وعن ابن عباس رضي الله عنه ، قال: إن أبغض الأمور إلى الله البدع.
ما صحة هذا الاثر؟
وعن ابن عباس رضي الله عنه ، قال: إن أبغض الأمور إلى الله البدع.
ما صحة هذا الاثر؟
وقد روى من طريق : ليث، عن يحيى بن أبي كثير، عن علي الأزدي، عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : " إن أبغض الأمور إلى الله البدع، وإن من البدع الاعتكاف في المساجد التي في الدور " .
ولكنه لا يصح؛ ليث هو ابن أبي سليم وهو ضعيف، ويحيى بن أبي كثير مدلس ولم يصرح بالسماع .
منقول من الشاملة .
قلتُ: بل هو منكر جدا، فقد أخرجه البيهقي في السنن الكبرى [4 : 316] من طريق حُمَيْدِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ، فقال:
ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَلِيٍّ الأَزْدِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال: فذكره.
فالإسناد إلى ليث لا يصح، ففيه يحيى بن عبد الحميد الحماني متهم بالسرقة، وشريك موصوف بسوء الحفظ.
بالإضافة إلى أنه قد خولف فيما أخرجه المروزي في السنة [84]، فقال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أَنْبَا الْمُعْتَمِرُ، وَجَرِيرٌ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ أَبْغَضَ الْأُمُورِ إِلَى اللَّهِ الْبِدَعُ ". اهـ.
وهذا إسناد رجاله ثقات، عدا ليث وفيه انقطاع بين عاصم الأحول وبين ابن عباس رضي الله عنه وغالبا الواسطة بينهما الشعبي أو عكرمة أو ثقة.
وعزاه ابن الفلح في الفروع وتصحيح الفرع (5/141) إلى حرب الكرماني وجود إسناده، بلفظ:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ امْرَأَةٍ جَعَلَتْ عَلَيْهَا أَنْ تَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِ نَفْسِهَا فِي بَيْتِهَا, فَقَالَ: بِدْعَةٌ, وَأَبْغَضُ الْأَعْمَالِ إلَى اللَّهِ الْبِدَعُ, فَلَا اعْتِكَافَ إلَّا فِي مَسْجِدٍ تقام فيه الجماعة. اهـ.
ولم أقف عليه، لكن الشطر الأخير له متابعة صحيحة فيما أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة [733]، فقال:
حَدثنِي أبي، حَدثنَا بهز بن أسيد، حَدثنَا همام، عَن قَتَادَة، عَن جَابر بن زيد، عَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: " لَا اعْتِكَاف الا فِي مَسْجِد تجمع فِيهِ الصَّلَوَات". اهـ.
والله أعلم.
جزاكم الله خيرا .