُلْمًا وَعُدْوَانًا ثُمَّ أَشْرَفِهِمْ فَفَرَضَ لِأَصْحَابِ بَدْرٍ مِنْهُمْ خَمْسَةَ آلَافٍ وَلِمَنْ كَانَ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْأَنْصَارِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَلِمَنْ شَهِدَ أُحُدًا ثَلَاثَةَ آلَافٍ قَالَ: وَمَنْ أَسْرَعَ فِي الْهِجْرَةِ أَسْرَعَ بِهِ الْعَطَاءُ وَمَنْ أَبْطَأَ فِي الْهِجْرَةِ أَبْطَأَ بِهِ الْعَطَاءُ فَلَا يَلُومَنَّ رَجُلٌ إِلَّا مُنَاخَ رَاحِلَتِهِ ... الحديث. ه
    رواه أحمد (15905) واسناده صحيح


    قال يعقوب الفسوي: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوهَبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ عِنْدِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ بِثَمَانِ مِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ... وذكر الحديث ثم قال عمر: رَأَيْتُ رَأْيًا فَأَشِيرُوا عَلَيَّ رَأَيْتُ أَنْ أَكِيلَ لِلنَّاسِ بِالْمِكْيَالِ فَقَالُوا: لَا تَفْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي الْإِسْلَامِ وَيَكْثُرُ الْمَالُ وَلَكِنْ أَعْطِهِمْ عَلَى كِتَابٍ فَكُلَّمَا كَثُرَ النَّاسُ وَكَثُرَ الْمَالُ أَعْطَيْتَهُمْ عَلَيْهِ قَالَ فَأَشِيرُوا عَلَيَّ بِمَنْ أَبْدَأُ مِنْهُمْ؟ قَالُوا: بِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ وَلِيُّ ذَلِكَ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ قَالَ: لَا وَلَكِنِّي أَبْدَأُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ الْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ إِلَيْهِ فَوَضَعَ الدِّيوَانَ عَلَى ذَلِكَ... الحديث. ه
    المعرفة والتاريخ 1/465-466
    قال ابن كثير: اسناده جيد صحيح. مسند الفاروق 2/478


    قال أبو عبيد القاسم بن سلام: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ الْفَهْمِيِّ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ حِينَ دَوَّنَ الدَّوَاوِينَ فَرَضَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ اللَّاتِي نُكِحْنَ نِكَاحًا فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَفَرَضَ لِجُوَيْرِيَةَ وَلِصَفِيَّةَ سِتَّةَ آلَافِ دِرْهَمٍ سِتَّةَ آلَافٍ لَأَنَّهُنَّ كَانَتَا مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَفَرَضَ لِلْمُهَاجِرِين َ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا خَمْسَةَ آلَافٍ خَمْسَةَ آلَافٍ وَفَرَضَ لِلْأَنْصَارِ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا أَرْبَعَةَ آلَافٍ أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَعَمَّ بِفَرِيضَتِهِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ فَرَضَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ صَرِيحٍ مِنَ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا وَحَلِيفٍ وَمَوْلَى شَهِدَ بَدْرًا وَجَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ حُلَفَاءَ الْأَنْصَارِ وَمَوَالِيَهُمْ فَلَمْ يُفَضِّلْ أَحَدًا مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ.ه الأموال لأبي عبيد (553)

    وقال أبو عبيد: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ وَالْأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ كُلُّهُمْ عَنْ حَكِيمِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى أُمَرَاءِ الْأَجْنَادِ: وَمَنْ أَعْتَقْتُمْ مِنَ الْحَمْرَاءِ فَأَسْلَمُوا فَأَلْحِقُوهُمْ بِمَوَالِيهِمْ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَيْهِمْ وَإِنْ أَحَبُّوا أَنْ يَكُونُوا قَبِيلَةً وَحْدَهُمْ فَاجْعَلُوهُمْ أُسْوَتَكُمْ فِي الْعَطَاءِ وَالْمَعْرُوفِ - فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.

    ثم قال: وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ قَوْمًا قَدِمُوا عَلَى عَامِلٍ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَأَعْطَى الْعَرَبَ وَتَرَكَ الْمَوَالِيَ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَمَّا بَعْدُ فَبِحَسْبِ الْمَرْءِ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ.

    وَحَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عُمَرَ نَحْوَ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ: أَلَا سَوَّيْتَ بَيْنَهُمْ؟ ه
    الأموال لأبي عبيد (572-573-574)


    وقال الطبري في تاريخه (3/613): ذكر فرض العطاء وعمل الديوان:
    وفي هذه السنة فرض عمر للمسلمين الفروض ودون الدواوين وأعطى العطايا على السابقة وأعطى صفوان بن أمية والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو في أهل الفتح أقل ما أخذ من قبلهم فامتنعوا من أخذه وقالوا لا نعترف أن يكون أحد أكرم منا فقال:

