المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف
ويَعْرِفُونَ أَنَّ اللهَ وَحْدَه هو المُتَفَرِّدُ بالخَلْقِ والتَّدْبِيرِ،.. ..
(ولَكِنَّهُم يَجْعَلُونَ بَعْضَ المَخْلُوقَاتِ وَسَائِطَ بَيْنَهُم وبَيْنَ اللهِ،
هَؤُلاءِ المُشْرِكُونَ مُقِرُّونَ يَشْهَدُونَ أنَّ اللهَ هُوَ الخالِقُ الرازقُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ،
وَأنَّهُ لا يَرْزُقُ إِلاَّ هُوَ، وَلا يُحْيِي ولا يُمِيتُ إِلاَّ هُوَ، وَلا يُدَبِّرُ الأَمْرَ إِلاَّ هُوَ،
وَأَنَّ جَمِيعَ السَّماواتِ ومَنْ فِيهِنَّ، والأرَضِينَ السَّبعِ ومَنْ فِيهنَّ، كُلُّهمْ عَبِيدُهُ وتَحْتَ تَصَرُّفِهِ وقَهْرِهِ)
فَهُم مُقِرُّونَ مُذْعِنُونَ بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ ،
لَمْ يُنَازِعُوا فيه،
ولاَ جَاءَهُم الخَلَلُ من ذلك،
فهم يَعْرِفُونَ اللهَ ويَفْعَلونَ أَنْواعًا مِن العِبَادَاتِ،
إِنَّما نَازَعُوا في تَوْحيدِ العِبَادَةِ،
وجَاءَهُم الخَلَلُ بِجَعْلِ الوَسَائِطِ شُرَكَاءَ مَعَ اللهِ في العِبَادَةِ زَعْمًا مِنْهُم أَنَّهم أَقْرَبُ منهم إلى اللهِ وسِيلَةً.
هذا هو شِرْكُهُم الذي صَارُوا به كُفَّارًا مُرْتَدِّينَ.
فحَقِيقَةُ دِينِ قُرَيْشٍ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهم يَتَّخِذُونَ شُفَعَاءَ،
يَدْعُونَهُم، ويَذْبَحُونَ لَهُم، ويَهْتِفُونَ بِأَسْمَائِهِم،
يَقُولُونَ: (لَسْنَا أَهْلاً لسُؤَالِ اللهِ)
فَيَتَّخِذُونَ وَسَائِطَ أَقْرَبَ منهم إلى اللهِ ليَشْفَعُوا لهم ويَسْأَلُوا اللهَ لهم،
فأَخْبَرَهُم النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ هذا مَحْضُ حَقِّ اللهِ لاَ يَصْلُحُ منه شَيْءٌ لغَيْرِ اللهِ.
أَمَّا تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ فهم مُعْتَرِفُونَ به.
[شرح كشف الشبهات للشيخ الامام محمد ابن ابراهيم]