بسم الله الرحمن الرحيم


قال أبو نعيم: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ ثنا جَدِّي عِيسَى ثنا آدَمُ ثنا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى كَعْبِ الْأَحْبَارِ بَعْدَمَا سَلَّمَ مِنَ الْمَكْتُوبَةِ فَكَلَّمَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ كَلَامِكَ إِلَّا أَنَّ صَلَاةً بَعْدَ صَلَاةٍ لَا يُحْدَثُ بَيْنَهُمَا لَغْوٌ كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ. ه حلية الأولياء 5/384

قلت: هذا اسناد صحيح إلى يحيى بن أبي كثير لكن لم يسمعه من كعب فهو مرسل.


مقارنة ودراسة:

قال أبو داود: حَدَّثَنَا أَبُو تَوْبَةَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ. ه

رواه أبو داود (558- 1288) وأحمد (22273- 22304) والبيهقي في الكبرى (4910- 4973) وفي شعب الايمان (2803) والبغوي في التفسير (3/419) وفي شرح السنة (472) والطبراني في الكبير في مواضع عديدة (8/176-181-184-224-230-231) وفي الأوسط (3262) وفي الصغير (477) وفي مسند الشاميين (593- 878) والمتفق والمفترق للخطيب (2/1084) ومعجم ابن عساكر (1036) وفي تاريخ دمشق (56/239)
بعضهم بتمامه وبعضهم بشطره الأخير.
كلهم من طريق القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعاً.

قال ابن عساكر في المعجم: هذا حديث حسن غريب.

قلت: هو من غرائب القاسم تفرد به عن أبي أمامة.

ورواه الطبراني في الكبير (8/128) ومسند الشاميين (1549- 3416) من طريق زهير بن حرب عن الوليد بن مسلم عن حفص بن غيلان عن مكحول عن أبي أمامة مرفوعاً.

ومكحول لم يسمع من أبي أمامة ولم يره كما قال أبو حاتم الرازي (المراسيل ص212) وقال ابن معين في مكحول: لَيْسَ يثبتونه فِي رِوَايَة أبي أُمَامَة. (تاريخ ابن معين رواية الدوري 5205)

ثم إنه اختلف في إسناده على الوليد بن مسلم:
فرواه دحيم الدمشقي وهشام بن عمار وبقية بن الوليد ومحمد بن عرق الحمصي عند الطبراني وعلي بن بحر عند البيهقي في الشعب خمستهم عن الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة. وبعضهم قال عن الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث وحفص بن غيلان عن القاسم.

قلت: فعاد الحديث إلى رواية القاسم والله أعلم.

ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب عند الطبراني واضطرب في روايته فرواه تارة (8/224) عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم.
وراوه تارة (8/231) عن محمد بن يزيد عن عثمان بن أبي العاتكة عن القاسم. ولعل هذه هي المحفوظة فقد تابعه عليها الامام أحمد في مسنده (22273)
ويعقوب بن كاسب ضعيف. (تحرير التقريب 7815)

والقاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الدمشقي مختلفٌ في توثيقه. وثقه البخاري وابن معين وغيرهما. وقال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي. وقال أحمد بن حنبل: روى عنه علي بن يزيد أعاجيب وما أراها إلا من قبل القاسم. وقال: فِي حَدِيثِ الْقَاسِمِ مَنَاكِيرُ مَا يَرْوِيهَا الثِّقَاتُ. وقال ابن حبان: كان يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات.
(تهذيب الكمال 23/389 وميزان الاعتدال 3/373 والضعفاء للعقيلي 3/476)

ولي بحث تفصيلي في بيان حال القاسم بن محمد على هذا الرابط وأن الراجح ضعفه وعدم الاعتماد على ما يتفرد بروايته والله أعلم.

https://majles.alukah.net//t185895/


الخلاصة:

قوله (صَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ) لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد تفرد به القاسم بن عبد الرحمن وهو يروي الغرائب عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه يحيى بن أبي كثير عن كعب مرسلاً والله أعلم.

وهذه روابط سبق فيها مناقشة هذا الحديث

https://majles.alukah.net/t164496/

https://majles.alukah.net/t99931/

https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=368544


كتبه

أحمد فوزي وجيه
2/10/2020