    إني إنما أعطيتكم على السابقة في الإسلام لا على الأحساب

    قالوا: فنعم إذا وأخذوا...
    ثم قال: ولما أراد عمر وضع الديوان قال له علي وعبد الرحمن بن عوف ابدأ بنفسك قال لا بل أبدأ بعم رسول اللَّه ثم الأقرب فالأقرب ففرض للعباس وبدأ به ثم فرض لأهل بدر خمسة آلاف خمسة آلاف ثم فرض لمن بعد بدر إلى الحديبية أربعة آلاف أربعة آلاف ثم فرض لمن بعد الحديبية إلى أن أقلع أبو بكر عن أهل الردة ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف في ذلك من شهد الفتح وقاتل عن أبي بكر ومن ولى الأيام قبل القادسية كل هؤلاء ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف ثم فرض لأهل القادسية وأهل الشام ألفين ألفين.... ثم فرض للروادف المثنى خمسمائة خمسمائة ثم للروادف الثليث بعدهم ثلاثمائة ثلاثمائة سوى كل طبقة في العطاء قويهم وضعيفهم

    عربهم وعجمهم... الخ. ه


    قلت: فهذا ما ورد من أخبار في قصة تقسيم عمر للعطاء والفيء وليس فيه التمييز بحسب الجنس بين العرب وغيرهم.
    وإنما بحسب السابقة والهجرة والقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    فالاستدلال بهذه الواقعة على أن عمر بن الخطاب يميز جنس العرب في العطاء على جنس العجم غير صحيح.

    فهذا فعل عمر بن الخطاب وهذا قوله رضي الله عنه لا يميز بين العربي والأعجمي على أساس الجنس وإنما (كَرَمَ الرَّجُلِ دِينُهُ وَحَسَبَهُ خُلُقُهُ وَإِنْ كَانَ فَارِسِيًّا أَوْ نَبَطِيًّا) كما قال رضي الله عنه.


    7- نحب العرب لقرابتهم من رسول الله ونعرف لهم حقهم أن بعث الله منهم خاتم المرسلين هدى للعالمين.
    ونرفض دعوى الشعوبية التي تنادي ببغض العرب واحتقارهم.
    فكما أنه لا فضل لجنس على جنس فكذلك لا احتقار لجنس والتقليل من شأنه بين أجناس البشر.


    8- اللغة العربية أفضل وأفصح لغات العالم لأنها لغة القرآن الكريم ولا يعني ذلك قصور اللغات الأخرى في العبارة والبيان وقوة المنطق.
    كذلك ليس معناه تدني الشعوب الأخرى التي لا تتكلم باللغة العربية فذلك أمر يخالف الواقع ولا دليل عليه من نصوص الكتاب والسنة.
    ففضل اللغة العربية على سائر اللغات لا يلزم منه فضل الجنس العربي على سائر الأجناس !


    9- قوله بأن العرب هم أفهم من غيرهم وأحفظ وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم وهم في الأخلاق المحمودة أوفى وأقرب.

    سبق الرد عليه وهي نظرة قاصرة شديدة التأثر بالثقافة السائدة والفترة الزمنية والبيئة التي نشأ فيها.
    فماذا لو كان الامام يعيش بيننا وفي زماننا ورأى من قوة العقل والفهم في الأمم المتقدمة وما وصلوا إليه من علوم وانجازات غيرت العالم وشكل الحياة فيه. ثم نظر إلى العرب فرآهم عالة على غيرهم في العلم والفهم والأخلاق ؟!!
    لعله لو أدرك هذا لتغير رأيه واختلف حكمه.
    فالأيام دول بين الناس, ومسيرة العلم والحضارة منذ فجر التاريخ تتعاقب فيها الأمم.
    فلا مزية لجنس على جنس فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

    والحق الذي هو مشاهد في الناس أن كثيراً من الأمم عندها من قوة العقل والفهم الشيء الكثير, كذا الأخلاق الحميدة وجميل الطباع يلمسها من خابر الأمم وعاشر الناس من مختلف الأجناس.


    خاتمة:

    هذا هو أجود ما احتج به الذين يقولون بتفضيل جنس العرب على جنس العجم وهذا هو أفضل ما قرروه من تأصيل واستدلال على صحة ما ذهبوا إليه.
    وقد ناقشت عامة ما احتجوا به من أدلة سمعية ونظرية وبينت ضعفها بحسب ما ظهر لي من أدلة وحجج وفهم لنصوص الكتاب والسنة وأقوال الأئمة وأسأل الله التوفيق والقبول.


    الخلاصة:

    قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)

    هذه آية محكمة جامعة مانعة لا استثناء منها ولا تخصيص فيها. تشمل الشعوب والقبائل أجناساً وأفراداً. وجاءت السنة فأكدتها (إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ)

    فلا تفضيل ولا تمييز بين أجناس البشر فالكل عند الله سواء والفضل بالتقوى والعمل الصالح واقامة العدل ومحاربة الظلم بين الأفراد وكذلك على مستوى الشعوب والقبائل والأجناس.

    ولا نقول كما قالت يهود: نحن شعب الله مَيَّزَ جنسنا وعنصرنا وفضلنا على العالمين.
    بل نقول البشر كلهم سواء أجناساً وأفراداً والتفضيل بالتقوى والعمل الصالح لا غير.
    وليس من تعاليم الاسلام الدعوى إلى العنصرية وتمييز جنس على سائر الأجناس والله الموفق للصواب.

    والحمد لله رب العالمين

    تنبيه: شرط النسخ والاقتباس ذكر المصدر

    كتبه
    أحمد فوزي وجيه
    (15/9/2019)

    الزيادة والتعديل
    20/10/2020

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2019
    المشاركات
    94

    افتراضي رد: نقد فضل جنس العرب علي جنس العجم أو غيرهم من اجناس البشر

    https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%...8%AC%D9%85-pdf

    البحث كاملا على ملف PDF مع زيادة وتعديل

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •