بسم الله، الحمد لله، و الصلاة و السلام على رسول الله، و آله و صحبه و من والاه، أما بعد:


فالذي أعتقده في محبة الله للناس أنها على ثلاثة أقسام رئيسية:


القسم الأول: ناس لا يحبهم الله عز و جل و هم الكفار أصحاب الشمال (غير المسلمين).
الدليل: قال الله تعالى: (قل أطيعوا الله و الرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين) [سورة آل عمران: آية 32].


القسم الثاني: ناس يحبهم الله عز و جل محبة عامة و هم المسلمون أصحاب اليمين الذين تقربوا إلى الله بفعل الواجبات و ترك المحرمات.
الدليل: قال النبي عليه الصلاة و السلام في الحديث الشريف: (إن اللَّهَ قسَّمَ بينَكُم أخلاقَكُم ، كما قسَّمَ بينَكُم أرزاقَكُم ، وإنَّ اللَّهَ يُعطي الدُّنيا مَن يحبُّ ومن لا يحبُّ ، ولا يعطي الدِّينَ إلَّا لمن أحبَّ ، فمَن أعطاهُ اللَّهُ الدِّينَ فقد أحبَّهُ) [عمدة التفسير بتحقيق أحمد شاكر - موقع الدرر السنية]، و في حديث شريف آخر: (ألا لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ، اللَّهُمَّ هلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ اشْهَدْ) [صحيح مسلم - موقع الدرر السنية].
فكل مسلم يدخل الجنة فإن الله عز و جل يحبه، لأن إكرام العبد بالجنة هو من ثمرات محبة الله له.


القسم الثالث: ناس يحبهم الله عز و جل محبة خاصة و هم المسلمون السابقون المقربون و أولياءه الذين تقربوا إليه بفعل الواجبات و المستحبات و ترك المحرمات و المكروهات.
الدليل: الحديث القدسي الشريف: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ) [صحيح البخاري - موقع الدرر السنية].
هل يفهم من هذا الحديث أن الله لم يكن يحب عبده قبل أن يتقرب إليه بالنوافل؟ يغلب على ظني أن هذا ليس المراد و إنما المراد أن الله كان يحبه محبة عامة قبل تقرب العبد إليه بالنوافل ثم صار يحبه المحبة الخاصة بعد أن تقرب إلى الله بالنوافل.


أرجو أن يكون فهمي لمحبة الله صحيحاً و أرحب بأي استدراك أو تصحيح.


و الحمد لله أولاً و آخراً، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.


للاستزادة:
https://islamqa.info/ar/answers/289688/
https://bit.ly/378yQ45