بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث كتبته قديما ولم انشره في مسألة فضل جنس العرب على سائر أجناس البشر ومناقشة الذين يقولون بفضل العرب كجنس على غيرهم من أجناس الامم.
وهناك آيات من القرآن وكذا احاديث من السنة صريحة الدلالة في أن الفضل بين البشر جميعا انما هو بالتقوى والعمل الصالح والعلم النافع وليس بالجنس والنوع وإنما يميز المرء عمله.
وقد وردت أحاديث وآثار في فضل جنس العرب يستدل بها أو ببعضها من ذهب من العلماء هذا المذهب فلابد من بيان درجتها والكلام عليها ابتداءً:
1- قال أبو يعلى: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَطَّابٍ الْبَصْرِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا ذَلَّتِ الْعَرَبُ ذَلَّ الْإِسْلَامُ. ه
مسند أبي يعلى 1881 - 2096
قال أبو حاتم الرازي: هذا حديثٌ باطِلٌ ليس له أصلٌ. العلل 6/427
وقال الألباني: حديث موضوع. السلسلة الضعيفة (163)
2- قال عبد بن حميد: حدثنا محمد بْنُ بِشْرٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُخَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ غَشَّ الْعَرَبَ لَمْ يَدْخُلْ فِي شَفَاعَتِي وَلَمْ تَنَلْهُ مَوَدَّتِي. ه
رواه عبد بن حميد 53 وأحمد 519 والترمذي 3928
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الاحمسي عن مخارق وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي.
وقال الألباني: بل هو كذاب عند غير واحد منهم.
وقال في هذا الحديث: موضوع. السلسلة الضعيفة (545)
3- قال الطبراني: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ بُرَيْدٍ الْأَشْعَرِيُّ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُحِبُّوا الْعَرَبَ لِثَلَاثٍ لِأَنِّي عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ وَكَلَامُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ. ه
المعجم الكبير 11/185 والحاكم 6999 والبيهقي في شعب الايمان 1364
قال أبو حاتم الرازي: هذا حديثٌ كَذِبٌ. العلل 6/426
وقال العقيلي: مُنْكَرٌ لَا أَصْلَ لَهُ. الضعفاء 3/348
وقال الألباني: موضوع. السلسلة الضعيفة (160)
4- قال الطبراني: حَدَّثَنَا مَسْعَدَةُ بْنُ سَعْدٍ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ نَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ ثَنَا شِبْلُ بْنُ الْعَلَاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَا عَرَبِيٌّ وَالْقُرْآنُ عَرَبِيٌّ وَلِسَانُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ. ه رواه الطبراني في الأوسط 9147
قلت: عبد العزيز بن عمران متروك. وقال الألباني: موضوع.
السلسلة الضعيفة (161)
5- قال الطبراني: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ قَالَ: نا مَعْقِلُ بْنُ مَالِكٍ الْبَاهلِيُّ قَالَ: نا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُبُّ قُرَيْشٍ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَحُبُّ الْعَرَبِ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَ الْعَرَبَ فَقَدْ أَبْغَضَنِي. ه الطبراني في الأوسط 2537
- وقال الحاكم: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ أَنْبَأَ أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ مَعْقِلَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: ثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حُبُّ الْعَرَبِ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ. ه
رواه الحاكم (6998) وأبو نعيم في الحلية (2/333) والبيهقي في شعب الايمان (1495)
قال الذهبي في التلخيص: الهيثم بن حماد متروك.
وقال الألباني: ضعيف جداً. السلسلة الضعيفة (1190)
قلت: ورواه اسماعيل الصفار من مجموع في مصنفاته 575 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني عن أبي اسرائيل إسماعيل بن خليفة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك وهو منكر.
يحيى بن عبد الحميد ضعيف متهم بسرقة الأحاديث. وأبو اسرائيل فيه ضعف وعلي بن زيد ضعيف.
6- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: ذَكَرَهُ قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا سَلْمَانُ لَا تُبْغِضْنِي فَتُفَارِقَ دِينَكَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ أُبْغِضُكَ وَبِكَ هَدَانَا اللهُ؟ قَالَ: تُبْغِضُ الْعَرَبَ فَتُبْغِضُنِي. ه
رواه أحمد (23731) والترمذي (3927) وأبو داود الطيالسي (693)
قال شعيب الأرناؤوط: إسناده ضعيف لضعف قابوس بن أبي ظبيان ولانقطاعه بين أبي ظبيان واسمه حصين بن جندب وبين سلمان الفارسي. ه
وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (2029)
7- قال البزار: حَدَّثَنَا رِزْقُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرِ بْنِ سَلْمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي دَعَوْتُ لِلْعَرَبِ فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ مَنْ لَقِيَكَ مِنْهُمْ مُصَدِّقًا بِكَ مُوقِنًا فَاغْفِرْ لَهُ. ه مسند البزار (8/49)
ورواه البيهقي في الشعب (1499) وزاد: وَإِنَّ لِوَاءَ الْحَمْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِيَدَيَّ، وَإِنَّ أَقْرَبَ الْخَلْقِ مِنْ لِوَائِي يَوْمَئِذٍ الْعَرَبُ.
واستنكره الألباني بهذا التمام في السلسلة الضعيفة (5880)
قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُمَارَةَ إِلَّا مَرْوَانُ وَلَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ مَرْوَانَ إِلَّا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ.
قلت: الحسن بن بشر قال فيه ابن حجر: صدوق يخطيء.
وقد أشار الامام أحمد إلى خطئه في وصل هذا الحديث فقال:
روى عن مروان بن معاوية حديثا فأسنده، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وأنا قد سمعته من مروان بن معاوية عَنْ يَحْيَى بن العجمي عَنِ الزُّهْرِيِّ حديثا فِي العرب. ه
تاريخ بغداد 8/239
فبيَّن الامام أحمد أن مروان الفزاري يرويه عن يحيى بن العجمي (مجهول) عن الزهري مرسلاً.
والحديث ضعفه الألباني في السلسلة بعلة تدليس مروان بن معاوية الفزاري.
8- قال الطبراني: حدثنا الحسنُ بن زكريَّا ثنا محمَّد بن عُمَارة بن صبيح الكوفي ثنا سَهْل بن عامر ثنا عَبَّاد بن الرَّبيع عن الأعمش عن حَبِيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: لاَ يُبْغِضُ العَرَبَ مُؤْمِنٌ ولاَ يُحِبُّ ثَقِيف مُؤْمِنٌ. ه
المعجم الكبير 13/149
قلت: سهل بن عامر البجلي قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ كَانَ يفتعل الحَدِيث وَقَالَ البُخَارِيّ مُنكر الحَدِيث.
الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي 1566
9- قال الطبراني: حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ وَأَبُو حَنِيفَةَ مُحَمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ الْوَاسِطِيُّ قَالَا: ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ ثنا حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ الصَّفَّارُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّا لَقُعُودٌ بِفِنَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّتِ امْرَأَةٌ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: هَذِهِ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ مَثَلَ مُحَمَّدٍ فِي بَنِي هَاشِمٍ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ فِي وَسَطِ النَّتْنِ فَانْطَلَقْتِ الْمَرْأَةُ فَأَخْبَرْتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ حَتَّى قَامَ عَلَى الْقَوْمِ فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَالٍ تَبْلُغُنِي عَنْ أَقْوَامٍ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ سَبْعًا فَاخْتَارَ الْعُلْيَا مِنْهَا فَسَكَنَهَا وَأَسْكَنَ سَمَاوَاتِهِ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلَقَ الْأَرْضَ سَبْعًا فَاخْتَارَ الْعُلْيَا مِنْهَا فَأَسْكَنَهَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلَقَ الْخَلْقَ فَاخْتَارَ مِنَ الْخَلْقِ بَنِي آدَمَ وَاخْتَارَ مِنْ بَنِي آدَمَ الْعَرَبَ وَاخْتَارَ مِنَ الْعَرَبِ مُضَرَ وَاخْتَارَ مِنْ مُضَرَ قُرَيْشًا وَاخْتَارَ مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاخْتَارَنِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَأَنَا مِنْ خِيَارٍ إِلَى خِيَارٍ فَمَنْ أَحَبَّ الْعَرَبَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ وَمَنْ أَبْغَضَ الْعَرَبَ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ. ه
رواه الطبراني (12/455) والحاكم (6953) والبيهقي في الشعب 1330
قال أبو حاتم الرازي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. العلل 2617
وقال الألباني: ضعيف جداً. السلسلة الضعيفة (338)
اضافة:
وقال الذهبي: حَدِيثٌ مُنْكَر رَوَاهُ جَمَاعَةٌ فِي كُتُبِ السُّنَّةِ وَأَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ. ه العلو ص23
وقال العقيلي: لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ. ثم ذكر الحديث وقال: وَالرِّوَايَةُ فِي هَذَا مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ لَيِّنَةٌ أَيْضًا. ه
الضعفاء 4/388
قلت: وفي كلام العقيلي اشارة إلى أنه لا يصح في هذا الباب شيء كحديث يزيد بن أبي زياد الذي سيأتي وغيره مما في معناه والله أعلم.
10- قال الامام أحمد: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ قَالَ: قَالَ الْعَبَّاسُ: بَلَغَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضُ مَا يَقُولُ النَّاسُ قَالَ: فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ: مَنْ أَنَا؟ قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ خَلْقِهِ وَجَعَلَهُمْ فِرْقَتَيْنِ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ فِرْقَةٍ وَخَلَقَ الْقَبَائِلَ فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِ قَبِيلَةٍ وَجَعَلَهُمْ بُيُوتًا فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهِمْ بَيْتًا فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا.ه
رواه أحمد (1788) والترمذي (3608) والبزار (4/140) وغيرهم
قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيث لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ إِلَّا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْعَبَّاسِ. ه
قلت: الحديث مداره على يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف. (انظر ميزان الاعتدال 4/423)
وقال البَرقاني: سأَلتُ الدَّارَقُطني عن يزيد بن أَبي زياد فقال: لا يُخرج عنه في الصحيح ضعيفٌ يُخطئ كثيرًا ويتَلَقن إِذا لُقِّن. سؤالاته 561
وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3073) وقال: وقد اضطرب في إسناده فرواه هكذا (يعني عن عبد الله ابن الحارث عن عبد المطلب بن أبي وداعة) وقال مرة: عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب قال: قلت: يا رسول الله ... الحديث نحوه... ومرة قال: عن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب عن ربيعة قال: ... فذكره نحوه. ه
وقد ذكره الألباني في صحيح الجامع (1472) عن المطلب بن أبي وداعة. ثم ذكره في ضعيف الجامع (1605) عن العباس بن عبد المطلب.
وهو حديث واحد اضطرب في روايته يزيد بن أبي زياد كما ذكر الألباني نفسه في السلسلة الضعيفة وهو المعتمد والله أعلم.
ورواه أبو طاهر السلفي في المشيخة 40/ 12 من طريق زهير بن محمد بن قمير عن الحارث بن نوفل عن العباس بن عبد المطلب.
وهذا اسناد لا يستقيم وزهير بن محمد (ت260) بينه وبين الحارث بن نوفل طبقات وأجيال.
فهذا اسناد معضل شديد الانقطاع إن كان محفوظاً وإلا فالظاهر أن هناك سقط كبير وقع في الاسناد فقد قال زهير بن محمد: أنا الْحَارِثُ بْنُ نَوْفَلٍ عَنِ الْعَبَّاسِ
وزهير قطعاً لم يقل أخبرنا الحارث وإنما هو سقط أو تصحيف.
كذلك الحديث من رواية عبد الله بن الحارث وليس الحارث وهذا يؤكد السقط أيضاً والله أعلم.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 440 من طريق صالح بن كيسان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب والعباس بن عبد المطلب قال: فذكر نحوه. ولم يسق متنه.
قلت: عبيد الله بن عبد الله بن الحارث ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 5/321 ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً. ولم يرو عنه إلا الزهري.
وروى عنه محمد بن ثابت البناني وعاصم بن عبيد الله على خلاف فيه وكلاهما من الضعفاء. وذكره ابن حبان في الثقات على عادته في توثيق المجاهيل وإلا فهو مجهول الحال.
وعبد الله بن الحارث بن نوفل له ثلاثة أبناء:
عبد الله بن عبد الله بن الحارث وهو محدث ثقة مشهور والبعض يخلط بينه وبين أخيه عبيد الله.
عبيد الله بن عبد الله بن الحارث ومحمد بن عبد الله بن الحارث.
وكلاهما مجهولي الحال ولم يرو عنهما أحد من الثقات إلا الزهري وحده والله أعلم.
(انظر معرفة الصحابة لأبي نعيم 2747 وتحرير التقريب 6008)
11- قال الامام مسلم: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْمٍ جَمِيعًا عَنِ الْوَلِيدِ قَالَ ابْنُ مِهْرَانَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ أَبِي عَمَّارٍ شَدَّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ وَاثِلَةَ بْنَ الْأَسْقَعِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ. ه
رواه مسلم (4/1782) وأحمد (16986) والترمذي (3606) وابن حبان (6242)
قلت: اسناده صحيح وهو أصح ما في الباب.
ورواه أحمد برقم (16987) وفي أوله: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلَ.
قال شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح دون قوله: اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل فقد تفرد محمد بن مصعب وهو القَرْقَساني وهو ضعيف يعتبر به فى المتابعات والشواهد ولم يُتابع في هذه اللفظة. ه
وكذلك قاله الألباني في السلسلة الصحيحة (1/611) فهذه الزيادة شاذة وليست محفوظة في الحديث والله أعلم.
12- عن علي بن ربيعة بن نضلة أنه خرج في اثني عشر راكبا كلهم قد صحب محمد النبي صلى الله عليه وسلم غيره فيهم سلمان الفارسي وهم سفر فحضرت الصلاة فتتابع أيهم يصلي بهم فصلى بهم رجل منهم أربعة فلما انصرف قال سلمان الفارسي ما هذا مرارا نصف المفروضة نحن إلى التخفيف أفقر فقال له القوم صل بنا يا أبا عبد الله أنت أحقنا بذلك قال لا أنتم بنو إسماعيل الأئمة ونحن الوزراء. ه
رواه ابن أبي شيبة (8161) وابن عساكر في تاريخ دمشق واللفظ له (21/437) وقد ورد في رواية ابن أبي شيبة عن علي بن ربيعة عن الربيع بن نضلة وهو خطأ وصوابه ما أثبته في الأصل من رواية ابن عساكر وصححه الألباني في الارواء (6/281) وهو موقوف.
وقد ورد هذا الأثر بألفاظ أخرى لا تصح مثل قوله (إنا لا نؤمكم ولا ننكح نساءكم إن الله هدانا بكم) (إن الله فضلكم علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم وجعله فيكم) وألفاظ أخرى نحوها انظر ارواء الغليل (1874)
ويستفاد من التخريجات السابقة فوائد:
1-لا يصح في فضل جنس العرب شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- عامة الأحاديث الواردة في فضل جنس العرب أحاديث ضعيفة أو مكذوبة مختلقة لا أصل لها ولا اعتبار بها.
اضافة: علي أن الاحاديث المذكورة من رقم (1) الي رقم (8) انما تتكلم عن حب العرب وعدم بغضهم وليس عن تفضيل جنسهم او تمييز عنصرهم.
3- ما صح عن رسول الله ليس فيه تفضيل جنس العرب على سائر الأجناس بل فيه اصطفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيار العرب وأفضلهم وأما قوله (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل) فزيادة شاذة لا يصح الاحتجاج بها وإنما الحديث الصحيح فيه الدلالة على تفضيل قبائل العرب التي تحمل نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم (كنانة وقريش ثم بني هاشم) على غيرها من قبائل العرب الأخرى لا من عموم الأجناس.
وذلك كله إنما هو من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضله وشرف نسبه بين العرب.
فليس في هذا الحديث الصحيح أي دلالة على فضل جنس العرب على سائر أجناس البشر.
4- قول سلمان (أنتم بنو إسماعيل الأئمة ونحن الوزراء) هو من كلامه رضي الله عنه لم ينسبه إلى رسول الله وليس له حكم الرفع فلا يحتج به ولا ينزل منزلة الوحي المعصوم.
على أن الامامة لا تعني تفضيل مطلق الجنس والله أعلم.
5- فضل العرب وشرفهم هو في بعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم منهم.
فالحاصل من التخريج السابق والفوائد المستفادة ان الاحاديث في بيان فضل العرب من ناحية الجنس وتمييز العنصر اما احاديث واهية مكذوبة او احاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة
وما صح فلا دلالة فيه علي فضل العرب كجنس او عنصر علي سائر الاجناس والامم والله اعلم.
يتبع ان شاء الله ...